«هدنة غزة»: كيف يتجاوز الوسطاء تعقيدات «الشروط الخمسة» لإسرائيل؟

«حماس» توافق على «صفقة شاملة»... ونتنياهو يعتبرها «مناورة»

فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: كيف يتجاوز الوسطاء تعقيدات «الشروط الخمسة» لإسرائيل؟

فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)

عادت حركة «حماس» للحديث عن قبولها بتنفيذ «صفقة شاملة» لإنهاء الحرب بقطاع غزة، بعد تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإطلاق سراح جميع الرهائن، وسط تجاهل منه للمقترح الجزئي الذي طرحته مصر وقطر منذ نحو أسبوعين، ويشمل الإفراج عن بعضهم.

ذلك الحديث الفلسطيني الذي جاء غداة تلميحات قطرية بأن ثمة أفكاراً جديدة تناقش على طاولة اتصالات إقليمية، قوبل بتجديد إسرائيل شروطاً خمسة طُرحت قبل نحو شهر لإنهاء الحرب، منها نزع سلاح «حماس»، وهو ما رفضته الحركة آنذاك.

وشروط حكومة نتنياهو الخمسة تتمثل في: «نزع سلاح (حماس)، وإعادة جميع المحتجزين أحياءً وأمواتاً، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وإقامة حكومة مدنية بديلة ليست من (حماس) ولا من السلطة الفلسطينية».

وفي ضوء ذلك الضجيج من التصريحات دون مفاوضات على أرض الواقع، واستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، تساءل البعض عن كيفية تجاوز الوسطاء تعقيدات «شروط» إسرائيل.

أسرة فلسطينية نازحة تضع أمتعتها عند خيمة في مخيم البريج بوسط قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وبحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوسطاء أمام أزمة كبيرة إزاء تلك الشروط التي لن تقبل بعضها «حماس» أو إسرائيل، وتوقعوا إما الذهاب لمقترح شامل للحل في إطار مفاوضات تحت النار، مع احتمال أن تفشل حال لم تقدم الحركة تنازلات، أو الوصول لاحتلال كامل قطاع غزة وفرض معادلات جديدة للمحادثات.

وقال ترمب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «أبلِغوا (حماس) بأن تعيد جميع الرهائن العشرين فوراً (وليس اثنين أو خمسة أو سبعة!)، والأمور ستتغير سريعاً. ستنتهي (الحرب)».

قبول صفقة شاملة

وجاء حديث ترمب بعد نحو أسبوعين من عدم تجاوب أميركي أو إسرائيلي مع مقترح الوسيطين المصري والقطري الداعي لوقف إطلاق النار 60 يوماً، والذي قبلته «حماس»، ويتضمن الإفراج عن نحو 10 رهائن أحياء و18 أمواتاً مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقع قريبة من الحدود في غزة، وبدء مفاوضات حول إنهاء الحرب.

وعادت «حماس» عقب تصريحات ترمب لتجدد عبر بيان استعدادها للذهاب إلى «صفقة شاملة» لإنهاء الحرب. واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ذلك الطرح «مناورة جديدة لا جديد فيها»، وتمسك بالشروط الخمسة التي اتفق عليها «الكابينت» قبل نحو شهر، وقال إنه «يمكن إنهاء الحرب فوراً وفق شروطنا (السابقة)، ومنها تفكيك أسلحة (حماس) والسيطرة الأمنية على القطاع».

فلسطينيون يحملون جثث أطفالٍ مُكفّنين قُتلوا في غارات إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)

وكرر مكتب نتنياهو في 19 أغسطس (آب) الماضي تلك الشروط، قائلاً إن «مبادئ إسرائيل لإنهاء الحرب كما حددها مجلس الوزراء (في تصويت بالأغلبية يوم 8 من الشهر ذاته) هي نزع سلاح (حماس)، وإعادة جميع المحتجزين أحياءً وأمواتاً، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وإقامة حكومة مدنية بديلة ليست من (حماس) ولا من السلطة الفلسطينية».

«إرادة حقيقية»

ودون تفاصيل من الوسطاء، أكد متحدث «الخارجية القطرية»، ماجد الأنصاري، أن أي مقترح بديل يبقى مرهوناً بوجود إرادة حقيقية للوصول إلى اتفاق، مشدداً على أن قطر، بصفتها وسيطاً، لا تملك أوراق ضغط خاصة بها سوى الدفع باتجاه اتفاق، والتعويل على الموقف والضغط الدولي.

وتحدث الأنصاري في بيان الأربعاء عن «وجود اتصالات لتطوير مقترحات جديدة يمكن أن تسهم في الوصول إلى اتفاق»، دون مزيد من التفاصيل.

أستاذ العلوم السياسية والأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، الدكتور طارق فهمي، يرى أن «حماس» مضطرة لإعادة الحديث عن «الصفقة الشاملة» في ظل رسائل ترمب وتجاهل إسرائيل للمقترح الجزئي، لأسباب من بينها إدراكها أن واشنطن تدعم نتنياهو، ومحاولة وقف الخسائر الميدانية، متوقعاً ألا يكون أمام الوسطاء مسارات لحلحلة حالية أو لتجاوز شروط إسرائيل.

ويرجح فهمي أن إسرائيل ستواصل التصعيد وحسم احتلال مدينة غزة، ثم قد تفكر بعدها في أرضية جديدة للمفاوضات، موضحاً أنه سيكون أمام «حماس» أن تقدم تنازلات، و«هذا لن يحدث»، وبالتالي «سيتم الذهاب لخيارات صفرية، ومرحلة اغتيالات لقيادات الحركة بالداخل».

مدفعية إسرائيلية تطلق النار باتجاه غزة في 6 مايو 2025 (رويترز)

المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، يتوقع «عدم قبول (حماس) بالشروط الخمسة»، لافتاً إلى أن شروط نتنياهو جزء من شروط المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، وبالتالي لن يتنازل عنها.

ويرى أن حديث ترمب يحمل صيغة تهديد، وليست وساطة، ولا دعوة لصفقة شاملة، ولا هدنة جزئية باتت من الماضي، مؤكداً أن الوسطاء ليسوا الأزمة، وليس بيدهم حلول سحرية في ظل تشدد «حماس»، وخاصة بتمسكها بسلاحها الذي بات غير مؤثر بالمعركة، و«هناك مليون طريقة لإخراج مشهد النزاع بالشكل المناسب».

مطالب عربية ودولية

ورغم هذه المخاوف، لا تزال الهدنة محل مطالب عربية ودولية. وطالب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في كلمة الخميس باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، بـ«وقف العدوان الهمجي على غزة»، مؤكداً «دعم الجهود المصرية - القطرية - الأميركية المستهدفة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار».

وقال الفاتيكان في بيان، إن البابا ليو دعا خلال اجتماع الخميس مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، إلى إجراء مفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ووقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

ودفع القصف الإسرائيلي، الخميس، المزيد من الفلسطينيين إلى النزوح في مدينة غزة، في حين تحدى آلاف السكان الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة وبقوا بين الأنقاض في مواجهة أحدث تقدم لإسرائيل، وقُتل 28 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية، وفق ما نقلته «رويترز».

ويتوقع فهمي عدم تدخل الإدارة الأميركية حالياً، وأن تستمر في تجاهل الأوضاع في غزة لحين حسمها عسكرياً بشكل كامل من جانب إسرائيل، مشيراً إلى أن الوسطاء قد ينتظرون تغييراً مفصلياً للذهاب لحل نهائي، أو عودة إسرائيل للاستمرار في صيغة مفاوضات من أجل المفاوضات بلا نتائج وتحت النيران.

في حين يعتقد مطاوع أن الحديث العربي والدولي سيستمر كعادته منذ الحرب، لكن ليس هناك ما يمكن القول إنه يستطيع أن يغير موازين القوة، ويجبر إسرائيل على الجلوس لطاولة التفاوض والقبول باتفاق في ظل تصعيدها العسكري الذي تراه ناجحاً حتى الآن.


مقالات ذات صلة

«حماس» تدعو ضامني اتفاق غزة إلى التحرك العاجل لإيصال المساعدات

المشرق العربي أطفال فلسطينيون يمشون بين الخيام بعد هطول الأمطار على قطاع غزة (أ.ب) play-circle

«حماس» تدعو ضامني اتفاق غزة إلى التحرك العاجل لإيصال المساعدات

قالت حركة «حماس»، الجمعة، إن الأوضاع الإنسانية في غزة تفاقمت بعد غرق خيام للنازحين جراء الأمطار، ودعت الضامنين لاتفاق وقف النار إلى التحرك لإيصال الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يلعبون خارج مخيم في مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

روسيا تقترح مشروع قرار أممياً بديلاً بشأن خطة السلام في غزة

وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بشأن قطاع غزة ينافس المشروع الأميركي، إذ لا يذكر إنشاء «مجلس سلام» ولا النشر الفوري لقوة دولية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي منطقة مدمَّرة بسبب الحرب في شمال مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

