السيسي والبرهان يبحثان الأمن المائي وإعادة إعمار السودان

جددا رفضهما أي «إجراءات أحادية» تتعلق بنهر النيل

السيسي يلتقي البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة 28 أبريل 2025 (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة 28 أبريل 2025 (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي والبرهان يبحثان الأمن المائي وإعادة إعمار السودان

السيسي يلتقي البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة 28 أبريل 2025 (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة 28 أبريل 2025 (الرئاسة المصرية)

عززتْ مصر من دعمها للسودان في ضوء ظروف الحرب الداخلية، وناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يزور القاهرة، «المساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة الإعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب الداخلية».

واستقبل السيسي، البرهان، في القاهرة، يوم الاثنين، وخلال جلسة محادثات مشتركة، شدد الجانبان على «مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحفظ الأمن المائي للبلدين، ورفض الإجراءات الأحادية» بنهر النيل. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، بأن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر والرؤى حول الأوضاع الإقليمية الراهنة، لا سيما في حوض نهر النيل والقرن الأفريقي، حيث تطابقت رؤى البلدين في ظل الارتباط الوثيق بين الأمن القومي لكل من مصر والسودان.

وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحفظ الأمن المائي للدولتين، وإعمال القانون الدولي لتحقيق المنفعة المشتركة للجميع بحوض النيل، وكذلك رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، الذي ينبع من إثيوبيا ويُعد الرافد الأساسي لنهر النيل.

ويواجه مشروع «سد النهضة»، الذي تقيمه إثيوبيا على رافد حوض النيل الأزرق منذ عام 2011، باعتراضات من دولتي المصب، مصر والسودان، اللتين تطالبان باتفاق قانوني ملزم، ينظم عمليات ملء وتشغيل السد، بما لا يضر بحصتيهما المائية.

جهود إعادة الإعمار

السيسي يستقبل البرهان في مطار القاهرة (الرئاسة المصرية)

تأتي زيارة البرهان إلى القاهرة استجابة لدعوة من الرئيس المصري، تسلمها الأسبوع الماضي، بهدف «دعم التعاون الثنائي، والتأكيد على دعم ومساندة القاهرة للخرطوم، في ظروف الحرب الداخلية الحالية». واستقبل السيسي في مطار القاهرة الفريق البرهان وتوجها إلى قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين.

وقالت رئاسة الجمهورية المصرية إن السيسي بحث في اجتماع مع البرهان التطورات الميدانية الأخيرة في السودان والتقدم الذي حققه الجيش باستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الجانبين عقدا جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي، والمساهمة المصرية في جهود إعادة إعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب في السودان، وذلك بالإضافة إلى مواصلة المشروعات المشتركة في عدد من المجالات الحيوية مثل الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري.

ويواجه السودان حرباً داخلية، منذ أكثر من عامين، بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وتدعو القاهرة، منذ اندلاع المواجهات المسلحة في منتصف أبريل (نيسان) 2023، إلى ضرورة «وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة واستقرار السودان، ومؤسساته الوطنية».

وسبق أن رحب السودان بدور للشركات المصرية في ملف إعادة الإعمار، واتفق البلدان في جلسة مشاورات سياسية بالقاهرة، في فبراير (شباط) الماضي، على «تشكيل فريق مشترك من البلدين لدراسة عملية إعادة الإعمار، مع وضع التصور للبدء في عملية إعادة الإعمار والجدول الزمني».

وضمن محادثات السيسي والبرهان، جرت مناقشة مواصلة المشروعات المشتركة في عدد من المجالات الحيوية، مثل الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري، والثقافي، والعلمي، والتعاون في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والتعدين، بما يحقق هدف التكامل، والاستغلال الأمثل للإمكانات الضخمة بين البلدين، حسب الرئاسة المصرية.

تطورات الحرب الداخلية

جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين تتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي (الرئاسة المصرية)

على صعيد تطورات الحرب الداخلية، تناولت مشاورات الرئيس المصري، ورئيس مجلس السيادة السوداني، «التقدم الميداني الأخير الذي حققته القوات المسلحة السودانية، باستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم». وحسب الرئاسة المصرية، «اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين للسودانيين المقيمين في مناطق الحرب».

وحقق الجيش السوداني أخيراً تقدماً ملحوظاً في الحرب الداخلية باستعادة العاصمة الخرطوم، ومن قبلها مناطق حيوية، مثل ولاية الجزيرة (جنوب الخرطوم)، إلى جانب الولايات الشرقية التي يسيطر عليها، بينما تزداد حدة المواجهات في مناطق أخرى، مثل مدينة أم درمان، ومدينة الفاشر، في إقليم درافور.

وأكد السفير السوداني في القاهرة، عماد الدين عدوي، «وجود إرادة لدى بلاده لتعميق العلاقات مع مصر»، مضيفاً أن لقاء السيسي والبرهان «عكس عمق ومتانة العلاقات المصرية السودانية، وتطابق الرؤى والمواقف»، كما قال المستشار في السفارة السودانية بالقاهرة، اللواء أمين مجذوب، لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تقدر الدور الذي تقوم به مصر في تقريب وجهات النظر وجمع القوي السياسية السودانية، بالإضافة إلى لعب أدوار إقليمية بين السودان والدول الأخرى في محاولة لإنهاء الحرب في البلاد.

وكان الرئيس السيسي أعلن رفضه تشكيل «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» المقرر الإعلان عنها قريباً، وعدها مهددة لوحدة السودان وسيادته.

ويعتقد مساعد وزير الخارجية المصري السابق لشؤون السودان، السفير حسام عيسى، أن «القاهرة تدعم مؤسسات الدولة السودانية، في مقدمتها الجيش»، مشيراً إلى أن زيارة البرهان تأتي ضمن مساعي القاهرة لـ«إنهاء المأساة الإنسانية التي تسببها الحرب».

وتسبب الحرب السودانية في نزوح نحو 14 مليون سوداني داخل وخارج البلاد، حسب تقديرات الأمم المتحدة، بينهم نحو مليون و200 ألف سوداني نزحوا إلى مصر، حسب إحصاءات رسمية.

وقال عيسى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة البرهان «تأتي في مرحلة مهمة من الحرب، حقق فيها الجيش تقدماً ميدانياً، ما يمهد الطريق أمام جهود إعادة إعمار المدن التي طالتها الحرب، وتهيئة الخرطوم لإعادة الحكومة السودانية إليها مرة أخرى، بدلاً من مدينة بورتسودان».


مقالات ذات صلة

السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»

شمال افريقيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي يصافح نظيره السوداني عمر صديق قبل اجتماعهما في بكين 14 مايو 2025 (أ.ف.ب) play-circle

السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»

طالبت الحكومة السودانية، الخميس، نظيرتها الصينية بتفسير واضح بشأن وصول طائرات مسيرة انتحارية واستراتيجية صينية الصنع إلى أيدي «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي تكثِّف «قوات الدعم السريع» استهداف مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني بالطائرات المسيّرة (أ.ف.ب)

هجمات بطائرات مسيَّرة تقطع الكهرباء عن الخرطوم

قالت السلطات السودانية اليوم (الخميس)، إن هجمات بطائرات مسيَّرة أدت إلى قطع التيار الكهربائي في أنحاء الخرطوم والولايات المحيطة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

«يونيسف»: قصف مدفعي يحرم ألف مريض من المياه في الفاشر بالسودان

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الأربعاء، أنّ نحو ألف مريض في حالة حرجة في إقليم دارفور في غرب السودان يعانون من انعدام مياه الشرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

استحسن العديد من القادة السياسيين السودانيين إعلان ولي العهد السعودي في القمة الخليجية - الأميركية مواصلة المملكة جهودها في إنهاء أزمة السودان عبر «منبر جدة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
خاص دخان وحرائق جراء القصف الذي تعرَّض له مخزن للوقود في بورتسودان (رويترز)

خاص المتحدث باسم القوة المشتركة: دمَّرنا القوة الصلبة لـ«الدعم السريع»

قال المتحدث باسم القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني، العميد أحمد حسين، إن قواته دمرت القوة الصلبة لـ«ميليشيا الدعم السريع» خلال المعارك.

