وجبة غداء تعيد التذكير بفساد قادة الانقلاب الحوثي في اليمن

ملايين اليمنيين يواجهون خطر المجاعة ونقص الخدمات

الحوثيون يقرون تحويل مواقف مبنى وزارة الإعلام في صنعاء إلى مزرعة للحبوب (إعلام حوثي)
الحوثيون يقرون تحويل مواقف مبنى وزارة الإعلام في صنعاء إلى مزرعة للحبوب (إعلام حوثي)
TT

وجبة غداء تعيد التذكير بفساد قادة الانقلاب الحوثي في اليمن

الحوثيون يقرون تحويل مواقف مبنى وزارة الإعلام في صنعاء إلى مزرعة للحبوب (إعلام حوثي)
الحوثيون يقرون تحويل مواقف مبنى وزارة الإعلام في صنعاء إلى مزرعة للحبوب (إعلام حوثي)

بالتزامن مع تحذيرات محلية وأممية من مواجهة ملايين اليمنيين خطر المجاعة بسبب نقص المساعدات الغذائية، وتزايد الأصوات المطالبة بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، أظهرت تكاليف وجبة غداء صرفها أحد القيادات حالة البذخ التي تعيشها عناصر الميليشيات ومدى اتساع رقعة الفساد في صفوفهم.

وفيما لا يزال الشارع اليمني في صنعاء منشغلاً بالحديث عن الصراع بين أجنحة الجماعة والاتهامات المتبادلة بين قادتها بالفساد ورعاية الفاسدين، تسربت وثائق بخصوص وجبة غداء لقيادة مؤسسة الحبوب الخاضعة للجماعة الحوثية لتكشف عن حال البذخ التي يعيشها قادتها.

الكشف عن الوثائق أثار موجة غضب عارمة، حيث وجّهت انتقادات شديدة للعبث بالأموال العامة، خاصة مع استمرار قطع رواتب مئات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين منذ نهاية عام 2016.

الوثائق المسربة بيّنت أن مدير مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب مطالب من أحد المطاعم الشهيرة بصنعاء بدفع فاتورة قيمتها نحو 1500 دولار أميركي، تكاليف وليمة أقامها لبعض قادة وزارة الزراعة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.

وثيقة تطالب قيادياً حوثياً بدفع نحو 1500 دولار قيمة وجبة غداء (تويتر)

ومع انتشار هذه الوثائق في مواقع التواصل الاجتماعي، انبرت مجموعة من إعلاميي الجماعة للدفاع عن المسؤول، وقالوا إن المسؤولين في العهد السابق للانقلاب كانوا ينفقون أكثر من ذلك، لكن هؤلاء ووجهوا بسيل من الانتقادات والسخرية التي شارك فيها مؤيدون للجماعة الانقلابية حيث استنكروا هذا الفساد، في حين أن الموظفين من دون رواتب منذ نحو 7 أعوام.

اتهامات للجماعة بالفساد

واصل نشطاء وموظفون هجومهم على قيادة الجماعة ومسؤوليها، واتهموهم بالفساد والاستيلاء على عائدات الدولة، وحرمان الموظفين من رواتبهم، وحمّلوهم مسؤولية فشل المقترحات التي قدّمتها الحكومة والتحالف الداعم لها، بشأن صرف رواتب جميع الموظفين، وسخروا من اعتراف رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط بأن جماعته هي التي أفشلت ذلك المقترح، لأنها تريد حصة من عائدات تصدير النفط، واعتبروا ذلك إقراراً صريحاً بأن الجماعة الانقلابية تستخدم بند المرتبات ومعاناة الموظفين للابتزاز السياسي.

القيادي السابق في ما تسمى اللجنة الثورية العليا للحوثيين، محمد المقالح، شارك في هذه الانتقادات، ورأى أن مؤسسة الحبوب ذاتها ووزارة الزراعة تنهبان لصالح سلطة أخرى هي اللجنة الزراعية، في إشارة إلى الكيانات الموازية التي أوجدتها الجماعة الانقلابية بدلاً عن مؤسسات الدولة اليمنية، وقال المقالح: «في هذه اللجنة الزراعية ستجدون المليارات تهدر والإنفاق على مشروعات وهمية بمبالغ لا يتصورها خيالكم المحدود».

وانتقد المقالح المدافعين عن فساد مدير مؤسسة الحبوب، وقال: «إن الوقاحة التي لا تعرف الحياء هي حين تقول له إنك فاسد، وهذا المبلغ الكبير أخذته من خزينة الدولة اليوم، وبالتالي من جيوب الفقراء والمعدمين، فيرد عليك؛ لكن فلاناً أخذ من خزينة الدولة بالأمس أكثر مني».

وفي إطار الحملة التي يقودها نشطاء ضد فساد جماعة الحوثي الانقلابية، كشف هؤلاء أن وزير الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب محمد المطهر متورط في الفساد عندما تم تعيينه نائباً لرئيس شركة الغاز، كما أن تعيينه في المنصب مخالفة للقانون، لأنه لم يكن موظفاً في الأساس، علماً أن المطهر هو الذي يقود الحرب ضد اتحاد الغرف التجارية، وهو من قام باقتحام مقر الغرفة التجارية في صنعاء، وعيّن أحد قادة الميليشيات على رأس قيادتها.

يعيش قادة الجماعة الحوثية حالة بذخ بينما ملايين اليمنيين مهددون بالمجاعة (إعلام حوثي)

وبحسب وثيقة من إحدى الهيئات التي شكّلتها الجماعة لمكافحة الفساد، فإن مطهر استولى على أكثر من 400 ألف دولار أثناء توليه منصب نائب رئيس شركة الغاز، وكان يجب محاكمته واستعادة الأموال التي نهبها، إلا أن الانقلابيين بدلاً عن ذلك عيّنوه وزيراً للصناعة والتجارة.

وتؤكد الوثيقة أن الرجل لم يكن من ضمن الكادر الوظيفي للدولة، ولم يتدرج في السلم الوظيفي، وأنه تم إسقاط اسمه من الشكوى المنظورة أمام نيابة الأموال العامة الخاصة بفساد قيادة شركه الغاز.

النشطاء ذكروا أيضاً أن شقيق الوزير الحوثي، واسمه نبيل، وهو الذي عيّن مديراً لمنشأة رأس عيسى على البحر الأحمر، لم يكن ضمن الكادر الوظيفي للدولة، كما أنه متورط بقضايا فساد، وقد تم استدعاء كل قيادات شركة النفط بالحديدة للنيابة للتحقيق معهم، في حين تم استبعاده لأسباب غير معروفة.

أطفال ينقلون المياه على ظهور الحمير قرب مخيم للنازحين في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة اليمنية (أ.ف.ب)

وعلى صعيد متصل بالفساد، كشفت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب أن العائدات الشهرية لصندوق دعم المعلمين تتجاوز المليون ونصف المليون دولار، وأن الصندوق قام بإقراض وزارة مالية الانقلاب، فيما المعلمون من دون رواتب ولا حوافز.

وذكرت المصادر أن الوزارة التي يقودها يحيى الحوثي، وهو شقيق زعيم الميليشيات، تحصل سنوياً على ملايين الدولارات لطباعة كتب المناهج الدراسية، التي يتم طبعها أساساً في مطبعة الكتاب المدرسي التابعة للوزارة، ومع ذلك تقوم مكاتب وزارة التربية والتعليم في المحافظات ببيع الكتب المدرسية للطلاب بمبالغ مالية باهظة.


