دخل فنانون مصريون على خط انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) المقرر إجراؤها الشهر المقبل بإعلان دعم وتأييد بعض المرشحين من خلال مقاطع فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك عدد من الفنانين، منهم أحمد السقا، وشريف منير، وماجد المصري، وصلاح عبد الله، بمقاطع مصورة ظهرت بشكل متزامن وجرى تداولها مع استمرار فترة الدعاية الانتخابية.
وتُجرى عملية الاقتراع للمصريين في الداخل على مرحلتين: الأولى في 10 و11 نوفمبر (تشرين الثاني)، والثانية في 24 و25 من الشهر ذاته، على أساس المناصفة بين نظام «القائمة المطلقة»، الذي يعني فوز القائمة الحاصلة على أعلى نسبة من الأصوات بجميع مقاعد دائرتها، إلى جانب «النظام الفردي». ويُخصص لكل منهما 284 مقعداً.
ولا تشهد الانتخابات النيابية وجود أي فنانين مترشحين على «القائمة الوطنية» أو حتى على المقاعد الفردية بأي من الدوائر الانتخابية.
وقال أحمد عبد السلام، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط» إن هذا النوع من الدعاية الانتخابية يعكس «صيغة ترويجية معروفة بالانتخابات»، مشيراً إلى أن تأثيرها على الجماهير يكون واسعاً في الأوساط الأقل تعليماً وثقافة.
وأضاف: «الإعلانات الترويجية لدعم مرشح من جانب فنان شهير تفتقد عادة لأسباب الدعم الموضوعية، وتكتفي بإعلان التأييد فحسب، وبعض فيديوهات التأييد تكون عديمة التأثير على أرض الواقع بالانتخابات البرلمانية».
ويحق لـ69 مليوناً و333 ألف مصري التصويت في الانتخابات المقبلة التي تُجرى على مرحلتين، تضم المرحلة الأولى 14 محافظة منها الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا، بينما تضم الثانية 13 محافظة في مقدمتها القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية.

وقال خبير النظم الانتخابية عبد الناصر قنديل لـ«الشرق الأوسط»: «ظاهرة تأييد الفنانين للمرشحين بالبرلمان برزت في مصر بعد دخول رجال الأعمال للعمل السياسي بشكل أكبر مع الإنفاق بميزانيات أضخم على الحملات الترويجية، وتحول الموضوع إلى نشاط تجاري يمارسه الفنانون سواء بأجر مباشر أو غير مباشر».
هذا الرأي دعمه الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، الذي توقع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن يكون إعلان الفنانين مواقفهم الداعمة لأحد المرشحين أمامه مقابل مادي؛ مضيفاً أن الفنان «حتى لو لم يتقاضَ أجراً مباشراً، فإن إعلان تأييده مرشحاً ما سيعود عليه بالنفع والعائد بشكل غير مباشر بالمستقبل القريب».
وبموجب القانون، يصل سقف الإنفاق الدعائي إلى 500 ألف جنيه (الدولار يساوي 47.3 جنيه مصري) للمرشح على المقاعد الفردية، وإلى 2.5 مليون جنيه للقائمة الواحدة، مع حظر تلقي المرشحين تبرعات من جهات أجنبية.
ويرى قنديل أن أجر أي فنان من نجوم الصف الأول يفوق كثيراً ميزانية أي حملة دعائية للمرشحين وفق الضوابط المالية المحددة سلفاً بالقانون، مما يفتح الباب أمام التساؤل حول ما إذا كانت «الوطنية للانتخابات» ستحقق في الأمر باعتباره مخالفة قانونية أم لا، مع احتمالية أن يؤكد الفنانون أصحاب تسجيلات الفيديو تنفيذها مجاناً وبدوافع شخصية منهم.




