«قوات الدعم السريع» تسعى للسيطرة على إقليم كردفان

قصفت عاصمته بعد استيلائها على ثانية كبرى مدنه

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان يونيو 2024 (أرشيفية - أ.ف.ب)
نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان يونيو 2024 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«قوات الدعم السريع» تسعى للسيطرة على إقليم كردفان

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان يونيو 2024 (أرشيفية - أ.ف.ب)
نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان يونيو 2024 (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكملت «قوات الدعم السريع»، أمس الجمعة، بسط سيطرتها الكاملة على مدينة النهود ثانية كبرى مدن إقليم كردفان في غرب البلاد، وذلك بالاستيلاء على مقر «اللواء 18» التابع للجيش، بالتزامن مع قصف مدينة الأُبيّض عاصمة شمال الإقليم وأكبر مدنه، مما يشير إلى مساعي «الدعم السريع» إلى السيطرة على كامل الإقليم، وفق ما ذكرت مصادر محلية.

وكانت معارك عنيفة دارت يوم الخميس بين الجيش و«الدعم السريع» في النهود، قبل أن تتوغل الأخيرة وتنشر قواتها في كل أنحاء المدينة. وقال المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع»، الفاتح قرشي، في بيان على منصة «تلغرام»، إن «قوات الجيش تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتم الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر جارٍ حصرها».

وأشار البيان إلى أن السيطرة على مدينة النهود تمثل منعطفاً محورياً في مسار الحرب، إذ تعد المدينة استراتيجية لأنها تهدد مدينة الأُبيّض التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. وقالت مصادر محلية إن «قوات الدعم السريع» أطلقت قذائف على الأُبيّض بشكل عشوائي، فيما وثق ناشطون تصاعد ألسنة النيران ودخان كثيف من جراء القصف الذي استهدف المدينة.

وأضاف البيان أن «قواتنا باشرت فوراً تأمين المدينة وتوفير الحماية الكاملة للسكان والممتلكات الخاصة والعامة، وفرض سيادة القانون، وملاحقة قوات الجيش في أطراف المدينة وخارجها». وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من الجيش بشأن مدينة النهود، أفادت مصادر إعلامية موالية له بانسحاب قواته من مقر «اللواء 18» إلى مدينة الخوي المجاورة.

شبكة أطباء السودان

لقطة من فيديو بثّه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام»

من جهة أخرى، اتهمت شبكة أطباء السودان «قوات الدعم السريع» بتصفية أكثر من 100 شخص، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة في المدينة. وأعربت عن استنكارها الشديد لما وصفته بالجريمة الإنسانية المروعة في مدينة النهود على أيدي «قوات الدعم السريع». وأدانت في بيان على موقع «فيسبوك» أعمال النهب التي طالت المستشفى العام، ومخزون الإمدادات الطبية، إلى جانب تدمير عدد من الصيدليات الخاصة.

وذكر البيان الأطباء أن المدينة فقدت مقومات الرعاية الصحية، وأوقفت الخدمات الطبية عن كثير من المرضى والمصابين الذين يعتمدون عليها. وأكدت شبكة أطباء السودان، أن الأرقام المعلنة عن الضحايا لا تشمل العسكريين، محذرة من ارتفاع عدد الضحايا من جراء استمرار العنف وانعدام الأدوية والإسعافات الأولية.

وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات، وتأمين المساعدات الطبية، ومحاسبة كل من شارك في هذه الجرائم التي تهدد حياة المدنيين وتعرض سلامتهم للخطر.

وأفاد سكان في النهود، بأن «قوات الدعم السريع» فور دخولها المدينة، شرعت عناصرها في سرقة واسعة النطاق لسيارات المواطنين.

وفي إقليم دارفور المجاور لكردفان في غرب البلاد، قالت «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش في مدينة الفاشر، إنها تمكنت يوم الخميس من تدمير ثلاث منصات مدفعية بكامل أطقمها تابعة لـ«قوات الدعم السريع» كانت تستخدمها في قصف المرافق الحيوية بالمدينة. وأكدت، في تعميم صحافي، أن قواتها نفذت عملية تمشيط لأطراف الفاشر، ضبطت خلالها عناصر من «الدعم السريع» تحاول التسلل إلى داخل المدينة. وذكرت أن الفاشر تعرضت لقصف مدفعي من قبل «قوات الدعم السريع»، أسفر عن إصابة 9 من المدنيين بإصابات متفاوتة.


مقالات ذات صلة

قوات حليفة للجيش السوداني تستعيد بلدة في كردفان

شمال افريقيا نازحون من الخرطوم لجأوا إلى إقليم كردفان (أ.ف.ب)

قوات حليفة للجيش السوداني تستعيد بلدة في كردفان

نفذت «القوة المشتركة» عملية التفاف تكتيكية مباغتة، استعادت بها بلدة أم صميمة بعد ساعات من سيطرة «الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مواطن يحاول تصريف المياه من أمام مسكنه في مدينة أم درمان (الشرق الأوسط)

أمطار غزيرة في الخرطوم تجرف جثثاً متحللة

هطلت أمطار غزيرة في عدد من المناطق بولاية الخرطوم، مما أدّى إلى تراكم المياه في الأحياء والشوارع، كما جرفت بعض مخلفات الحرب، بما في ذلك جثث متحللة.

وجدان طلحة (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو أيام تحالفهما (أرشيفية)

طرفا الحرب في السودان يتبادلان الاتهامات بارتكاب مجازر

تبادل طرفا الحرب في السودان اتهامات بارتكاب مجازر في إقليم كردفان بغرب البلاد، إثر عمليات برية وجوية خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

أحمد يونس (كمبالا)
العالم العربي أشخاص يسيرون في شارع يحمل آثار الدمار نتيجة صراع دموي على السلطة في السودان (أرشيفية - د.ب.أ)

السودان: مقتل 11 وإصابة 31 آخرين بهجوم لـ«الدعم السريع» بولاية شمال كردفان

أعلنت «شبكة أطباء السودان» اليوم (الأحد) مقتل 11 وإصابة 31 آخرين جراء هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على منطقة بولاية شمال كردفان في وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون سودانيون في مخيم تديره «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» خلال نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

اعتداءات على لاجئين سودانيين في مخيم بأوغندا

تعرض لاجئون سودانيون في مخيم «كيرياندقو» بشمال أوغندا لاعتداءات عنيفة من قبل لاجئين آخرين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)

شددت جامعة الدول العربية على أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا تمثل «بلطجة» لا يُمكن للمجتمع الإقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فوراً، وأضافت أن «غارات الاحتلال تستهدف زرع الفوضى في سوريا مستغلة في ذلك بعض الأحداث التي وقعت أخيراً في محافظة السويداء، والتي أدانتها السلطات السورية نفسها ووصفتها في بيان لها بـ(الأعمال المشينة)، وتعهدت بالتحقيق فيها وتوقيع الجزاء على من يثبت ارتكابه لأي انتهاكات أو مخالفات».

وأدانت الأمانة العامة للجامعة، الأربعاء، «بأشد العبارات الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي». واعتبرت أن هذه الغارات «تُمثل اعتداء صارخاً على سيادة دولة عربية عضو في (الجامعة) وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكاً للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي».

وأعربت الجامعة العربية عن «كامل التضامن مع سوريا إزاء تلك الهجمات الإسرائيلية»، مناشدة الحكومة «العمل بسرعة على نزع فتيل الفتنة، ومعالجة الاحتقانات القائمة عبر الحوار، والعمل على احتواء كافة مكونات الشعب السوري في الإطار الوطني».