وزير الأوقاف اليمني لـ«الشرق الأوسط»: الجهود السعودية اختصرت رحلة الحجاجhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4394711-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D8%AA-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC
وزير الأوقاف اليمني لـ«الشرق الأوسط»: الجهود السعودية اختصرت رحلة الحجاج
حجاج غادروا مطار صنعاء متجهين إلى جدة عبر رحلة طيران مباشرة (إ.ب.أ)
أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، محمد شبيبة، اكتمال وصول الحجاج الآتين لأداء فريضة الحج من اليمن إلى السعودية براً وجواً، والبالغ عددهم 24 ألفاً و522، بكل يسر وسهولة، ووجودهم حالياً بين المدينة المنورة ومكة المكرمة استعداداً لبدء مناسك الحج.
وبين أن فتح مطار «المؤسس» لاستقبال رحلات الحجاج الآتين مباشرة من مطار صنعاء الدولي وفر على الحجاج عناء رحلة شاقة كانوا يسلكون طرقها خلال السنوات الماضية، بعد أن قطعت ميليشيا الحوثي الطرق ووضعت عوائق كثيرة في طريق المسافرين براً الذين كانوا يستغرقون 3 أيام للوصول إلى منفذ الوديعة، أما الآن فيصل الحاج من مطار صنعاء إلى مطار جدة في ساعة واحدة.
إجراءات ميسرة لتسهيل رحلة الحجاج الآتين لأداء فريضة الحج
وشهد «مطار الملك عبد العزيز الدولي» في جدة لأول مرة منذ نحو 7 سنوات وصول حجاج آتين بشكل مباشر من مطار صنعاء الدولي، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السعودية الهادفة إلى التسهيل على القادمين من مختلف المحافظات اليمنية لأداء مناسك الحج، وقال شبيبة إن السعودية حرصت على تيسير أداء فريضة الحج لليمنيين الراغبين في السفر عبر مطار صنعاء ضمن جهود ومبادرات وزارة الحج والعمرة الرامية إلى تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة على الحجاج والمعتمرين من جميع الدول الإسلامية والعربية.
وقال شبيبة إن المملكة «تولي اليمن أهمية كبيرة، فالدولتان تجمعهما قواسم مشتركة يعتلي سنامها وحدة الدين وأواصر الأخوة العربية، وانفردت علاقتنا بحكم الجوار الجغرافي والمصير المشترك بخصوصية على الصعيدين الرسمي والشعبي»، مشيداً بحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، على تيسير رحلات حجاج بيت الله الحرام، وضمان سلامتهم وأمنهم، والرفع من معاناة الشعب اليمني، وتلبيةً لاحتياجات الشعب اليمني من المقيمين في مختلف مناطق اليمن، في تسهيل أدائهم مناسك الحج والعمرة».
وعن حصة الحجاج اليمنيين؛ بين شبيبة أن حصة الحجاج تأتي وفق تعداد السكان، حيث يخصص لكل مليون نسمة ألف للحج، ونظراً إلى أن آخر تحديث للتعداد السكاني في اليمن كان في 2004 وكان يقدر بنحو 24 مليون ونصف المليون نسمة، فقد احتُسبت حصة الحجاج 24 ألفاً و522، إلا إن عدد السكان تغير خلال الـ19 عاماً الماضية وأصبح يقدر بما يزيد على 33 مليون نسمة، وهو ما تناقش حوله مع وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، ووعد بأنه سيُنظر فيه في موسم الحج المقبل.
ووفق شبيبة؛ فإن الخدمات المتطورة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، تجسد مدى الاهتمام، وحجم الرعاية التي ينالها الحجاج من المملكة حكومة وشعباً، مبيناً أن «استخدام الوسائل الحديثة يسهل الحج وييسر على الحجاج، وهو ما توليه المملكة اهتماماً، وتفوقت فيه تفوقاً كبيراً في أتمتة الحج».
