إنقاذ عشرات المهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل موريتانيا

حرس السواحل الإسبانية خلال اعتراضه قارباً يقل عشرات المهاجري انطلقوا من سواحل موريتانيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
حرس السواحل الإسبانية خلال اعتراضه قارباً يقل عشرات المهاجري انطلقوا من سواحل موريتانيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إنقاذ عشرات المهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل موريتانيا

حرس السواحل الإسبانية خلال اعتراضه قارباً يقل عشرات المهاجري انطلقوا من سواحل موريتانيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
حرس السواحل الإسبانية خلال اعتراضه قارباً يقل عشرات المهاجري انطلقوا من سواحل موريتانيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت السلطات الموريتانية، في وقت متأخر من يوم أمس (الأحد)، أن خفر السواحل أنقذ 119 مهاجراً غير نظامي كانوا على متن زورق قبالة قرية الصيادين المسماة «امحيجرات» بولاية إنشيري غرب العاصمة نواكشوط .

وأفادت وزارة الصيد في بيان، أن المهاجرين من بينهم 54 من غامبيا من بينهم 10 نساء، و15 من غينيا، و50 من السنغال من بينهم امرأة واحدة.

وأوضحت الوزارة أن الزورق الذي كان يقل المهاجرين انطلق يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول) الحالي من غامبيا حيث استمرت الرحلة في البحر لمدة أسبوع،

وخلالها تعطل محرك الزورق وواجهوا خطر الغرق.

وأضاف المصدر أنه تم الاتصال بقوات خفر السواحل وبالتعاون مع بعض السفن، حيث باشرت العملية في إنقاذهم ونقلهم إلى نواكشوط للتكفل بهم طبقاً

للإجراءات المعمول بها.

وتحولت السواحل الموريتانية إلى نقطة عبور وانطلاق لزوارق المهاجرين غير النظاميين المتجهين إلى أوروبا بحرا في رحلات محفوفة بالمخاطر.


مقالات ذات صلة

السفارة المصرية بليبيا تتحرك لإنقاذ مهاجرين محتجزين في «بئر الغنم»

شمال افريقيا 59 حاوية عثر بداخلها على قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)

السفارة المصرية بليبيا تتحرك لإنقاذ مهاجرين محتجزين في «بئر الغنم»

نقل الحقوقي الليبي طارق لملوم، أن مركز «بئر الغنم» بغرب ليبيا الذي يحتجز فيه مهاجرون غير نظاميين، أبلغ وفد السفارة المصرية بوجود 176 شخصاً من رعاياها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا وزيرة الداخلية البريطانية شعبانة محمود في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم أمس الأحد (ا.ف.ب)

بريطانيا تخطط لحظر التأشيرات على 3 دول

ستمنع وزيرة الداخلية البريطانية شعبانة محمود، ثلاث دول من الحصول على تأشيرات دخول المملكة المتحدة إذا فشلت في استعادة المهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مهاجرون يحاولون الانضمام لركاب مركب مطاطي في دنكيرك باتجاه بريطانيا 26 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

بريطانيا تُعلن عن تغييرات جوهرية في نظام اللجوء

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن أكبر إصلاح شامل للسياسة المتبعة مع طالبي اللجوء في العصر الحديث، موضحة أنها ستجعل وضع اللاجئ مؤقتاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا جانب من إنقاذ مهاجرين غير نظاميين بعد غرق قارب كان يقلهم قرب ساحل الخُمس (جمعية الهلال الأحمر)

شواطئ ليبيا تجتذب مزيداً من الحالمين بـ«الفردوس الأوروبي» رغم المحاذير

أمام تكرار حوادث غرق المهاجرين غير النظاميين في المتوسط قبالة السواحل الليبية، أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن بالغ حزنها لوقوع خسائر في الأرواح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا وزير الداخلية الفرنسي لوران نونييز (حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي)

وزير داخلية فرنسا يدعم قانون تمديد احتجاز «المهاجرين الخطرين»

يهدف إلى تمديد فترة احتجاز المهاجرين المدانين في جرائم خطيرة أو أولئك الذين يشكلون تهديداً للنظام العام، الصادرة بحقهم قرارات بالترحيل.

