إلى أي مدى يؤثر التصعيد المصري - الإسرائيلي في العلاقات الثنائية؟

تقارير عبرية تتحدث عن «خرق» القاهرة لمعاهدة السلام

مصر تشدد على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة ووقف إطلاق النار في غزة (الشرق الأوسط)
مصر تشدد على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة ووقف إطلاق النار في غزة (الشرق الأوسط)
TT

إلى أي مدى يؤثر التصعيد المصري - الإسرائيلي في العلاقات الثنائية؟

مصر تشدد على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة ووقف إطلاق النار في غزة (الشرق الأوسط)
مصر تشدد على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة ووقف إطلاق النار في غزة (الشرق الأوسط)

جددت تقارير عبرية تحدثت عن «خرق» القاهرة لمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل، تساؤلات بشأن مدى تأثير التصعيد المصري - الإسرائيلي على مجمل العلاقات الثنائية التي من بينها «معاهدة السلام» والتنسيق الأمني المشترك.

واتفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» على أن «مصر تحافظ على أسس العلاقات مع إسرائيل»؛ لكنها في الوقت ذاته «تترك جميع الخيارات مفتوحة في حال انتهاك (معاهدة السلام) أو جرى الاعتداء على سيادتها»، كما «تعمل على خفض التصعيد بالمنطقة بوجه عام عبر السبل الدبلوماسية».

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعداً في حدة «التوتر» بين مصر وإسرائيل، عكسته تصريحات إعلامية من الجانبين، وانتقلت إلى فضاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدث موقع «ناتسيف نت» الإسرائيلي عن أن «مصر تقوم بخرق متكرر للملحق العسكري لاتفاقية (كامب ديفيد) عبر نشر قوات عسكرية مسلحة وأنظمة أسلحة ثقيلة في سيناء، بما يتجاوز الحدود المسموح بها في المنطقة منزوعة السلاح»، وطالب في تقرير نشرته وسائل إعلام عربية، الجمعة، بـ«قطع إمدادات الغاز عن مصر».

كما ذهب تقرير آخر لقناة «i24 News» الإسرائيلية إلى أبعد من ذلك، وزعم أن «السلطات المصرية تحتكر العلاقة مع إسرائيل، وتمنع أي شكل من أشكال التطبيع الشعبي». وتحدث التقرير عن أن «مصر قامت بتهريب السلاح إلى غزة»، و«إسرائيل كانت تتجنب الحديث عن ذلك، حتى لا تحرج القاهرة؛ لكنها (اليوم) لم تعد قادرة على الصمت بسبب التمادي المصري»، وفق «القناة العبرية»، مساء الأربعاء.

الخبير العسكري والاستراتيجي في مصر، اللواء سمير فرج، أكد أن «مصر تحافظ على أسس العلاقة القائمة حالياً مع إسرائيل وتحكمها (معاهدة السلام)، وهناك تنسيق أمني مشترك ما زال قائماً، وطالما أن إسرائيل ظلت تحافظ على السلام؛ فإن ذلك سيكون أيضاً الموقف المصري».

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن «القاهرة لن تسمح بالاقتراب من أراضيها أو المساس بأمنها القومي، وحال كانت هناك تهديدات تستدعي ذلك، فسيتم اتخاذ مواقف مغايرة»، موضحاً أن «أي خرق للسلام من جانب إسرائيل سيقابل بمواقف مصرية».

وشدد على أن مصر لديها أولوية تتمثل في خفض التصعيد، قائلاً إن «ما قامت به بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يُسهم في ذلك، وهناك ترحيب أوروبي واتصالات مع إيران لضمان خفض التصعيد».

السيسي خلال لقاء نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 (رويترز)

ومنذ أوائل سبتمبر (أيلول) الحالي، تصاعد التوتر بين إسرائيل ومصر، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقطع الغاز عن القاهرة. وهو ما عقب عليه رئيس «هيئة الاستعلامات المصرية»، ضياء رشوان، عبر تصريحات متكررة بأنه «لن يستطيع ذلك (أي قطع الغاز) وأنه الخاسر»، وتحداه أن يفتح المعابر لعودة الفلسطينيين، وحذره من أن «المسافة بين العريش وتل أبيب ليست بعيدة».

وعدّت عضوة الهيئة الاستشارية لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، نهى بكر، أن «تصعيد الإعلام العبري (مناورة تفاوضية) للضغط على مصر لتحقيق مكاسب في الملفات العالقة؛ مثل عملية التهجير القسري من غزة، ووأد أي جهود مصرية على المستويين الإقليمي والدولي لمنع تصفية القضية الفلسطينية».

