أطلع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة في طرابلس، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، على التطورات السياسية والأمنية في العاصمة.
وجاء حديث الدبيبة مع المسؤولة الأوروبية هاتفياً، فيما كان يجري محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، جولة في شوارع طرابلس مساء (الخميس) عقب قراره حظر كل المظاهر المسلحة في العاصمة، وتشكيله «قوة مشتركة» لتأمينها.
وأوضح مكتب الدبيبة أن محادثاته الهاتفية مع كايا كالاس، تطرقت لسبل تعزيز التعاون في القضايا محل الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها «دعم الاستقرار، وإنجاح المسار السياسي، إلى جانب ملفات الهجرة والتنسيق الإقليمي». وأكدا على أهمية استمرار التواصل والتنسيق، بما يخدم مصالح الطرفين، ويساهم في دعم جهود السلام والاستقرار في ليبيا والمنطقة.
بالتزامن مع ذلك، أصدر المنفي قراراً بتشكيل «قوة أمنية عسكرية مشتركة» تشرف عليها مديرية أمن طرابلس للعمل على حماية العاصمة، وذلك وفق الخطة الأمنية المقترحة التي يجرى الإعداد لها.
وتتكون القوة من تشكيلات شبه رسمية وميليشيات، وهي «اللواء 444 قتال»، و«اللواء 52 مشاة»، و«المنطقة العسكرية الساحل الغربي»، و«جهاز الردع»، و«جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق»، إضافة إلى «جهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية».
ويترأس هذه القوة، التي تحمل اسم «قوة الإسناد»، مدير أمن طرابلس، وتخضع لإشراف المنفي بشكل مباشر، على أن يكون قوامها من كل جهة 4 ضباط، و80 فرداً من منتسبيهم، و5 سيارات مسلحة تسليحاً خفيفاً.
ولفت قرار المنفي إلى أن مدة عمل القوة ثلاثة أشهر، بداية من أمس الخميس، مشيراً إلى أنها «تمهد الطريق لخلق نموذج للتعميم في كل ربوع ليبيا، وخاصة الجنوب الليبي الشرقي وفزان».
وسعياً للإبقاء على «الهدنة الهشة» بالعاصمة، قالت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة إن دوريات إدارة إنفاذ القانون بالإدارة العامة للعمليات الأمنية «تواصل تنفيذ المهام الموكلة إليها في مناطق التماس بالعاصمة طرابلس»، وذلك «لضمان حفظ الأمن والاستقرار، وحماية الممتلكات العامة والخاصة».
وجال المنفي صحبة شقيقه سامي، ومدير مكتبه محمد العلواني، بعض شوارع طرابلس مساء الخميس للتأكيد على وجود حالة استقرار في العاصمة، وزار «ميدان الشهداء» في وسط طرابلس، وحرص على مصافحة بعض المارة والتقاط الصور التذكارية معهم.
في شأن مختلف، فرض ملف الحدود نفسه على لقاء الفريق صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، خلال الزيارة التي يجريها إلى إيطاليا، بصفته مبعوث القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر.
وقالت شعبة الإعلام، التابعة لـ«الجيش الوطني»، إن صدام التقى وزير الدفاع بالحكومة الإيطالية، غويدو كروسيتو، وتبادلا «وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في منطقة البحر المتوسط»، وآفاق التعاون المشترك لمواجهة «التحديات والمخاطر»، بما يعزز الأمن والاستقرار لدول المنطقة.
ونقلت شعبة الإعلام عن كروسيتو تقديره «للدور البارز» لقوات «الجيش الوطني» في حفظ الأمن والاستقرار داخل ليبيا، كما أشاد بجهوده في حماية الحدود الجنوبية لليبيا، والحد من الهجرة غير المشروعة، والتصدي لشبكات الاتجار بالبشر، لافتاً إلى أهمية استقرار ليبيا والانعكاس الإيجابي لذلك على استقرار دول المنطقة.
إلى ذلك، تواصل البعثة الأممية المشاورات العامة، التي تجريها بشأن توصيات «اللجنة الاستشارية» بخصوص الانتخابات الرئاسية والنيابية.
وقالت البعثة إن رئيستها هانا تيتيه، ونائبتها للشؤون السياسية ستيفاني خوري، عقدتا اجتماعات في مدينة نالوت (غرب) مع عميد البلدية، عبد الوهاب الحجام، ومسؤولين من بعض المدن المجاورة، بالإضافة إلى وجهاء المنطقة وممثلين للمجتمع المدني، والمجلس الأعلى للأمازيغ، وأكاديميين، وعناصر أمنية، ونساء وشباب.
وأوضحت البعثة أن ممثلي المجتمع المحلي والقادة المحليين عبروا عن استيائهم من «التهميش التاريخي لمناطقهم»، وقدموا مطالبهم بشأن «التمثيل العادل والفعّال» في العملية السياسية، وفي مؤسسات الدولة الليبية.
ونقلت البعثة عن المشاركين في الاجتماع دعوتهم لضرورة «وجود حكومة واحدة ومؤسسات موحدة»، معربين عن إحباطهم من «فشل المؤسسات الحالية في إجراء انتخابات وطنية، أو اعتماد دستور لأكثر من 12 عاماً».
وبخصوص الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، أكد الحاضرون «ضرورة الترتيبات الأمنية، وبناء جيش وشرطة مهنية وموحدة»، وأشار العديد منهم إلى «أهمية اللامركزية لتحسين الإدارة العامة وتقديم الخدمات، بما في ذلك معالجة مشكلة نقص مياه الشرب».
كما عبر المشاركون عن رغبتهم في تعزيز الفرص الاقتصادية في منطقة جبل نفوسة (غرب). وانتهت البعثة الأممية في ختام اجتماعها إلى حث جميع الحاضرين على المشاركة في الاستبيان الذي أطلقته البعثة عبر الإنترنت.
كانت البعثة دعت إلى إجراء استطلاع رأي لجمع آراء الليبيات والليبيين حول المقترحات، التي قدمتها اللجنة الاستشارية لدفع ليبيا قُدماً نحو الانتخابات.