مقالات ذات صلة

انقلابيو اليمن يكثفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

العالم العربي أجبر الحوثيون طالبات مدرسة في إب على تنظيم فعالية تعبوية (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يكثفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

أجبرت جماعة الحوثي المدارس الحكومية والأهلية في محافظة إب اليمنية على تخصيص برامج وأنشطة ذات صبغة طائفية ضمن احتفالات الجماعة بالذكرى السنوية لقتلاها

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي اعترضت المدمرة الأميركية هجمات جوية للحوثيين استهدفت سفناً تجارية (أ.ب)

مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة

اتهم مسؤول عسكري يمني الحوثيين باستدعاء الأساطيل الأجنبية إلى المنطقة من خلال الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، ورأى في ذلك خدمة لإيران.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عناصر البحرية الأميركية يقومون بتدريبات تحاكي عمليات تفتيش السفن وتحريرها (البحرية الأميركية)

الحوثيون يتبنون هجوماً جديداً على سفينتين ويتوعدون بالمزيد

تبنت الجماعة الحوثية، الأحد، هجوماً جديداً على سفينتين دوليتين في البحر الأحمر، زعمت أنهما إسرائيليتان، وتوعدت بالمزيد من الهجمات تنفيذاً لتوجيهات زعيمها الحوثي

علي ربيع (عدن)
العالم العربي يعاني اليمن من تقلبات المناخ بين الجفاف الشديد والفيضانات (رويترز)

تقديرات أممية: تغير المناخ قد يقتل 120 ألف يمني خلال 3 عقود

توقع تقرير أممي وفاة 121 ألف يمني بسبب تغير المناخ خلال ثلاثة عقود، إلى جانب خسائر تقدر بـ93 مليار دولار، وإصابة الملايين بسوء التغذية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي تشهد الأسواق اليمنية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مزيداً من الركود (أ.ف.ب)

تفاقم الركود الاقتصادي والعقاري في مناطق سيطرة انقلابيي اليمن

فرضت الجماعة الحوثية قيوداً وإتاوات على الحركة التجارية وسوق العقارات في مناطق سيطرتها، ما أدى إلى ركود حاد

وضاح الجليل (عدن)

انقلابيو اليمن يكثفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

تجمع طالبات في مدرسة أروى للبنات بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)
تجمع طالبات في مدرسة أروى للبنات بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يكثفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

تجمع طالبات في مدرسة أروى للبنات بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)
تجمع طالبات في مدرسة أروى للبنات بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)

أجبرت جماعة الحوثي المدارس الحكومية والأهلية في محافظة إب اليمنية على تخصيص برامج وأنشطة ذات صبغة طائفية تستهدف عقول الطلبة ضمن احتفالات الجماعة بالذكرى السنوية لتمجيد قتلاها، وذلك بالتوازي مع حملة واسعة للجباية من أجل دعم المجهود الحربي.

جاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر تربوية لـ«الشرق الأوسط» عن ارتكاب الجماعة الحوثية موجة جديدة من التعسفات ضد قطاع التعليم العام في المحافظة (193 كيلومترا جنوب صنعاء)، من بينها اقتحام مدارس وطرد تربويين وإجبار طلبة وتربويين على تقديم تبرعات تحت أسماء متعددة، وترديد «الصرخة الخمينية».

أجبر الحوثيون طالبات مدرسة في إب على تنظيم فعالية تعبوية (فيسبوك)

وألزم القيادي الحوثي محمد الغزالي المعين مديراً للتعليم في إب فروع مكاتب التربية ومديري مراكز التعليم والمدارس ومسؤولي الأنشطة في 22 مديرية تتبع المحافظة بتسخير جهودهم وطاقاتهم من أجل الاحتفال بما يسمى ذكرى «أسبوع الشهيد»، وتكثيف البرامج والأنشطة ذات المنهج الطائفي وإقامة معارض لصور القتلى وتنظيم زيارات جماعية إلى مقابرهم.

تهديد بالعقوبة

المصادر التربوية، أفادت بأن تحرك الجماعة الحوثية في إب جاء تنفيذاً لتعميمات أصدرها يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة المعين وزيرا للتعليم بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها إلى مكاتب التربية في إب وبقية المحافظات، مع توعد الجماعة بإجراءات عقابية بحق التربويين والمدارس الرافضة للتعليمات.

وقوبل التعميم الحوثي الذي يترافق مع موعد بدء الفصل الدراسي الثاني بحالة من الاستنكار والرفض الشديدين من قبل مسؤولين تربويين ومعلمين وطلبة مدارس وأولياء أمورهم.

وكشف مدير مدرسة حكومية في إب، طلب إخفاء اسمه، عن أن الجماعة أجبرت مديري المدارس بالقوة على تحشيد الجميع بمن فيهم المعلمون المضربون عن التدريس وأسر وذوو الطلبة والطالبات من أجل الحضور والمشاركة في الفعاليات التعبوية التي تقيمها الجماعة.

تجمع معلمات وطالبات في مدرسة أروى بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)

وطلبت الجماعة من مديري المدارس في إب الرفع بأسماء المدرسين الرافضين المشاركة بفعاليات الاحتفال بالذكرى السنوية لتمجيد قتلاها، حتى يتسنى لها اتخاذ التدابير العقابية تجاههم، رغم تجاهلها المطالب بدفع مرتباتهم المنقطعة منذ أكثر من سبع سنوات.

وأفاد مدير المدرسة لـ«الشرق الأوسط»، بقيام مشرفين حوثيين بزيارات ميدانية إلى المدارس للحض على ضرورة التخفيف من الحصص الدراسية اليومية وتكثيف البرامج والأنشطة ذات الطابع التعبوي.

تعسفات متكررة

على صعيد تعسفات الجماعة الحوثية بحق التربويين في إب، اقتحم القيادي الحوثي محمد الغزالي المعين مديرا للتعليم في المحافظة برفقة مسلحين تابعين له مدرسة «أروى للبنات» بمدينة إب وتهجم على وكيلة المدرسة نادية القاضي، مع الإساءة إليها ثم طردها من المدرسة.

وسبق للقيادي الحوثي طرد مدير مدرسة «الشهيد الصباحي» أثناء لقاء جمعه بمديري مدارس مديرية الظهار وسط إب، كما طرد مدير «مدرسة الثورة» بمديرية جبلة، بعد اتهامهما بالمشاركة مع معلمين آخرين بتنفيذ إضرابات تطالب بالرواتب.

وكان البنك الدولي سلط، في تقرير سابق له، الضوء على مزيد من تدهور جودة التعليم في اليمن جراء استمرار الصراع الدائر في البلد منذ عدة أعوام.

وقفة احتجاجية لمعلمات في إب تنديداً بتعسفات قيادي حوثي (فيسبوك)

وبحسب البنك الدولي فقد أدى الصراع المستمر إلى تدهور مزيد من جودة التعليم في اليمن وقاد إلى تسرب الطلاب، مؤكدا أن التعليم عالي الجودة بات يمثل مشكلة في اليمن. ولفت التقرير إلى مواجهة كثير من الأسر اليمنية صعوبات كبيرة لديهم في إرسال أطفالهم إلى المدارس.

وكشف التقرير عن وجود أسباب رئيسية قادت للتدهور الملحوظ في الجودة والتسرب من التعليم؛ مؤكدا أن بعضها تمثل في النقص بتوفر المعلمين، ونقص الكتب المدرسية المطبوعة، وأوجه القصور في البنية التحتية، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتدهور دخل الأسر، والمسافة إلى المدارس، وعدم توفر خيارات النقل.


مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة

المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
TT

مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة

المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)
المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» التي تصدت لهجمات الحوثيين (أ.ب)

اتهم مسؤول عسكري يمني الحوثيين باستدعاء الأساطيل الأجنبية إلى المنطقة من خلال الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، ورأى في ذلك خدمة لإيران، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات لا تخدم القضية الفلسطينية، وتضرب تعاطف الرأي العام الدولي مع الأبرياء في قطاع غزة.

ويوم الأحد، تبنت الجماعة الحوثية هجمات على سفينتين في البحر الأحمر زعمت أنهما إسرائيليتان، وقالت القيادة الأميركية المركزية إن إحدى مدمراتها استجابت لنداءات استغاثة، وتصدت للهجمات.

اعترضت المدمرة الأميركية هجمات جوية للحوثيين استهدفت سفناً تجارية (أ.ب)

وقال العميد صادق دويد المتحدث الرسمي باسم قوات المقاومة الوطنية اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن تصعيد إسرائيل لجرائم حربها في غزة مُدان عند كل إنسان في اليمن والعالم، ولكن العبث بأمن وسيادة المياه اليمنية، والممرات البحرية الدولية هو خدمة لإيران، وتغطية لعجزها وسوء إدارتها لوكلائها في المنطقة.

وأكد العميد دويد أن استهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر «جريمة مدانة لا تخدم القضية الفلسطينية، ولا تنتصر لها، وتغطي على جرائم الاحتلال، وتضرب تعاطف الرأي العام الدولي غير المسبوق مع الأبرياء في قطاع غزة؛ في مقتل»، وفق تعبيره.

ورأى القائد العسكري اليمني أن الهجمات الحوثية التي كان آخرها استهداف سفينتين تجاريتين في جنوب البحر الأحمر «إهدار لسيادة اليمن على مياهه واستجلاب للفوضى»، إلى جانب كونها «استدعاءً لمزيد من الأساطيل والقوى الدولية إلى المنطقة».

خدمة لإيران

الكاتب اليمني نبيل الصوفي رأى أن الهجمات الحوثية على «التجارة الدولية» في باب المندب تزيد من الدعم الدولي لإسرائيل، وتؤكد أن شمال اليمن أصبح منطقة «سائبة» للحرس الثوري الإيراني كمعسكر فقط، ليس عليه أي التزامات لمصالح البلاد في الوقت الذي تنقطع فيه كل سبل الحياة، ويعيش الناس عالة على المساعدات.

المدمرة «يو إس إس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس في أكتوبر الماضي (رويترز)

‏ويؤكد الصوفي في تعليقه على الهجوم الحوثي الأخير أن «حزب الله» وأذرع إيران الأخرى لم تسجل أي خرق دولي مثل الذي يفعله الحوثي، بضرب مؤسسات التجارة الدولية غير المملوكة للحكومات أصلاً، فالشركات اليوم - وفق تعبيره - هي شركات متعددة تديرها بورصات وشركات تأمين وإعادة التأمين وتشغيل وإيجارات وملكيات عدة.

‏وقال إنه بدلاً من التركيز على فرصة السلام واستغلال إعادة تشغيل ميناء الحديدة لما فيه صالح الناس، يثبت الحوثي يوماً بعد يوم أنه غير قادر أصلاً على أن يكون يمنياً يقدر مصلحة البلاد والناس الذين تحت سلطته وسطوته.

و‏من جهته، يحذر الباحث إبراهيم جلال من أن المغامرات الحوثية المتكررة التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية سترفع تكلفة تأمين النقل والبضائع، ومن ثم ارتفاع الأسعار، كما أنها ستخلق مبررات متعددة لعسكرة خليج عدن والبحار المرتبطة به، من حيث الأساطيل البحرية والقواعد العسكرية والتدابير الأمنية لدول متعددة على المدى المتوسط.

أما الصحافي اليمني صادق الوصابي فيرى أن القرصنة هي وظيفة الحوثيين منذ زمن وليس الآن على حد تعبيره، وقال إنهم ومنذ سنوات، يقومون بقرصنة ونهب سفن الصيادين اليمنيين واعتقالهم والدفع بهم نحو هاوية الفقر والجوع، ويمتهنون التهريب وتفخيخ السفن والقوارب منذ أن سيطروا على أجزاء من سواحل البلاد، كما وصل بهم الجُرم والقبح لاستهداف النازحين والهاربين بالقوارب في عدن عام 2015 وقتل العشرات منهم. ‏

تنشط القوات الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن لتأمين الملاحة (البحرية الأميركية)

وكانت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» قد أعلنت أن مدمرة أميركية أسقطت طائرات مسيّرة عدة، الأحد، خلال تقديمها الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن.

وقالت «سنتكوم» في بيان: «وقعت 4 هجمات على 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر». وأضاف البيان أن «المدمرة يو إس إس كارني» من فئة آرلي بيرك استجابت لنداءات استغاثة من السفن، وقدمت لها المساعدة»، وأسقطت 3 طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى المدمّرة خلال النهار.


الحوثيون يتبنون هجوماً جديداً على سفينتين ويتوعدون بالمزيد

عناصر البحرية الأميركية يقومون بتدريبات تحاكي عمليات تفتيش السفن وتحريرها (البحرية الأميركية)
عناصر البحرية الأميركية يقومون بتدريبات تحاكي عمليات تفتيش السفن وتحريرها (البحرية الأميركية)
TT

الحوثيون يتبنون هجوماً جديداً على سفينتين ويتوعدون بالمزيد

عناصر البحرية الأميركية يقومون بتدريبات تحاكي عمليات تفتيش السفن وتحريرها (البحرية الأميركية)
عناصر البحرية الأميركية يقومون بتدريبات تحاكي عمليات تفتيش السفن وتحريرها (البحرية الأميركية)

تبنت الجماعة الحوثية، الأحد، هجوماً جديداً على سفينتين دوليتين جنوب البحر الأحمر، زعمت أنهما إسرائيليتان، في حين قال البنتاغون إن سفينة حربية أميركية وعدة سفن تجارية تعرضت لهجوم.

وتوعدت الجماعة المدعومة من إيران بمزيد من الهجمات تنفيذاً لتوجيهات زعيمها عبد الملك الحوثي، إذ تدعي الجماعة أنها تشن الهجمات نصرة للفلسطينيين في غزة.

وفي وقت سابق، أكدت بريطانيا وأميركا وقوع الهجمات دون مزيد من التفاصيل، فيما تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تقوم بهجماتها تنفيذاً لأوامر إيرانية، وليست لها علاقة بالقضية الفلسطينية.

تتولى قوات دولية متعددة حماية الملاحة في البحر العربي وخليج عدن (البحرية الأميركية)

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان، إن جماعته نفّذت صباح الأحد عمليةَ استهداف لسفينتين، زاعماً أنهما إسرائيليتين في باب المندب، وهما سفينة «يونِتي إكسبلورر» وسفينة «نمبر ناين»، وأن الأولى استهدفت بصاروخ بحري، والثانية بطائرة مسيرةٍ بحرية، بعد رفضهما الرسائلَ التحذيرية من قبل الجماعة. على حد قوله.

وتوعد متحدث الجماعة العسكرية بشن مزيد من الهجمات، ومنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، زاعماً أن ذلك يأتي تنفيذاً لأوامر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية، التابعة للبحرية البريطانية، في وقت سابق (الأحد)، إنها تلقت تقريراً عن تحليق طائرات مسيرة، جاءت من اتجاه اليمن، وانفجار محتمل قرب مضيق باب المندب بالبحر الأحمر.

