«الرئاسي» الليبي يستعيد حضوره في المشهد السياسي بعد «خُفوت»

مراقبون يرون أن أداء المنفي تميز سابقاً بمحدودية المشاركة والابتعاد عن الصراعات السياسية

شباب ليبيون يلتقطون صورة تذكارية مع المنفي خلال جولته بشوارع طرابلس (مكتب المنفي)
شباب ليبيون يلتقطون صورة تذكارية مع المنفي خلال جولته بشوارع طرابلس (مكتب المنفي)
TT

«الرئاسي» الليبي يستعيد حضوره في المشهد السياسي بعد «خُفوت»

شباب ليبيون يلتقطون صورة تذكارية مع المنفي خلال جولته بشوارع طرابلس (مكتب المنفي)
شباب ليبيون يلتقطون صورة تذكارية مع المنفي خلال جولته بشوارع طرابلس (مكتب المنفي)

وثّق رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، عبر صور ومقاطع مصورة مع عدد من المواطنين في ميادين وشوارع طرابلس، عودة الحياة لطبيعتها واستقرار العاصمة، إثر القرارات الأمنية التي أصدرها لتنظيم الأوضاع بعد اشتباكات عنيفة هزت العاصمة الشهر الماضي.

ويرى مراقبون للشأن الليبي أن جولة المنفي الميدانية، وقراراته الأمنية لم تنفصل عن سعيه لتعزيز حضور مجلسه على الساحة السياسية المعقدة والمثقلة بالتحديات الأمنية. وجرت مقارنات بين أداء المنفي الحالي، وبين عمله خلال السنوات الثلاث الأولى من ولايته، الذي تميز بمحدودية المشاركة، وحرصه على الابتعاد عن صراعات القوى السياسية في شرق وغرب البلاد.

المنفي والدبيبة في لقاء سابق على هامش اجتماع حكومي بطرابلس (الوحدة)

ويطلق البعض على تحول أداء المجلس الرئاسي ورئيسه المنفي بأنه محاولة لاستعادة صلاحياته، ولعب دور مستقل يساهم في التهدئة، وهو ما أيده عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح.

يقول السويح لـ«الشرق الأوسط»: «وفق مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف 2021، يطلع المجلس الرئاسي بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي. ومع اندلاع الاشتباكات منتصف الشهر الماضي، اضطلع المجلس بمهامه في اتخاذ سلسلة من الإجراءات والترتيبات الأمنية، التي حالت دون استمرار المواجهات».

واندلعت اشتباكات طرابلس في 12 مايو (أيار) الماضي، عقب مقتل قائد جهاز «دعم الاستقرار»، عبد الغني الككلي، وحل الجهاز ذاته، ثم قرار حكومة الدبيبة بحل «جهاز الردع»، وهو ما فجر مواجهات بين قوات كل منهما.

عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة (الوحدة)

وأشاد السويح بقرارات المنفي، بدءاً بالتنسيق مع وزارة الدفاع في حكومة «الوحدة» لوقف الاشتباكات، ثم مسارعته لتجميد قرارات الدبيبة ذات الطابع العسكري والأمني، ومن بينها حل «جهاز الردع»، فضلاً عن تشكيل لجنة ترتيبات أمنية وعسكرية مؤقتة بالعاصمة، تضمّ ممثلين عن مختلف الأطراف.

وبحسب بيانات المجلس الرئاسي، فقد حظيت خطواته منذ بداية التوترات بدعم البعثة الأممية في ليبيا، التي رحبت بجهوده لضبط الأوضاع، وتحقيق الاستقرار. وفي هذا السياق، ذكر السويح أن المشاركة المحدودة لـ«المجلس الرئاسي» في سنواته الأولى كانت نتيجة تركيز صلاحياته على ملف المصالحة الوطنية، وتمثيل الدولة خارجياً، لافتاً إلى أن القوى المسلحة، سواء بشرق البلاد أو غربها، «سيطرت على قرارات الحكومتين المتصارعتين على السلطة».

المنفي في لقاء سابق مع المشير خليفة حفتر (الرئاسي)

وفي بداية الشهر الحالي، أعلن المنفي، بالتنسيق مع حكومة «الوحدة»، تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة مؤقتة تضم وزارتي الدفاع والداخلية، تتولى إخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة.

