البرهان من داخل القصر الرئاسي: الخرطوم حرة

مستشار «حميدتي» لـ «الشرق الأوسط» : لن نتخلى عن العاصمة وسنعود إليها

الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد اعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة/إكس)
الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد اعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة/إكس)
TT
20

البرهان من داخل القصر الرئاسي: الخرطوم حرة

الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد اعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة/إكس)
الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد اعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة/إكس)

باتت العاصمة السودانية الخرطوم في عهدة الجيش، بعد نحو عامين من سيطرة قوات «الدعم السريع». وأعلن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس (الأربعاء)، من داخل القصر الجمهوري أن «الخرطوم حرة الآن، والأمر انتهى»، فيما شوهدت أرتال من مشاة قوات «الدعم السريع»، وهي تتجه خارج العاصمة عبر جسر جبل أولياء في اتجاه ولاية النيل الأبيض. وحط البرهان بطائرته الخاصة داخل مطار الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع «قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.

وجاء هذا الانتصار الكبير، تحت ضغط من عناصر الجيش السوداني، الذي أحرز تقدماً ميدانياً متواصلاً طوال الأسابيع الأخيرة، فيما تواصل «قوات الدعم السريع» التراجع بالانسحاب من الخرطوم، من دون خوض قتال يذكر، عدا مناوشات محدودة.

بدوره، قال عز الدين الصافي، مستشار قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي» في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن قرار الانسحاب اتخذته القيادة وفق تقديرات عسكرية محددة، وتم تنفيذه قبل أيام، مؤكداً أن قوات «الدعم» لن تتخلى عن الخرطوم، وستعود إليها في أقرب وقت ممكن.


مقالات ذات صلة

«مُسيَّرات» تستهدف محطات كهرباء في مدينتين بشمال السودان

شمال افريقيا سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات ليل الثلاثاء - الأربعاء (وكالة السودان للأنباء/سونا)

«مُسيَّرات» تستهدف محطات كهرباء في مدينتين بشمال السودان

تعرضت مدينتا مروي والدبة في شمال السودان لسلسلة من الهجمات بالمسيَّرات ليل الثلاثاء - الأربعاء، في واحدة من كبرى الهجمات، التي استهدفت مقرات عسكرية وشبكة كهرباء

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (أ.ب)

لندن تستضيف مؤتمراً دولياً لبحث وقف الحرب في السودان

تشهد العاصمة البريطانية لندن يوم الثلاثاء المقبل انعقاد مؤتمر دولي رفيع المستوى لبحث سبل إنهاء الأزمة السودانية، بمشاركة وزراء خارجية نحو 20 دولة ومنظمة دولية

شمال افريقيا جندي يقف بجوار مركبة قتالية مدمرة بينما يستعيد الجيش السوداني الأراضي (رويترز) play-circle

المبعوث البريطاني يدعو القادة السودانيين لإعادة بناء المجتمع والنظام السياسي

دعا المبعوث البريطاني إلى السودان، ريتشارد كراودر، زعماء البلاد، اليوم الأربعاء، إلى إعادة بناء المجتمع والنظام السياسي لمنع الانزلاق إلى الحرب مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا البرهان مستقبلاً رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد (مجلس السيادة / «إكس») play-circle 00:33

مصر والسودان لترقية التعاون المشترك

تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، رسالة شفوية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل ترقية التعاون المشترك.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف بينما يستعيد الجيش السوداني السيطرة على الأراضي في الخرطوم (رويترز)

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان العمل المشترك لإنهاء الحرب السودانية

التقى رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد اليوم، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال زيارة إلى بورتسودان، حيث بحثا العمل المشترك لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«هدنة غزة»... مؤشرات تتزايد بشأن «اتفاق قريب»

صبي فلسطيني يجلس على أنقاض مبنى في موقع غارة إسرائيلية على منطقة سكنية بحي الشجاعية بغزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يجلس على أنقاض مبنى في موقع غارة إسرائيلية على منطقة سكنية بحي الشجاعية بغزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»... مؤشرات تتزايد بشأن «اتفاق قريب»

