مباحثات أممية - تركية حول الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا

تيتيه ومسؤولان بأنقرة يؤكدون ضرورة الحفاظ على «هدنة طرابلس»

 نائب وزير الخارجية التركي مستقبلاً تيتيه في أنقرة (البعثة الأممية على «إكس»)
نائب وزير الخارجية التركي مستقبلاً تيتيه في أنقرة (البعثة الأممية على «إكس»)
TT

مباحثات أممية - تركية حول الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا

 نائب وزير الخارجية التركي مستقبلاً تيتيه في أنقرة (البعثة الأممية على «إكس»)
نائب وزير الخارجية التركي مستقبلاً تيتيه في أنقرة (البعثة الأممية على «إكس»)

استبقت المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه، اجتماع لجنة المتابعة الدولية لـ«عملية برلين»، بمباحثات أجرتها في العاصمة التركية أنقرة، تطرقت إلى العملية السياسية في ليبيا، والأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس.

ويفترض أن تحتضن العاصمة الألمانية، (الجمعة)، اجتماع لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين، الذي سيُخصص لمراجعة الجمود السياسي في ليبيا، وآفاق إعادة تفعيل العملية الدستورية، والعمل على الدفع لتنظيم انتخابات عامة.

وجاء لقاء تيتيه بالمسؤولَين التركيين في إطار لقاءاتها ومشاوراتها مع الفاعلين الدوليين والمحليين، بقصد توفير الدعم لنتائج اللجنة الاستشارية الليبية، المعنية بخيارات لعملية سياسية، تمهد للانتخابات الرئاسية والنيابية.

تيتيه والسفير علي أونانرمدير إدارة شمال وشرق أفريقيا بوزارة الخارجية التركية في أنقرة (البعثة الأممية)

وأوضحت البعثة أن تيتيه أجرت خلال اجتماعين منفصلين بأنقرة مشاورات وصفتها بـ«المثمرة» مع برهان الدين دوران، نائب وزير الخارجية التركي، والسفير علي أونانر، مدير إدارة شمال وشرق أفريقيا بوزارة الخارجية التركية.

ونقلت البعثة أن المسؤولين «شددا على ضرورة الحفاظ على الهدنة في طرابلس؛ ومسؤولية الأطراف كافة عن الامتناع عن أي تصعيد قد يؤدي إلى تدهور أمني يهدد سلامة وأمن المدنيين».

من لقاء سابق بين عبد الحميد الدببة والرئيس التركي في أنقرة (الرئاسة التركية)

وأوضحت البعثة أنه جرى تبادل وجهات النظر حول المشهد السياسي والأمني في ليبيا في ضوء الاشتباكات، التي وقعت يومي 12 و13 مايو (أيار) الماضي.

كما شملت المناقشات، بحسب البعثة، تقييم العملية السياسية في ضوء تقرير اللجنة الاستشارية والخيارات، التي أوصت بها، مبرزة أن الممثلة الخاصة للأمين العام أطلعت نظراءها على المشاورات العامة المكثفة التي عقدت في الأسابيع الأخيرة ونتائجها.

وكما أوضحت البعثة أن المجتمعين ناقشوا الاجتماع المرتقب في برلين، مؤكدين على «ضرورة الحفاظ على تنسيق دولي شامل وفعال ودوري لدعم العملية السياسية، التي أُطلقت لتحقيق الانتخابات في أقرب وقت ممكن».

وسبق أن أعرب الرؤساء المشاركون بمجموعة العمل المعنية بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، التابعة لعملية برلين (هولندا وسويسرا والبعثة الأممية) عن قلقهم إزاء التصعيد الأخير للعنف في طرابلس، الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وألحق أضراراً بالمنازل والبنى التحتية المحمية، وأدى إلى قمع عنيف للمتظاهرين.

من لقاء سابق بين الدبيبة ورئيس الأركان التركي (وزارة الدفاع التركية)

وتُعدّ «عملية برلين» مبادرة دبلوماسية أطلقتها ألمانيا، ودعمتها الأمم المتحدة عام 2020 لتعزيز الحل السياسي للأزمة الليبية. ويشارك فيها أطراف دولية رئيسية مهتمة بالملف الليبي، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وفي إطار توسيع دائرة استطلاع الليبيين بشأن مخرجات اللجنة الاستشارية، أوضحت البعثة أن الأخيرة «درست تصورات متعددة لمعالجة معضلة السلطة التنفيذية»، سواء تلك المقدمة في شكل مقترحات رسمية، أو التصريحات العامة. وقيّمت مدى استيفاء كل فكرة لمتطلبات الحياد المؤسسي، والكفاءة الوظيفية، والإجماع الوطني اللازم لإنجاح الانتخابات.

في شأن متصل بأنقرة، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إنها وقعت مذكرة تفاهم مع القيادة العامة للدرك التركي، وذلك في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم، الموقعة بين وزارتي الداخلية في ليبيا وتركيا لتعزيز التعاون في مجال التدريب الأمني.

ولفتت الوزارة إلى أنه جرى التوقيع بحضور مندوب عن إدارة العلاقات والتعاون الدولي، وعدد من ضباط جهاز المباحث الجنائية بوزارة الداخلية الليبية.

وتضمنت المذكرة «منح عدد من كلاب الأثر لجهاز المباحث الجنائية دعماً لقدراته في مجالات التتبع والكشف باستخدام أحدث الوسائل التقنية».