«الشرق الأوسط» (باريس)

معارك بين الجيش و«الدعم السريع» حول بلدتين في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم يوم الاثنين (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم يوم الاثنين (أ.ف.ب)
TT

معارك بين الجيش و«الدعم السريع» حول بلدتين في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم يوم الاثنين (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم يوم الاثنين (أ.ف.ب)

شهدت عدة مناطق في ولاية شمال كردفان معارك شرسة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، ولا تزال المعلومات عن نتائجها متضاربة، ففيما زعم مؤيدو الجيش أنهم سيطروا على بلدتي أم سيالة وبارا، قالت «الدعم السريع» إنها حققت انتصاراً في بلدة أم سيالة، قتلت خلاله المئات وسيطرت على عدد من المركبات القتالية ودمرت مركبات أخرى.

وقال متحدث باسم «قوات الدعم السريع» في بيان، إن قواته حققت ما سماه «انتصاراً ساحقاً» على الجيش وحلفائه في بلدة أم سيالة، وطاردتهم حتى تخوم بلدة العلقة في ولاية النيل الأبيض.

وأكد البيان أن «قوات الدعم السريع» كبدت قوات الجيش وحلفاءه خسائر فادحة في الأرواح، بلغت أكثر من 470 قتيلاً، واستولت على أكثر من 60 مركبة قتالية مجهزة بكامل عتادها العسكري، ودمرت 30 مركبة أخرى. وأضاف: «قضينا على أي طموحات للفلول للسيطرة على المنطقة»، في إشارة إلى أتباع النظام السابق برئاسة عمر البشير.

وهاجمت قوات «درع السودان» الحليفة للجيش بلدة أم سيالة في ولاية شمال كردفان، يوم الاثنين، واستولت عليها مؤقتاً، قبل أن تلتف «قوات الدعم السريع» عليها وتسترد المنطقة بعد وصول تعزيزات تابعة لها. وقال شاهد إن قوات «درع السودان» انسحبت بعد ذلك من البلدة، إثر وصول تعزيزات كبيرة لـ«قوات الدعم السريع» بعد أن تعرضت لخسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وقوات «درع السودان» هي قوات موالية للجيش ثقلها الأساسي من منطقة البطانة في ولاية الجزيرة بوسط السودان. وكانت هذه القوات، التي يقودها أبو عاقلة كيكل، تقاتل بجانب «قوات الدعم السريع»، وأسهمت في استيلاء «الدعم السريع» على ولاية الجزيرة.

لكن كيكل فاجأ «قوات الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بإعلانه الانشقاق عنها، والالتحاق بالجيش، وبالفعل لعب وقواته دوراً محورياً، في استرداد ولاية الجزيرة لصالح الجيش، وبعض مناطق العاصمة الخرطوم.

ومنذ انسحاب «الدعم السريع» من ولاية الخرطوم ووسط البلاد، خاضت قوات «درع السودان» عدة معارك بجانب الجيش ضد «قوات الدعم السريع»، خاصة في ولاية شمال كردفان، لكنها خسرت خلالها الكثير من قواتها هناك.

وفي الوقت نفسه، تناقلت منصات موالية للجيش و«القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح» الحليفة له، أن الجيش استرد مدينة بارا الاستراتيجية في هجوم مباغت صباح يوم الاثنين، وبثت مقاطع فيديو بخلفية لافتات تؤكد أن المنطقة هي مدينة بارا، بينما قللت «قوات الدعم السريع» مما تتداوله الوسائط الموالية للجيش، وقال نشطاء موالون لها إن المعارك مستمرة حول المدينة.

جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض بإقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)

ومنذ بداية الحرب سيطرت «قوات الدعم السريع» على مدينة بارا، التي تحتكم على الطريق البري الرابط بين مدينة أم درمان ومدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، وتبعد عنها بنحو 45 كيلومتراً. لكن الجيش استردها مؤقتاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أن تعود «قوات الدعم السريع» وتسيطر عليها مجدداً في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

إلى ذلك، كانت مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، قد شهدت عمليات عسكرية كبيرة يوم الأحد، أفلحت خلالها «قوات الدعم السريع» في دخول «الفرقة 22 مشاة» التابعة للجيش وسيطرت على «اللواء 89» التابع له، قبل أن تنسحب بعد معارك عنيفة، راح ضحيتها عدد كبير من الطرفين.

وتعد «الفرقة 22 مشاة» آخر قلاع الجيش في ولاية غرب كردفان، وحال سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، تكون قد أكملت سيطرتها على الولاية الاستراتيجية، ما يفتح الطريق أمامها لاستهداف مناطق أخرى في ولايتي شمال وجنوب كردفان.


