جددت وفاة طالب خلال امتحانات الثانوية العامة (الخميس) الحديث عن (الضغوط النفسية والأسرية) التي يتعرض لها الطلاب خلال امتحانات الثانوية (التي يحدد مجموع الطلاب فيها الكلية التي سوف يلتحقون بها ودراستهم المستقبلية)، وسط استمرار أزمة «تسريب امتحانات الثانوية» على «جروبات الغش» بموقع «تلغرام»، وتشديدات من وزارة «التربية والتعليم» المصرية لمواجهة محاولات «الغش» خلال الامتحانات.
وقال أحمد سلامة، مدير الإدارة التعليمية بمدينة كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب مصر)، (الخميس)، إن «الطالب عبد الكريم محمد، من قرية الأحمدية، شعر بضيق في التنفس خلال تأديته امتحان اللغة الأجنبية الأولى بمدرسة محمد خالد الثانوية، وعلى الفور تم استدعاء الإسعاف لنجدته؛ إلا أنه توفي قبل وصوله المستشفى».
وكانت الأجهزة الأمنية بأسوان قد تلقت إخطاراً من الإدارة التعليمية بكوم أمبو بوفاة طالب ثانوي بعد بدء امتحان اللغة الأجنبية الأولى بعشرين دقيقة، وبعد انتقال ضباط المباحث إلى مكان البلاغ، تبين أن الطالب (16 عاماً) توفي نتيجة «إصابته بإعياء أثناء أداء الامتحان». تم تحرير محضر وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
الدكتور حسن شحاتة، الخبير التعليمي والتربوي في مصر، يرى أن «الضغوط التي ترتبط بامتحانات الثانوية العامة لها مرجعيات وإرث طويل». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الامتحانات في الأصل، هي درجة قياس مستوى الطالب، ورصد للفروق بين مستوى الطلاب، وليس مطلوباً أن يكون الجميع من المتفوقين، فالدرجات تُعبر عن القدرات بشكل رئيسي»، مضيفاً «جزء كبير من المشكلة، يرتبط بـ(الرعب) من امتحانات الثانوية العامة، بسبب ضغوط الآباء والأسر، فيجب أن يكون هناك وعي بأن هناك فروقا في مستويات التفوق، وأن يكون التعامل مع الامتحانات مستنداً لقدرات الأبناء الحقيقية، وليس طموح الآباء فقط».
من ناحية أخرى، أصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً (الخميس) في أعقاب تداول صورة لطالبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقوم بـ«تسريب» ورقة امتحان اللغة الأجنبية الأولى. وقال شادي زلط، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، إنه «تم ضبط الطالبة داخل لجنة تابعة لإدارة الشروق التعليمية بمحافظة القاهرة، وذلك عقب ثوان معدودة من قيامها بـ(الغش الإلكتروني) باستخدام الجوال». وأضاف أنه «تم على الفور التحفظ على جهاز الجوال المستخدم، وعمل محضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة، والتحقيق مع الطالبة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، وتطبيق القرارات الوزارية بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، كما تم استدعاء الملاحظين في اللجنة المذكورة للتحقيق بمقر الوزارة».
وهنا ذكر شحاتة «هناك تصدٍ لـ(الغش الإلكتروني) في الامتحانات حسب تأكيدات وزارة التربية والتعليم المصرية»؛ لكنه أكد أن «الامتحانات، هي عملية نهائية لفرز المستويات، ونحتاج إلى تغيير جذري في استيعاب فكرة وهدف الامتحانات».
وبدأت امتحانات الثانوية العامة في مصر منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وتنتهي في 13 يوليو (تموز) الحالي. وأكدت وزارة التربية والتعليم على أنها «تواجه أي عملية (غش الإلكتروني) بـ(حزم شديد)، وتطبق القرار الوزاري رقم 34 لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان والحرمان منه، والقانون رقم 205 لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات».