وفاة 3 على الأقل بينهم طفلان خلال عبور من ليبيا إلى إيطاليا

مهاجرون غير شرعيين يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل بإيطاليا بعد إنقاذهم بالقرب من جزيرة لامبيدوزا (أرشيفية - رويترز)
مهاجرون غير شرعيين يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل بإيطاليا بعد إنقاذهم بالقرب من جزيرة لامبيدوزا (أرشيفية - رويترز)
TT

وفاة 3 على الأقل بينهم طفلان خلال عبور من ليبيا إلى إيطاليا

مهاجرون غير شرعيين يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل بإيطاليا بعد إنقاذهم بالقرب من جزيرة لامبيدوزا (أرشيفية - رويترز)
مهاجرون غير شرعيين يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل بإيطاليا بعد إنقاذهم بالقرب من جزيرة لامبيدوزا (أرشيفية - رويترز)

قالت منظمة خيرية ألمانية للإنقاذ البحري الأحد، إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بينهم طفلان في الثالثة والرابعة من العمر خلال رحلة من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط، مضيفة أنها أنقذت 59 آخرين.

وتسنى العثور على المهاجرين السبت على متن قارب مطاطي تتقاذفه الأمواج في البحر جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بعد أن رصدته طائرة مراقبة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).

وأعلنت منظمة «ريسك شيب» في بيان: «لدى وصولنا إلى القارب المطاطي، كان بعض الأشخاص قد توفوا». ونقلت عن مسعفة تابعة لها، عرفتها فقط باسم رانيا، القول: «تسلمنا جثتين لطفلين عمرهما ثلاثة وأربعة أعوام... كانا قد توفيا في اليوم السابق، ربما بسبب العطش».

وقالت «ريسك شيب» إنه تسنى العثور على رجل كان فاقداً للوعي، وأُعلنت وفاته بعد أن باءت محاولات إنعاشه بالفشل. وقال ناجون إنّ مهاجراً آخر غرق يوم الجمعة بعد أن سقط في البحر.

قارب لمهاجرين سريين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية (الشرق الأوسط)

وأفادت بأن كثيراً من الناجين، الذين نُقلوا إلى لامبيدوزا، أصيبوا بحروق بسبب المياه المالحة والوقود. وسلمت المنظمة طفلين وأربعة بالغين في حالة حرجة إلى خفر السواحل الإيطالي لنقلهم إلى الشاطئ بسرعة أكبر.

وأضافت المنظمة غير الحكومية، أن القارب المطاطي انطلق من ميناء الزاوية في غرب ليبيا يوم الأربعاء الماضي، لكن محركه تعطل بعد يوم واحد من الإبحار ما ترك المهاجرين على متنه عُرضة للرياح وظروف الطقس.

وتقع لامبيدوزا بين تونس ومالطا وجزيرة صقلية الإيطالية، وهي أول ميناء للتوقف بالنسبة لكثير من المهاجرين الساعين من أجل الوصول إلى الاتحاد الأوروبي من شمال أفريقيا، فيما أصبح، أحد أخطر ممرات العبور البحري في العالم.

وتقول «المنظمة الدولية للهجرة» إن ما يقرب من 25 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو فقدوا في هذا الطريق الذي يمر في وسط البحر المتوسط ​​منذ عام 2014، بينهم نحو 1700 العام الماضي، و378 منذ بداية العام الحالي.


