«مش هدفع»... حوار السيسي مع ماكرون في «المترو» يُثير تفاعلاً واسعاً

الرئيس المصري يطالب بخفض تكلفة المشروعات الفرنسية في بلاده

حوار طريف.. السيسي لماكرون «مش هدفع!»
0 seconds of 1 minute, 7 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:07
01:07
 
TT
20

«مش هدفع»... حوار السيسي مع ماكرون في «المترو» يُثير تفاعلاً واسعاً

حديث ودّي بين السيسي وماكرون داخل مترو الأنفاق (الرئاسة المصرية)
حديث ودّي بين السيسي وماكرون داخل مترو الأنفاق (الرئاسة المصرية)

أثار حوار ثنائي مغلف بروح الدعابة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، داخل عربة في قطار مترو الأنفاق، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

وجاء مقطع الفيديو أثناء جولة للرئيسين في مترو القاهرة، مساء الاثنين، ضمن الزيارة التي يقوم بها ماكرون إلى مصر.

وظهر السيسي وهو يجلس إلى جانب ماكرون في إحدى عربات المترو وهما «يتفاوضان» حول تكلفة أحد المشروعات الجديدة المشتركة بين الجانبين في قطاع النقل التي ستتم بتمويل فرنسي، بينما يردد الرئيس المصري: «مفيش فايدة... مش هدفع... أنا عايز أخفضه 10 في المائة».

وفيما أحاط مسؤولون فرنسيون ومصريون بالرئيسين، أضاف السيسي: «إحنا عاوزين مصنع زي اللي موجود في فرنسا أو إيطاليا... وأنا هفتتحه والرئيس ماكرون»، متابعاً: «إحنا كل التأخيرات ما عملناش غرامات خالص، إحنا أصدقاء».

ويظهر ماكرون في المقطع نفسه، وهو يقول للسيسي ممازحاً إياه: «لحسن الحظ أنك عسكري سيادة الرئيس، ولست تاجراً»، وسط ضحكات متبادلة بين الزعيمين.

ماكرون يعبر بوابات المترو الإلكترونية بكارت «المحفظة الذكي» (الرئاسة المصرية)
ماكرون يعبر بوابات المترو الإلكترونية بكارت «المحفظة الذكي» (الرئاسة المصرية)

واصطحب السيسي ضيفه في جولة تفقدية، الاثنين، داخل محطات الخط الثالث لمترو الأنفاق، الذي تديره إحدى الشركات الفرنسية؛ حيث استقل الرئيسان المترو في رحلة ضمت 5 محطات هي: «عدلي منصور، والهايكستب، وعمر بن الخطاب، وقباء، وهشام بركات»، دون التوقف أو النزول في أي محطة من هذه المحطات سوى محطة عدلي منصور المركزية التبادلية لوسائل النقل الجماعي.

وتفاعل رواد منصة «إكس» وموقع «فيسبوك» مع مقطع الفيديو بشكل واسع، وتم تداوله ومشاركته بين مئات الحسابات.

ونشر البرلماني والإعلامي المصري، مصطفى بكري، مقطع الفيديو، معلقاً: «نقاش وتفاوض بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي داخل الخط الثالث لمترو الأنفاق».

وقام الإعلامي المصري أحمد موسى بنشر الفيديو، مُبرزاً عبارة الرئيس السيسي «مفيش فايدة... مش هدفع».

وكذلك أشار المدّون والإعلامي المصري، لؤي الخطيب، إلى أن الرئيس السيسي خلال دقيقة واحدة تفاوض على ملايين.

وأثنى كثير من رواد السوشيال ميديا على طريقة تفاوض السيسي، وقيامه بــ«الفِصال»، الذي استسلم له ماكرون.

في حين وصف البعض حديث السيسي بأنه طريقة تفاوض عالمية، ويجب التعلُّم منه «فن التفاوض» وإبرام الصفقات للحصول على أعلى مكاسب.

وأشار عدد من المستخدمين إلى أن السيسي «ابن بلد»، و«مصري أصيل»، و«صاحب كاريزما».

كما عبَّر آخرون عن سعادتهم بما يثبته المقطع من صدق الرئيس ونزاهته وإخلاصه للوطن، لكونه يتحدث من أعماق قلبه، وأنه يقوم بالفصال لتوفير الأموال لمصر.