وجدان طلحة (بورتسودان)

هل تدفع المحادثات الجديدة لـ«حماس» وواشنطن نحو «هدنة غزة»؟

فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
TT

هل تدفع المحادثات الجديدة لـ«حماس» وواشنطن نحو «هدنة غزة»؟

فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

إشارة جديدة بشأن الأوضاع في قطاع غزة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بنهاية جولته في المنطقة التي «لم تثمر خطوات جادة لحلّ الأزمة»، غداة حديث من «حماس» عن العودة إلى محادثات مباشرة مع واشنطن، وعدم توصل الوسطاء في مفاوضات بالدوحة لنتائج حاسمة بعد.

تلك المحادثات التي أسفرت قبل أسبوع عن إطلاق سراح الرهينة الأميركي، عيدان ألكسندر، الثلاثاء الماضي، قبيل جولة ترمب، يعتقد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها ستكون أكثر إنجازاً من تعطيل إسرائيل الواضح لمفاوضات الدوحة، متوقعين التوصل مبدئياً لاتفاق إنساني لدخول المساعدات إلى حين إجراء ترتيبات قوية من الوسطاء وضغوط أميركية جادة يستجيب لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال ترمب، الجمعة، لصحافيين في أبوظبي؛ محطته الأخيرة من جولته الخليجية: «نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حلّ هذه المشكلة. كثير من الناس يتضورون جوعاً»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل بشأن غزة»، دون أن يحددها، وسط تأكيدات من منظمات إنسانية على وجود مجاعة ونفاد المواد الأساسية بالقطاع بسبب منع إسرائيل لدخول المساعدات منذ مارس (آذار) الماضي.

تأتي تطمينات ترمب الجديدة في ظل عدم بلورة مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لاتفاق رغم تقديمه إطاراً جديداً في مفاوضات الدوحة التي انطلقت الثلاثاء، بحسب ما ذكرت «القناة الـ12» الإسرائيلية، في اليوم التالي، كما أجرى مكالمة استمرت ساعتين مع نتنياهو، دون تحقيق تقدم، مع إصراره على «صفقة لا تتضمن نهاية الحرب»، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل»، الخميس.

وبحسب مصدر إسرائيلي تحدث، الجمعة، إلى قناة «i24NEWS» الإسرائيلية، فإنه «بعد 3 أيام من بدء المفاوضات في الدوحة، لم يتم تحقيق أي تقدم حتى الآن»، لافتاً إلى أن «الوفد الإسرائيلي لا يزال موجوداً في قطر»، ونبّه إلى أن «إسرائيل قد أعطت (حماس) إنذاراً نهائياً لقبول اتفاق، قبل أن يغادر ترمب المنطقة، أو المخاطرة بإطلاق عملية عسكرية. وقد غادر ترمب المنطقة الآن»، في إشارة إلى احتمال بدء تصعيد جديد.

فيما أكّد منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، في بيان، الجمعة، أن «عائلات الرهائن استيقظت صباحاً على قلق بالغ في ضوء تقارير عن هجمات متزايدة على غزة»، مؤكدة أن «تفويت نتنياهو هذه الفرصة التاريخية لإبرام اتفاق خلال وجود ترمب سيكون فشلاً مدوّياً يوصم بالعار إلى الأبد»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

فلسطينيون يحملون جثماناً خلال موكب جنازة ضحايا غارة إسرائيلية في خان يونس (أ.ف.ب)