مقالات ذات صلة

المستشار الألماني: بعض أجزاء استراتيجية الأمن القومي الأميركية «غير مقبولة»

أوروبا المستشار الألماني فريدريش ميرتس (د.ب.أ)

المستشار الألماني: بعض أجزاء استراتيجية الأمن القومي الأميركية «غير مقبولة»

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الثلاثاء، إن بعض أجزاء استراتيجية الأمن القومي الأميركية «غير مقبولة» من المنظور الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يشنّ هجوماً لاذعاً على قادة أوروبا: «ضعفاء ولا يعرفون ما يفعلون»

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداً لاذعاً لأوروبا، واصفاً إياها بـ«مجموعة دول متداعية» يقودها «أشخاص ضعفاء».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طائرة تحمل مهاجرين فنزويليين عائدين من المكسيك تهبط في مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا بفنزويلا (إ.ب.أ)

إدارة ترمب ترحّل عشرات المهاجرين الإيرانيين وتخطط لإرسال المزيد

رحّلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عشرات المهاجرين الإيرانيين وعدداً غير محدد من العرب والروس، في رحلة هي الثانية من نوعها خلال الأشهر القليلة الماضية.

علي بردى (واشنطن)
أوروبا يتحدث ماغنوس برونر المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة إلى الصحافة خلال اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل (إ.ب.أ)

بينها 3 دول عربية... «الاتحاد الأوروبي» يعتمد 7 دول كبلدان منشأ «آمنة» في قواعد اللجوء

وافق مجلس الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين) على تشريعين من شأنهما تعزيز تطبيق مفاهيم «بلد المنشأ الآمن» في قواعد اللجوء بالتكتل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا عناصر خفر السواحل في اليونان يحملون أكياساً تضم جثث مهاجرين غرقى (رويترز)

مصرع 18 مهاجراً في غرق قارب مطاطي جنوب كريت

 لقي ما لا يقل عن 18 مهاجراً حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط في قارب مطاطي، بعدما انقلب جنوب جزيرة كريت، وفق ما أعلنت السلطات اليونانية، السبت.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

انتكاسة جديدة تعصف ببوادر انفراج العلاقات بين الجزائر وفرنسا

إدانة صحافي فرنسي وتوقيف ناشط جزائري أعادا إشعال الخلافات بين الجزائر وفرنسا (الرئاسة الجزائرية)
إدانة صحافي فرنسي وتوقيف ناشط جزائري أعادا إشعال الخلافات بين الجزائر وفرنسا (الرئاسة الجزائرية)
TT

انتكاسة جديدة تعصف ببوادر انفراج العلاقات بين الجزائر وفرنسا

إدانة صحافي فرنسي وتوقيف ناشط جزائري أعادا إشعال الخلافات بين الجزائر وفرنسا (الرئاسة الجزائرية)
إدانة صحافي فرنسي وتوقيف ناشط جزائري أعادا إشعال الخلافات بين الجزائر وفرنسا (الرئاسة الجزائرية)

تشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا انتكاسة جديدة، بعد أسابيع من بوادر انفراجة، وذلك بعد اعتقال ناشط ورجل أعمال جزائري في باريس ليلة الثلاثاء، وإدانة صحافي فرنسي بتهمة «الإرهاب» في الجزائر. وتلت هذه الأحداث حملة صحافية جزائرية شديدة اللهجة ضد ما وصفته بـ«فرنسا الكولونيالية»، وهو ما يعكس تصاعد التوتر بين البلدين مجددا.

وكان الجانبان قد اتفقا على ترتيب زيارة لوزير الداخلية الفرنسي، لوران نونييز، إلى الجزائر قبل نهاية الشهر الحالي، في خطوة لطي الخلافات، لكن توالت خلال أسبوع واحد مؤشرات سلبية تؤكد تراجع مسار التهدئة بين البلدين.

وزير الداخلية الفرنسي (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

وأعلنت «قناة الجزائر الدولية» العمومية، صباح اليوم (الأربعاء)، بحسابها في منصة «إكس»، أن محللها مهدي غزار، وهو ناشط ورجل أعمال، أبلغها أن الشرطة الفرنسية اعتقلته أمس (الثلاثاء) في باريس، و«احتجزته لعدة ساعات»، قبل أن يتم إطلاق سراحه في صباح اليوم الموالي، من دون تقديم أي تفاصيل عن سبب توقيفه، علماً بأن الناشط يملك وثائق إقامة في فرنسا، وعرف بمواقفه الحاد ضد حكومتها، من خلال تفاعله في وسائل الإعلام مع الأزمة بين البلدين منذ اندلاعها في يوليو (تموز) 2024.