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود وزارة الداخلية للارتقاء بالكفاءات الأمنية من خلال برامج تدريبية متقدمة، تستهدف الفرق المتخصصة في استخدام كلاب الأثر.

في شأن مختلف، أجرى القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة، جيريمي برنت، مباحثات مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مسعود سليمان، ركزت على التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا في مجال الطاقة.

وقال برنت في تصريح، مساء الأربعاء، إنه تم التطرق إلى «سبل دعم الشركات الأميركية لخطة المؤسسة الوطنية للنفط، الهادفة إلى تعزيز الإنتاجية، وتلبية الطلب المحلي، وزيادة الإيرادات»، وانتهى إلى أنهما «جددا التأكيد على أهمية الشفافية وضمان استفادة جميع الليبيين من موارد ليبيا».


مقالات ذات صلة

«الجنائية الدولية»... سيف مسلّط على رقاب ميليشيات ليبية متهمة بـ«التعذيب»

شمال افريقيا الصور ملتقياً في مكتبه بطرابلس خان في نوفمبر 2024 (مكتب النائب العام)

«الجنائية الدولية»... سيف مسلّط على رقاب ميليشيات ليبية متهمة بـ«التعذيب»

أوقفت السلطات الألمانية أحد المسؤولين الكبار عن سجن معيتيقة الليبي، وفقاً لقرار من المحكمة الجنائية الدولية التي لا تزال تطالب بثمانية آخرين، أبرزهم سيف القذافي

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا سهام سرقيوة البرلمانية الليبية (يمين) قبل خطفها رفقة المستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز (البعثة)

ليبيا: البعثة الأممية تدعو لإجراء «تحقيق مستقل» في اختفاء النائبة سرقيوة

تحدثت البعثة الأممية في ليبيا عن اختفاء العديد من الأشخاص الآخرين في مختلف أنحاء البلاد، من بينهم عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تيتيه وسفير ألمانيا في طرابلس رالف طراف (البعثة الأممية)

تيتيه لعرض «خريطة الطريق» الليبية على «مجلس الأمن» الشهر المقبل

تحدثت المبعوثة الأممية في ليبيا عن «مشاعر الإحباط التي يشعر بها الليبيون؛ وتطرح إمكانية فرض عقوبات فردية أو اتخاذ تدابير أخرى لضمان المساءلة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قادربوه رئيس هيئة الرقابة الإدارية خلال بحث مستجدات طباعة الكتاب المدرسي (هيئة الرقابة الإدارية)

«الوحدة» الليبية تطلق استراتيجية لمكافحة الفساد وسط «شكوك» في جدّيتها

قالت هيئة الرقابة الإدارية إنها تستهدف من وراء اعتماد «الاستراتيجية الوطنية» تعزيز الشفافية والنزاهة ومواكبة المعايير الدولية المنصوص عليها أممياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد عسكري من غرب ليبيا خلال زيارته لإيطاليا (وزارة الدفاع بغرب ليبيا)

احتقان يسود العاصمة الليبية... ودعوات إلى «نزع فتيل الفتنة»

تقول وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، إنها بدأت «تنفيذ استراتيجيتها المتعلقة بملف التدريب العسكري للجيش» في حين تسود العاصمة حالة احتقان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
TT

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)

واصلت مصر اتصالاتها المكثفة لخفض التصعيد بالمنطقة. وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالات هاتفية، الجمعة، مع كل من وزير خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامي، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، فإن الاتصالات تناولت الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل مستدام، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي.

وأضاف خلاف، الجمعة، أنه «تم تبادل وجهات النظر بشأن سبل إعادة إحياء المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول E3 حول البرنامج النووي الإيراني، بما يساهم في استعادة المسار الدبلوماسي ومعالجة الشواغل المرتبطة بالبرنامج، خاصة مع قرب الموعد المرتقب لتفعيل آلية العقوبات الأممية خلال أسابيع معدودة بحسب ما أعلنته دول E3».

وبحث عبد العاطي ولامي في «سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية». كما بحث مع غروسي دعم التعاون الثنائي بين مصر و«الوكالة» في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

بدر عبد العاطي خلال لقاء عباس عراقجي ورافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

والأربعاء الماضي، أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالات مع كل من مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ونظيره الإيراني، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب «الخارجية المصرية» تناول الوزير عبد العاطي خلال الاتصالات «أهمية العمل على الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع الاقتناع بأنه لا حلول عسكرية لهذا الملف وباقي الأزمات التي تتعرض لها المنطقة». وجرى خلال الاتصالات «تبادل الأفكار والرؤى حول سبل خفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي».

وكان عبد العاطي قد أشار خلال اتصال هاتفي مع غروسي في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، إلى «أهمية تغليب الحلول الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، بما يساهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».

في المقابل، أعرب غروسي حينها عن تقديره البالغ لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، ودعم منظومة عدم الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

أيضاً أجرى وزير الخارجية المصري مطلع الشهر الماضي، محادثات في القاهرة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثمناً الدور الحيوي الذي تضطلع به الوكالة التابعة للأمم المتحدة في دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، من خلال تعزيز مبادئ عدم الانتشار النووي، وتوسيع استخدامات التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية تخدم أهداف التنمية المستدامة.