درجات الحرارة تتجاوز الـ50 في 12 محافظة عراقية

وسط دعوات لتعطيل الدوام الرسمي

آثار الجفاف في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية (أ.ف.ب)
TT

درجات الحرارة تتجاوز الـ50 في 12 محافظة عراقية

آثار الجفاف في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية (أ.ف.ب)

بعد يومين من إعلان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من أن عصر الغليان العالمي بدأ من العراق، حذرت هيئة الأنواء الجوية من مغبة الاستمرار في الدوام الرسمي في البلاد بسبب احتمالية تجاوز درجة الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية في نحو 13 محافظة.

وقالت الهيئة، في بيان لها، إن «طقس البلاد ليوم السبت سيكون صحواً، ودرجات الحرارة سترتفع قليلاً عن اليوم السابق في المنطقة الوسطى، فيما سيكون الطقس في المنطقتين الشمالية والجنوبية صحواً مع بعض الغيوم، أما درجات الحرارة فستكون مقاربة لليوم السابق في المنطقة الشمالية، وسترتفع قليلاً عن اليوم السابق في المنطقة الجنوبية»، مبينة أن «درجات الحرارة العظمى سجلت في بغداد وديالى والأنبار والناصرية والبصرة والمثنى 50 درجة مئوية، وكربلاء والنجف وميسان والقادسية وواسط 51 درجة مئوية».

وأضافت أن «طقس يوم الأحد سيكون صحواً في المنطقة الوسطى، فيما سيكون الطقس في المنطقتين الشمالية والجنوبية صحواً مع بعض قطع الغيوم، ودرجات الحرارة ستكون مقاربة لليوم السابق في المنطقتين الوسطى والشمالية، فيما سترتفع درجات الحرارة في المنطقة الجنوبية من البلاد».

في السياق نفسه، توقع أحد المتنبئين الجويين استمرار تعرض العراق إلى موجة حارة بسبب «اللسان الهندي»، والمعروف بـ«جمرة القيظ» التي جثمت على البلاد والمنطقة منذ أسابيع.

وفي أحدث التوقعات له، قال قاسم عطية في تدوينة: «ستزداد شدة الموجة الحارة في عموم مدن العراق خلال الأسبوع المقبل، وتصل ذروتها منتصف الأسبوع بدرجات حرارة في العاصمـة بغداد وباقي مدن الوسط خلال النهار تتراوح ما بين 50-51 درجة مئوية، وأقل قليلاً في شمال البلاد وغربها».

فيما توقع «استمرار موجة الرطوبة والحرارة المرتفعة والمرهقة في مدن الجنوب طوال الأسبوع المقبل مع وجود السحب في مناطق متفرقة»، لافتاً إلى أن «فرص هطول زخات من الأمطار الرعدية تشمل البصرة وغربها وبادية الجنوب وغرب الأنبار والسليمانية».

ونوه إلى أن «الموجة هذه تؤثر أيضاً على بلاد الشام وشمال السعودية مع شدة وتنامي تأثير المرتفع المداري وتمركزه فوق الأردن وشمال غرب السعودية، وستكون درجات حرارة أعلى من معدلاتها بفارق 4-5 درجات مئوية»، موضحاً أن «التوقعات تشير إلى أن بلاد الشام على موعد مع تسجيل درجات حرارة قياسية قد تتخطى الأرقام المسجلة في موجات حر سابقة هناك».

* حر وكهرباء

تأتي هذه الزيادات غير المتوقعة في درجات الحرارة في وقت تعاني البلاد من تراجع كبير في ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية. ففي الوقت الذي لا يزال يعتمد العراق على الغاز الإيراني في تشغيل العديد من محطاته الكهربائية التي تعمل بالغاز، فإنه يعاني إشكالية العلاقة بين طهران وواشنطن على صعيد دفع الأموال التي ترتبت على استيراداته من الغاز بعد تكرار رفض واشنطن تحويلها بالدولار الأميركي.

ومع أن أقصى ما وصل إليه إنتاج الكهرباء في العراق يصل إلى 26 ألف ميغاواط، فإن الحاجة لا تزال ماسة إلى 10 آلاف ميغاواط إضافية، وهو ما لا يتوقع توفره خلال السنوات القليلة المقبلة.

إلى ذلك دعا مختصون وراصدون جويون إلى تعطيل الدوام الرسمي في المناطق والمدن الجنوبية في البلاد لما تشهده من ارتفاع في معدلات درجات الحرارة، الأسبوع المقبل. وبينما كانت الحكومة خلال السنوات السابقة تعطل الدوام الرسمي إذا تخطت درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية، فإن الحكومة الحالية لم تعلن عطلة رسمية حتى الآن.


