تمسك حوثي بعرقلة المساعدات... و5 ملايين يمني قد يفقدونها قريباً

يقدر عدد الأطفال المستهدفين بالوجبات الغذائية المدرسية 3.2 مليون طفل (الأمم المتحدة)
يقدر عدد الأطفال المستهدفين بالوجبات الغذائية المدرسية 3.2 مليون طفل (الأمم المتحدة)
TT

تمسك حوثي بعرقلة المساعدات... و5 ملايين يمني قد يفقدونها قريباً

يقدر عدد الأطفال المستهدفين بالوجبات الغذائية المدرسية 3.2 مليون طفل (الأمم المتحدة)
يقدر عدد الأطفال المستهدفين بالوجبات الغذائية المدرسية 3.2 مليون طفل (الأمم المتحدة)

أظهرت بيانات أممية أن القيود التي يفرضها الحوثيون على المساعدات الغذائية مع تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن عاملان رئيسيان دفعا بالوضع الإنساني إلى مستوى هائل من الاحتياجات.

وتخشى الأمم المتحدة من توقف المساعدة لخمسة ملايين يمني بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، إذا لم تتلقّ المزيد من التمويل.

وطبقاً للبيانات التي وزعها «مكتب الشؤون الإنسانية» في اليمن، فإنه، وحتى منتصف هذا العام، لم يتجاوز تمويل خطة الاستجابة الإنسانية نسبة 29 في المائة فقط. والنتيجة لذلك تقلُّص حجم بعض الأنشطة إجبارياً.

يعيش أغلب المتضررين من الفيضانات بمناطق يصعب الوصول إليها في اليمن (الأمم المتحدة)

تعمل أنشطة علاج سوء التغذية حالياً بنسبة 40 في المائة من الاحتياجات، لكنه، وفي حالة عدم وجود مساهمات جديدة، سيُضطر «برنامج الأغذية العالمي»، بحلول سبتمبر (أيلول)، إلى قطع المساعدة الغذائية عما يصل إلى خمسة ملايين شخص.

الأمم المتحدة نبهت إلى أنه ومن خلال استقرار الاقتصاد يمكن تقليل العدد الكبير للأشخاص المحتاجين، ورأت أن استئناف صادرات النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أمر بالغ الأهمية، لدفع رواتب القطاع العام. وشددت على وجوب معالجة استمرار إعاقة نقل البضائع التجارية من المناطق الحكومية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي.

70 % من العوائق حوثية

وفق ما جاء في تقرير مكتب الشؤون الإنسانية، فإنه من الواجب أن تكون السلع التجارية قادرة على التدفق في جميع أنحاء البلاد دون عائق. وأن يتم عمل المزيد لتحسين دخل الأفراد وتحسين القوة الشرائية للناس وضمان توفير الخدمات الأساسية. وأعاد التذكير بأنه وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، لا تزال القيود المفروضة على حركة الموظفات الوطنيات تعوق قدرة المنظمة الدولية على تنفيذ مشاريع حيوية للنساء والفتيات. كما أنها تواجه أيضا تأخراً في الحصول على إذن لإجراء التقييمات ومحاولات للتدخل في عمليات المناقصات.

يعيش أغلب المتضررين من الفيضانات بمناطق يصعب الوصول إليها في اليمن (الأمم المتحدة)

بينما أفاد تقرير لـ«برنامج الغذاء العالمي» عن أعماله للأشهر السابقة بأن 70 في المائة من العوائق التي تواجه العمل الإغاثي مصدرها سلطات ميليشيات الحوثي.

أما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، فتؤكد الأمم المتحدة أن السلطات بدأت في معالجة تصاريح العمل لموظفي المساعدات الدولية، بعد بعض التأخير. وشجعتها على الاستمرار في هذا الاتجاه الإيجابي.

ودعت السلطات المختصة لتوسيع مساحة عملياتها، حتى يتمكن الناس في اليمن بشكل أفضل من تلقي المساعدة التي يحتاجون إليها بشكل عاجل. والوفاء بالالتزام بتيسير المرور السريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية.

سلامة العاملين

علاوة على التحديات التي تواجه العمل الإغاثي، لا يزال أمن الموظفين العاملين مع المنظمات الأممية يمثل مصدر قلق كبيراً، حيث إن هناك خمسة من الموظفين اختُطفوا في أبين في فبراير (شباط) عام 2022 ويُعدون في عداد المفقودين. كما لا يزال اثنان من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء محتجزين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 لدى ميليشيات الحوثي التي ترفض حتى الآن الإفراج عنهما.

ووفق البيانات الأممية، فإن نقص التمويل للمأوى الآمن وخدمات الحماية الأخرى يحدّ من قدرتها على دعم النساء والفتيات المهاجرات، وقالت إن الثغرات في تمويل المساعدات النقدية تخاطر بترك 1.3 مليون لاجئ ومشرد داخلياً غير قادرين على تغطية احتياجاتهم الأساسية.

بدوره، أكد «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» أنه منذ بداية العام وحتى نهاية يونيو (حزيران)، تضرر 73318 فرداً من الظروف الجوية القاسية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والفيضانات. وكان غالبية المتضررين يقيمون في مناطق يصعب الوصول إليها ويستضيفون النازحين.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.