واشنطن: قيود الحوثيين تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن

غرينفيلد: نحث كافة الأطراف على التعاون مع المبعوث الأممي في المحادثات المقبلة

المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد (أ.ف.ب)
المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: قيود الحوثيين تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن

المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد (أ.ف.ب)
المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد (أ.ف.ب)

حثت الولايات المتحدة الأميركية كافة الأطراف اليمنية على التعاون مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، والمشاركة في المحادثات اليمنية – اليمنية المقبلة بشكل ذي مغزى، مبينة أن اليمنيين يتطلعون إلى إحراز تقدم بشأن جهود السلام.

وقالت ليندا غرينفيلد المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة إن القيود والإجراءات المتواصلة التي تقوم بها جماعة الحوثي ومنها منع صادرات النفط وتدفق السلع تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد.

وأضافت غرينفيلد خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن مساء البارحة بقولها «يعاني بعض اليمنيين في الواقع من قيود متواصلة – بل متزايدة أيضاً – على تدفق السلع، بما في ذلك بفعل عرقلة الحوثيين لبيع غاز الطهي وحركة بضائع أخرى من جنوب اليمن إلى شماله».

وتابعت «يواصل الحوثيون أيضا منع صادرات النفط، مما يفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد».

وكانت البعثة البريطانية في الأمم المتحدة، أعلنت أمس الاثنين، أن مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع على تجديد تفويض البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة في اليمن عاماً آخر. وقالت البعثة عبر حسابها على «تويتر» إن تجديد هذا التفويض يعني أن بعثة الأمم المتحدة ستستمر في دعم وقف إطلاق النار على الساحل الغربي لليمن.

وعلى صعيد عملية السلام والجهود المبذولة، أشارت المندوبة الأميركية إلى أن «اليمنيين يتطلعون – عن حق – إلى إحراز تقدم بشأن جهود السلام، وسيتطلب إحراز هذا التقدم أن تجتمع الأطراف اليمنية معا للتفاوض على المسائل المعقدة، على غرار استخدام الموارد السيادية اليمنية لسداد رواتب القطاع العام».

وأضافت «نحث كافة الأطراف على التعاون مع المبعوث الأممي الخاص والمشاركة في المحادثات اليمنية - اليمنية المقبلة بشكل ذي مغزى».

كما عبرت ليندا عن امتنان بلادها لجهود الأمم المتحدة في معالجة مسألة ناقلة النفط «صافر»، رغم أنه لا يزال ثمة الكثير من الاحتياجات التي ينبغي تلبيتها، بحسب تعبيرها، مبينة أن عملية ناقلة النفط صافر نموذج للتعاون الدولي في اليمن، داعية في الوقت نفسه للمحافظة على الزخم وتأمين الـ25 مليون دولار الإضافية اللازمة لاستكمال مرحلتي عملية صافر من الجهات المانحة والقطاع الخاص لتجنب وقوع كارثة.

الدبلوماسية الأميركية شددت كذلك على ضرورة مواصلة توفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، إذ ينقص التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بشكل خطير وسيكون لأي تخفيض للمساعدات عواقب وخيمة على اليمنيين في وقت يتوقع فيه عودة ظروف المجاعة إلى الظهور، بحسب وصفها.

من جهته، أفاد المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، أمام جلسة مجلس الأمن البارحة، بأن اليمنيين لا يزالون يستفيدون من أطول فترة هدوء نسبي منذ بداية النزاع في البلاد رغم انتهاء الهدنة الأممية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (موقع الأمم المتحدة)

وأشار غروندبرغ إلى أن الهدنة أسهمت في خفض «الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال من قتل وتشويه وتجنيد في التشكيلات المسلحة بنسبة 40 في المائة» وفقاً لآخر تقرير للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاعات المسلحة، لافتاً إلى الحاجة لإحراز المزيد من التقدم.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يدعو إلى عملة يمنية موحدة والإفراج عن موظفي المنظمات في صنعاء

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يدعو إلى عملة يمنية موحدة والإفراج عن موظفي المنظمات في صنعاء

شدّد مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ على أهمية توحيد العملة اليمنية وإنهاء الانقسام المصرفي، مشيراً إلى دور السعودية في احتواء التصعيد الاقتصادي الأخير.