مقالات ذات صلة

دراسة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول

يوميات الشرق أزمة المناخ تتسبب في زيادة طول الأيام (رويترز)

دراسة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول

كشفت دراسة جديدة عن أن أزمة المناخ تتسبب في زيادة طول الأيام، حيث يؤدي ذوبان الجليد القطبي إلى إعادة تشكيل كوكب الأرض.

«الشرق الأوسط» (برن)
يوميات الشرق الطقس العاصف في اليمن يزيد من المخاطر الجسيمة على الأرواح وتعطيل سبل العيش (إعلام محلي)

الأرقام القياسية للحرارة تتهاوى حول العالم في 2024

شهد العام 2024 تسجيل الكثير من الأرقام القياسية الجديدة في درجات الحرارة حول العالم، مع استمرار تأثير زيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على مناخ الكوكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
بيئة شخص يمسح عرقه في حوض «باد ووتر» بوادي الموت في الحديقة الوطنية بكاليفورنيا وتظهر لافتة حمراء تحذر من درجات حرارة مرتفعة (أ.ب)

2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق

قالت وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي إن الشهر الماضي كان أكثر شهور يونيو (حزيران) سخونة على الإطلاق في استمرار لسلسلة ارتفاع درجات الحرارة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
آسيا الناس ينظرون نحو منطقة غمرتها الفيضانات على طول ضفة نهر باجماتي الفائض بعد هطول أمطار غزيرة في كاتماندو بنيبال (رويترز)

فيضانات وانزلاقات أرضية تودي بحياة 14 شخصاً في نيبال

قضى 14 شخصاً على الأقل، وفُقد 9 آخرون جراء فيضانات وانزلاقات تربة تسببت فيها أمطار غزيرة في نيبال، على ما ذكرت الشرطة، الأحد.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)
يوميات الشرق عرض ليزر يضيء السماء أثناء أداء فرقة كولدبلاي  في مهرجان غلاستونبري (أ.ف.ب)

عالم الموسيقى يسعى إلى خفض بصمته الكربونية

بدأ منظمو حفلات وفرق موسيقية مثل «كولدبلاي» البريطانية تكثيف مبادراتهم، لعلَّهم يسهمون في المساعي للحد من ظاهرة تغير المناخ، بعد أن شعروا بقلق متزايد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اليمن: 257 إصابة بشلل الأطفال واتهام للحوثيين بمنع التطعيم

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)
TT

اليمن: 257 إصابة بشلل الأطفال واتهام للحوثيين بمنع التطعيم

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تسجيل 257 إصابة بشلل الأطفال، بسبب منع الحوثيين حملات التطعيم منذ أربع سنوات، وذلك مع بدء الجولة الثانية من حملة اللقاحات في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية والتي تستهدف أكثر من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة.

وفي بيان لها ذكرت «يونيسيف» أنها أطلقت مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية»، حملة اللقاحات بهدف وقف الانتشار المتزايد للنوع الثاني من فيروس شلل الأطفال المتحور الدائر، حيث سيتلقى الأطفال خلال هذه الحملة مكملات فيتامين «أ»؛ لتعزيز مناعتهم الطبيعية ضد الأمراض، إلى جانب لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد «نوع 2».

الحوثيون منعوا حملات التطعيم من منزل إلى منزل ما تسبب في عودة ظهور شلل الأطفال (الأمم المتحدة)

وبينت المنظمة أنه تم تدريب نحو 9000 عامل صحي، بمن في ذلك المشرفون وناشطو المجتمع؛ للوصول إلى مليون أسرة من خلال حملة تطعيم من منزل إلى منزل، في حملة هي الثانية للتطعيم استجابة لتفشي فيروس شلل الأطفال الذي أصاب 257 طفلاً بالشلل في اليمن.

في السياق نفسه، أكد مسؤولون في وزارة الصحة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» فشل كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لإقناع الحوثيين بالسماح بعودة حملات التطعيم الشاملة، حيث أدى منعها إلى عودة ظهور كثير من الأمراض، ومن بينها شلل الأطفال، مع تأكيد أن معظم هذه الإصابات سجلت في مناطق سيطرة الجماعة.

