مصدر مصري ينفي دخول «مادلين» المياه الإقليمية المصرية

قبل مصادرة إسرائيل السفينة

مصدر مصري أكد عدم دخول السفينة مادلين للمياه الإقليمية المصرية (تحالف أسطول الحرية)
مصدر مصري أكد عدم دخول السفينة مادلين للمياه الإقليمية المصرية (تحالف أسطول الحرية)
TT

مصدر مصري ينفي دخول «مادلين» المياه الإقليمية المصرية

مصدر مصري أكد عدم دخول السفينة مادلين للمياه الإقليمية المصرية (تحالف أسطول الحرية)
مصدر مصري أكد عدم دخول السفينة مادلين للمياه الإقليمية المصرية (تحالف أسطول الحرية)

نفى مصدر مصري مسؤول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، صحة ما أثير عن دخول السفينة «مادلين» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية»، إلى المياه الدولية المصرية قبل مصادرة إسرائيل السفينة.

وأثيرت حالة من الجدل بعد أنباء تم تداولها منسوبة إلى اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، أن سفينة «مادلين» دخلت المياه المصرية، الأحد، رغم التهديد الإسرائيلي بمنعها من الوصول، بعدما أبحرت السفينة من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية يوم 1 يونيو (حزيران) الجاري، وكانت تحمل مساعدات إنسانية عاجلة و12 ناشطاً دولياً، بينهم الناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، والنائبة الأوروبية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن.

ووفقاً للجنة المنظمة كانت تحمل «مادلين»، وهي سفينة شراعية بطول 18 متراً إمدادات حيوية تشمل حليب الأطفال والطحين والأرز والحفاضات والمستلزمات الطبية وأجهزة تحلية المياه والعكازات، وأطرافاً اصطناعية للأطفال في محاولة رمزية لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ونشرت المنظمة في وقت سابق رابطاً لموقع «غارمين» لتتبع الملاحة البحرية، موضحة أنه من خلاله يمكن ملاحظة أن السفينة مادلين كانت تبحر قبل ساعات قبالة السواحل المصرية.

وفجر الاثنين، أعلن «تحالف أسطول الحرية»، عبر حساب منسوب له على منصة «تلغرام»، صعود قوات إسرائيلية على متن سفينة «مادلين»، ونشر الحساب ذاته، صورة تظهر ركاب السفينة يرتدون سترات النجاة رافعين أيديهم، لافتاً إلى أن «الاتصالات انقطعت على متن السفينة»، ومتهماً إسرائيل بـ«اختطاف» النشطاء الذين كانوا على متنها.

من جانبه، قال المصدر المصري المسؤول إن «السفينة المذكورة لم تدخل أو تقترب من المياه الإقليمية المصرية، وإلا لكانت تحت حراسة البحرية المصرية لتنظر السلطات بالقاهرة في أمرها».

وأكد المصدر أنه «لم تتلق السلطات المصرية أي اتصالات من أي طرف بخصوص تلك السفينة، حيث إن دخول المياه الإقليمية المصرية يستلزم ذلك بالضرورة؛ لأن تلك تعد منطقة محمية عسكرياً ويحتاج من يدخلها إذناً وتنسيقاً للدخول؛ وهذا لم يحدث، فضلاً عن أن القوات المصرية لا يمكن أن تسمح بدخول قوات دولة أخرى لحدودها».

و«مادلين» التي ترفع العلم البريطاني هي السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.

وسُميت السفينة على اسم «مادلين كُلاب»، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.

من جانبه، أوضح عضو التحالف الدولي لكسر الحصار عن غزة، رشاد الباز لـ«الشرق الأوسط» أن «السفينة مادلين كانت في المياه الدولية حينما قرصنتها وأوقفتها إسرائيل وجرتها إلى ميناء أشدود، وحالياً طاقم السفينة كله في الزنازين الإسرائيلية ويتابعهم الفريق القانوني للتحالف».

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن البحرية وجهت القارب لتغيير مساره عندما اقترب من «منطقة محظورة»، وبعد نحو ساعة، قالت إن القارب يُسحب باتجاه السواحل الإسرائيلية.