ويظل الموقف الرسمي للقاهرة، وفقاً لبكر، يتمثل في «التمسك بخطاب دبلوماسي متزن، والتأكيد على الثوابت المصرية؛ وهي رفض التهجير، والدعوة لوقف إطلاق النار، والسيادة الكاملة على أراضيها، والتأكيد على استمرار التعاون الأمني عندما يخدم المصالح المصرية».

معبر رفح الحدودي أحد عوامل التوتر بين مصر وإسرائيل (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مراراً «تمسك بلاده بخيار السلام»، وقال في «تفتيش حرب» العام الماضي: «ليس لدينا في مصر وقواتها المسلحة ومؤسسات الدولة أي أجندة خفية تجاه أحد»، وإن «دور القوات المسلحة هو الحفاظ على أراضي الدولة وحماية حدودها».

وبدأ التوتر بين مصر وإسرائيل مع بدء الحرب على قطاع غزة، بـ«اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن إغلاق معبر رفح»، وتصاعد تباعاً لا سيما مع حديث عن انتهاك إسرائيل لمعاهدة السلام بالوجود في «محور فيلادلفيا»، غير أن هذا الملف تحديداً كان شاهداً على استمرار التنسيق الأمني بين البلدين، وفقاً لعضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون العبرية، أحمد فؤاد أنور. وأضاف أن «القاهرة تعاملت مع احتلال (محور فيلادلفيا) في إطار صفقة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وطالبت مصر بعودة سكان القطاع إلى الشمال وعدم دفعهم إلى الجنوب، ووافقت إسرائيل على ذلك، وعاد مليون شخص لشمال قطاع غزة»، بحسب رأيه.

غير أن أنور يرى أن «ضجيج الإعلام الإسرائيلي (الآن) يشي بوجود تغيرات في العلاقة مع مصر، وإن كانت هناك ترتيبات أمنية ما زالت قائمة». ولفت إلى أن الاحتمالات جميعها مفتوحة بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بفعل أن «التوتر الحالي غير مسبوق».


مقالات ذات صلة

عبد العاطي: نتواصل مع جميع الأطراف من أجل تسوية شاملة للأزمة السودانية

شمال افريقيا وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)

عبد العاطي: نتواصل مع جميع الأطراف من أجل تسوية شاملة للأزمة السودانية

صرح وزير الخارجية المصري  بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، بأن مصر تتواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية.

«الشرق الأوسط» (بوسودان)
شمال افريقيا سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)

مصر: مصرع شخصين وإصابة 39 بينهم أجانب في حادث تصادم بالبحر الأحمر

لقي شخصان حتفهما و أصيب 29 آخرون بينهم 34 أجنبياً في حادث تصادم وقع صباح اليوم الثلاثاء شمال محافظة البحر الأحمر المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي إحصائيات رسمية تشير إلى انخفاض معدلات التدخين في مصر (أ.ف.ب)

انخفاض معدلات التدخين في مصر... ثمرة توعية أم ارتفاع للأسعار؟

أثار انخفاض معدلات التدخين في مصر تساؤلات حول أسباب هذا التراجع، وما إذا كان ثمرة حملات التوعية أم بسبب ارتفاع أسعار التبغ.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي المشاركون في «منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي» بالقاهرة يوم الاثنين (مجلس الوزراء المصري)

مصر تشدد على أولوية العلاقات مع دول الخليج

شددت مصر على أولوية العلاقات مع دول الخليج وأهمية مواصلة العمل على تعزيزها وذلك خلال استضافة القاهرة، الاثنين، فعاليات «منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي»

أحمد جمال (القاهرة)
شمال افريقيا من أمام مقر لجنة انتخابية بمحافظة الجيزة المصرية (رويترز)

بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب المصري

بدأ الناخبون في مصر، اليوم (الاثنين)، الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي تجرى على مدى يومين في 14 محافظة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

عبد العاطي: نتواصل مع جميع الأطراف من أجل تسوية شاملة للأزمة السودانية

وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)
وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)
TT

عبد العاطي: نتواصل مع جميع الأطراف من أجل تسوية شاملة للأزمة السودانية

وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)
وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، أن مصر تتواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة السودانية.

وأعرب عبد العاطي خلال لقائه قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في بورتسودان، عن دعم مصر الكامل لحكومة الأمل، مشدداً على إدانة مصر للانتهاكات والفظائع في مدينة الفاشر، ومؤكداً مواصلة مصر جهودها لتحقيق الاستقرار في السودان، والانخراط بصورة فاعلة في الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني سواء في الإطار الثنائي أو المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الرباعية الدولية.