وقال الدكتور أرتورو بيسيجان، ممثل «منظمة الصحة العالمية» في اليمن: «إن هذه الحملة هي خطوة حاسمة في الجهود المستمرة لوقف تفشي شلل الأطفال ومنع انتشاره الذي يمكن أن يتسبب في شلل دائم». ونبه إلى أنه لا يوجد علاج معروف لهذا المرض، ولكن يمكن الوقاية منه بسهولة من خلال التطعيم.

طريقة وحيدة

ذكر ممثل «اليونيسف» في اليمن، بيتر هوكينز، أن «التطعيم هو الطريقة الوحيدة لمنع الأطفال من الإصابة بشلل الأطفال، لأنه ليس مجرد استثمار في رفاهية الأطفال الضعفاء، بل أيضاً في اقتصاد ومستقبل اليمن».

وقال هوكينز إنه «من خلال الانضمام إلى الحكومة، والزعماء الدينيين، والجهات المانحة، ووسائل الإعلام، والعاملين في الخطوط الأمامية، والمجتمعات، والآباء، سنواصل نضالنا من أجل التخلص من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم».

فرق التطعيم الميدانية في إحدى جزر محافظة حجة شمال غربي اليمن (إعلام حكومي)

وأكد المسؤول الأممي نجاح الجولة الأولى من حملة اللقاحات في الوصول إلى 1.3 مليون طفل يمني في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث تتعاون «منظمة الصحة العالمية» و«اليونيسيف» بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية والشركاء والمجتمعات؛ لضمان وصول هذه الحملة إلى كل طفل ممكن، لتعزيز مناعته ضد شلل الأطفال.

ووفق بيان «اليونيسيف»، فإنها، مع «منظمة الصحة العالمية»، تهدف إلى زيادة تغطية اللقاحات وحماية الفئات الضعيفة واستئصال شلل الأطفال من اليمن؛ إذ يتم تنفيذ هذه الحملة بدعم من مبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية، مما يعيد تأكيد الالتزام العالمي بعالم خالٍ من شلل الأطفال.

من منزل إلى منزل

كان رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك دشن الجولة الثانية من حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال في كلية الطب بجامعة عدن، من خلال إعطاء جرعات من اللقاح ضد هذا المرض لمجموعة من الأطفال.

واطلع بن مبارك من المسؤولين والمختصين على أهداف تنفيذ هذه الجولة الاحترازية، والتي يشارك فيها 12683 كادراً صحياً من منزل إلى منزل، ومن خلال المواقع الصحية يتوزعون على 6764 فرقة صحية، منها 845 فرقة ثابتة، و5919 فرقة متحركة يشرف على هؤلاء 1912 مشرفاً في القرى والتجمعات، و240 مشرفاً يتولون الإشراف على الفرق الميدانية في المديريات و84 مشرفاً يتولون الإشراف على فرق التحصين في 12 محافظة.

وفي حين يواصل الحوثيون التحريض على اللقاحات ومنع حملات التحصين الشاملة من منزل إلى منزل، دعا رئيس الحكومة اليمنية جميع الآباء والأمهات وأولياء الأمور في المحافظات المستهدفة إلى التجاوب مع الجولة الاحترازية، وعدم حرمان أطفالهم المستهدفين دون سن الخامسة من التحصين، ونبه إلى خطورة منع اللقاحات في مناطق «سيطرة الحوثي وتأثيرها المستقبلي على الأطفال».

متطوعات يمنيات ضمن حملة تحصين الأطفال في محافظة مأرب (إعلام حكومي)

يشار إلى أن المكتب الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية»، ومقره في القاهرة، أعلن في 16 يونيو (حزيران) 2009، خلو اليمن رسمياً من مرض شلل الأطفال، وقال إن هذا الإعلان جاء بعد دراسة ومراجعة لجنة الإشهاد الإقليمية التابعة للمنظمة للوثائق المقدمة من قبل لجنة الإشهاد باليمن وقبول ما جاء فيها.

وأعاد المسؤولون في الحكومة اليمنية هذا الإنجاز، حينذاك، إلى تنفيذ أكثر من تسع حملات للتحصين ضد شلل الأطفال، شملت كل مناطق البلاد، مدنها وريفها، ووصلت إلى كل منزل.

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2020، أعلنت السلطات اليمنية عودة ظهور مرض شلل الأطفال في كل من محافظتي صعدة وحجة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، وقالت إن مرد ذلك إلى قيام الحوثيين بمنع لقاح شلل الأطفال في المحافظتين لمرات عديدة، وعدّت السلطات ذلك تحدياً جديداً لليمن، وحمّلت الحوثيين المسؤولية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه «هذا الخطر الكبير».