من ناحية أخرى، علَّق ماكرون على الجولة في تغريدة عبر «إكس»، قائلاً: «منذ عام 1984 تعمل فرنسا جنباً إلى جنب مع مصر لبناء شبكة مترو الأنفاق الخاصة بها». وأضاف: «يستخدم ملايين المسافرين يومياً الخطين 1 و3، وقريباً القطار المعلق إلى العاصمة الجديدة».

واختتم منشوره بالقول إنه «تم اختبار الخط 3 واعتماده... فخر مشترك».

وأرفق ماكرون المنشور بمقطع فيديو من الجولة، يظهر فيه أيضاً احتفاظه بـ«كارت المحفظة الذكي» (تذكرة المرور من بوابات المترو الإلكترونية)، أهدته إياه الشركة القومية لتشغيل مترو الأنفاق حاملاً صورته.

وهو ما أثار تفاعلاً أيضاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أصبح «الكارت الذكي» حديثهم، خصوصاً بما يحتوي عليه من رموز للحضارة المصرية القديمة.

كما أثار «الكارت» تندر عدد من المصريين، عادّين أن الرئيس الفرنسي محظوظ بهذه الهدية التي ستتيح له ركوب «المترو» مجاناً في أي وقت.


مقالات ذات صلة

مصر تراجع مشروعاتها المائية لتوفير الاحتياجات المطلوبة

الاقتصاد مصر تواجه تحديات مائية (وزارة الري المصرية)

مصر تراجع مشروعاتها المائية لتوفير الاحتياجات المطلوبة

تواصل مصر جهود مجابهة التحديات المائية عبر مراجعة مشروعات قطاع المياه لتوفير الاحتياجات المطلوبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول خلال استقبال رئيس مؤسسة البترول الوطنية الكورية (مجلس الوزراء المصري)

مصر لتعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية في مجال الغاز الطبيعي

تُعزز مصر تعاونها مع كوريا الجنوبية في مجال الغاز الطبيعي، وذلك عبر شراكات وبرامج تدريبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)

صلاح المليجي يُعبِّر بـ«الهدم والصمت» عن حنينه إلى السويس

تتعدّد التجارب الفنّية التي تتناولها أعمال المصري صلاح المليجي الـ40 في المعرض؛ مما دفعه إلى عدم اختيار عنوان له، لكن رغم ذلك تدور حول فكرتين، هما الهدم والصمت.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
شمال افريقيا صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

دعت اللجنة المشرفة على الانتخابات أعضاء النقابة للتصويت، الجمعة، بعد تأجيل الانتخابات 4 مرات، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)

الحكم في قضية «طفل دمنهور» يثير تفاعلاً متصاعداً بمصر

أثار الحكم في القضية المعروفة إعلامياً في مصر بـ«طفل دمنهور» تفاعلاً متصاعداً، الخميس، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) ضد المتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تباين ليبي بشأن قرار الدبيبة إغلاق 25 سفارة ومراجعة «عقود نفطية»

الدبيبة أمر بتقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين بنسبة 20 % بقصد تخفيض الإنفاق (الوحدة)
الدبيبة أمر بتقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين بنسبة 20 % بقصد تخفيض الإنفاق (الوحدة)
TT
20

تباين ليبي بشأن قرار الدبيبة إغلاق 25 سفارة ومراجعة «عقود نفطية»

الدبيبة أمر بتقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين بنسبة 20 % بقصد تخفيض الإنفاق (الوحدة)
الدبيبة أمر بتقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين بنسبة 20 % بقصد تخفيض الإنفاق (الوحدة)

تباينت ردود الفعل في ليبيا إزاء القرارات التي أصدرها عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، التي وُصفت بأنها «تقشفية»، ومن أبرزها إغلاق 25 سفارة في الخارج، وتقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين بنسبة 20 في المائة، إلى جانب مراجعة بعض «العقود النفطية». وقد لاقت هذه الإجراءات ترحيباً من بعض السياسيين الذين عدَّوها «خطوة في اتجاه الإصلاح»، في حين رأى آخرون أنها «محاولة لامتصاص غضب الشارع، بهدف البقاء في السلطة».

وكان الدبيبة قد قرر حزمة من الإجراءات العاجلة، من بينها تشكيل لجنة مشتركة من ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية لمراجعة عقود قطاع النفط، التي أبرمت في السنوات الأخيرة، وإحالة أي مخالفات بها لمكتب النائب العام، علاوة على تقليص عدد السفارات.

