ترحيب مغربي بقرار أوروبا استئناف مفاوضات الصيد البحري

بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والرباط

قرار المحكمة يمهد لعودة سفن الصيد الأوروبية إلى المياه المغربية بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والرباط (أ.ف.ب)
قرار المحكمة يمهد لعودة سفن الصيد الأوروبية إلى المياه المغربية بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والرباط (أ.ف.ب)
TT

ترحيب مغربي بقرار أوروبا استئناف مفاوضات الصيد البحري

قرار المحكمة يمهد لعودة سفن الصيد الأوروبية إلى المياه المغربية بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والرباط (أ.ف.ب)
قرار المحكمة يمهد لعودة سفن الصيد الأوروبية إلى المياه المغربية بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والرباط (أ.ف.ب)

أعربت أوساط سياسية واقتصادية في المغرب عن ترحيبها بالقرار، الصادر مؤخراً من المفوضية الأوروبية، بالموافقة رسمياً على مقترح استئناف المفاوضات مع المغرب بشأن اتفاق جديد في مجال الصيد البحري. ويمهد هذا القرار لعودة سفن الصيد الأوروبية إلى المياه المغربية، بعد مرور أكثر من عام على إلغاء محكمة العدل الأوروبية الاتفاقين التجاري والبحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، نظراً لاشتمالهما على منطقة الصحراء.

وجاء القرار الأوروبي باستئناف محادثات الصيد البحري مع المغرب في أعقاب إصدار مجلس الأمن الدولي، نهاية الشهر الماضي، قراراً يدعم خطة المغرب بمنح «الصحراء الغربية» حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية، باعتباره «الحل الأكثر جدوى» لهذه القضية.

وكانت الاتفاقية السابقة تسمح بدخول 128 سفينة أوروبية المياه المغربية للصيد فيها، مقابل تعويض سنوي يبلغ نحو 50 مليون يورو.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال نور الدين سالوك، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس المستشارين، إن هذا الاتفاق «سيدخل الآن حيز التنفيذ، بعدما ظل في السنوات الماضية يشهد مداً وجزراً، بالتالي ابتداء من هذه السنة سيشهد المغرب موجة جديدة من الاتفاقيات والمحادثات».

وأضاف سالوك موضحاً: «الأكيد أن هذا الوضع الذي نحن عليه الآن، سيخدم قطاع الصيد البحري والناتج المحلي للصيد البحري، وبالتالي فإنه سيعود بالنفع على سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب، وعلى وضع المغرب الاقتصادي، خصوصاً في مجال الصيد البحري».

من جانبه قال المحلل الاقتصادي، علي غنبوري، إن هذا القرار ستكون له مكاسب اقتصادية «على كل المنتجات، بما فيها الفلاحية التي سيستأنف تصديرها، وكذلك منتجات الصيد البحري التي تتجاوز 300 مليون دولار. لها عدة جوانب واتجاهات تجارية واقتصادية، ولها كذلك أهمية في تثبيت الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي».

وأضاف غنبوري موضحاً أن «الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي رقم واحد للمغرب، وأكثر من 70 في المائة من المبادلات التجارية الخارجية للمغرب هي مع الاتحاد الأوروبي، باعتبار كذلك أن أكثر من 70 في المائة من الصادرات المغربية موجهة لدول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي أعتقد أنه اتفاق استراتيجي بالنسبة للمغرب من الناحية الاقتصادية في علاقته مع الاتحاد الأوروبي».

لكن الحسن كديري، عضو الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل وعضو غرفة الصيد البحري بالدار البيضاء، نبّه إلى تحديات تحتاج إلى التعامل معها في ضوء هذا القرار الأوروبي، وقال في هذا السياق: «أهم التحديات أمام الصيادين القدامى بعد هذا الاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي، وهذا هو الشيء المهم، أن السلطات المسؤولة عن هذا القطاع سيكون عليها تطوير آلية عمل الصيادين التقليديين».

