«الاستقرار» الليبية تدعو اليونان للحوار عقب «حديث التنقيب» جنوب كريت

حماد أكّد أن ليبيا «لديها حق استغلال هذه المنطقة والتنقيب فيها عن الموارد»

حماد يترأس اجتماع حكومة «الاستقرار» (الحكومة)
حماد يترأس اجتماع حكومة «الاستقرار» (الحكومة)
TT

«الاستقرار» الليبية تدعو اليونان للحوار عقب «حديث التنقيب» جنوب كريت

حماد يترأس اجتماع حكومة «الاستقرار» (الحكومة)
حماد يترأس اجتماع حكومة «الاستقرار» (الحكومة)

أبدى رئيس حكومة الاستقرار الليبية، أسامة حماد، تعجبه واستغرابه من حديث اليونان بشأن تراخيص التنقيب، واستغلال مادة الهيدروكربونات في مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت، وقال إن جزءاً من هذه المناطق «يقع داخل نطاق بحري ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليبيا».

وجادل حماد، خلال اجتماع ترأسه، السبت، لحكومته في مدينة درنة بشرق البلاد، بأن ليبيا «لديها الحق في استغلال هذه المنطقة، والتنقيب عن الموارد فيها، وهو حق أصيل وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982».

وأعلن حماد عرض وإحالة اتفاقية ترسيم الحدود في المنطقة الاقتصادية الخالصة مع تركيا إلى مجلس النواب لدراستها، والنظر في الموافقة بالتصديق عليها، إضافة إلى تشكيل لجنة حكومية لمراجعة ترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة ليبيا في البحر المتوسط، ومراجعة كافة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مع الدول الصديقة والشقيقة منذ عام 2002، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، بما يتوافق مع مصالح ليبيا ومبادئ حسن الجوار، والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة.

وخيّر حماد اليونان ما بين الحوار، «وإلا فإن ليبيا ستضطر لجلب الشركات المختصة والراغبة في الاستثمار، ومنحها تراخيص للتنقيب في نفس هذه المناطق البحرية».

وكانت وزارة الخارجية بحكومة «الاستقرار» قد طالبت، في بيان لها، مساء الجمعة، الحكومة اليونانية بالوقف الفوري لأي عطاءات في المناطق الخاضعة للحقوق السيادية الليبية، والامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب، ودعتها في المقابل إلى الدخول في حوار جادّ وبنّاء مع ليبيا لحلّ النزاعات البحرية، مؤكدة احتفاظ ليبيا بحقها الكامل في اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية سيادتها ومواردها.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية اليوناني، جورج جيرابيتريتيس، ردّاً على أسئلة في البرلمان اليوناني، أن أثينا مستعدة لأن تبحث مع ليبيا «ترسيم حدود المناطق البحرية في إطار القانون الدولي»، بينما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في وزارة الخارجية اليونانية أنه من المتوقع أن يزور جيرابيتريتيس ليبيا في الأسابيع القليلة المقبلة.

وكانت حكومة الوحدة «المؤقتة» في العاصمة طرابلس، قد عدّت المناقصة الدولية، التي أطلقتها اليونان من أجل الشروع في استغلال النفط بمناطق بحرية قرب جزيرة كريت «انتهاكاً صريحاً للحقوق السيادية الليبية»، وعارضت فى بيان لوزارة خارجيتها «أي أعمال استكشافية أو تنقيبية في هذه المناطق، من دون الوصول إلى تفاهم قانوني مسبق يحترم قواعد القانون الدولي».


