وزيرا خارجية مصر وتركيا بحثا العلاقات الثنائية والتطورات في غزة وليبيا

في اتصال هاتفي تناول كثيراً من الموضوعات

وزيرا الخارجية التركي والمصري هاكان فيدان وبدر عبد العاطي (الخارجية التركية)
وزيرا الخارجية التركي والمصري هاكان فيدان وبدر عبد العاطي (الخارجية التركية)
TT

وزيرا خارجية مصر وتركيا بحثا العلاقات الثنائية والتطورات في غزة وليبيا

وزيرا الخارجية التركي والمصري هاكان فيدان وبدر عبد العاطي (الخارجية التركية)
وزيرا الخارجية التركي والمصري هاكان فيدان وبدر عبد العاطي (الخارجية التركية)

أجرى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري بدر عبد العاطي، مباحثات تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة والتوتر في العاصمة الليبية طرابلس والوضع في ليبيا بشكل عام.

وقالت مصادر بـ«الخارجية» التركية، الثلاثاء، إن فيدان وعبد العاطي تناولا، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما مساء الاثنين، العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر وتركيا، إلى جانب التطورات في قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن الوزيرين عبرا عن الارتياح للتطور الذي تشهده العلاقات التركية - المصرية في شتى المجالات، بعد الزيارتين المتبادلتين للرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، وما تبعهما من زيادة في وتيرة الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة على نحو أسهم في مزيد من التعاون ورفع مستوى العلاقات بين البلدين.

وأكد الوزيران أن الفترة المقبلة ستشهد استمرار التعاون المشترك لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات التركية في مصر.

وفيما يتعلق بالتطورات في غزة، جدد فيدان وعبد العاطي رفض تركيا ومصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

جانب من لقاء وزيري الخارجية المصري والتركي في القاهرة العام الماضي (الخارجية التركية)

واستعرض الوزيران الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة، وأكدا أهمية التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد الوزيران تطابق وجهات النظر بين مصر وتركيا بشأن ضرورة الإسراع بوقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.

وتطرق فيدان وعبد العاطي إلى التطورات في ليبيا، وأكدا دعمهما عملية سياسية من جانب الليبيين وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وشددا على التمسك بوحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية حول الاتصال، أن عبد العاطي أكد دعم مصر للمؤسسات الوطنية في ليبيا، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي الليبية، كما شدد عبد العاطي على ملكية الليبيين الخالصة للعملية السياسية، مؤكداً أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت.

في السياق ذاته، أصدرت السفارة التركية في طرابلس تحذيراً للمواطنين الأتراك المقيمين في العاصمة الليبية دعتهم فيه إلى البقاء في منازلهم، والاتصال بمركز الاتصال القنصلي، الذي يعمل على مدار الساعة، حال حدوث أي طارئ.

وأشار بيان السفارة إلى أن وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، طالبت جميع المدنيين بالبقاء في منازلهم لأسباب أمنية، ودعا جميع المواطنين الأتراك إلى الالتزام بهذا التحذير.

قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس (رويترز)

وشهدت طرابلس، الاثنين، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، دامت ساعات عدة، بين كتائب مسلحة محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية، وجهاز الدعم والاستقرار، بسبب خلافات على إدارة بعض مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس.

وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، فجر الثلاثاء، السيطرة على كامل منطقة أبو سليم جنوب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات دامية قتل فيها رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي (غنيوة).

وقالت الوزارة، في بيان، إن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح بعد السيطرة على منطقة أبو سليم التي تضم المقر الرئيسي وأغلب مقار جهاز الدعم والاستقرار، وأن قواتها تواصل العمل لضمان استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة.

وبدورها، قالت وزارة الداخلية إن الأوضاع في اتجاه السيطرة، وإن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء تفاقم الوضع الأمني ​​في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية، ودعت جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فوراً واستعادة الهدوء، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب.

وتشهد ليبيا بين الحين والآخر، مشاكل أمنية بسبب الانقسام السياسي المستمر منذ عام 2022، في ظل تصارع حكومتين على السلطة؛ الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أممياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، وتدير غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب، ومقرها مدينة بنغازي، وتدير شرق ليبيا بالكامل ومدن في الجنوب.


مقالات ذات صلة

الإسرائيليون يطالبون بتدخل ترمب مع تضارب الأنباء عن المفاوضات

شؤون إقليمية جثث فلسطينيين كانوا يحاولون الوصول لشاحنات غذاء في طريقها لشمال غزة يوم الأحد (أ.ب)

الإسرائيليون يطالبون بتدخل ترمب مع تضارب الأنباء عن المفاوضات

ما بين الحديث عن «صعوبات» بالمفاوضات والإشارة إلى «تقديرات إيجابية»، طالبت مظاهرات إسرائيلية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخل شخصياً لفرض وقف إطلاق النار.