ونصحت الهيئة السفن القريبة من المنطقة باتباع التوجيهات بشأن الذخائر الطائرة، وتوخي الحذر وإبلاغها عن أي نشاط مريب. وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وجاء هجوم الجماعة الحوثية عقب تنديد مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات بالهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعة على سفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر، ودعوته إلى الإفراج عنها وعن طاقمها.

وطالب أعضاء مجلس الأمن بوقف جميع الهجمات والتصرفات والإفراج الفوري عن السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها.

وشددوا على أهمية الحقوق والحريات الملاحية لجميع السفن في خليج عدن والبحر الأحمر، بموجب القانون الدولي، وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن في المنطقة.

مسلحان حوثيان يقفان أمام السفينة الدولية «غالاكسي ليدر» المختطفة لدى الجماعة (إكس)

وتزامناً مع الهجمات الجديدة، أعادت وزارة الخارجية الأميركية التذكير ببيان مجلس الأمن، الأحد، وقالت في بيان على منصة «إكس»: «إنّ الهجمات المستمرة على السفن في المنطقة تُشكّل خطراً كبيراً على الأمن البحري».

وكانت الجماعة المدعومة من إيران قرصنت الشهر الماضي سفينة «غالاكسي ليدر»، وهي سفينة شحن دولية تديرها شركة يابانية، كما تبنت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.

وقبل أسبوع، تمكنت البحرية الأميركية من تحرير السفينة «سنترال بارك» في خليج عدن بعد سيطرة مسلحين عليها، قالت إن عددهم 5 أشخاص، بالتزامن مع إطلاق الحوثيين صاروخين على مدمرة أميركية كانت تتولى عملية إنقاذ السفينة.

وحذّرت الحكومة اليمنية مراراً من «خطورة الميليشيا الحوثية الإرهابية وأجندتها المرتبطة بمصالح ومشاريع التخريب الإيرانية في المنطقة». وأكدت في أحدث بياناتها «أن الأعمال الحوثية لا تمت بأي صلة للقضية الفلسطينية، ولا تخدم نضالات الشعب الفلسطيني، إذ إن الجماعة التي أوغلت في قتل وتعذيب الشعب اليمني لا يمكن أن تكون نصيراً للقضايا العادلة».


مصر تستقبل جرحى غزة... ودعم إيطالي - فرنسي

سفينة طبية إيطالية تصل ميناء العريش البحري (محافظة شمال سيناء)
سفينة طبية إيطالية تصل ميناء العريش البحري (محافظة شمال سيناء)
TT

مصر تستقبل جرحى غزة... ودعم إيطالي - فرنسي

سفينة طبية إيطالية تصل ميناء العريش البحري (محافظة شمال سيناء)
سفينة طبية إيطالية تصل ميناء العريش البحري (محافظة شمال سيناء)

واصلت مصر استقبال الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح الحدودي، في حين استقبل محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، الأحد، سفينة طبية إيطالية، أثناء وصولها إلى ميناء العريش البحري.

وتُعد السفينة هي الثانية من نوعها؛ إذ سبقها وصول السفينة الطبية الفرنسية «ديكسمود» التي تستقبل الجرحى الفلسطينيين، وتجري لهم العمليات الجراحية اللازمة، عن طريق فريق طبي فرنسي.

وثمَّن المحافظ المصري جهود إيطاليا للإغاثة، مؤكداً التنسيق بين وزارات الصحة الإيطالية والمصرية والفلسطينية لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

وتُعدّ السفينة الإيطالية، وفق بيان المحافظ، مستشفى عائماً بطاقة 16 سريراً، وتضم غرفتي عمليات وغرف رعاية وأشعة مقطعية ومعدات تشخيصية وأدوية ومستلزمات طبية، وطائرتين هليكوبتر لتقديم الرعاية الكاملة للجرحى الفلسطينيين، من خلال فريق طبي يضم 15 طبيباً.

وكان شوشة استقبل أيضاً العميد بحري جاك مالار، قائد السفينة الطبية الفرنسية «ديكسمود»، بمدينة العريش، وأكد المحافظ دور بلاده تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، من خلال استقبال المساعدات وإدخالها للقطاع، مضيفاً أن توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي «استقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وعلاجهم في مختلف المستشفيات المصرية، مهما بلغت التكاليف».

ونقل بيان للمحافظة عن قائد السفينة الطبية الفرنسية قوله إن السفينة «ديكسمود» من فئة «الميسترال»، وهي عبارة عن مستشفى عائم بطاقة 40 سريراً و25 سريراً داخلياً و15 سرير عناية متوسطة و5 أسرَّة عناية بالأطفال، وغرفتي عمليات مجهزة و20 طبيباً فرنسياً. وأضاف مالار أن السفينة استقبلت 17 جريحاً فلسطينياً للعلاج، معلناً عن إجراء 6 عمليات جراحية في المستشفى الطبي الفرنسي العائم بالعريش.

من جانبه، قال خالد زايد رئيس «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، إن 3 شاحنات وقود عبرت معبر رفح إلى داخل قطاع غزة. وأضاف، في بيان، الأحد، أن 280 من الأجانب ومزدوجي الجنسية وصلوا إلى معبر رفح تمهيداً للعبور للجانب المصري، كما أشار إلى أن 5 مصابين يرافقهم 5 من أقاربهم وصلوا إلى معبر رفح تمهيداً للعبور والانتقال إلى مستشفيات العريش.

ونوه زايد بأن 111 شاحنة مساعدات طبية وإنسانية اتجهت إلى معبر العوجة الحدودي تمهيداً لإنهاء إجراءات التفتيش ودخول غزة. وقال إن 20 مصاباً من غزة تم نقلهم جواً بطائرة من مطار العريش إلى العلاج في مستشفيات تونس، وذلك بمبادرة من الرئيس التونسي.

وكانت وزارة الطوارئ الروسية، أعلنت، الأحد، عبور 133 مواطناً روسياً من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح. ونقلت «وكالة تاس للأنباء» عن الوزارة قولها: «تواصل قوة مهام وزارة الطوارئ الروسية في مصر مهامها لاستقبال المغادرين لمعبر رفح. وقد عبر 133 مواطناً روسياً آخر وأفراد أسرهم المعبر».

وأضافت الوزارة أنه تم استقبال المغادرين في مقر قوة المهام بالقاهرة «حيث يقدم لهم مسعفون واختصاصيون نفسيون وأطباء كل المساعدة الطبية والنفسية اللازمة، والماء والغذاء، ويساعدونهم في استكمال الإجراءات الورقية المطلوبة». وأشارت وزارة الطوارئ إلى أن طائرة تابعة لها ستنقلهم بعد ذلك إلى موسكو.

كانت وزارة الطوارئ الروسية أعلنت من قبل أنها أجلت 750 روسياً من قطاع غزة منذ بدء عمليات الإجلاء.


الهجوم الإسرائيلي على جنوب غزة يجدد مخاوف مصرية من «التهجير»

السيسي خلال لقاء هاريس في دبي (السفارة الأميركية في القاهرة)
السيسي خلال لقاء هاريس في دبي (السفارة الأميركية في القاهرة)
TT

الهجوم الإسرائيلي على جنوب غزة يجدد مخاوف مصرية من «التهجير»

السيسي خلال لقاء هاريس في دبي (السفارة الأميركية في القاهرة)
السيسي خلال لقاء هاريس في دبي (السفارة الأميركية في القاهرة)

جدّد تحذير أممي من مخاطر نزوح سكان قطاع غزة تجاه رفح الفلسطينية؛ بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع، مخاوف مصرية من تنفيذ مخطط «تهجير الفلسطينيين» تجاه شبه جزيرة سيناء، وهو مخطط رفضته مصر مرات عدة بشكل رسمي، وحصلت على دعم لموقفها، دولياً وعربياً.