وكتبت الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي: «من المتوقع أن يعود الركاب إلى بلدانهم»، موضحة أن «الكمية الصغيرة من المساعدات التي تبقت على اليخت ولم يستهلكها المشاهير ستنقل إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية»، حسبما زعمت.

بدوره، قال العضو المؤسس في «تحالف أسطول الحرية»، زاهر بيراوي لـ«الشرق الأوسط» إن «ما جرى من اعتداء إسرائيلي على سفينة مادلين يعتبر قرصنة وإرهاب دولة، حيث ينتهك القانون الدولي بشكل فاضح».

وتابع: «دولة الاحتلال تحاول ترويج صورة مزيفة بأنها تتعامل مع النشطاء الدوليين بإنسانية واحترام، لكن صور شهداء الحركة التضامنية ماثلة أمام أعيننا ولن ننساهم، ومنهم ريتشيل كوري، وتوم هريندال، وجيمس ميلر، الذين ما زالت صورهم ماثلة أمام أعيننا».


مقالات ذات صلة

«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تطالبان إعلامهما بـ«دعم الرواية الإيرانية»

المشرق العربي المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل زعيم «حماس» الراحل إسماعيل هنية وقائد حركة «الجهاد» زياد نخالة في طهران يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تطالبان إعلامهما بـ«دعم الرواية الإيرانية»

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» طلبتا من وسائل إعلام تابعة لهما دعم الرواية الإيرانية في الحرب التي تخوضها طهران ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون خلال محاولتهم الحصول على طعام أعدته لهم جمعية خيرية في مدينة غزة (رويترز)

«الأونروا»: «آلية المساعدات» التي أنشئت مؤخراً في غزة فخ للموت

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، السبت، أن مليوني شخص يتعرضون للتجويع في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا الجيش الإسرائيلي خلال عملية في جباليا شمال قطاع غزة 17 يونيو 2025 (الجيش الإسرائيلي) play-circle

الاتحاد الأوروبي: مؤشرات على انتهاك إسرائيل اتفاق الشراكة مع التكتل

أظهرت وثيقة أن دائرة العمل الخارجي، ذراع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أفادت بوجود مؤشرات على أن إسرائيل انتهكت التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي دخان يتصاعد في سماء خان يونس نتيجة غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المسؤول المالي لحركة «حماس» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدير الشؤون المالية لحركة «حماس»، وأحد مساعدي نائب رئيس الجناح العسكري السابق مروان عيسى، في غارة جوية وسط غزة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يحملون جثماناً على منصة نقالة قُتل في قصف إسرائيلي غرب جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري تصاعد المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية هل يُعقد فرص الوصول لهدنة في غزة؟

غبار المعركة المحتدمة بين إسرائيل وإيران، المتصاعدة بشكل لافت، تتوارى خلفه محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي تراجعت للخلف مجدداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

معارك بابنوسة بغرب كردفان مستمرة

تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
TT

معارك بابنوسة بغرب كردفان مستمرة

تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)

لا أحد يستطيع «الجزم» بما يحدث في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان السودانية، التي تشهد معارك كسر عظم واستنزاف منذ عدة أيام، بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وفي حين يؤكد الجيش أنه سحق القوات المهاجمة عن المدينة التي تعد آخر معاقله بولاية غرب كردفان، تناقلت مواقع مؤيدة لـ«قوات الدعم السريع»، مقاطع فيديو تفيد بسيطرة «الدعم» على أجزاء كبيرة من المدينة واقترابهم من استعادة السيطرة عليها، بما في ذلك مقرات تابعة للفرقة 22، إحدى أكبر تجمعات قوات الجيش السوداني في غرب البلاد.