حفتر: لقرار شعبي حر يضع حداً لمسارات العبث والاستهتار

لقاء حفتر مع مشايخ وأعيان الساحل الغربي في بنغازي الاثنين (الجيش الوطني الليبي)
لقاء حفتر مع مشايخ وأعيان الساحل الغربي في بنغازي الاثنين (الجيش الوطني الليبي)
TT

حفتر: لقرار شعبي حر يضع حداً لمسارات العبث والاستهتار

لقاء حفتر مع مشايخ وأعيان الساحل الغربي في بنغازي الاثنين (الجيش الوطني الليبي)
لقاء حفتر مع مشايخ وأعيان الساحل الغربي في بنغازي الاثنين (الجيش الوطني الليبي)

رسم المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني» الليبي، صورة قاتمة للوضع السياسي في البلاد، واعتبر أن «الحل بيد الشعب»، باعتباره «الطبيب الوحيد لإنهاء هذه الأزمة»، بينما دخلت دار الإفتاء الموالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة، على خط زيارات وفود من مشايخ وحكماء إلى مقر حفتر في مدينة بنغازي بشرق البلاد، وهاجمتها بشدة.

ولفت حفتر، لدى اجتماعه الاثنين في بنغازي، مع مشايخ وأعيان وحكماء قبائل مناطق الساحل الغربي، إلى «عمق الأزمة» التي تمر بها الدولة نتيجة ما وصفه بـ«الفشل السياسي والصراعات القائمة، وانتشار الفساد والسلاح خارج مؤسسات الدولة».

واعتبر مجدداً أن «الخلل الذي أصاب كيان الدولة، لا يمكن معالجته إلا بإرادة الليبيين أنفسهم، باعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير والمسؤولين عن تحديد مسار الحل»، مؤكداً أن «الحل لا يكون إلا بقرار شعبي حر يضع حداً لمسارات العبث والاستهتار، ويعيد الأمور إلى نصابها».

جانب من لقاء مشايخ وأعيان وحكماء قبائل مناطق الساحل الغربي مع حفتر الاثنين (القيادة العامة)

ولاحظ حفتر أن «الخيرات الهائلة التي حباها الله لليبيا، تتناقض تماماً مع معاناة المواطن اليومية، وانتشار الفساد، وتفشي السلاح المنفلت، وعجز الدولة عن أداء مهامها الأساسية»، محمّلاً مسؤولية «الأزمة السياسية المفتعلة والممدَّدة عمداً، لمن يشغلون مواقع السلطة» عبر ما وصفه بـ«الصراع والمناكفات».

وأضاف: «الطبيب الوحيد القادر على علاج هذه الأزمة هو الشعب نفسه... الحل بيدكم أنتم لا بيد غيره... قرروا بإرادتكم الحرة، وحددوا مسار الحل السياسي، وأصدروا أوامركم بالتنفيذ دون مراوغة أو قيد أو شرط... وستجدون قواتكم المسلحة كما كانت دائماً إلى جانبكم، رهن إشارتكم».

وأكد حفتر أن «إعادة الأمور إلى نصابها تمثل نقطة البداية للخروج من الفوضى وبناء دولة مستقرة مزدهرة»، مشدداً على أن «إرادة الليبيين هي القادرة على فرض واقع جديد يضمن الأمن والاستقرار».

وأشاد بما وصفه «بالمواقف الوطنية لقبائل مناطق الساحل الغربي»، مستذكراً «وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب أهلهم في مدينة درنة خلال كارثة إعصار دانيال»، ونقل عنهم «تقديرهم لجهوده في ترسيخ الأمن والاستقرار، ودعمهم لمساعيه في بناء الوطن وإعماره وحمايته».

في المقابل، اعتبر مجلس «دار الإفتاء للبحوث والدراسات الشرعية» بغرب البلاد، زيارات وفود ليبية إلى مقر حفتر في المنطقة الشرقية «ركوناً إلى الظالمين» و«هرولة ضعاف النفوس».

وأكد البيان، الصادر مساء الأحد، أن هذه الزيارات «لا تمثّل المدن الليبية»، بل هي «مدح كاذب في موقف ذلّ وعار»، كما حذّر من «صفقات قذرة في الخفاء تهدف إلى إفلات مجرمين مدانين بالقصاص»، محملاً حكومة عبد الحميد الدبيبة ووزارة العدل، مسؤولية مباشرة.