وشدد عبد العاطي على تواصل مصر مع كل الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز الجهود الرامية إلى الوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن اللقاء تناول أيضاً ملف الأمن المائي، حيث تم التأكيد خلال اللقاء على وحدة موقف البلدين كدولتي مصب لنهر النيل، والتشديد على ضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، والرفض التام للإجراءات الأحادية في نهر النيل.


توسع قائمة السياسيين المضربين عن الطعام في سجون تونس

السجن المدني بالمرناقية الذي يُؤوي عدداً من المعتقلين السياسيين (متداولة)
السجن المدني بالمرناقية الذي يُؤوي عدداً من المعتقلين السياسيين (متداولة)
TT

توسع قائمة السياسيين المضربين عن الطعام في سجون تونس

السجن المدني بالمرناقية الذي يُؤوي عدداً من المعتقلين السياسيين (متداولة)
السجن المدني بالمرناقية الذي يُؤوي عدداً من المعتقلين السياسيين (متداولة)

انضم السياسي المعارض عبد الحميد الجلاصي إلى قائمة السياسيين المضربين عن الطعام في السجون التونسية، احتجاجاً على استمرار حبسهم والإجراءات التي رافقت جلسات المحاكمة عن بعد.

وأعلنت منية إبراهيم زوجة الجلاصي (65 عاماً)، القيادي السابق بـ«حركة النهضة» الإسلامية، دخوله في إضراب عن الطعام الثلاثاء، عبر تدوينة على منصة «فيسبوك».

جانب من احتجاجات رافقت إحدى جلسات محاكمة المتهمين بـ«التآمر على أمن تونس» (أ.ف.ب)

وقالت إن «المعتقل السياسي عبد الحميد الجلاصي يلتحق بإضراب الجوع... إضراب الكرامة، دفاعاً عن كرامة الوطن وكرامة الإنسان».

وانضم الجلاصي، الذي يعاني من تبعات مرض السرطان، إلى القيادي بـ«جبهة الخلاص الوطني» جوهر بن مبارك الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ نحو أسبوعين وسط تدهور حالته الصحية، إلى جانب أمين عام «الحزب الجمهوري» عصام الشابي ورئيس«حركة النهضة» راشد الغنوشي.

رئيس البرلمان السابق وزعيم «حركة النهضة» راشد الغنوشي لدى مغادرته المحكمة (أرشيفية - متداولة)

وهؤلاء من عشرات السياسيين ورجال الأعمال الملاحقين فيما يعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة». وصدرت بحقهم في أبريل (نيسان) الماضي في جلسة محاكمة عن بعد، أحكام مشددة يصل أقصاها إلى 66 عاماً. وتقول المعارضة السياسية، إن التهم الموجهة للموقوفين «سياسية وملفقة» وإن جلسات المحاكمة تفتقد «معايير المحاكمة العادلة».

وستنظر محكمة الاستئناف في طعن تقدمت به هيئة الدفاع، في جلسة مؤجلة إلى يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ويتهم الرئيس قيس سعيد الذي يقود السلطة بصلاحيات واسعة منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في 2021، خصومه بمحاولات «تفكيك الدولة من الداخل».


مصر: مصرع شخصين وإصابة 39 بينهم أجانب في حادث تصادم بالبحر الأحمر

سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)
سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)
TT

مصر: مصرع شخصين وإصابة 39 بينهم أجانب في حادث تصادم بالبحر الأحمر

سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)
سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)

لقي شخصان حتفهما و أصيب 29 آخرون بينهم 34 أجنبياً في حادث تصادم وقع صباح اليوم الثلاثاء شمال محافظة البحر الأحمر المصرية.

وتلقت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر إخطاراً في الساعات الأولى من صباح اليوم بتصادم أوتوبيس سياحي تابع لإحدى الشركات السياحية بالبحر الأحمر، كان قادماً من الغردقة، بسيارة نقل ثقيل (تريلا) على طريق رأس غارب-الغردقة، شمالي المحافظة.

وكشفت التحقيقات الأولية عن وفاة سائق الأوتوبيس و آخر، وإصابة 39 بجروح متفرقة، هم 27 روسياً، واثنان من ليتوانيا، وسبعة من فنلندا، وثلاثة مصريين.

وتم الدفع بسيارات الإسعاف ورجال المرور لموقع التصادم، لرفع آثار الحادث، وتسيير حركة المرور.