وأشار شبيبة إلى أن الحاج أصبح يجد خدماته وما يتعلق بحجه في متناول يده، وقال: «في السابق؛ كنا نأخذ جواز السفر من الراغبين في الحج، ونذهب به إلى السفارة، مع الحرص التام عليه من الضياع، وننتظر إلى أن تصدر التأشيرة، ثم نأتي به إلى الحاج، وهذا الأمر كان شاقاً، أما الآن فجميع هذه المسافات المقطوعة انتهت في وجود الخدمات الإلكترونية التي لا تحتاج إلا لإدخال الراغب في الحج صورته وتعبئة البيانات للحصول على التأشيرة بضغطة زر».
جانب من الدمار الذي أصاب ميناء الحديدة خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة (إكس)
لاحظ مراقبون يمنيون التكتم الحوثي جرّاء الضربة الإسرائيلية التي استهدفت ميناءي الحديدة والصليف يوم الجمعة. واكتفت الجماعة بإعلان مقتل شخص جرّاء الهجمات وسقوط مصابين، لكنها، وعكس الهجمات السابقة، شنّت حملة ضد المواطنين وهددتهم بالعقوبة إذا ما تم تصوير أي أضرار جرّاء الضربات، بذريعة أن ذلك يخدم العدو.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 15 طائرة مقاتلة شاركت في الضربات التي استهدفت ميناءي الحديدة والصليف على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن، بنحو 35 غارة لتدمير البنية التحتية فيهما، وبمشاركة طائرات لتزويد المقاتلات بالوقود وطائرات استطلاع.
وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من إطلاق الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء المواني الثلاثة التي تُسيطر عليها الجماعة الحوثية في محافظة الحديدة والصليف، إلا أن الغارات الأخيرة لم تستهدف الميناء الثالث وهو رأس عيسى.
وجدّد الجيش الإسرائيلي اتهام الجماعة الحوثية باستخدام هذه المواني لنقل الأسلحة، «من أجل تنفيذ عمليات إرهابية».
وكرر تحذيره لجميع الموجودين في المواني بالابتعاد عنها وإخلاء المناطق المحيطة بها؛ حفاظاً على سلامتهم.
عنصر حوثي بجانب طائرة مدمرة في مطار صنعاء الدولي بعد غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)
وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف الميناءين آخر مرة قبل 10 أيام، في السادس من الشهر الحالي، إلى جانب مطار صنعاء الذي يقع بدوره تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وتسبب الاستهداف في تدمير مبنى المطار و3 طائرات ركاب مدنية وعدد من المرافق.
وجاء الرد الإسرائيلي على الهجمات الحوثية عقب انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة.
وأوقف ترمب، في السادس من الشهر الحالي، هجمات الجيش الأميركي على مواقع الجماعة الحوثية، بعد إعلانه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار معها، يتضمن وقف هجماتها على السفن الأميركية، إلا أن الجماعة أعلنت أن الاتفاق لا يشمل وقف الهجمات ضد إسرائيل.
وعيد متبادل
ويسعى الجيش الإسرائيلي، كما تذكر بياناته العسكرية، وبينها بيانه الأخير إلى «تعزيز الضرر في قدرات الحوثيين الإرهابية»، و«تحييد» المواني لمنع الجماعة من إدخال مزيد من الأسلحة الإيرانية، ولإلحاق ضرر اقتصادي بها.
وتسببت الغارات الإسرائيلية على مواني الحديدة التي تُسيطر عليها الجماعة الحوثية في أضرار بالغة، تمنعها من استقبال سفن كبيرة، وتحتاج إلى عدة أشهر لإعادة تأهيلها.
الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية الأخيرة على الحوثيين بعد رغبتهم في وقف القتال (أ.ف.ب)
وفي حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بضرب الجماعة الحوثية بقوة أكبر واستهداف قيادتها، توعّد يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، الجماعة بتلقي ضربات موجعة حال استمرارها في إطلاق الصواريخ، محذراً إياها من اغتيال قادتها مثلما جرى مع قيادات في «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس».
وقال كاتس: «إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فسوف يتلقون ضربات موجعة، وكما فعلنا مع الضيف والسنوار في غزة، ومع نصر الله في بيروت، ومع هنية في طهران، سنطارد عبد الملك الحوثي في اليمن ونقضي عليه».
