أصدر رئيس ديوان المحاسبة الليبي، خالد شكشك، قراراً يقضي بتجميد الحسابات المصرفية لجهات أمنية تابعة للميليشيات المسلحة، من بينها جهاز «دعم الاستقرار»، الذي قدّم محمود حمزة، آمر «اللواء 444 قتال»، التابع لـ«الوحدة» المؤقتة، رواية جديدة عن مقتل رئيسه عبد الغني الككلي في العاصمة.
وشمل التجميد «جهاز الأمن الداخلي»، و«هيئة أمن المرافق والمنشآت»، و«شركة شمال أفريقيا للتنمية والاستثمار القابضة»، و«الشركات التابعة لها»، بهدف حماية المصلحة العامة، مع السماح بالإفراج عن هذه الحسابات بعد التنسيق مع المجلس الرئاسي، وحكومة «الوحدة».
وأدرج الديوان في قراره، (الثلاثاء)، هذا الإجراء في إطار جهوده لتعزيز الرقابة المالية، وضمان الشفافية في إدارة الموارد العامة، وسط تحديات سياسية وأمنية تشهدها ليبيا.
في غضون ذلك، وصف محمود حمزة، آمر «اللواء 444 قتال»، التابع لحكومة «الوحدة»، مقتل الككلي بأنه «لحظة خيانة منه بسلاح مرفوع في وجه الصدق»، لافتاً إلى «ترويع للحاضرين بسلاح غادر، فما كان الرد إلا بما تقتضيه ساعة الموقف».
ودافع حمزة في بيان عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، مساء الاثنين، عن «اللواء 444 قتال» الذي يقوده، وقال إنه «لم يكن يوماً طاغية، ولم يمتهن كرامة أحد ولم يقم سجوناً سرية»، متعهداً بكشف الحقيقة لاحقاً، كما وصف الوضع العام في البلاد بأنه «مليء بالفتن والفساد».
وتختلف هذه الرواية عن عدّ حمزة في السابق ما حدث بأنه «كان مخططاً وناجحاً ونصراً عظيماً»، في تعارض أيضاً مع إعلان الدبيبة أن مقتل «غنيوة» كان بسبب ما عدّه عملية «دقيقة وناجحة»، نفذت في وقت قياسي دون أضرار.
بموازاة ذلك، أعلنت حكومة «الوحدة» البدء في أعمال إزالة «معسكر 77»، من أكبر المنشآت التي كانت تحت سيطرة «جهاز دعم الاستقرار»، تمهيداً لضمه للمشروع الأخضر باب العزيزية «الحياة بارك»، وذلك ضمن خطة عودة الحياة، مشيرة إلى مواصلة إدارة إنفاذ القانون وجودها الأمني المكثف منذ تكليفها بالوجود في خطوط التماس بالعاصمة طرابلس، بهدف تعزيز الأمن ومنع أي تجاوزات.
ونشرت الوزارة لقطات فيديو تظهر انسياب حركة السير في بلدية أبو سليم بطرابلس، تزامناً مع تأكيد حمزة خلال تفقده المنطقة على عودة الحياة للعاصمة طرابلس، واستباب الأمن، كما تعهد بملاحقة الخارجين عن القانون ومحاسبتهم قضائياً.
بدورها، تحدثت «قناة ليبيا الوطنية» عن محاولة اقتحام مقرها الرئيس في طرابلس، ما أسفر عن أعمال تخريب واسعة، أصابت منظومة غرفة التحكم الرئيسة والمعدات، وتسببت في إيقاف البث، إلى جانب محاولة نهب محتويات القناة، وأعلنت تقدمها بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة، مطالبة بفتح تحقيق عاجل، وتحديد هوية الجناة ومحاسبتهم.
لكن وسائل إعلام محلية أخرى بثت في ساعة مبكرة من صباح، الثلاثاء، مقاطع مصورة داخل مقر القناة، تظهر عدم وجود أي أضرار في مرافقها.
في شأن مختلف، أصدر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المُشير خليفة حفتر، خلال اجتماعه الثلاثاء في مدينة بنغازي (شرق) مع رئيس جهاز الأمن الداخلي، الفريق أسامة الدرسي، تعليماته المشددة بضرورة التعامل بحزم وشفافية في قضية عضو مجلس النواب المختطف، إبراهيم الدرسي، مؤكداً على سرعة إنجاز التحقيقات، والكشف عن كامل حقائق وملابسات القضية.
كما أشاد حفتر بدور النائب العام وجهوده المستمرة في متابعة التحقيقات، لافتاً إلى أهمية التنسيق والتعاون الكامل بين جميع الجهات الأمنية والقضائية؛ لضمان سرعة إنجاز الإجراءات وتحقيق العدالة.