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)
الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

ويرى عضو مجلس النواب الليبي، علي الصول، أن قرارات الدبيبة تستهدف «لفت نظر الرأي العام، سواء المحلي أو الدولي، لأداء حكومته»، ويعتقد أن رئيس حكومة «الوحدة»، وحليفه المجلس الرئاسي «يدركان أن محطة مغادرتهما المشهد السياسي باتت قريبة جداً؛ لذا يسعيان للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، من خلال إصدار قرارات اللحظة الأخيرة».

في مقابل ذلك، ورغم إقراره بأن حكومة «الوحدة» ورئيسها كان لديهما كثير من الوقت لاتخاذ مثل هذه الإجراءات «التقشفية»، رحَّب عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، بهذه القرارات التي اتخذها الدبيبة. واستند معزب في موقفه إلى المقولة الشهيرة «أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي»، وقال إن أغلب الخطوات التي أعلن عنها، سواء مراجعة ملف الأدوية، أو عقود النفط أو إغلاق عدد من السفارات، طالبت بها من قِبل نخب سياسية، وخبراء الاقتصاد والشارع الليبي.

ويرى معزب أن جميع الأجسام والسلطات الموجودة بالمشهد الليبي «تستشعر أن هناك تغييراً قادماً، ولا ترغب في استبعادها؛ لذا تعمل على تحقيق بعض الإنجازات ليتم دمجها في السلطة القادمة أو إطالة فترة وجودها في السلطة».

ومن بين المشيدين بقرارات الدبيبة، الصحافي الليبي محمود الشركسي، الذي عدَّها في إدراج له بصفحته على موقع «فيسبوك»، «موفقة وبداية للإصلاح».

في المقابل، يرى المحلل السياسي الليبي، محمد محفوظ، أن قرارات الدبيبة مجرد «محاولة لتهدئة الانتقادات الحادة التي توجه لحكومته، من قبل النخب السياسية وخبراء الاقتصاد، بشأن توسع الإنفاق العام للحكومتين».

ويرى محفوظ أن الدبيبة «لم يجد أمامه سوى القيام بتلك الإجراءات لإثبات أن حكومته تسعى للتصحيح، وتقليص الإنفاق، وكبح استنزاف العملة الأجنبية عبر خفض عدد السفارات والعاملين بها، وإيقاف البعثات التعليمية».

واجهة البنك المركزي في طرابلس (رويترز)
واجهة البنك المركزي في طرابلس (رويترز)

وكان المصرف المركزي قد حمَّل حكومتَي ليبيا مسؤولية تدهور قيمة الدينار؛ بسبب إنفاقهما الذي تجاوز 224 مليار دينار خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن حكومة الدبيبة أنفقت 123 ملياراً، في حين أنفقت نظيرتها في شرق ليبيا المكلفة من البرلمان، برئاسة حماد، نحو 59 ملياراً. (الدولار يساوي 5.45 دينار في السوق الرسمية).

ولليبيا أكثر من 130 سفارة، ووفقاً لتقرير ديوان المحاسبة، فقد جرى عام 2023 صرف مليار و525 مليوناً و173 ألفاً و256 ديناراً رواتب لنحو 3478 عاملاً بالسفارات والقنصليات والبعثات الليبية في الخارج، من دبلوماسيين وعمالة محلية.

ويرى وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة المؤقتة، حسن الصغير، ورغم تأكيده أنه يتطلع مثل كل الليبيين لخفض الإنفاق العام، وتقليص عدد العاملين بالخارج، أن «قرار فتح أو غلق سفارة يخضع للدولة وليس للحكومات»، مشيراً إلى «ضرورة مشاركة سلطات الدولة كافة في هذا القرار، كونه يتعلق بمصالح متبادلة بينها».

أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار» (الاستقرار)
أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار» (الاستقرار)

ويعتقد الصغير أن الدبيبة يستهدف «تقديم نفسه بصفته شخصاً مسؤولاً أمام البعثة الأممية، على أمل تكليفه بحكومة جديدة، تجمع قيادات من شرق ليبيا وغربها».

وعلى منصات التواصل وجد الدبيبة مهاجمين ومدافعين عن قراره؛ حيث انتقد البعض قراره بإيقاف البعثات التعليمية، التي أشار الدبيبة لإنفاق نصف مليار دينار عليها، وأنه بصدد توجيه تلك المبالغ لتطوير التعليم بالداخل، مشيرين إلى أن الإيفاد بالأساس متوقف منذ سنوات، باستثناء أبناء كبار المسؤولين بحكومته والمقربين منهم، فيما عدَّ البعض قراراته موفقة.