مقالات ذات صلة

«الجنائية الدولية»... سيف مسلّط على رقاب ميليشيات ليبية متهمة بـ«التعذيب»

شمال افريقيا الصور ملتقياً في مكتبه بطرابلس خان في نوفمبر 2024 (مكتب النائب العام)

«الجنائية الدولية»... سيف مسلّط على رقاب ميليشيات ليبية متهمة بـ«التعذيب»

أوقفت السلطات الألمانية أحد المسؤولين الكبار عن سجن معيتيقة الليبي، وفقاً لقرار من المحكمة الجنائية الدولية التي لا تزال تطالب بثمانية آخرين، أبرزهم سيف القذافي

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا سهام سرقيوة البرلمانية الليبية (يمين) قبل خطفها رفقة المستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز (البعثة)

ليبيا: البعثة الأممية تدعو لإجراء «تحقيق مستقل» في اختفاء النائبة سرقيوة

تحدثت البعثة الأممية في ليبيا عن اختفاء العديد من الأشخاص الآخرين في مختلف أنحاء البلاد، من بينهم عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تيتيه وسفير ألمانيا في طرابلس رالف طراف (البعثة الأممية)

تيتيه لعرض «خريطة الطريق» الليبية على «مجلس الأمن» الشهر المقبل

تحدثت المبعوثة الأممية في ليبيا عن «مشاعر الإحباط التي يشعر بها الليبيون؛ وتطرح إمكانية فرض عقوبات فردية أو اتخاذ تدابير أخرى لضمان المساءلة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قادربوه رئيس هيئة الرقابة الإدارية خلال بحث مستجدات طباعة الكتاب المدرسي (هيئة الرقابة الإدارية)

«الوحدة» الليبية تطلق استراتيجية لمكافحة الفساد وسط «شكوك» في جدّيتها

قالت هيئة الرقابة الإدارية إنها تستهدف من وراء اعتماد «الاستراتيجية الوطنية» تعزيز الشفافية والنزاهة ومواكبة المعايير الدولية المنصوص عليها أممياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد عسكري من غرب ليبيا خلال زيارته لإيطاليا (وزارة الدفاع بغرب ليبيا)

احتقان يسود العاصمة الليبية... ودعوات إلى «نزع فتيل الفتنة»

تقول وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، إنها بدأت «تنفيذ استراتيجيتها المتعلقة بملف التدريب العسكري للجيش» في حين تسود العاصمة حالة احتقان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
TT

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)

واصلت مصر اتصالاتها المكثفة لخفض التصعيد بالمنطقة. وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالات هاتفية، الجمعة، مع كل من وزير خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامي، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، فإن الاتصالات تناولت الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل مستدام، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي.

وأضاف خلاف، الجمعة، أنه «تم تبادل وجهات النظر بشأن سبل إعادة إحياء المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول E3 حول البرنامج النووي الإيراني، بما يساهم في استعادة المسار الدبلوماسي ومعالجة الشواغل المرتبطة بالبرنامج، خاصة مع قرب الموعد المرتقب لتفعيل آلية العقوبات الأممية خلال أسابيع معدودة بحسب ما أعلنته دول E3».

وبحث عبد العاطي ولامي في «سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية». كما بحث مع غروسي دعم التعاون الثنائي بين مصر و«الوكالة» في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

بدر عبد العاطي خلال لقاء عباس عراقجي ورافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

والأربعاء الماضي، أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالات مع كل من مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ونظيره الإيراني، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب «الخارجية المصرية» تناول الوزير عبد العاطي خلال الاتصالات «أهمية العمل على الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع الاقتناع بأنه لا حلول عسكرية لهذا الملف وباقي الأزمات التي تتعرض لها المنطقة». وجرى خلال الاتصالات «تبادل الأفكار والرؤى حول سبل خفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي».

وكان عبد العاطي قد أشار خلال اتصال هاتفي مع غروسي في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، إلى «أهمية تغليب الحلول الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، بما يساهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».

في المقابل، أعرب غروسي حينها عن تقديره البالغ لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، ودعم منظومة عدم الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

أيضاً أجرى وزير الخارجية المصري مطلع الشهر الماضي، محادثات في القاهرة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثمناً الدور الحيوي الذي تضطلع به الوكالة التابعة للأمم المتحدة في دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، من خلال تعزيز مبادئ عدم الانتشار النووي، وتوسيع استخدامات التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية تخدم أهداف التنمية المستدامة.