هدوء حذر غرب العاصمة الليبية بعد اشتباكات مسلّحة محدودة

«النواب» و«الدولة» لمناقشة «المناصب السيادية»

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة خلال اجتماع الأسبوع الماضي مع عمداء بلديات الجبل الغربي (حكومة «الوحدة»)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة خلال اجتماع الأسبوع الماضي مع عمداء بلديات الجبل الغربي (حكومة «الوحدة»)
TT

هدوء حذر غرب العاصمة الليبية بعد اشتباكات مسلّحة محدودة

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة خلال اجتماع الأسبوع الماضي مع عمداء بلديات الجبل الغربي (حكومة «الوحدة»)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة خلال اجتماع الأسبوع الماضي مع عمداء بلديات الجبل الغربي (حكومة «الوحدة»)

عاد الهدوء الحذِر إلى العاصمة الليبية طرابلس، الأحد، بعد ساعاتٍ من توتر أمني، عقب اشتباكات محدودة بين تشكيلات مسلّحة في منطقة جنزور غرب المدينة، بينما يستعد مجلسا النواب و«الأعلى للدولة» لحوارٍ بشأن ملف «المناصب السيادية».

كانت جنزور قد شهدت، مساء السبت، مواجهات بالأسلحة المتوسطة استمرت حتى وقت مبكر من صباح الأحد، وأدت إلى إغلاق الطريق الساحلي الرابط بينها وبين مدينة الزاوية.

كما كانت هناك تحشيدات متبادلة في جنزور، مساء السبت، بعد اقتحام «القوة المشتركة»، التابعة لمحمود بوجعفر، مقر الكتيبة السادسة، بقيادة منير السويح، الواقع عند «جسر 17»، ما دفع الكتيبة إلى استنفار عناصرها، في مؤشر إلى احتمال اتساع رقعة المواجهات.

ودفع التوتر الأمني وإطلاق الأعيرة النارية العشوائي «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» إلى دعوة المواطنين والمقيمين القاطنين قرب مناطق التوتر إلى عدم التحرك في محيطها، وأخذ الحيطة والحذر، والتقليل من التنقل والبقاء في منازلهم بعيداً عن النوافذ والواجهات الرئيسية.

كما طالبت المؤسسة، في بيان لها، الأحد، مستخدمي الطريق العام الرابط بين طرابلس والزاوية بتوخّي الحذر، والابتعاد عن مواقع الاشتباكات إلى حين استقرار الأوضاع؛ للحد من الإصابات والضحايا.

ولم تُصدر حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة أو أجهزتها الأمنية أي تعليق رسمي على هذه التطورات، التي تأتي عقب نجاح الحكومة في فرض ترتيبات أمنية جديدة بوساطة تركية؛ لوقف التصعيد بين ميليشياتها وميليشيات «جهاز الردع» المناوئ لها.

«المناصب السيادية»

في شأن مختلف، أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء في المجلس للتواصل مع لجنة تابعة لـ«الأعلى الدولة» فيما يتعلق بملف «المناصب السيادية»، بما فيها إدارة مفوضية الانتخابات.

و«المناصب السيادية» التي يحق للمجلسين اختيار مَن يتولاها هي: محافظ المصرف المركزي، ورؤساء ديوان المحاسبة، وجهاز الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد، والمفوضية العليا للانتخابات، والمحكمة العليا، والنائب العام.

بدورها، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات اعتماد انتخاب عُمداء 35 مجلساً بلدياً، ضمن الاستحقاق الخاص باستكمال المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، بما يعزز مبدأ التداول السلمي على مستوى الإدارة المحلية.

وأكدت المفوضية أن العملية جرت وفق القوانين واللوائح المنظمة، مُشيدة بالتزام لجان الإشراف على الانتخابات وما بذلوه من جهود لضمان سَيرها بشفافية ونزاهة، وأوضحت أنها ستُحيل النتائج كاملة إلى وزارة الحكم المحلي تطبيقاً للقانون.

توتر في الزنتان

وفي إطار الصراع على السلطة بين حكومة «الوحدة» والحكومة المكلّفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، قرر عبد الشفيع الجويفي، وزير الحكم المحلي المكلّف بحكومة «الوحدة»، إيقاف الطاهر أبو جناح، عميد بلدية الزنتان، عن العمل وإحالته إلى التحقيق بزعم ارتكابه مخالفات إدارية، بعد زيارة وفد من حكومة حماد إلى المدينة.

صورة وزّعتها بلدية الزنتان لزيارة وفد الحكومة المكلّفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد

ووصف أهالي وأعيان وشباب بلدية الزنتان القرار بأنه «خطوة تعسفية»، وعَدُّوه «عدواناً سياسياً على سيادة الزنتان واعتداء مباشراً على كرامتها»، ومحاولة لخلق الفتنة بين المدينة وحكومة «الوحدة».

وأعلنوا، في بيان، مساء السبت، وقف التعامل مع الجويفي وقطع العلاقات معه، وطالبوا رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بإيقاف الوزير والتحقيق معه وتقديم اعتذار رسمي لأهالي الزنتان، مهددين باتخاذ «خطوات تصعيدية على مختلف المستويات والدفاع عن كرامتهم ومؤسساتهم بكل الوسائل المشروعة»، ومشددين على أن «الزنتان خط أحمر».