وغرّد فيليب لازاريني، مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، عبر حسابه بمنصة «إكس»، محذراً من أن استمرار الهجوم الإسرائيلي على جنوب غزة سيدفع «نحو مليون لاجئ للحدود المصرية وإلى ما وراء الحدود».

وتكشف هذه التصريحات الوضع الكارثي المتوقع في قطاع غزة، وفق الدكتور صبحي عسيلة، الخبير المصري بـ«مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية»، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تواصل تنفيذ مخطط بـ«خنق قطاع غزة» وتهجير الفلسطينيين شيئاً فشيئاً تجاه الحدود المصرية؛ مما سيولد «انفجاراً تلقائياً»، وهو الهدف الذي أدركته مصر مبكراً وبدأت في التحذير منه والتعامل معه.

يؤكد الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية» لـ«الشرق الأوسط»، «ثقته في مناقشة الاحتمالات، والآثار المحتملة كافة، من صانع القرار بالقيادة المصرية، للتصرفات الإسرائيلية وتحليلها ومراقبتها بشكل دقيق»، عادّاً أن «المسألة معقدة» وأكبر من مناقشتها بشكل تفصيلي على المستوى الإعلامي.

وجددت مصر والولايات المتحدة، (السبت)، التأكيد على «عدم السماح بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو بحصار غزة، أو إعادة رسم حدود القطاع تحت أي ظرف من الظروف». جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في دبي على هامش قمة المناخ.

ويرى عسيلة أن الولايات المتحدة انضمت لدعم موقف مصر من رفض التهجير «إعلامياً»، خصوصاً مع التمسك المصري بهذا الأمر بوصفه يهدد الأمن القومي المصري، وفي ظل التزام القاهرة باتفاقية «كامب ديفيد» مع وجود «برهة» من الوقت لتجنيب المنطقة «لحظة انفجار كارثية» ستطال آثارها الجميع.

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، (السبت)، إن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات في مدينة خان يونس تدعو السكان إلى الفرار إلى رفح في الجنوب؛ لأن المنطقة خطرة.

ويشير رئيس الهيئة الاستشارية بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية» إلى أن ما تقوم به إسرائيل بحشد أعداد كبيرة من الفلسطينيين على الحدود مع مصر بمثابة «موقف عدواني» يهدد اتفاقية السلام التي التزمت بها مصر، مؤكداً أن «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يزيد من مخاطر الأمن القومي المصري، ويتنافى ليس فقط مع القوانين الدولية، لكن حتى مع اتفاقية أوسلو التي وقّعتها إسرائيل، وتضمنت التأكيد على أن غزة جزء من الأراضي الفلسطينية التي تشكّل نواة الدولة المقبلة».

وتنتهك إسرائيل بذلك «القوانين والمعاهدات كافة، وتعرّض المنطقة للخطر»، وفق السفير محمد العرابي، رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات التهجير تجاه الحدود المصرية تنتهك معاهدة السلام، عادّاً أن المسؤولين الإسرائيليين لم يستطيعوا حتى الآن إدراك أهمية السلام لأمنهم، الأمر الذي يستلزم تدخلاً من «المجتمع الدولي»؛ لتجنب «تفجير الوضع في المنطقة وإدخالها مرحلة قد تصعب السيطرة عليها».

وكانت مصر قد انتقدت الشهر الماضي تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، تعليقاً على مقال نشره عضوا الكنيست رام بن باراك، وداني دانون في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، اقترحا فيه خطة هجرة طوعية للاجئي غزة، قائلاً: «هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والمخاطر».

وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة، على أن «سياسة التهجير القسري والنقل الجماعي التي رفضها العالم ويعدها انتهاكاً للقانون الدولي، ما زالت هدفاً لإسرائيل، ليس فقط من خلال التصريحات والدعوات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، وإنما من خلال خلق واقع مرير على الأرض يستهدف طرد سكان غزة الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية قضيتهم من خلال عزل الشعب عن أرضه، والاستحواذ عليها».

ونهاية الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، عن خطة عُرضت على مسؤولين كبار من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، و«نالت مباركتهم»، بشأن تهجير سكان غزة إلى دول الجوار، ومنها مصر والأردن.


فيديو لسنغاليين يحملون صور السيسي يعيد الحديث عن «شائعات الإخوان»

صورة من فيديو نشرته صفحة السفارة المصرية في السنغال لمشاركة المقيمين هناك في انتخابات الرئاسة
صورة من فيديو نشرته صفحة السفارة المصرية في السنغال لمشاركة المقيمين هناك في انتخابات الرئاسة
TT

فيديو لسنغاليين يحملون صور السيسي يعيد الحديث عن «شائعات الإخوان»

صورة من فيديو نشرته صفحة السفارة المصرية في السنغال لمشاركة المقيمين هناك في انتخابات الرئاسة
صورة من فيديو نشرته صفحة السفارة المصرية في السنغال لمشاركة المقيمين هناك في انتخابات الرئاسة

أعاد مقطع «فيديو» لمواطنين سنغاليين يحملون صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في العاصمة داكار، الحديث مجدداً عن «شائعات» دأبت جماعة الإخوان «المحظورة» في مصر على إطلاقها، بعد أن ذكر مدونون ومتابعون أن الفيديو «قديم ويعود إلى زيارة السيسي للسنغال عام 2019»، وليست له علاقة بالانتخابات الرئاسية الجارية حالياً.

ويظهر في الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من السنغاليين يحملون صور السيسي في داكار، وجاء مصحوباً بتعليقات توحي بأن التجمع لطابور انتخابي أمام السفارة المصرية، وادعاءات للبعض بأنه «تم إحضار سنغاليين أمام السفارة المصرية في داكار لعدم وجود ناخبين مصريين»، حسب تعبيراتهم.

وأجريت الانتخابات الرئاسية للمصريين في الخارج على مدار ثلاثة أيام بدءاً من الجمعة الماضي.

لكن مدونين ومراقبين، مقربين للحكومة المصرية، قالوا إن «الفيديو» قديم، ويعود إلى زيارة السيسي إلى السنغال، وهو ما أعاد الحديث مجدداً عن «شائعات الإخوان»، فيما قال خبراء إن الهدف من نشر الفيديو هو «البلبلة، والتشكيك في الانتخابات الرئاسية».

وعلق عضو مجلس النواب محمود بدر عبر منصة «إكس»، الأحد، متسائلاً باستنكار: «يعني الصورة مش من الاستقبال الشعبي اللي اتعمل للرئيس أثناء زيارته للسنغال سنة 2019؟ كملوا يا ...». فيما كتب لؤى الخطيب: «لجان الإخوان بيتفاعلوا مع الفيديو ده باعتباره فضيحة للنظام... شوفوا بيأجروا الناس في السنغال إزاي علشان يقولوا إن في عدد؟»، متسائلاً: «طيب أنا هسألك بذمتك يا راجل.. لو في حد عايز يزود الأعداد قدام السفارات علشان المفروض مفيش إقبال وكده.. مش هيختار غير السنغال اللي في فرق واضح بيننا وبينهم في الشكل فالموضوع يتكشف؟».

وتحظر السلطات المصرية تنظيم «الإخوان» وتعده «إرهابياً» منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.

ورد الإعلامي المصري أحمد موسى على الفيديو الذي نشره «الإخواني» هيثم أبو خليل، عبر منصة «إكس» مصحوباً بتعليق «فضيحة عالمية». وقال موسى: «هتفضلوا كذابين ومخدوعين».