علي ربيع (عدن) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي المستشار منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» يؤكد عدم استهداف منازل قرية الحمراء في لحج

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن عدم صحة 3 حالات ادعاء وردت من جهات دولية ومنظمات حقوقية بشأن استهداف مواقع عدة من قِبل قوات التحالف داخل الأراضي اليمنية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي صورة وزعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

مجلي لـ«الشرق الأوسط»: جهود السلام توقفت من طرف الحوثيين

يستمر الحوثيون بحفر الخنادق في الجبال وتخزين الأسلحة، واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يتناقض مع جهود السلام الجارية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

واشنطن تعلن تدمير منصة صواريخ للحوثيين وزورقاً مسيراً في اليمن

قالت القيادة المركزية الأميركية، إن قواتها دمرت منصة إطلاق صواريخ للحوثيين، وزورقاً مسيراً في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي دخان يتصاعد من موقع الغارات الجوية الإسرائيلية بمدينة الحديدة الساحلية باليمن في هذه الصورة المنشورة 20 يوليو 2024 (رويترز)

الحوثيون: هجماتنا على إسرائيل ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية

قال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، الخميس، إن هجمات الجماعة على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها
TT

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

ضاعفت الولايات المتحدة، الخميس، ضغوطها على إيران والميليشيات التي تدور في فلكها، إذ فرضت عقوبات جديدة على شبكات متورطة في تحصيل إيرادات غير مشروعة لدعم نشاطات يقوم بها الحوثيون و«حزب الله» لزعزعة الاستقرار، بدعم من «فيلق القدس» لدى «الحرس الثوري» الإيراني.

وتشمل العقوبات ممول الحوثيين سعيد الجمل و6 شركات و3 سفن، ضمن شبكة لتمويل الجماعة في اليمن، إضافة إلى عقوبات على شركة واحدة و4 سفن تابعة لها مرتبطة بالمسؤول لدى «حزب الله» محمد قاسم البزال، وشحنة غاز مسال إيراني بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنه «منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عشرات الكيانات والأفراد والسفن المرتبطة بشبكة الجمل. تمول الإيرادات من هذه الشبكة هجمات الحوثيين المتهورة في الممرات المائية الحيوية والضربات على البنية التحتية المدنية، مع عواقب مدمرة على المنطقة والعالم».

وأضافت: «سنواصل استخدام الأدوات المتاحة لنا لحرمان الحوثيين من الإيرادات اللازمة لتنفيذ هجماتهم على الشحن الدولي، وسنواصل مواجهة هجمات الحوثيين التي تسهلها إيران».

وكذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أنها «استهدفت شركات وأفراداً وسفناً متهمة بالتورط في شحن السلع الإيرانية، بما في ذلك النفط والغاز المسال إلى اليمن والإمارات العربية المتحدة نيابة عن شبكة مسؤول مالي حوثي»، موضحة أن «العائدات من شبكة سعيد الجمل تساعد في تمويل استهداف الحوثيين للشحن في البحر الأحمر والبنية التحتية المدنية».

وأشارت إلى أن «الهجمات على السفن في البحر الأحمر من المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران أدت إلى تعطيل طريق شحن حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، مع إعادة توجيه الشحنات لفترات طويلة، ما دفع أسعار الشحن إلى الارتفاع، وتسبب في ازدحام في الموانئ الآسيوية والأوروبية». كما استهدفت شحنات «حزب الله» من الغاز المسال، بما في ذلك معاقبة مدير ومشغل سفينة مقره هونغ كونغ، إضافة إلى العديد من الناقلات.

ولفتت إلى أن «مجموعة تلاقي التي يسيطر عليها (حزب الله) استخدمت اثنتين من الناقلات لنقل الغاز المسال بقيمة عشرات الملايين من الدولارات من إيران إلى الصين».

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي سميث، إن «الإجراء الذي اتخذناه يؤكد التزامنا المستمر بتعطيل المصدر الرئيسي لتمويل إيران لوكلائها الإرهابيين الإقليميين مثل (حزب الله) اللبناني والحوثيين». وأضاف الوكيل أن «رسالتنا واضحة: أولئك الذين يسعون إلى تمويل نشاطات هذه الجماعات المزعزعة للاستقرار سيحاسبون».