تهديد للأمن في فرنسا

كتبت وكالة الأنباء الجزائرية أن الشرطة الفرنسية «أوقفت صحافياً ومحللاً بقناة الجزائر الدولية بالقرب من مقرّ سكنه في باريس، ووفق المعطيات المتوفرة، فقد أبلغته قوات الأمن أنه مدرج ضمن الملف (س)، وكذلك ضمن ملف الأشخاص المبحوث عنهم، وهما آليتان استثنائيتان مخصصتان للأشخاص الذين يُعتبرون تهديداً خطيراً للأمن العمومي».

الناشط مهدي غزار في حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية بفرنسا (حسابات ناشطين)

ولفتت الوكالة إلى أن مؤسسة راديو وإذاعة «مونت كارلو» الفرنسية أبعدت غزار من المشاركة في برنامج «توك شو» شهير العام الماضي، «وذلك على خلفية مواقفه بشأن الإبادة في غزة». كما قالت إنه «يشكو منذ عدة أشهر من توقيفه المتكرر عند عبوره المطارات الباريسية، سواء عند الدخول أو الخروج، وسط مناخ تصعيدي عدائي متزايد يوماً بعد يوم، دون أي سبب واضح، حيث يظهر الاستفزاز بجلاء».

وبحسب الوكالة الرسمية، «فرغم رحيل برونو ريتايو، لم يتغير شيء، إذ يبدو أن أساليبه لا تزال راسخة داخل مؤسسات الجمهورية الفرنسية»، في إشارة إلى وزير الداخلية الفرنسي السابق، الذي تميز بالتشدد مع الجزائر خلال ذروة الأزمة الدبلوماسية، خصوصاً فيما يتعلق بـ«قضية الجزائريين المبعدين من التراب الفرنسي»، الذين رفضت الجزائر استقبالهم.

الصحافي الفرنسي المسجون في الجزائر (أ.ف.ب)

ونشر ناشطون جزائريون بحساباتهم بالإعلام الاجتماعي أن غزار سافر إلى فرنسا «في إطار زيارة خاصة»، ولفت بعضهم إلى أن «تصريحاته المثيرة للجدل بخصوص المغرب»، كانت السبب في توقيفه عن المشاركة في البرنامج التلفزيوني الفرنسي.

وتكفل غزار بإدارة حملة الرئيس عبد المجيد تبون في فرنسا، خلال ترشّحه للانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر (أيلول) 2024، كما يُشتبه في كونه العقل المدبّر لمجموعة «المجاهدون 2.0» في فرنسا، وهي مجموعة من المؤثرين، الذين هاجموا خصوصاً المعارضين الجزائريين المقيمين في فرنسا، في الأشهر الأولى من التوترات، التي اندلعت إثر إعلان قصر «الإليزيه» اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء.

ورجّح نفس الناشطين أن يؤدي توقيف مهدي غزار إلى انعكاسات على مسار تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.

نذر تدهور العلاقات

بدأت نذر التدهور في علاقات البلدين تلوح في الأفق منذ أسبوع، وتحديداً يوم الأربعاء الماضي، حيث جرت محاكمة الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز في الاستئناف بمحكمة تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، التي ثبتت الحكم الابتدائي 7 سنوات سجناً مع التنفيذ بتهمة «الإشادة بالإرهاب».

مظاهرة في فرنسا لإطلاق سراح الصحافي الرياضي كريستوف غليز (أ.ف.ب)

وجاء الحكم صادماً بالنسبة لفرنسا التي كانت تتوقع تبرئته، أو على الأقل حكماً بالسجن مع وقف التنفيذ. وأعلنت الرئاسة في اليوم الموالي للمحاكمة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون «تلقى بقلق بالغ» الخبر، مؤكداً أنه «سيواصل العمل مع السلطات الجزائرية حتى إطلاق سراحه، وعودته إلى فرنسا في أقرب وقت ممكن».