وعدت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتورة نهى بكر، الهدف من نشر الفيديو: «التشكيك في العملية الانتخابية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيديو الذي يستهدف التشكيك في الانتخابات لن يكون له تأثير، لأن الناخب في هذه المرحلة عقد نيته بالفعل على الذهاب إلى صناديق الانتخاب، لذلك هذه الشائعات منعدمة التأثير».

ويخوض سباق المنافسة في الاستحقاق الرئاسي المصري، إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، المرشح فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

ورأت العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبد المجيد أن «الشائعات تنشط في الأحداث الكبرى مثل الانتخابات الرئاسية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «مروجي (فيديو السنغال) سواء الإخوان أو غيرهم... هدفهم إضعاف ثقة الناس في بلدهم وفي الانتخابات، يريدون القول إن المصريين غير مهتمين بالانتخابات».


تقديرات أممية: تغير المناخ قد يقتل 120 ألف يمني خلال 3 عقود

خلفت الفيضانات التي ضربت شرق اليمن أضراراً بالغة في البنية التحتية (إعلام حكومي)
خلفت الفيضانات التي ضربت شرق اليمن أضراراً بالغة في البنية التحتية (إعلام حكومي)
TT

تقديرات أممية: تغير المناخ قد يقتل 120 ألف يمني خلال 3 عقود

خلفت الفيضانات التي ضربت شرق اليمن أضراراً بالغة في البنية التحتية (إعلام حكومي)
خلفت الفيضانات التي ضربت شرق اليمن أضراراً بالغة في البنية التحتية (إعلام حكومي)

رسم تقرير أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي صورة قاتمة عن تأثير تغير المناخ في اليمن خلال العقود الثلاثة القادمة، وذكر أن البلد سيخسر 93 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، وأن 3.8 مليون شخص سيعانون من سوء التغذية، متوقعاً أن تتسبب التغيرات في وفاة 121 ألف شخص.

التقرير الأممي كرس للتوقعات المناخية في اليمن، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على التنمية الاقتصادية والبشرية على المدى الطويل، وأكد أن هذا البلد الذي يعاني من آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ ما يزيد على ثمانية أعوام يعد من بين البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ، وهو يواجه أزمة متفاقمة في المياه منذ عقود.

يعاني اليمن من تقلبات المناخ بين الجفاف الشديد والفيضانات (رويترز)

يشير التقرير إلى أن اليمن مثل معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، مساهمته في أزمة المناخ قليلة جداً، وأورد تحليلاً عن تأثير تغير المناخ على التنمية البشرية والبيانات التاريخية عن درجات الحرارة وهطول الأمطار عبر المناطق وتغير الفصول، ويستخدم تقنيات إحصائية للتنبؤ بمستقبل المناخ.

كما يقارن التقرير سيناريو محتملاً لتغير المناخ بسيناريو مخالف للواقع لا يحدث فيه تغير للمناخ، وفي السيناريو الثالث (المتوقع)، ينظر في التدخلات الإنمائية الرئيسية التي تركز على بناء القدرة على الصمود في مواجهة التهديدات التي يشكلها تغير المناخ، مما يسرع التقدم نحو تنمية بشرية أفضل.

الأسوأ لم يأتِ

توقع البرنامج الأممي في تقريره زيادة في سوء التغذية والفقر في اليمن «إذا لم يتم اتخاذ إجراءات مناخية لبناء القدرة على الصمود»، وقال إنه مع تغير المناخ وبحلول عام 2060، من المتوقع أن تفقد البلاد 93 مليار دولار تراكمياً في الناتج المحلي الإجمالي، وأن يعاني 3.8 مليون شخص إضافي من سوء التغذية.

وأكد التقرير أن «الأسوأ لم يأتِ بعد»، مبيناً أن البلاد تشهد تغير أنماط الطقس. وجزم أنه مع عدم اتخاذ أي إجراء، من المتوقع أن يكون تغير المناخ سبباً في أكثر من 121 ألف حالة وفاة في البلاد خلال 36 سنة.

استراتيجية بناء القدرة بحسب التقرير يمكن أن تساعد على الصمود والتخفيف من الآثار المتوقعة لتغير المناخ في البلاد، وتأمين مستقبل لائق للجيل القادم «في سياق يعاني من الهشاشة».

كانت المزارع ومصادر الغذاء عرضة للأضرار الناتجة عن التغير المناخي (إعلام حكومي)

ووفق مكتب البرنامج الأممي في اليمن، فإن الإنتاج والاستهلاك المحلي أمران حيويان لتنمية اقتصاد أخضر في بلد تأثر بشدة من تبعات الصراع؛ إذ يعاني أكثر من 24 مليون شخص (83 في المائة من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، كما يحتاج أكثر من نصف الأطفال الصغار (51 في المائة) إلى علاج سوء التغذية الحاد.

وأشار إلى أن زيادة الإنتاج الغذائي المحلي من بين الاحتياجات الأكثر إلحاحاً؛ إذ تلعب التغيرات المناخية دوراً متزايداً في تفاقم أزمة ندرة الغذاء، فقد أدت هذه التغيرات إلى انجراف الأراضي وصولاً إلى ظاهرة التصحر والفيضانات وتأخر فصول الزراعة، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض زراعة المحاصيل الرئيسية ذات القيمة الغذائية العالية لسكان اليمن.

حماية الأراضي الزراعية

للتخفيف من آثار الأزمة الغذائية والتبعات السلبية لتغير المناخ على القطاع الزراعي في اليمن، ذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه يعمل بالتعاون مع مشروع الأشغال العامة، وبتمويل من البنك الدولي، على حماية الأراضي الزراعية في وادي البركاني بمديرية المعافر في محافظة تعز؛ إذ يعد هذا التدخل جزءاً من مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

يمول البنك الدولي مشروع بناء مصدات للسيول في اليمن لحماية الأراضي الزراعية من الانجراف (فيسبوك)

ويقوم المشروع على دعم المزارعين في منطقة «الزقوم»، التي تمثل نقطة التقاء لمجرى السيول القادمة من منطقتين مجاورتين للوادي، بعد أن تعرضوا لخسائر فادحة في السابق، وظلوا مترددين في القيام بأي أنشطة زراعية بسبب قلقهم من السيول التي قد تجرف محاصيلهم وأراضيهم.

ويذكر الحسين عبد الولي، ممثل مشروع الأشغال العامة، أن أهداف هذا التدخل هي استعادة هكتارين من الأراضي الزراعية التي فقدها المزارعون في السنوات السابقة، بسبب انجراف التربة، وبالتالي الحفاظ على الأمن الغذائي للأسر التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة لكسب قوتها، ومساعدتها للحصول على دخل يمكنها من تلبية احتياجاتها اليومية.


تعرض سفينة بريطانية لقصف صاروخي في البحر الأحمر

صورة بالقمر الصناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
صورة بالقمر الصناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
TT

تعرض سفينة بريطانية لقصف صاروخي في البحر الأحمر

صورة بالقمر الصناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
صورة بالقمر الصناعي لمضيق باب المندب (ناسا)

أعلنت شركة «أمبري» للأمن البحري، اليوم الأحد، أن سفينة شحن بريطانية قد تكون تعرضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر، في حين أشارت وكالة أخرى إلى نشاط مُسيّرة محتمل في المنطقة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الشركة، نقلاً عن تقارير: «تعرضت ناقلة بضائع بريطانية ترفع عَلَم جُزر بهاماس، لهجوم صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر، على بُعد نحو 34.5 كيلومتر» من الساحل الغربي لليمن. وأضافت الشركة: «أُصيبت ناقلة البضائع بصاروخ، وانسحب الطاقم إلى بدن السفينة».