وتضمنت تهديدات نتنياهو تأكيده أن الهجوم الأخير على ميناءي الحديدة والصليف «مجرد البداية والقادم أعظم»، وأن إسرائيل تعلم أن الجماعة الحوثية مجرد ذراع، وأن من يقف وراءها ويمنحها الدعم والتعليمات والإذن هي إيران.
وأعلنت الجماعة الحوثية مقتل شخص وإصابة 10 أشخاص جرّاء الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على ميناءي الحديدة والصليف، قبل أن تعود في وقت لاحق، لتعلن عن ارتفاع المصابين إلى 11، وتوعدت بالرد.
وتولّى القيادي في جماعة «الحوثي»، محمد علي الحوثي، وهو ابن عم زعيم الجماعة، إطلاق التهديدات بالرد على الهجمات الإسرائيلية، وذلك في غياب أي بيان أو موقف رسمي من القيادة العسكرية أو من المتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع، كما جرت العادة.
وألمح الحوثي إلى إمكانية استهداف و«تدمير صهاريج النفط الكبيرة في ميناء إيلات التي تحتوي على ملايين براميل النفط، وكذلك خط الأنابيب الذي يبدأ من إيلات وينتهي في عسقلان، انتقاماً لميناء الحديدة»، حسب قوله.
واتهم الحوثي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى (مجلس حكم الجماعة)، إسرائيل بالمزايدة بهجماتها التي وصفها بـ«الإرهابية الفاشلة»، داعياً الإسرائيليين إلى إدراك أن نتنياهو وحكومته يستمرون في الفشل والغباء في قراءة تغيير قواعد الاشتباك.
وتهكم على تهديدات نتنياهو ووزير دفاعه، وعدّها بيعاً للوهم وكسباً للوقت بأهداف مستحيلة، فـ«مَن عجز في غزة سيعجز بفضل الله في اليمن، ولن يُحقق إنجازاً».
هجمات لا تتوقف
جاءت الغارات الإسرائيلية عقب إعلان الجماعة الحوثية، الخميس، إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مطار بن غوريون الإسرائيلي.
دمار في ميناء الحديدة بعد غارة إسرائيلية خلال الشهر الحالي (أ.ف.ب)
وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الثامن على مواقع الجماعة الحوثية منذ بداية الحرب وحصار قطاع غزة، والثالث منذ استئناف القتال بعد فشل الهدنة بين الجيش العبري وحركة «حماس».
وكان يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة قد أكّد استهداف «مطار اللد، المسمى إسرائيلياً مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد حقق الصاروخ هدفه بنجاح»، حسب بيانه.
وجاء في بيان سريع أن إطلاق الصاروخ أدّى إلى هروب «الملايين» إلى الملاجئ، وتوقف حركة الطيران في المطار لنحو ساعة.
وأضاف أن الجماعة تواصل «توسيع عملها العسكري ضد إسرائيل بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة»، «وفرض حظر الملاحة الجوية على مطار اللد، وكذلك حظر الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي».
وأقرّ أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بالهجوم الصاروخي الذي قال إنه جرى اعتراضه بعد أن تسبب في تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق من إسرائيل.
#عاجل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل قليل حيث سبب في تفعيل انذارات في عدة مناطق من البلاد
وبدأ الحوثيون استهداف إسرائيل والملاحة البحرية في المياه المحيطة باليمن في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي، بعد أكثر من شهر من بدء المواجهات بين «حماس» وإسرائيل.
وأوقف الحوثيون هجماتهم بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أنهم عادوا إلى مواصلة هجماتهم بعد فشل الهدنة وعودة العمليات العسكرية في القطاع.
ورغم تشكيل الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفاً عسكرياً مطلع العام الماضي لمواجهة هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية، فإن تأثير هذا التحالف على قدرات الجماعة كان محدوداً. غير أن الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش الأميركي بأوامر من الرئيس ترمب منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، واستمرت على مدى 50 يوماً، ألحقت أضراراً كبيرة بعتاد الجماعة العسكري.
ووفق ما أوردت «رويترز» عن قادة أميركيين، فإن الجماعة اضطرت إلى إبداء رغبتها في إيقاف المواجهات مع الولايات المتحدة، وهو ما كشف عنه ترمب لحظة إعلانه إيقاف العمليات العسكرية ضدها.