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم العربي «برنامج الأغذية العالمي» يطالب بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون مساعدات بغزة (رويترز)

«برنامج الأغذية العالمي»: قتلى وجرحى في إطلاق نار على قافلة مساعدات بشمال غزة

أعلن «برنامج الأغذية العالمي» اليوم الأحد تعرض قافلة مساعدات من 25 شاحنة لإطلاق نار عند دخولها شمال قطاع غزة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي «الأونروا» تقول إن سكان قطاع غزة لا يجدون طعاماً لعائلاتهم (أ.ف.ب)

«الأونروا»: سكان قطاع غزة لا يجدون طعاماً لعائلاتهم

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم الأحد، إن سكان قطاع غزة لا يجدون طعاماً لإطعام عائلاتهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في الرباط اليوم (أ.ف.ب)

مظاهرة حاشدة في المغرب ضد الحرب في غزة

تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة في الرباط، الأحد، احتجاجا على تدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي جثث فلسطينيين قُتلوا وهم في انتظار دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة عبر موقع زيكيم يوم الأحد (أ.ب)

دير البلح تدخل دائرة الإخلاء... هل تهدف إسرائيل لشق محور جديد؟

فاجأت إسرائيل سكان مناطق في دير البلح بطلب الإخلاء لعملية أمنية موسعة، في حين سقط أكثر من 70 قتيلاً في أثناء انتظار مساعدات بأجزاء مختلفة من القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

ما تاريخ «حسم» في أعمال العنف بمصر؟ وهل يمكنها معاودة نشاطها؟

«الداخلية المصرية» أعلنت إحباط مخطط لحركة «حسم» (الداخلية)
«الداخلية المصرية» أعلنت إحباط مخطط لحركة «حسم» (الداخلية)
TT

ما تاريخ «حسم» في أعمال العنف بمصر؟ وهل يمكنها معاودة نشاطها؟

«الداخلية المصرية» أعلنت إحباط مخطط لحركة «حسم» (الداخلية)
«الداخلية المصرية» أعلنت إحباط مخطط لحركة «حسم» (الداخلية)

مع إعلان السلطات المصرية، الأحد، إحباط عمل تخريبي خططت له حركة «حسم»، المنتمية لجماعة «الإخوان»، عاد الحديث عن تلك الحركة إلى الواجهة ومدى قدرتها على استعادة نشاطها مرة أخرى، خاصة أن الحدث يأتي بعد أيام من بث الحركة نفسها مقطعاً مصوراً أعلنت فيه «التجهيز لاستئناف ضرباتها في مصر، بعد سنوات من التوقف».

واتفق باحثون في شؤون الإرهاب تحدثوا، لـ«الشرق الأوسط»، على أن «حركة (حسم) وإن كانت عودتها ضعيفة، وقدرتها على تنفيذ عمليات ضخمة حالياً مسألة صعبة بسبب القبضة الأمنية القوية، إلا أن خطورتها لا تزال قائمة وتستوجب اليقظة الدائمة».

وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية، الأحد، إنها «رصدت معلومات تتضمن اضطلاع قيادات حركة (حسم)، الجناح المسلّح لجماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بدولة تركيا، بالإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية»، وأن «المخطط سيجري تنفيذه من خلال دفع أحد عناصر الحركة الهاربين بإحدى الدول الحدودية، السابق تلقّيه تدريبات عسكرية متطورة بها، للتسلل للبلاد بصورة غير شرعية لتنفيذ المخطط المشار إليه، وذلك تزامناً مع إعداد الحركة مقطع فيديو، تداوله عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن تدريبات لعناصرها بمنطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد».

وأضاف البيان أن «أجهزة الأمن رصدت مكان اختباء عنصرين من (حسم) في منطقة شعبية بالجيزة، وداهمته، ما تسبَّب في مقتلهما، وإصابة ضابط، ومقتل مواطن، خلال تبادل لإطلاق النار مع العنصرين الإرهابيين».

وقبل أسبوعين، بثّ مجهولون فيديو منسوباً لحركة «حسم» تعلن فيه أنها عادت مرة أخرى. ويظهر في الفيديو مسلَّحون ملثّمون يُطلقون الرصاص، ويقومون بتدريبات عسكرية، ثم تضمّن بياناً مكتوباً يحمل تهديداً، وقد أثار وقتها تفاعلاً واسعاً، وأعاد مدوّنون نشره مع تعليقات مندّدة، في حين قلّل مراقبون ومختصون حينها من قدرة تلك الحركة أو مثيلاتها من العودة للنشاط الإرهابي التنظيمي الذي كان قبل سنوات، ونجحت السلطات المصرية في القضاء عليه، كما أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بياناً رسمياً أكد فيه أن الفيديو إعادة تجميع ومونتاج للقطات قديمة، مرجحاً أنها «محاولة استعراض لإعادة هذه الحركة للذاكرة بعد القضاء عليها».