من جهتها، قالت وكالة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة إنها تلقّت تقريراً بشأن نشاط مسيّرة «بما في ذلك انفجار محتمل (...) بالقرب من باب المندب، وآتية من اتجاه اليمن».

وكان الحوثيون قد هدّدوا باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، قبل أن يوسّعوا، الأسبوع الماضي، نطاق تهديداتهم لتشمل السفن التابعة لحلفاء إسرائيل، أثناء عبورها مضيق باب المندب.

ويطلّ الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر. ويُعدّ أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.

ويشنّ الحوثيون ضربات بواسطة مسيّرات وصواريخ، يستهدفون بها إسرائيل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أراضي الدولة العبرية، وأوقع نحو 1200 قتيل، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتوعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وشنّت قصفاً مكثفاً على قطاع غزة، وبدأت بعمليات برية اعتباراً من 27 أكتوبر. وأدى القصف إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص؛ معظمهم من المدنيين، وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفقاً لـ«حماس».


المصريون بالخارج ينهون تصويتهم في الانتخابات الرئاسية

ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
TT

المصريون بالخارج ينهون تصويتهم في الانتخابات الرئاسية

ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)

تختتم، الأحد، الانتخابات الرئاسية المصرية خارج البلاد، حيث يصوّت المصريون المقيمون في أنحاء العالم المختلفة، في اليوم الثالث والأخير للانتخابات، التي يتنافس فيها 3 مرشحين إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يُتوقع فوزه بولاية ثالثة، مدتها 6 سنوات.

وتُجرى انتخابات الخارج في 137 سفارة وقنصلية مصرية، في 121 بلداً، بينما تقام داخل مصر الأسبوع المقبل. ووفق وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، فإن «المصريين بالكويت والسعودية والإمارات، تصدّروا المشهد، في أعلى نسب المشاركة»، منذ الجمعة الماضي.

مصريون في الأردن يرفعون صور السيسي في اليوم الأخير من الانتخابات (أ.ش.أ)

وقالت الوزيرة المصرية، في لقاء عبر «الفيديو كونفرنس» مع ممثلي الجاليات المصرية في السعودية والإمارات والكويت ولبنان والمغرب وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، «إن المصريين بالخارج حرصوا على الإقبال لاختيار مَن يمثلهم لقيادة الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة»، مثمنة «جهود الجاليات في حشد المواطنين، وتوفير وسائل الانتقال من وإلى مقار اللجان الانتخابية».

ولفتت إلى أن المصريين بالكويت يتصدرون المشهد، مثمنة «إتاحة مساحة ضخمة مثل منطقة (أرض المعارض) بالكويت للتصويت، علاوة على الإقبال الضخم والحاشد في السعودية والإمارات». وقالت الوزيرة إن «نزول المصريين في الخارج للتصويت يعد مؤشراً قوياً لمشاركة الناخبين المصريين في الداخل وعاملاً مؤثراً فيه».

مسنة تتوسط عدداً من المُصوّتين في هولندا (وزارة الهجرة)

ويبلغ تعداد المصريين خارج البلاد نحو 14 مليوناً في مختلف دول العالم، بحسب وزارة الهجرة، التي لم تعلن رسمياً عدد مَن يحقّ لهم التصويت.

وتعد اللجنة الفرعية في ويلنغتون بنيوزيلندا أول لجنة تنتهي من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، بحكم موقعها الجغرافي وفرق التوقيت عن القاهرة، ومع انتهاء الموعد المحدد، قام مسؤولو اللجنة الفرعية بنيوزيلندا بإغلاق صناديق الاقتراع لتبدأ بعدها عملية الفرز والحصر العددي للأصوات.

في حين توالت بعد ذلك عملية التصويت وإغلاق الصناديق في باقي المقار الانتخابية، حسب توقيت كل دولة، لتكون اللجنة الانتخابية في ولاية لوس أنجليس، هي آخر اللجان التي ستغلق أبوابها.

سيدات يحملن علم مصر عقب التصويت في فرنسا (وزارة الهجرة)

وبحسب تقرير نشره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري عام 2021، فإن غالبية المصريين المقيمين في الخارج يتركزون في الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، ثم تأتي دول الأميركيتين في المرتبة الثانية.

وينافس السيسي في الانتخابات، رئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» (مُعارض) فريد زهران، ورئيس حزب «الوفد» (ليبرالي) عبد السند يمامة، ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» (ليبرالي) حازم عمر.

ووفق «الهيئة الوطنية للانتخابات»، يحق لكل مصري مقيد بقاعدة بيانات الناخبين ويكون موجوداً خارج البلاد خلال الأيام الثلاثة المحددة للانتخابات بالخارج سواء أكان مقيماً أم زائراً لفترة وجيزة أن يدلي بصوته في العملية الانتخابية، بواسطة الرقم القومي أو جواز السفر الساري المتضمن الرقم القومي.

ومن المقرّر أن تُجرى عملية الاقتراع داخل البلاد في انتخابات الرئاسة المصرية بين 10 و12 ديسمبر (كانون الأول)، على أن تعلن النتيجة في 18 من الشهر نفسه.

وفي حالة وجود جولة إعادة، سيتم إجراء الانتخابات للمصريين بالخارج أيام 5 و6 و7 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل 2024، على أن تُجرى الانتخابات للمصريين بالداخل أيام 8 و9 و10 يناير المقبل، بينما سيتم إعلان النتائج في 16 يناير.

وفي آخر انتخابات رئاسية عُقدت عام 2018، شارك 24.3 مليون ناخب من إجمالي 59.1 مليون مواطن لهم حق التصويت، بنسبة مشاركة بلغت 41.05 في المائة، وتصدّرت المشاركة محافظة الوادي الجديد بنسبة 58.76 في المائة.


تفاقم الركود الاقتصادي والعقاري في مناطق سيطرة انقلابيي اليمن

لم يسلم الباعة المتجولون من السياسات الحوثية وفرض الجبايات التي أثرت على مبيعاتهم (الشرق الأوسط)
لم يسلم الباعة المتجولون من السياسات الحوثية وفرض الجبايات التي أثرت على مبيعاتهم (الشرق الأوسط)
TT

تفاقم الركود الاقتصادي والعقاري في مناطق سيطرة انقلابيي اليمن

لم يسلم الباعة المتجولون من السياسات الحوثية وفرض الجبايات التي أثرت على مبيعاتهم (الشرق الأوسط)
لم يسلم الباعة المتجولون من السياسات الحوثية وفرض الجبايات التي أثرت على مبيعاتهم (الشرق الأوسط)

تضاعف الركود الاقتصادي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بالتوازي مع أزمة السيولة النقدية؛ إذ تفرض الجماعة المزيد من الإتاوات والجبايات مع مضاعفة القيود على حركات الاستيراد والتصدير، وهو ما رافقه هبوط حاد في سوق العقارات.

وتشهد الأسواق المحلية منذ أسابيع عدة تراجعاً في إقبال المستهلكين على شراء البضائع، بما فيها السلع الأساسية والضرورية، ويشكو الباعة وأصحاب المحال والشركات التجارية من تراجع كبير في مبيعاتهم وخمول في الحركة التجارية، مع اضطرارهم إلى تسريح جزء من عمالتهم وإلحاقهم بالبطالة المتفشية.

