جدَّدت مصر التزامها الكامل بدعم وحدة وسلامة الصومال ومؤسساته الوطنية، في مواجهة خطر «الإرهاب والتطرف».
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره الصومالي عبد السلام عبدي، الثلاثاء، أكد فيه الوزير المصري أن استقرار الصومال يمثل «أهميةً بالغةً لاستتباب السلم والأمن» في منطقة القرن الأفريقي.
وهنأ عبد العاطي، في المحادثة، وزير الخارجية الصومالي الجديد على توليه منصبه، مؤكداً عمق علاقات التعاون بين البلدين، بعد ترفيعها إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، مشدداً على أهمية «مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية»، حسب إفادة وزارة الخارجية المصرية.
https://www.facebook.com/photo?fbid=1001327722177074&set=a.110371057939416
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، قد وقَّعا في يناير (كانون الثاني) الماضي إعلاناً سياسياً مشتركاً، يقضي برفع مستوى العلاقات بين القاهرة ومقديشو إلى مستوى «شراكة استراتيجية شاملة».
وخلال الاتصال الهاتفي، الثلاثاء، أكد وزير الخارجية المصري لنظيره الصومالي حرص بلاده على تقديم «أشكال الدعم كافة للجانب الصومالي، في مجال مكافحة الإرهاب»، والتزام مصر الكامل «بدعم وحدة وسلامة الأراضي الصومالية، ومؤسسات الصومال الوطنية»، كما شدَّد على أن استقرار الصومال «يمثل أهميةً بالغةً لاستتباب السلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي».
وأكدت مصر، في أكثر من مناسبة، حرصها على «دعم استقرار الصومال ومؤسساته».
وشدَّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال مشاركته في قمة الدول المساهِمة في بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال، التي انعقدت في أوغندا، يوم الجمعة الماضي، على التزام بلاده بدعم مقديشو، مشيراً إلى ضرورة تركيز الجهود الدولية على «حشد أدوات التمكين اللازم للصومال، ومضاعفة قوته، وتوفير برامج التدريب للجيش الصومالي؛ لتمكينه في القضاء على الإرهاب».
وبحث عبد العاطي وعبدي «التحديات المشتركة في منطقة القرن الأفريقي»، وتناولا أهمية التنسيق والتشاور الوثيق لمواجهة تلك التحديات، ودعم الاستقرار والتنمية فيها، حسب وزارة الخارجية المصرية.
ونقل بيان مصري عن وزير الخارجية الصومالي ثناءه على «مواقف القاهرة الداعمة لبلاده، ومشاركتها في بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال، استجابةً لطلب الحكومة الصومالية».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال عبد العاطي إن «مشاركة بلاده تأتي بناءً على طلب الحكومة الصومالية، وترحيب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي».
ويُشكِّل استقرار الصومال ووحدته أهميةً استراتيجيةً بالنسبة لمصر، ودعماً لمصالحها في منطقه القرن الأفريقي، وفق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «القاهرة ضد أي محاولات من بعض الدول للوجود بالأراضي الصومالية بشكل غير شرعي»، في إشارة إلى سعي إثيوبيا إلى الحصول على منفذ بحري لها بإقليم (أرض الصومال) الانفصالي.
وعزَّزت القاهرة من دعمها لمقديشو عقب أزمة الصومال مع إثيوبيا، وعارضت توقيع أديس أبابا، العام الماضي، اتفاقاً مع «أرض الصومال» تحصل إثيوبيا بموجبه على منفذ بحري. ووقَّعت مصر الصومال، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، كما دعمت الصومال بمعدات عسكرية.
و«تحرص مصر على تنويع مجالات التعاون مع الصومال» حسب السفير حليمة؛ فهي إلى جانب المساعدات العسكرية، تعمل على إقامة مشروعات مشتركة لتطوير التعاون الاقتصادي والتنموي، مثل تدشين خطوط طيران مباشر، ودراسة إقامة منطقة لوجيستية في الصومال.
ودشَّنت مصر أول خط طيران مباشر إلى العاصمة الصومالية في 12 يوليو (تموز) الماضي، بحضور وزيرَي الخارجية والطيران المدني المصريَّين. واستضافت القاهرة، في شهر يناير الماضي، «ملتقى رجال الأعمال المصري الصومالي»؛ لبحث الفرص الاستثمارية بين البلدين.