أهمية بابنوسة

بابنوسة، ويدللها أهلها باسم «القميرة» (تصغير قمر)، إحدى مدن ولاية غرب كردفان المهمة، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 700 كيلومتر، وتنبع أهميتها من كونها «تقاطع طرق» تربط غرب السودان بوسطه وشماله، بل وجنوبه قبل انفصاله، وعندها يتفرع خط السكة حديد إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وإلى مدينة واو بجنوب السودان، وتعد واحدة من أكبر من مراكز سكك حديد السودان.

ويعتمد اقتصاد المدينة على التجارة والزراعة والرعي، ويوجد بها أول مصنع لتجفيف الألبان في الإقليم، أنشئ بمنحة من دولة يوغسلافيا السابقة على عهد الرئيس الأسبق إبراهيم عبود في خمسينيات القرن الماضي، وافتتحه الرئيس اليوغسلافي المارشال جوزيف بروز تيتو. وتضم الفرقة 22 التابعة للجيش، إلى جانب عناصرها، قوات قادمة من ولايات ومناطق دارفور وكردفان سيطرت عليها «قوات الدعم السريع».

أطفال سودانيون في معسكر للنازحين بولاية جنوب كردفان (أرشيفية - رويترز)

وظلت المدينة تشهد معارك منذ الأيام الأولى للحرب، ما أدى إلى هجرة أهلها، إلى مدينة المجلد القريبة، والقرى والبلدات المجاورة، وتحولت إلى مدينة «أشباح» يسكنها جنود من الطرفين المتقاتلين. ثم توقف القتال فيها في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، باتفاق ثلاثي بين الجيش و«الدعم السريع» والإدارة الأهلية بالمدينة، قضى بوقف التصعيد وتحليق الطيران الحربي والقصف في المدينة، لكن الأوضاع ظلت متوترة في المدينة، واعتصمت بها قوات الجيش بمقراتها غرب المدينة، بينما ظلت «قوات الدعم السريع» تسيطر على الأحياء «المهجورة».

لكن المدينة شهدت معارك ضارية منذ السبت، وقال عنها الجيش، في بيان رسمي، إن قواته في الفرقة 22، سحقت هجوماً كبيراً لـ«قوات الدعم السريع» التي حشدت لها من كل صوب، وتوعد بتحويل المدينة إلى مقبرة لـ«قوات الدعم السريع»، «وما يجمعون».

حرب استنزاف

ولم تصدر تعليقات رسمية من «قوات الدعم السريع» حول حقيقة الوضع في المدينة، لكن منصتها على «تلغرام» ذكرت أنها سيطرت على اللواء 189 التابع للفرقة، فيما ذكرت منصات تابعة للجيش أن «قوات الدعم السريع» بسطت سيطرتها مؤقتاً على مقر اللواء، واضطرت للانسحاب بعد تدخل قوات الجيش، بيد أن مصدراً عسكرياً طلب عدم كشف اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة بابنوسة أسوة بمدينة الفاشر، تعد «مناطق استنزاف» لـ«قوات الدعم السريع»، حيث خسرت أعداداً كبيرة من الرجال والعتاد أثناء محاولتها مهاجمة مقرات الجيش، وأضاف: «في معركة بابنوسة أمس، نصب الجيش فخاً لـ(الدعم السريع)، فاندفع بمقاتليه تجاه مقر الفرقة، قبل أن يطبق عليهم، ويصدهم، ملحقاً بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».

الحرب شرَّدت ملايين السودانيين بين نزوح في الداخل ولجوء إلى الخارج (أ.ف.ب)

وتعد معارك بابنوسة محورية لكل من الجيش و«الدعم السريع»، ففي حال سيطرت «قوات الدعم السريع» على المدينة ستبسط سيطرتها على كامل ولاية غرب كردفان المحادة لدولة جنوب السودان من جهة الجنوب، وولايتي شمال وجنوب كردفان من جهة الشرق، وولايات جنوب وشمال دارفور، من جهة الغرب، وذلك بعد أن أكمل سيطرته على مدينتي «النهود والخوى»، وحال احتفاظ الجيش بقاعدته في بابنوسة، يكون قد احتفظ بموطئ القدم في الولاية، يمهد لخطواته باتجاه دارفور.