وتلقت السلطات الجزائرية رد فعل فرنسا على إدانة الصحافي، الذي جاء لإجراء استطلاع حول نادي «شبيبة القبائل» لكرة القدم، بحساسية بالغة. وعبّرت عن موقفها عبر صحيفتين، إحداهما بالعربية والأخرى بالفرنسية، نشرتا مقالات تضمّنَت نقداً حاداً لما سمته «فرنسا الاستعمارية».

ففي مقال بعنوان «عندما تغرق باريس في نفاقها الخاص»، كتبت صحيفة «لو سوار دالجيري» أن «فرنسا، وهي ترتدي لباس المعلّم الذي يوزّع الدروس، تنتقد القضاء الجزائري الذي لم يسبق له قط أن أوقف دبلوماسياً فرنسياً في الشارع، بناءً على الإشارة الصادرة من هاتف محمول»، في إشارة إلى اعتقال موظف من قنصلية الجزائر بباريس في 11 أبريل (نيسان) الماضي، وسجنه بناء على تهمتي «خطف» و«احتجاز» اليوتيوبر الجزائري المعارض أمير بوخرص، اللاجئ بفرنسا. وذكرت السلطات الجزائرية أن الحادثة «تشكل انتهاكاً كاملاً للأعراف والأنظمة الدبلوماسية»، موضحة أن فرنسا «تصاب بالعمى والصمم وفقدان الذاكرة عندما يتعلق الأمر بمجرمين نهبوا ثروات الشعب الجزائري، حيث يتم تجاهل مذكرات التوقيف الدولية الصادرة عن الجزائر وعرقلتها، ودفنها في الأدراج»، وتقصد بذلك ضمناً رفض القضاء الفرنسي طلب تسليم وزير الصناعة سابقاً عبد السلام بوشوارب، الذي أدانه القضاء الجزائري بالسجن 20 عاماً بتهمة «الفساد».

اليوتيوبر الجزائري المعارض أمير بوخرص (متداولة)

من جهتها، كتبت صحيفة «الخبر»: «بمجرد صدور البيان الرئاسي الفرنسي الذي عبّر فيه الرئيس إيمانويل ماكرون عن قلق بالغ، إزاء الحكم القضائي، انطلقت آلة التشويه في الإعلام الفرنسي المتحالف مع اليمين المتطرف، لمحاولة تصوير الجزائر كدولة تقمع الصحافة وتتجاوز العدالة، في حملة يبدو أنها أعدت مسبقاً، ولم تكن مجرد رد فعل عفوي».

وقدرت مجلة «جان أفريك» الفرنسية، في عددها الثامن من الشهر الحالي، أن «الهدف الحقيقي من هذه الحملة هو إيصال رسالة، مفادها أنه لا إفراج بلا خطوة مقابلة من باريس»، ويفهم من ذلك أن الجزائر ستخلي سبيل الصحافي الفرنسي في حالة إطلاق سراح دبلوماسيها، الذي لم يذكر اسمه في وسائل الإعلام.


مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلق من الوضع في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلق من الوضع في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، إنه يشعر بقلق بالغ من احتمال تكرار الفظائع التي ارتكبت في الفاشر بالسودان في كردفان.

وأضاف أن المفوضية في «وضع التشبث بالبقاء» بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل من الجهات المانحة العالمية في وقت تتزايد فيه انتهاكات حقوق الإنسان والاحتياجات في المناطق المتضررة من النزاعات، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف للصحافيين: «تقلصت مواردنا بشكل كبير، إلى جانب التمويل المخصص لمنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك المنظمات المحلية، في جميع أنحاء العالم. نحن في وضع التشبث بالبقاء».