إندونيسيا تجهز 20 ألف جندي لبعثة حفظ سلام محتملة في غزة

ذكر وزير الدفاع الإندونيسي، الجمعة، أن الرئيس أمر القوات المسلحة في بلاده بتجهيز 20 ألف جندي للمشاركة في بعثة حفظ سلام محتملة تابعة للأمم المتحدة بغزة.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
المشرق العربي طفل فلسطيني يجمع البلاستيك بالقرب من صاروخ لم ينفجر في مكب نفايات بمدينة غزة أمس (أرشيفية - أ.ف.ب)

حرب غزة تتحول إلى منجم ذهب لصناعة السلاح الأميركية

بينما كانت غزة تُدمَّر ومئات آلاف المدنيين يواجهون الموت والجوع، كانت مصانع الأسلحة الأميركية تعمل بطاقتها القصوى لتلبية طلبات إسرائيل العسكرية المتنامية.

إيلي يوسف (واشنطن)
خاص فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

خاص إسرائيل تنتقم بوحشية من آسري «رهائن 7 أكتوبر» وعائلاتهم

قتلت إسرائيل بشكل انتقامي كثيراً من المقاومين وعائلاتهم في ظروف مختلفة لمشاركتهم في أسر إسرائيليين والاحتفاظ بهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)

محكمة تونسية تصدر حكماً جديداً بسجن الغنوشي لعامين

زعيم «حركة النهضة الإسلامية» راشد الغنوشي (رويترز)
زعيم «حركة النهضة الإسلامية» راشد الغنوشي (رويترز)
TT

محكمة تونسية تصدر حكماً جديداً بسجن الغنوشي لعامين

زعيم «حركة النهضة الإسلامية» راشد الغنوشي (رويترز)
زعيم «حركة النهضة الإسلامية» راشد الغنوشي (رويترز)

أصدرت محكمة تونسية، اليوم الجمعة، حكماً جديداً ضد زعيم «حركة النهضة الإسلامية»، راشد الغنوشي، يقضي بسجنه لمدة عامين، مع غرامة مالية بنحو 68 ألف دولار أميركي، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

قال المحامي سمير ديلو، العضو في هيئة الدفاع عن «المعتقلين السياسيين»، إن القضية ترتبط بعمليات تدقيق في المعاملات المالية لنواب البرلمان، في الفترة الممتدة بين عاميْ 2019 و2024، وهي الدورة التي ترأس فيها الغنوشي منصب رئيس البرلمان.

ولم تتضح بعدُ تفاصيل الحكم من السلطات القضائية.

وأوضح ديلو أن الحكم يأتي على خلفية مكافأة مالية بقيمة 14 ألف دولار نظير جائزةٍ تلقّاها الغنوشي من منظمة تُعنى بنشر «قيم غاندي للسلام والتسامح» في عام 2016.

وكان قد تبرّع بها إلى منظمة الهلال الأحمر التونسي.

وتابع ديلو أن «المحكمة أصدرت حكمها، اليوم، دون أن يكون هناك استنطاق».

ويلاحَق الغنوشي (84 عاماً)، الموقوف منذ أبريل (نيسان) 2023، في عدة قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب والفساد المالي والتآمر على أمن الدولة. وصدرت ضده ثلاثة أحكام سابقة في جلساتٍ قاطعها بدعوى افتقادها شروط المحاكمة العادلة.

وتقول حركة «النهضة» وأحزاب المعارضة إن التهم الموجهة إلى الغنوشي وباقي السياسيين الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة «سياسية وملفَّقة».


تدريب مصري - يوناني على «القتال البحري والجوي»

جانب من تدريب «ميدوزا 13» العام الماضي في اليونان (المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريب «ميدوزا 13» العام الماضي في اليونان (المتحدث العسكري المصري)
TT

تدريب مصري - يوناني على «القتال البحري والجوي»

جانب من تدريب «ميدوزا 13» العام الماضي في اليونان (المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريب «ميدوزا 13» العام الماضي في اليونان (المتحدث العسكري المصري)

ينطلق التدريب المصري - اليوناني المشترك «ميدوزا 14» خلال الفترة من 16 وحتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وأعلن المتحدث العسكري المصري موعد التدريب خلال «برومو» عبر موقع القوات المسلحة المصرية الرسمي، الجمعة. وقال: «تشارك في التدريب 5 دول بقوات فعلية، وأكثر من 2000 مقاتل من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة من الدول المشارِكة، كما تشارك 12 دولة بصفة مراقب».