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة «الداخلية المصرية» على «فيسبوك»)

تجدر الإشارة إلى أنه عقب بث هذا الفيديو، قال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإرهاب بشكله التنظيمي الذي انتشر في مصر بعد 30 يونيو (حزيران) 2013، انتهى؛ لكن بالطبع قد يحاول البعض التخطيط لعمليات فردية، مستغلاً الأحداث على حدود مصر، إلا أن أجهزة الأمن يقظة».

وشهدت مصر، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان»، على أثر احتجاجات شعبية عام 2013، أعمال عنف وتفجيرات؛ أبرزها في سيناء والقاهرة، وتبنّتها جماعات مسلّحة مرتبطة بـ«الإخوان»؛ ومنها حركة «حسم».

الباحث في الأمن الإقليمي وشؤون الإرهاب، أحمد سلطان قال إن «العملية التي أحبطتها (الداخلية) تكشف يقظة قوات الأمن، لكنها تكشف أيضاً عن محاولات جادة للعودة للنشاط من جانب حركة (حسم)»، مشيراً إلى أن «العنصر، الذي تسلّل من خارج مصر عبر أحد الدروب الصحراوية، وفق ما جاء في بيان (الداخلية)، كان دوره قيادياً بشكل أكبر، بمعنى أن هناك مجموعات أخرى كان سيجري تنظيمها وتكليفها بمهامّ تنفيذ المخطط؛ لكن (الداخلية) استبَقَته واستهدفته قبل أن يفعل ذلك، ومن ثم فهناك خلايا أخرى لم تنشط بعد».

وأضاف أن «ما حدث يكشف أن (حسم) لا تزال تعمل بالطريقة القديمة التي تقوم على الخلايا العنقودية، وآلية العمل تجري عبر إصدار أوامر العمل من خارج مصر باستخدام تطبيقات إلكترونية مشفرة ومجموعات متفرقة، بحيث لا تكتشف أي مجموعة المجموعة الأخرى؛ لأنه غالباً الاتصال فيما بين تلك الجماعات يكون عن طريق القائد في الخارج، أو نقاط الاتصال الميتة؛ أي أن كل مجموعة بعدما تكون أبلغت المجموعة التالية بالمهمة الصادرة من القائد، تنتهى مهمتها قبل أن يصل التكليف للمجموعة المنفّذة»، منوهاً بأنه «بذلك يصعب تعرف المجموعات على بعضها البعض، ويصعب اكتشاف تلك الخلايا بسهولة، وبالتالي فحركة (حسم) لم تنتهِ فعلاً ولا تزال لها خلايا موجودة، سواء في مصر أم خارجها، وإن كانت قدرتها حالياً محدودة على القيام بعمليات إرهابية ضخمة بسبب يقظة رجال الأمن، فهذا لا يعني أنها لا تخطط لذلك، فاستهداف مصر والتخطيط ضدها مستمر، واستغلال الأحداث المحيطة يشجع على ذلك».

مقر جماعة «الإخوان» محترقاً في القاهرة صيف 2013 (غيتي)

وتعود آخِر العمليات المنسوبة لحركة «حسم» إلى عام 2019، حين اتهمتها السلطات المصرية بالتورط في تفجير سيارة بمحيط معهد الأورام بوسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً، وإصابة العشرات. كما نُسب إليها محاولة استهداف مفتي مصر الأسبق، الدكتور علي جمعة، والنائب العام المساعد، إلى جانب اغتيال رئيس مباحث طامية في محافظة الفيوم عام 2016؛ عام إعلان تأسيس الحركة، وهي العملية التي أعقبت إعلان الحركة عن نفسها رسمياً.

لكن الحركة تلقّت لاحقاً ضربات أمنية قوية شملت تفكيك خلاياها، وضبط مخازن أسلحة تابعة لها، ما أدى إلى تراجعها بشكل كبير.

ووفق الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإنه «ربما حركة (حسم) ليست لديها القدرة، الآن، على تنظيم عمليات مسلّحة كبيرة، كما كانت من قبل، لكن هذا لا يعني أن الحركة ضعيفة أو انتهت، ربما تكون خبرة هذه الميليشيا والمنتمين لها ضعيفة، لكن يبقى، في النهاية، أن عناصرها أخذوا فترة توقف لمدة 6 سنوات، ومن المحتمل أن تلك الميليشيا نجحت في إعادة هيكلة نفسها من جديد وتنظيم صفوفها».

وأوضح أديب أن «عودة الحركة تبدو مختلفة عن ذي قبل، ويبدو أنها غير قادرة في تلك العودة على تنفيذ عمليات كبرى، لكن، بالقطع، فإن أجهزة الأمن تنظر للظرف السياسي وظروف المنطقة، ومن ثم تتحسب لمثل هذه الحركة بقوة؛ حتى لا تستغل هذه الظروف وتُنفذ أي ضربات إرهابية».

وسبق أن أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أبريل (نيسان) 2023، خلال فعالية مع الجيش المصري بسيناء، أن «الإرهاب انتهى» في مصر، مشدداً على أنه «لن نسمح برفع سلاح إلا سلاح الدولة».