وأضاف الكديري أن الصيادين «يجب مساعدتهم على زيادة دخلهم من الصيد البحري. والسفن الأوروبية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة الاجتماعية، كما يجب مراعاة هؤلاء بالتدريب المستمر، ومساعدتهم بتجهيزات متطورة، ومساعدتهم على تسويق المنتجات».

ويمثل وجود اتفاق مع المغرب بشأن الصيد البحري أهمية قصوى لهذا القطاع في دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً إسبانيا التي تعتمد أقاليمها الساحلية، مثل الأندلس وجزر الكناري، على الوصول إلى مناطق الصيد المغربية.


مقالات ذات صلة

كرة القدم المغربية تختتم عاماً استثنائياً

رياضة عربية منتخب المغرب يواصل تحطيم الأرقام القياسية (أ.ف.ب)

كرة القدم المغربية تختتم عاماً استثنائياً

شكّل عام 2025 محطة مفصلية في تاريخ كرة القدم المغربية بعدما جمع بين أرقام قياسية لا سابق لها للمنتخب الأول وإنجازات عالمية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الرياضة صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

اختبار البداية يبتسم للعرب في العرس الأفريقي بالمغرب

سجلت المنتخبات العربية حضوراً لافتاً في المباريات الافتتاحية مؤكدة أنها تدخل المنافسة برؤية واضحة وثقة فنية تعكس تطور كرة القدم العربية على الساحة القارية.

كوثر وكيل (الرباط)
رياضة عربية نزلاء السجون في المغرب سيشاركون في بطولة مصغرة تضم 150 نزيلاً من 15 جنسية أفريقية (كأس أفريقيا)

من خلف القضبان... سجناء في المغرب يحتفلون بكأس أفريقيا بطريقتهم الخاصة

أشعلت كأس أمم أفريقيا لكرة القدم حماس الجميع، حتى إن نزلاء السجون في المغرب سيشاركون في بطولة مصغرة تضم 150 نزيلاً من 15 جنسية أفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية حكيم زياش (إكس)

المغربي حكيم زياش ينعى شقيقه

أعلن المغربي حكيم زياش، مساء الثلاثاء، عن وفاة شقيقه، من خلال حسابه على منصة «إنستغرام»، ما أثار موجة من التضامن والمواساة من الأندية والجماهير.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
الاقتصاد مشهد عام لميناء الحاويات في القصر الصغير في طنجة بالمغرب (رويترز)

«مرسى المغرب» لتشغيل المواني للاستحواذ على 45 % من «بولودا ماريتايم تيرمينالز» الإسبانية

قالت شركة «مرسى المغرب» لتشغيل المواني، إنها وقعت صفقة للاستحواذ على حصة 45 في المائة في شركة «بولودا ماريتايم تيرمينالز» الإسبانية، مقابل 94 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

مقديشو تطلب اجتماعاً طارئاً للجامعة العربية

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
TT

مقديشو تطلب اجتماعاً طارئاً للجامعة العربية

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)

دعت الصومال إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث اعتراف إسرائيل بأرض الصومال.

وقال مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية والسفير الصومالي بالقاهرة، علي عبدي أوراي، إن الصومال «يدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات هذه القرارات الخطيرة التي تمس سيادة ووحدة الصومال، وإدانة هذا القرار غير المسؤول، ورفضه بشكل واضح وصريح، تضامناً مع جمهورية الصومال الفيدرالية، ودفاعاً عن مبادئ السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول العربية، ورفضاً لأي محاولات لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي»، حسب وكالة الأنباء الصومالية (صونا).

واضاف عبدي أن جمهورية الصومال الفيدرالية تدين وترفض بشكل قاطع التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ما أعلن عنه من اعتراف مزعوم بما يسمى «جمهورية أرض الصومال المستقلة»، وما تلا ذلك من الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

وشدد سفير الصومال على موقف حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية الثابت على أن إقليم «أرض الصومال» جزءٌ لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية، وأن أي محاولات للاعتراف به كياناً مستقلاً تعد باطلةً ولاغيةً ولا يترتب عليها أي أثر قانوني.