صورة أرشيفية للقاء الدبيبة مع الصادق الغرياني المفتي المعزول بقرار من برلمان شرق ليبيا

ودعا البيان الليبيين إلى «التنديد العلني» و«الخروج في الميادين للإنكار»، محذراً من أن الاستمرار في «الهرولة السياسية قد يؤدي إلى تمكين حفتر من الغرب، مما يُكمم الأفواه، ويُهدِّد الحريات».

في غضون ذلك، عاد الهدوء الحذر الاثنين إلى غرب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات متقطعة اندلعت بمدينة ورشفانة، وسط تحشيدات مسلحة كثيفة، بينما التزمت حكومة «الوحدة» الصمت رغم تبعية الأطراف المتورطة في هذه الاشتباكات لها.

واندلعت اشتباكات مساء الأحد، بأسلحة متوسطة في منطقة أولاد عيسى بورشفانة، بين «الكتيبة 55 مشاة» بقيادة معمر الضاوي و«اللواء 111 مجحفل» بقيادة عبد السلام الزوبي، وكلاهما تابع لحكومة «الوحدة».

وبثت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة تظهر عودة الهدوء إلى مدينة ورشفانة، ونقلت عن محمد أمسيب، مسؤول الإعلام بـ«الكتيبة 55 مشاة»، انسحاب جميع الأطراف المشتبكة إلى مواقعها.

وفي تأكيد على انتصار ميليشياته، تفقد الضاوي مناطق المدينة، حيث نشرت عناصر «الكتيبة 55» في مناطق ورشفانة وبسطت سيطرتها، بعد انسحاب قوات «اللواء 111» من المنطقة.

بدورها، اعتبرت «السرية 3 مشاة» التابعة لقوات الحكومة أن «الوضع العسكري ممتاز تماماً»، وأكدت أن «قواتها ثابتة في مواقعها دون أي تراجع»، مشيرة إلى أن ما حدث، هو «تقهقر واضح لقوات العدو»، مؤكدة أن «الوضع تحت السيطرة الكاملة وقواتها في أتم الجاهزية والاستعداد».

وتُعد هذه المنطقة بؤرة توتر تاريخية بسبب الصراعات المتكررة، حيث شهدت في يوليو (تموز) الماضي اشتباكات دامية بين عائلتي اللفع والهدوي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، تلتها في أغسطس (آب) المنصرم محاولة اغتيال فاشلة للضاوي، قُتل فيها 12 مهاجماً من الميليشيات.

وتكشف هذه الأحداث، بحسب مراقبين، هشاشة الاستقرار في الغرب الليبي، رغم تبعية الأطراف لحكومة الدبيبة، وتُثير مخاوف من تصعيد يمتد إلى العاصمة.


السفارة المصرية بليبيا تتحرك لإنقاذ مهاجرين محتجزين في «بئر الغنم»

59 حاوية عثر بداخلها على قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)
59 حاوية عثر بداخلها على قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)
TT

السفارة المصرية بليبيا تتحرك لإنقاذ مهاجرين محتجزين في «بئر الغنم»

59 حاوية عثر بداخلها على قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)
59 حاوية عثر بداخلها على قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)

قال حقوقيون واختصاصيون في قضايا المهاجرين غير النظاميين، إن السفارة المصرية في طرابلس أجرت جولة تفقدية إلى مركز إيواء «بئر الغنم» للوقوف على أعداد رعاياها المحتجزين هناك، وأوضاعهم الإنسانية.

ومركز «بئر الغنم» هو معسكر لتجميع المهاجرين غير النظاميين، جنوب غربي العاصمة الليبية، وتشير تقارير دولية وشهادات حقوقية إلى ارتكاب «انتهاكات جسيمة» بحق المحتجزين فيه، في ظل ما يوصف بـ«فوضى إدارية وانقسام داخلي في جهاز مكافحة الهجرة».

وقال الحقوقي الليبي والباحث في قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء طارق لملوم، إن إدارة المركز سمحت لوفد السفارة المصرية بلقاء المحتجزين، و«أكدت استعدادها للتعاون معه، ووعدت بالإفراج عن المحتجزين فور قيام السفارة بالتنسيق مع الجهات المختصة».