وأسفرت الحرب المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023 عن تقسيم البلاد فعلياً إلى مناطق نفوذ؛ إذ يُسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق، في حين تسيطر «قوات الدعم السريع» مع حلفائها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

وتسبّبت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليوناً داخل البلاد وخارجها؛ ما أدّى إلى «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، حسب «الأمم المتحدة».


مقتل 22 جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس بالمغرب

TT

مقتل 22 جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس بالمغرب

عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)
عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية المغربية أن 22 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وأُصيب 16 آخرون جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس، إحدى أقدم المدن في المغرب، مشيرةً إلى أن البنايتين كانتا تعانيان من الإهمال منذ فترة.

وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء بأن السلطات المحلية في مدينة فاس أبلغت عن انهيار بنايتين متجاورتين مؤلّفتين من أربعة طوابق خلال الليل.

نقل أحد الضحايا من تحت الأنقاض إلي المستشفى (أ.ب)

وذكرت الوكالة أن البنايتين كانت تقطن بهما ثماني أسر، وتقعان في حي المستقبل.

وأضافت أنه «فور إشعارها بالحادثة، انتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، لمباشرة عمليات البحث والإنقاذ، حيث تم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة».

عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)

وقال عبد الرحيم العمراني (37 عاماً)، وهو شاهد من السكان: «كنت ماراً بعد منتصف الليل بقليل، مع صديق لي بالقرب من مكان الحادثة، حيث أقطن ففوجئت بالانهيار، سمعنا الصرخات من تحت الأنقاض، عملنا ما بوسعنا لانتشال شخص، لكن السلطات كانت قد وصلت ومنعت الاقتراب».

وأضاف: «هناك بناية كان بها خمس عائلات والأخرى أربع، كانوا يقطنون في السكن العشوائي قبل أن تقوم الدولة بمنح تراخيص سكن لهم عام 2007، وكل عائلة قامت بالبناء لنفسها».

السكان يبحثون عن ناجين وسط أنقاض مبنيين منهارين في فاس (أ.ب)

وقال شاهد آخر إن المنطقة «جديدة نسبياً، والبناء فيها حديث».

ورفض مصدر من السلطات إعطاء تفاصيل، وقال إنه لم تتوفر له كل المعطيات حالياً، مضيفاً أنه طوال الليل وحتى السادسة صباحاً كان يساعد في عملية الإنقاذ، وأن «الأمر فظيع ومحزن».

وتشهد مدينة فاس، وهي عاصمة سابقة يعود تاريخها إلى القرن الثامن وثالث كبرى مدن المغرب من حيث عدد السكان، قبل شهرين موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وضعف الخدمات العامة.

«علامات تصدع» على البنايتين

قالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: «تشير شهادات من عين المكان إلى أن العمارتين المنهارتين كانتا تظهر عليهما علامات التصدع منذ مدة، دون أن يتم اتخاذ تدابير وقائية فعالة».

ولم تتمكن «رويترز» من التحقق بشكل مستقل من تقرير الموقع بشأن حجم الأضرار، كما لم تردّ وزارة الداخلية حتى الآن على طلب التعليق.

فرق الإنقاذ وسكان محليون يمشطون الأنقاض منذ لحظة انهيار العقارين (إ.ب.أ)

ويتركز معظم سكان المغرب ومراكزه المالية والصناعية وبنيته التحتية الحيوية شمال غربي البلاد، بينما تعتمد بقية المناطق على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، كشفت اضطرابات قادها شباب عن غضب عميق بسبب الفقر وتدهور الخدمات العامة، وتحولت الاحتجاجات في المدن الكبرى، التي استلهمت من حركات مماثلة في نيبال ومدغشقر وبيرو، إلى أعمال شغب في بلدات ريفية ومناطق نائية. وقُتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في أثناء محاولتهم اقتحام مقر أمني، كما اعتُقل أكثر من 400 شخص قبل أن تنحسر أعمال العنف، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.