في غضون ذلك، أكدت نائبة ممثلة بعثة الأمم المتحدة، أولريكا ريتشاردسون، أهمية تعزيز الخدمات الاجتماعية في ليبيا، مشيرة إلى أنها ناقشت مع وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة «الوحدة» وفاء الكيلاني برامج اجتماعية تسهم في تحسين حياة النساء والرجال والأطفال، إلى جانب مبادرات الحماية الاجتماعية، خصوصاً الموجّهة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضافت، في بيان على منصة «إكس»، أن اللقاء تناول أيضاً الحاجة إلى مشاركة نسائية أقوى في المجالات السياسية، مُهنئة بانتخاب أول امرأة رئيسة لبلدية في ليبيا.

كانت انتخابات، أُجريت أواخر العام الماضي، قد أسفرت عن فوز سيدة بمنصب عميد بلدية زلطن، هي الزائرة الفيتوري المقطوف، في سابقة بتاريخ ليبيا. وقالت حينها، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إن نجاحها يشكل «انتصاراً جديداً وتاريخياً للمرأة» في بلادها.


مقالات ذات صلة

«رواتب العسكريين» تصطدم بالخلاف السياسي بين أفرقاء ليبيا

شمال افريقيا صورة وزعتها مفوضية الانتخابات للقاء رئيسها السايح مع البرعصي

«رواتب العسكريين» تصطدم بالخلاف السياسي بين أفرقاء ليبيا

دخل المشهد السياسي الليبي مرحلة جديدة من التصعيد والتجاذب بعد الجدل الذي أثاره إقرار البرلمان زيادة مرتبات العسكريين بنسبة 150 % وهي خطوة قوبلت بمعارضة

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي الدبيبة خلال زيارة إلى تاورغاء قبل 4 أعوام (مكتب الدبيبة)

أهالي تاورغاء يشكون تجاهل «الوحدة» الليبية لأحكام القضاء

أعرب سياسيون ونشطاء في مدينة تاورغاء الليبية عن استيائهم وشكواهم من تجاهل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة لحكمين قضائيين بوقف قرار الحكومة ضم المدينة إلى مصراتة.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا شرطي في أحد شوارع العاصمة الليبية طرابلس (مديرية أمن طرابلس)

«شلل ليلي» مستمر في طرابلس على وقع الاحتجاجات... و«الوحدة» تغض الطرف

تواصل لليوم الثالث مشهد «الشلل الليلي» في بعض أحياء العاصمة الليبية طرابلس على وقع احتجاجات مناهضة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة (مكتب الدبيبة)

احتجاجات مستمرة وقطع طرق بالعاصمة الليبية

عاشت العاصمة الليبية طرابلس ليلة جديدة على صفيح ساخن، مع تجدُّد موجة احتجاجات غاضبة ضد حكومة «الوحدة» المؤقتة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا شهدت مدن غرب ليبيا احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة (إعلام محلي)

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

أُقيمت في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، مراسم تأبين رسمية وعسكرية مهيبة لرئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (المؤقتة)، محمد الحداد، ومرافقيه.

خالد محمود (القاهرة )

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
TT

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)

وصف رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، مشروع الموازنة الطارئة للعام المالي 2026، التي أقراها مجلس الوزراء يوم أمس (الثلاثاء)، بـ«المعجزة»

مشيداً بضبط وزارة المالية الإنفاق وحسن إدارة موارد الدولة وزيادة الإيرادات في ظل ظروف استثنائية.

وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أن «المعجزة» الأولى هي توقع الموازنة بتحقيق معدل نمو في الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 9 في المائة، والثانية خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 إلى 65 في المائة.

وأوضح وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، أن الموازنة تشمل تحسين الأجور وتوفير وظائف في مداخل الخدمة، مشيراً إلى اعتماد توسيع قاعدة الإيرادات على التوسع الأفقي وعدم تحميل المواطن اي أعباء ضريبية جديدة، كما تستهدف الموازنة خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 الى 65 في المائة مقارنة بمعدل 101.9 في المائة للعام 2025.

وأبان إبراهيم، أن الموازنة تركز على إصلاح المالية العامة بترتيب أولويات الصرف المحددة والإنفاق العام، وتوفير احتياجات القوات والأجهزة النظامية، ومقابلة الإحتياجات الأساسية للوزارات والوحدات الحكومية، إضافة إلى تحسين أوضاع النازحين واللاجئين السودانيين بدول الجوار ومقابلة تكاليف توفير المساعدات الإنسانية لهم .

وأوضح وزير المالية، أن أداء موازنة العام 2025 جاء فوق التوقعات رغم استمرار تحديات الحرب، حيث حققت الايرادات العامة نسبة اداء 147 في المائة، واستمر الصرف على الاحتياجات الحتمية، مشيراً إلى أن الموازنة التزمت بتهيئة البيئة المناسبة للعودة للخرطوم وتأهيل مطار الخرطوم.


تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».