في المقابل، يعتقد عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، أن قرارات «المجلس الرئاسي» تتماهي مع قرارات حكومة «الوحدة»، مبرزاً أن هدفها تخفيف وامتصاص غضب الشارع من الأخيرة.

ورغم إقراره بأن المجلس ورئيسه المنفي اختار في بداية ولايته مسافة متساوية من كل الأطراف، فإنه يرى أن ذلك لم يستمر طويلاً، ومع تصاعد التوترات بين البرلمان وحكومة الدبيبة، مال «المجلس الرئاسي» لدعم الأخيرة.

ويشير الزرقاء لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم قرارات «الرئاسي» خلال العام ونصف العام الأخير «تم تبنيها من قبل حكومة (الوحدة) ورئيسها»، مستدلاً بعزل المنفي لمحافظ المصرف المركزي السابق، الصديق الكبير، ما أدى إلى أسوأ أزمة مالية على خلفية خلافه مع الدبيبة. كما لفت إلى إنشاء المنفي قبل شهرين هيئة «المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني»، بالتزامن مع دعوات الدبيبة المتكررة لإجراء استفتاء على مسودة مشروع الدستور المعدة عام 2017، فضلاً عما «يثيره من نزاع وصدام مع البرلمان حول صلاحياته في المشهد السياسي من حين لآخر».

عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي (رويترز)

وتركز أحد أبرز نقاط الخلاف على مسودة الميزانية العامة للدولة، حيث وجّه المنفي رسالة رسمية إلى رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، شدد فيها على ضرورة الالتزام بالإجراءات الدستورية والقانونية لإقرارها. ويُنظر إلى هذه المطالبة على أنها محاولة لعرقلة إقرار البرلمان ميزانية «لصندوق التنمية وإعادة الإعمار»، الذي يترأسه بالقاسم حفتر، والتي اعترض عليها الدبيبة وعدد من أعضاء البرلمان.

ويرى الزرقاء أن القرارات الأخيرة للمنفي، لا سيما ما يتعلق بالترتيبات الأمنية للعاصمة، والدعوة إلى توافق حول قانون الميزانية، تهدف إلى إنقاذ حكومة «الوحدة» من عواقب أخطائها، وخوض خصوماتها بدلاً عنها.

كما تعتقد بعض الأصوات السياسية أن توجّه المنفي نحو الدبيبة يرجع إلى خشية «المجلس الرئاسي» من تجميد عمله، أو تهميشه حال تكليف حكومة جديدة، فيما يرى آخرون أن خلافه مع البرلمان تصاعد بعد إنهاء ولاية حكومة «الوحدة» والمجلس أيضاً.

ومنذ مارس (آذار) 2022 تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان، وتحظى بدعم قائد «الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب.


مقالات ذات صلة

الجيش الليبي يعزز وجوده قرب الحدود مع تشاد

شمال افريقيا وصول قوات الجيش الوطني الليبي إلى منفذ الحدود مع تشاد (الجيش)

الجيش الليبي يعزز وجوده قرب الحدود مع تشاد

عزز «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من وجوده قرب الحدود مع تشاد، فيما أعلنت قوات تابعة لـ«حكومة الوحدة» المؤقتة أنها بصدد تنفيذ «مناورة عسكرية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الدبيبة خلال مشاركته في «منتدى الشباب» بطرابلس (حكومة الوحدة)

خلاف بين «الوحدة» الليبية و«جهاز الردع» بشأن ملف المعتقلين

تصاعدت الخلافات العلنية بين حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» و«جهاز الردع» بشأن أوضاع المحتجزين في سجون العاصمة طرابلس.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا مهاجرون غير شرعيين بعد ضبطهم على ساحل مدينة القرة بوللي الليبية (وزارة الداخلية الليبية) play-circle

سياسيون يستهجنون «ضغوطاً أوروبية» على ليبيا في ملف «الهجرة»

استهجن سياسيون ليبيون ما عدّوها «ضغوطاً أوروبية» تُمارس على بلادهم تحت ذريعة ارتفاع معدلات تدفقات الهجرة غير النظامية

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا أسامة حماد (المكتب الإعلامي لحكومة شرق ليبيا)