عدد من المهاجرين المحتجزين في مركز «بئر الغنم» غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

وفيما نقل لملوم عن مصادر، أن مركز إيواء «بئر الغنم» أبلغ السفارة بأن «عدد المحتجزين المصريين يصل إلى 176 شخصاً، أقدمهم موقوف منذ شهرين فقط»، تساءل عن «الآلية التي كان المركز يتبعها قبل الشهرين الماضيين، خصوصاً في ظل تقارير عن قيام الأجهزة الأمنية المتعاونة معه باعتراض قوارب المهاجرين في البحر ونقلهم مباشرة إلى (بئر الغنم)».

وتقول منظمات حقوقية دولية إن مراكز احتجاز المهاجرين كافة في ليبيا «تُرتكب فيها انتهاكات واسعة»، لكن يبرز اسم «بئر الغنم» في شكاوى عديدة، خصوصاً من مصريين يتحدثون عن اعتقال أبنائهم في هذا المركز.

والحال في «بئر الغنم» لا تختلف كثيراً عن باقي مراكز إيواء المهاجرين - بحسب المختصين في ملف الهجرة وحقوق الإنسان - غير أن الأنباء الصادرة عن هذا المركز في وقت سابق، تتحدث عن وجود 600 مهاجر ينتمون إلى 10 دول على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والقُصّر.

وزاد لملوم من تساؤلاته في تصريح صحافي، وقال إنه «لم تتوفر معلومات واضحة عن مصير من تم احتجازهم سابقاً، وكيف جرى الإفراج عنهم، باعتبار أن هذه الزيارة هي الأولى لوفد السفارة المصرية إلى المركز».

وفي زيارة ميدانية سابقة إلى المركز في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، قال «المجلس الوطني للحريات وحقوق الإنسان» إن المعاينة أظهرت وجود 600 مهاجر بالمركز ينتمون إلى جنسيات متعددة، تشمل مصر والمغرب والجزائر واليمن والعراق وتونس وسوريا وأفغانستان وبنغلاديش وباكستان، وبعض الجنسيات الأفريقية.

وقال حقوقي ليبي مطلع على ما يجري في مركز «بئر الغنم»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك إجراءات لإصدار وثائق سفر للمصريين المحتجزين كي يتم نقلهم إلى بلدهم»، مشيراً إلى أن المركز «ينتظر باقي السفارات كي تنهي الإجراءات القانونية اللازمة لرعاياها تمهيداً لترحيلهم».

مهاجرون تم إنقاذهم من الموت بعد غرق مركبهم الذي انطلق من سواحل ليبيا في اتجاه أوروبا (أرشيفية - أ.ب)

وسبق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» أن أعلنت في مايو (أيار) 2025، أن معظم مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا «تخضع لسيطرة جماعات مسلحة منتهكة وغير خاضعة للمساءلة»، وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات تشمل «الاكتظاظ الشديد، والضرب، والتعذيب، ونقص الطعام والماء، والعمل القسري، والاعتداء الجنسي والاغتصاب، واستغلال الأطفال».

ولا تزال عصابات الاتجار بالبشر تعمل على تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، لكن عناصر خفر السواحل الليبي يعيدون عدداً كبيراً منهم جبراً إلى شواطئ البلاد، وتودعهم مقار الإيواء.

وسبق أن قال لملوم إن «أزمة (بئر الغنم) مرتبطة بصراع داخل جهاز (مكافحة الهجرة) منذ قرار إغلاق المركز في ديسمبر (كانون الأول) 2021، إذ مُنعت المنظمات والسفارات من الوصول إليه».

ورأى أن «هذا هو سبب تكديس المهاجرين والقصّر، في عنابر بلا صور ولا توثيق لطبيعة المكان أو حتى لدورات المياه»، معتبراً أن المسؤولية «لا تقع على السفارات، بل على إدارة الجهاز».

العثور على حاويات فيها قوارب مجهزة لتهريب المهاجرين عبر البحر (إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا)

وفي سياق متصل، قالت إدارة المهام الخاصة بغرب ليبيا إن قواتها عثرت على 59 حاوية في مواقع داخل مدينة مصراتة، «كانت مُحمّلة بقوارب لغرض بيعها لاستخدامها في عمليات الهجرة غير المشروعة»، مشيرة إلى أن هذه العملية جاءت في إطار «التتبع الدقيق لشبكات التهريب».

وأضافت الإدارة الاثنين، أن العثور على هذه القوارب «يعكس جاهزية وحداتها وقدرتها على إحباط المخططات التي تستهدف أمن البلاد واستقرارها، وتؤكد استمرار الجهود في ملاحقة المتورطين والحد من هذه الظاهرة الخطيرة».