وأصبحت إسرائيل أول دولة تعترف بإقليم أرض الصومال الانفصالي في الصومال، مما منحها شريكاً جديداً مطلاً على ساحل البحر الأحمر الاستراتيجي.

وكانت الجامعة العربية ومصر وتركيا وجيبوتي من بين دول أخرى أدانت اعتراف إسرائيل بأرض الصومال.


مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)

أكدت مصر، السبت، دعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، مشددة على رفضها للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية: «جمهورية مصر العربية تؤكد الرفض التام للاجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتتعارض مع الأسس الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وتجدد مصر إدانتها بأشد العبارات لاعتراف اسرائيل الاحادى بما يسمى (أرض الصومال) باعتباره انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوّض أسس السلم والأمن الدوليين، ويُسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي».

وتابع البيان: «تجدد مصر رفضها التام للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية، وتؤكد مصر دعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، اتساقاً مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وترفض أى إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد».

وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في وقت سابق اليوم، على دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية ومؤسساته الشرعية، وشدد على رفض مصر أي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية.

وشدد الوزير، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية النرويجي إسبين بارث إيد، على رفض مصر محاولات فرض «كيانات موازية» تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية، في إشارة إلى إقليم أرض الصومال الذي أعلنت إسرائيل اعترافها باستقلاله أمس الجمعة.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزيرين ناقشا الأوضاع في السودان والجهود المصرية في إطار الآلية الرباعية للدفع نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

وأكد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره، والحفاظ على مؤسساته الوطنية، وعلى ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتوفير الملاذ الآمن والممرات الإنسانية اللازمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أكد الوزير عبد العاطي على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى ترتيبات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وأصبحت إسرائيل، الخميس، أولَ دولة تعترف رسمياً بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومالي لاند) المعلنة من جانب واحد «دولة مستقلة ذات سيادة». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنَّ إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع «أرض الصومال»، وفي بيان له، هنأ نتنياهو رئيس «أرض الصومال» عبد الرحمن محمد عبد الله، وأشادَ بقيادته ودعاه إلى زيارة إسرائيل.


«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

أعلنت «شبكة أطباء السودان»، اليوم (السبت)، مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء على أساس عرقي من قبل «الدعم السريع» بمناطق أمبرو، وسربا، وأبوقمرة بولاية شمال دارفور غرب البلاد.

وقالت الشبكة، في بيان صحافي اليوم، إن «شهادات ناجين وصلوا إلى معسكرات النزوح بمنطقة الطينة التشادية، كشفت عن مقتل أكثر من 200 شخص، من بينهم أطفال ونساء ورجال، على أساس إثني، بمناطق أمبرو وسربا وأبو قمرة عقب الهجوم عليها من قبل (الدعم السريع)، في انتهاك فاضح لكل القوانين الإنسانية والدولية».

وأكدت الشبكة أن «هذه الجرائم تسببت في موجات نزوح واسعة نحو دولة تشاد؛ هرباً من الهجمات المسلحة، حيث يعيش النازحون واللاجئون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، تتسم بنقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وتدهور الخدمات الصحية، وغياب المأوى الآمن، ما يهدِّد حياة الآلاف، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن».

وأفادت بأن «استمرار هذه الانتهاكات سيدفع بالآلاف من المدنيين نحو تشاد، في أكبر عملية لجوء ستشهدها هذه المناطق»، مشددة على أن «الصمت الدولي والتقاعس عن اتخاذ إجراءات رادعة يمثلان مشاركة غير مباشرة في هذه المآسي الإنسانية».

وطالبت «شبكة أطباء السودان» بـ«وقف فوري للهجمات لوقف عمليات النزوح التي بدأت بهذه المناطق جراء عمليات القتل الجماعي»، داعية إلى «وصول إنساني آمن وغير مقيد للمساعدات الطبية والإغاثية، مع تقديم دعم عاجل للنازحين واللاجئين».