تشهد الأسواق اليمنية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مزيداً من الركود (أ.ف.ب)

ويفيد رجل الأعمال ناظم قاسم، بأنه اضطر أخيراً إلى تسريح كامل عماله وإغلاق المعمل الذي يملكه، وبيع معداته والتوجه إلى سوق العقارات للحفاظ على قيمة مدخراته، إلا أنه تعرض لخسائر كبيرة دون أن يتمكن من إتمام عملية الشراء بسبب الرسوم الباهظة التي فرضتها الجماعة على هذا النشاط التجاري.

ويضيف قاسم لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية فرضت الخُمس على عمليات بيع وشراء العقارات، وهو ما يساوي 20 في المائة من أسعارها، ويتم استقطاعها من البائع والمشتري، كلٌّ على حدة، إلى جانب ما يساوي 25 في المائة كرسوم معاملات وضرائب وجبايات مختلفة، ما يجعل الاستثمار في هذا المجال مقروناً بمخاطر كبيرة وخسائر متوقعة بشكل واضح.

وإلى جانب ذلك، فإن سوق العقارات تشهد ركوداً بدورها، ويتوقع أن يواجه من يفكر بالاستثمار فيها خسائر كبيرة، نظراً لتراجع أسعارها الدائم، وخصوصاً أن مناطق سيطرة الجماعة الحوثية باتت تفتقر للخدمات والأمن ومقومات الحياة العصرية.

ويوضح الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي لـ«الشرق الأوسط» أن الركود الحاد في سوق العقارات في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة الحوثية يعود إلى المبالغة المهولة في أسعارها عند سيطرة الجماعة وفرض نفوذها وتفشي فساد قادتها؛ إذ اتخذت العقارات وسيلة لغسل الأموال المنهوبة، وتم إغراء المستثمرين والمغتربين بشراء الأراضي نظراً للارتفاع المتصاعد في أسعارها.

تسببت الجبايات الحوثية في ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لليمنيين (إكس)

ووفقاً لحديث العوبلي لـ«الشرق الأوسط»، باع قادة الجماعة العقارات التي اشتروها بأضعاف أضعاف أسعارها الحقيقية لتبييض الأموال التي نهبوها، وجرى تكرار عمليات البيع والشراء عدة مرات من خلال السماسرة التابعين للجماعة الحوثية، حتى تم تحقيق الغرض من هذه العمليات وتم تبييض الأموال المنهوبة، فعادت أسعار العقارات للهبوط مجدداً.

الركود يهدد كل الأنشطة

توجه سامي عبد الله إلى البحث عن عمل بالأجر اليومي، في ظل انعدام فرص العمل، والركود غير المسبوق في كافة قطاعات الأعمال، ووعده مديره السابق بتكليفه بالعمل في أي مشروع تجاري يبدأ العمل به بعد الاستغناء عنه؛ لأنه لم ينسَ له أفكاره الكثيرة التي ساعدته على الاستمرار في نشاطه السابق في تلك الظروف الصعبة.

قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وبينما كان ناظم قاسم يفكر بإغلاق معمل «اليونيفورم» الذي يملكه، اقترح عليه سامي عبد الله الذي يعمل لديه تعديل النشاط قليلاً للاستمرار في العمل، واقترح عليه التوجه لإنتاج الكمامات، وكان العالم حينها يمر بأزمة فيروس «كورونا»، وبالفعل نجحت الفكرة وتمكن المعمل من الاستمرار والحفاظ على جزء كبير من عمالته، إلا أن المعمل، بعد عام، عاد إلى الركود التدريجي بسبب تراجع طلبات الشركات والمصانع والمطاعم كما كان حاصلاً قبل فكرة إنتاج الكمامات، فالشركات والمصانع تسرح عمالها بشكل يومي، والكثير منها يغلق أبوابه، والكثير من الطلاب توقفوا عن الدراسة، في حين توقف العديد من المدارس عن إلزام الطلاب بالزي المدرسي مراعاة لظروف عائلاتهم.

محل صرافة متنقل في صنعاء حيث سمحت الجماعة الحوثية لأتباعها بالمضاربة بالعملات الأجنبية (إكس)

ويقول الخبير الاقتصادي عادل السامعي لـ«الشرق الأوسط»، إن أعمال الأجر اليومي تتأثر بشكل تلقائي بكافة التغيرات الاقتصادية والسياسية في البلاد، وتراجع هذه الأعمال هو أحد مؤشرات البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي، فبينما يعاني التجار والباعة من الركود وتراجع الحركة التجارية، يكون العمال بلا مداخيل تمكنهم من الشراء.

ويقلل السامعي من تأثير مقاطعة البضائع التي تنتجها شركات داعمة لإسرائيل على عمليات الشراء، خصوصاً السلع الأساسية، فطبقاً لحديثه لـ«الشرق الأوسط»؛ فإن غالبية البضائع التي تجري مقاطعتها لا يملك غالبية اليمنيين القدرة على شرائها، وهي في الأصل ليست من السلع الأساسية، ولا يعد اليمن من المستوردين المهمين لها.

خوف من المغامرات الحوثية

يشكو أصحاب المتاجر في صنعاء من تراجع مبيعاتهم بشكل كبير، إلى درجة أن مالك سلسلة محلات لبيع الملابس الرخيصة اضطر إلى تخفيض أسعار معروضه من الملابس أكثر من مرة، قبل أن يضطر إلى إغلاق عدد من المحال وتسريح العمال لتوفير ما يدفعه من إيجارات وأجور للعمال.

وتهكم أحد العمال المسرحين من هذه السلسلة من المحلات بأنه كان يتوقع أن يخسر عمله كلما ألقى نظرة إلى الشارع ووجده خالياً من المارة، في حين أشار زميل له إلى أنه فكر بشراء بعض الملابس من صاحب السلسلة بسعر مناسب والنزول لبيعها في الشارع كبائع متجول، إلا أنه تراجع عن هذه الفكرة حينما قام بجولة لمعاينة أوضاع الباعة المتجولين.

فالباعة المتجولون بدورهم يقفون في الشوارع لأوقات طويلة دون أن يحققوا مبيعات لتغطية نفقاتهم اليومية، وغالبيتهم ملزم بدفع إتاوات فرضتها جماعة الحوثي عليهم منذ أكثر من عامين، بعد أن حددت أماكن وقوف عرباتهم وألزمتهم بتصميمها بأشكال محددة، وأجبرتهم على دفع مبالغ تحت اسم إيجار الأرصفة التي يستعملونها.

تشهد سوق العقارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية ركوداً غير مسبوق بعد سنين من استخدامها لغسل الأموال (إكس)

ويفسر الباحث الاقتصادي اليمني عبد الواحد العوبلي هذا الركود المتضاعف بمخاوف اليمنيين من مغامرات الجماعة الحوثية بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، وأعمال القرصنة في البحر الأحمر بحجة مساندة الفلسطينيين في غزة.

فإلى جانب ممارسات الجماعة الحوثية التي أدت إلى إفقارهم، يقول العوبلي إن الأهالي يتخوفون من ردود الفعل الدولية على هذه الأعمال بتوجيه ضربات عسكرية إلى الجماعة أو فرض حصار اقتصادي عليها، ما سيتبعه بالضرورة أزمات اقتصادية خانقة وتراجع حاد في كميات المواد الأساسية والضرورية في الأسواق، مع ما يتوقعونه من متاجرة الجماعة بمعاناتهم ومضاعفتها. ونتيجة لذلك يلجأ الأهالي إلى تقنين مصروفاتهم، والتشدد البالغ في الإنفاق تحسباً لأي طارئ.