بنغازي تلغي على المطار زيارة وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا

أبلغت حكومة شرق ليبيا وفداً وزارياً أوروبياً عقب وصوله إلى «مطار بنينا الدولي» بمدينة بنغازي «بضرورة مغادرة الأراضي الليبية فوراً، باعتباره غير مرغوب فيه».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها النائب العام لاجتماعه بأعضاء «لجنة الترتيبات الأمنية» بطرابلس مساء الاثنين

غضب شعبي بالخمس الليبية عقب مقتل مواطن على يد مسلحين

أغلق محتجون في مدينة الخمس الليبية طرقاً عدة بالإطارات المحترقة، على خلفية مقتل أحد المواطنين على يد مجموعة مسلحة، ما أدّى إلى انطلاق احتجاجات غاضبة.

خالد محمود (القاهرة)

«هدنة غزة»: خلافات حول «فيلادلفيا 2» تعقد جهود الوسطاء

دخان يتصاعد وسط الدمار بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)
دخان يتصاعد وسط الدمار بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: خلافات حول «فيلادلفيا 2» تعقد جهود الوسطاء

دخان يتصاعد وسط الدمار بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)
دخان يتصاعد وسط الدمار بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)

يدور حديث أميركي - إسرائيلي عن «نقطة واحدة» محل خلاف بين «حماس» وإسرائيل، تتمثل في السيطرة الإسرائيلية على محور استراتيجي قرب الحدود مع مصر، وهو ما سبق ورفضته القاهرة.

وأشارت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة لوجود «فجوات» و«تعنت إسرائيلي» خلال محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة.

وتشي تسريبات ينقلها الإعلام الإسرائيلي بأن ثمة «أزمة» على طاولة المفاوضات، خاصة مع طلب مصري لدور دولي وأوروبي لدعم جهود الوسطاء للذهاب إلى اتفاق، ووجود وفد قطري بالولايات المتحدة.

ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات قد تصل إلى طريق مسدود حال تمسكت إسرائيل بعدم الانسحاب من المحاور القريبة من الحدود مع مصر، وتحديداً محور «فيلادلفيا 1 و2».

مركبات عسكرية إسرائيلية على محور «موراغ» بجنوب غزة يوم الثلاثاء (أ.ب)

وكانت مصر قد رفضت إعادة إسرائيل احتلال «محور فيلادلفيا»، القريب من حدودها العام الماضي، وطالبت بانسحاب فوري وسط توترات بين الجانبين في هذا الملف؛ بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أبريل (نيسان) الماضي ضرورة السيطرة على محور «موراغ» الذي وصفه بأنه «فيلادلفيا الثاني»؛ وهو طريق عسكري يمتد جنوب خان يونس مباشرة، واحتلاله يتيح فصل رفح الفلسطينية عن القطاع.

«مخاطر استراتيجية»

وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، إن القاهرة موقفها ثابت من أهمية الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا أو أي محور مشابه مثل «موراغ»، وإنه لا يمكن «فرض أمر واقع وتعطيل مسار الاستقرار بالمنطقة بمخططات أخرى مثل تجميع الفلسطينيين في رفح، باعتباره مقدمة لتهجيرهم القسري المرفوض بشكل قاطع».

ويعتقد المصدر أن المفاوضات الحالية بالدوحة «(محلك سر)، وربما وصل التفاوض لنهايته ولطريق مسدود، على عكس ما يروج في دوائر أميركية وإسرائيلية؛ إلا إذا تغير موقف إسرائيل بضغوط أميركية»، وهو ما قال إنه ليس هناك ما يدل بعد على حدوثه.

صورة من غرب جباليا بوسط قطاع غزة لدخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية بمدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

ويرى مصدر فلسطيني مطلع أن محور «موراغ» ليس وحده هو المشكلة المتبقية أو الأساسية بورقة التفاوض، «فهناك حاجة لاتفاق بشأن مناطق انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل دور المؤسسات الدولية والأممية لتقديم المساعدة الإنسانية، وهذا يتطلب أن تُترجم ضغوط واشنطن لموقف جاد ضد الاحتلال للاستجابة وعدم تعطيل الاتفاق أو إفشاله».

وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، أن الموقف المصري واضح في رفض الطرح الإسرائيلي، «فالقاهرة تدرك أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة رفح يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وأن أي انسحاب غير منضبط نحو مناطق محاذية للشريط الحدودي، مثل (موراغ)، يحمل في طياته مخاطر استراتيجية قد تؤدي إلى توترات خطيرة في المستقبل».

تلك التأكيدات تأتي غداة حديث صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بخطة إسرائيل للاحتفاظ بالسيطرة على محور (موراغ)، مشيرة إلى وجود اختلاف حول الأمر داخل إسرائيل بين من يراه قد يؤخر صفقة الرهائن، ومن يرى أنه حيوي في ظل تحركات إسرائيلية لبناء مدينة لفصل النازحين عن مسلحي «حماس».

تشييع فلسطينيين أمام مستشفى ناصر بجنوب قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات، الاثنين، عن أن الوزارة ستنشئ منطقة إنسانية جديدة في منطقة رفح لاستقبال ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني، وستكون خالية من «حماس».

ورقة «الضغط الأميركي»

ولا يعتقد رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، محمد العرابي، أن هناك فرصة قائمة للهدنة طالما لم تغير إسرائيل من نهجها في فرض أمور غير مقبولة بالنسبة لمصر، كالبقاء في محاور على الحدود، مؤكداً أن «هناك صعوبات على الطاولة، ويبدو أن الفرصة الأخيرة للاتفاق تتلاشى تدريجياً، وليست هناك تحركات جادة من إسرائيل للقبول باتفاق بعد».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن إسرائيل تسعى لتعطيل الانسحاب، وعرقلة عمل المؤسسات الدولية. وقال: «الإصرار الإسرائيلي على عدم الانسحاب من جنوب وشرق قطاع غزة يعزز المخاوف من أن خطة التهجير القسري لا تزال قائمة، وهذا يقوض أي جهود لتهدئة حقيقية أو حل سياسي شامل».

فلسطيني ينظر الأربعاء لدمار خلفته ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة (أ.ف.ب)

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن حرص إسرائيل للبقاء في هذا المحور يُعقد جهود الوسطاء، ويكشف عن نياتها للمضي في مخطط التهجير، مضيفاً أن مصر «لن تقبل بذلك لأنه تهديد لأمنها القومي».

وأضاف: «لكن بالمجمل، قد تقود الضغوط الأميركية على نتنياهو لتقليل قواته بهذا المحور والذهاب لاتفاق مؤقت».

دور الاتحاد الأوروبي

ووسط هذه التحركات الإسرائيلية المهددة للاتفاق، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيريه الفرنسي جان نويل بارو، والهولندي كاسبر فيلدكامب، الأربعاء، آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وأهمية دور الاتحاد الأوروبي في دعم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وفداً قطرياً توجه إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، بينما عقد الرئيس دونالد ترمب اجتماعاً مع نتنياهو بالبيت الأبيض للمرة الثانية، الثلاثاء، «لممارسة أقصى قدر من الضغط بشأن غزة».

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن إسرائيل «جادة بشأن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وهو أمر يمكن تحقيقه»، مضيفاً: «إذا توصلنا لوقف مؤقت لإطلاق النار فسوف نتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار».

ويعتقد العرابي أن الترويج الإسرائيلي والأميركي لاتفاق «ليس هناك ما يطابقه في أرض الواقع».

وأضاف: «ما دامت واشنطن لم تضغط على إسرائيل، فلن تكون هناك قائمة للهدنة بما يجعلها تقبل مساراً حقيقياً لتحقيق السلام بالمنطقة دون تعطيل أو تأخير». وتابع قائلاً: «اتصالات مصر الحالية حكيمة ومسؤولة وتهدف لدعم دولي وأوروبي لجهود الوسطاء والذهاب لاستقرار المنطقة».

وفي رأي المدهون، فإن المضي بهذا النهج الإسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوجه لهدنة محدودة لمدة 60 يوماً، دون حل نهائي، «وهذا لن يُقبل فلسطينياً».

أما نزال فيتوقع أن الاتفاق حال إعلانه بضغوط أميركية ستكون أمامه «ألغام إسرائيلية ستجعل المنطقة تعود للحرب مجدداً بعد تجريد جديد للحركة من عدد كبير من الرهائن».