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يعتقد أن ترمب قد يسعى لاتخاذ ترتيبات أقوى عقب عودته لواشنطن لتلافي حدوث أي ممانعة إسرائيلية، لافتاً إلى أن رسائل الرئيس الأميركي بدت محتقنة من تعنت وتصعيد نتنياهو، ويؤكد ذلك عدم زيارته إسرائيل خلال جولة له في المنطقة، وكذلك إجراء مقابلة مع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرياض، ورفع العقوبات عن دمشق رغم تحفظات إسرائيلية سابقة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن ترمب لم يستطع أن يصل لصفقة، وأن هناك إحباطاً أميركياً من تصعيد نتنياهو وعدم استجابته لضغوط ويتكوف، داعياً لترقب مواقف الرئيس الأميركي، الذي قد يكون أقرب لإبرام اتفاق إنساني من هدنة مؤقتة أو شاملة، حيث تتراجع فرصهما حالياً.

ومع خفوت فرص نجاح المسار التفاوضي، أشار العضو البارز في حركة «حماس»، باسم نعيم، مساء الخميس، إلى أن الحركة بصدد إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن شروط إنهاء قصف إسرائيل لقطاع غزة، لافتاً إلى أن حركته تريد «تبادلاً للأسرى، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول كل المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار قطاع غزة دون هجرة قسرية»، ومستعدة للتخلي عن إدارة قطاع غزة، التي تولتها منذ عام 2006، مقابل تلبية مطالبها، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتصنف الإدارة الأميركية «حماس» «جماعة إرهابية». ومع ذلك، أجرت معها محادثات مباشرة في مارس الماضي، تكللت بإعلان الحركة، الاثنين الماضي، إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية، عيدان ألكسندر، مع توقعات غير رسمية وقتها بأن هذا سيعزز مسار المفاوضات والتوصل للاتفاق خلال جولة ترمب، التي بدأت الثلاثاء، وانتهت الجمعة.

وفي بيان حمل دهشة وتساؤلات من الحركة، دعت «حماس»، الخميس، إلى تعجّل الردّ الأميركي على «المبادرة الإيجابية» التي قدّمتها لإدارة ترمب بإفراجها عن ألكسندر، وقالت إنها تتوقع بناء على التفاهمات مع الولايات المتحدة بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة حول جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحذّرت الحركة، في البيان، من أن عدم تحقيق هذه الخطوات، ولا سيما إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من شأنه أن «يلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات حول عملية تبادل الأسرى».

فلسطيني ينقل طفلاً مصاباً يبلغ من العمر 5 سنوات إلى المستشفى بعد غارة إسرائيلية في دير البلح خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، لا يزال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، يواصل محادثاته الثنائية بشأن غزة والتأكيد على الجهود التي تبذلها القاهرة لاستئناف اتفاق الهدنة، وذلك بحسب ما كشفته لقاءات مع وزير الدولة الإماراتي خليفة المرر، ووزير خارجية تونس محمد النطفي، على هامش القمة العربية التي تنطلق، السبت، وفق بيانين منفصلين لـ«الخارجية المصرية».

ويعتقد حسن أن المحادثات المباشرة ستكون مكايدة من الحركة لنتنياهو، وستتحرك بخطى أسرع مع واشنطن التي ينتظر منها أن تضغط أكثر على إسرائيل، متوقعاً أن يواصل الوسطاء، ولا سيما مصر، دعم مسار المحادثات ودفعه ومواجهة أي تعطيل أو تصعيد أو صعوبات يفرضها نتنياهو، مع رهان أكبر على ضغط أميركي جاد على إسرائيل.

فيما يرى الرقب أن المحادثات المباشرة بين «حماس»، وواشنطن، ستقدم الحركة مجدداً كحالة سياسية يمكن التعامل معها في المستقبل، كما ستعزز فرص أن يدفع ترمب مجدداً لاتفاق هدنة تحت ضغوط، وإن كان الأقرب حالياً إدخال مساعدات للقطاع، وليس إنهاء الحرب. ويعتقد أن القاهرة ستواصل لعب أدوارها المفصلية في إحياء فرص التوصل مجدداً لهدنة بالتواصل مع قطر والولايات المتحدة، على أمل أن تسهم الضغوط الأميركية في بلورة حلّ نهائي.