وبحسب وسائل إعلام محلية، الجمعة، يعدّ التدريب من أبرز المناورات العسكرية المشتركة التي تجمع بين القوات المسلحة في البلدين؛ بهدف «تعزيز التعاون العسكري، وتبادل الخبرات في مختلف مجالات القتال البحري والجوي والقوات الخاصة».

واستعرض «البرومو» مَشاهد حية من مراحل الإعداد والتجهيز التي تشارك فيها وحدات من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة، بما يعكس مستوى الجاهزية القتالية والقدرات العالية للقوات المشارِكة.

قوات شاركت في تدريب «ميدوزا 13» العام الماضي (المتحدث العسكري المصري)

يشار إلى أن تدريب «ميدوزا 13» أُقيم في اليونان، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي والقوات الخاصة السعودية والمصرية واليونانية والقبرصية والفرنسية، وكل من إيطاليا والبحرين ورواندا وبلغاريا والمغرب بصفة «مراقب».

وتضمَّن التدريب حينها، بحسب المتحدث العسكري المصري، «تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية للدول المشارِكة، والتخطيط المشترك لإدارة أعمال قتال بحرية وجوية ضد التهديدات المختلفة، وكذا تنفيذ عدد من الأنشطة القتالية والرمايات غير النمطية، بما يعكس مدى ما وصلت إليه القوات المشارِكة من تدريب راقٍ في مختلف التخصصات».

كما نفَّذت القوات الخاصة للدول المشارِكة على هامش التدريب المشترك «ميدوزا 13» التدريبين المشتركين «مينا 3» و«هرقل 3» لتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم العملياتية بين القوات المشارِكة. وأكد المتحدث العسكري المصري حينها أن «تدريب (ميدوزا 13) يأتي في إطار تنامى علاقات الشراكة والتعاون العسكري مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة».


مصدر: بوعلام صنصال سيبقى في برلين حتى الأسبوع المقبل على أقل تقدير

الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال في صورة له تعود إلى 29 أكتوبر 2015 (أ.ف.ب)
الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال في صورة له تعود إلى 29 أكتوبر 2015 (أ.ف.ب)
TT

مصدر: بوعلام صنصال سيبقى في برلين حتى الأسبوع المقبل على أقل تقدير

الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال في صورة له تعود إلى 29 أكتوبر 2015 (أ.ف.ب)
الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال في صورة له تعود إلى 29 أكتوبر 2015 (أ.ف.ب)

يُتوقع أن يبقى الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال في برلين حتى مطلع الأسبوع المقبل على أقل تقدير، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على قضيته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصل صنصال (81 عاماً) إلى ألمانيا للعلاج الأربعاء بعدما وافقت الجزائر على طلب ألماني بالعفو عنه وإطلاق سراحه لأسباب إنسانية.

وقال المصدر إن صنصال «مبتهج» بالعفو عنه وإطلاق سراحه، وأضاف أنه «يوازن الأمور».

وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات في مارس (آذار) بعدما أدين بتهمة «المساس بوحدة الوطن» على خلفية تصريحات أدلى بها للإعلام الفرنسي.

وتفيد عائلته بأنه يعاني سرطان البروستاتا. ونُقل إلى «مستشفى برلين العسكري» فور وصوله إلى ألمانيا مساء الأربعاء.

الجزائر وفرنسا اتفقتا سراً على أن تؤدي ألمانيا دوراً في الإفراج عن الكاتب صنصال (الشرق الأوسط)

والخميس، نقلت مجلة فرنسية عن الكاتب كمال داود قوله إن صنصال قد يتوجّه إلى فرنسا في موعد أقربه الجمعة أو السبت. لكن المصدر في برلين أفاد الجمعة بأنه يتوقع أن يبقى صنصال في المستشفى في برلين «حتى مطلع الأسبوع المقبل».

وتابع أن «الخطة هي أن يبقى هناك مدة أطول حتى». وأضاف: «ما زالت تُجرى له العديد من الفحوص» في المستشفى، وسيتم بعدها البحث في الخطوات التالية.

وطلب الاثنين الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون العفو عن صنصال نظراً لسنه «المتقدّمة ووضعه الصحي الهش».

ويُعرف صنصال الحائز جوائز في الأدب الفرنكفوني الحديث في شمال أفريقيا، بانتقاده للسلطات الجزائرية وكذلك للإسلاميين. وحصل على الجنسية الفرنسية عام 2024.

ولعبت قضيته دوراً في التوترات الدبلوماسية بين باريس والجزائر، والتي أدت إلى طرد مسؤولين من الجانبين، واستدعاء سفراء، وفرض قيود على حاملي التأشيرات الدبلوماسية.