صبي فلسطيني يجلس على أنقاض مبنى في موقع غارة إسرائيلية على منطقة سكنية بحي الشجاعية بغزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يجلس على أنقاض مبنى في موقع غارة إسرائيلية على منطقة سكنية بحي الشجاعية بغزة (أ.ف.ب)

جهود مكثفة من الوسطاء نحو استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي انهار قبل 3 أسابيع، عبر تحركات واتصالات أميركية ومصرية بصورة أكبر، وسط تصعيد إسرائيلي يتسع، وحديث من «حماس» عن مساعٍ لـ«اتفاق قريب».

وبتقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن سياسة حافة الهاوية، التي ينتهجها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالتصعيد في غزة منذ انهيار الهدنة في 18 مارس (آذار) الماضي، قد تصطدم بالتحرك نحو مفاوضات جديدة تقود لاتفاق قريب بناء على مؤشرات عديدة خلال الأيام الأخيرة.

وأكّد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» حسام بدران، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، «استمرار الاتصالات والمتابعات مع الوسطاء من أجل وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة»، مضيفاً: «نحن على تواصل وتشاور وتنسيق دائم مع الفصائل الفلسطينية الرئيسية لتوحيد المواقف حول مجمل الأمور، والجميع يدرك أن نتنياهو وحكومته هم من يعطلون أي اتفاق، خصوصاً بعد خرقهم الواضح لاتفاق 17 يناير (كانون الثاني) الماضي»، نافياً وجود وفد للحركة في القاهرة حالياً.

وفيما أفادت مصادر بحركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنى تصريحاته خلال لقائه نتنياهو، في واشنطن، الاثنين، على «مواقف إيجابية خلال الأيام الأخيرة». وأشارت إلى أن «واشنطن عادت لتكثيف نشاطاتها بالملف، لمحاولة تحقيق اتفاق قريباً».

وخرج ترمب، في لقاء مع نتنياهو، الاثنين، متحدثاً عن أن العمل جارٍ لتحرير الرهائن، وتمنى أن «تتوقف الحرب قريباً»، فيما قال رئيس وزراء إسرائيل: «نحن نعمل حالياً على اتفاق آخر، نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن».

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين تعرضت في وقت سابق لضربة إسرائيلية في النصيرات (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين تعرضت في وقت سابق لضربة إسرائيلية في النصيرات (رويترز)

وعلى مدار شهر مارس الماضي، تعثرت 3 مقترحات للتهدئة، أولها أميركي قدّمه مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في 13 من الشهر ذاته، لم تقبله «حماس»، وتلاه مقترح مصري، واختتم الشهر بثالث إسرائيلي، من دون أن تفلح الجهود في التوافق على أعداد المطلق سراحهم من الرهائن، ما أدّى إلى تعثر المفاوضات التي تحاول وقف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير الماضي، قبل أن تعلن «هيئة البثّ الإسرائيلية»، الجمعة، عن مقترح مصري جديد.

وبحسب تقديرات عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن هناك مؤشرات تتصاعد نحو إعادة تثبيت الهدنة قريباً، منها حديث ترمب ونتنياهو بالبيت الأبيض، ورغبة «حماس» في إتمام ذلك لإدخال المساعدات الإغاثية للقطاع في أسرع وقت وجهود متواصلة من القاهرة والوسطاء، مشيراً إلى أن هناك إيقاعاً أميركياً مختلفاً هذه المرة، ويبدو أنه «سيكبح سياسة حافة الهاوية الإسرائيلية بضغوط جديدة قبل زيارة ترمب إلى المنطقة».

السفير الفلسطيني الأسبق لدى مصر، بركات الفرا، أضاف مؤشراً إضافياً متعلقاً بالضغوط والخلافات التي يواجهها نتنياهو في داخل إسرائيل، والتي قد تجعله يقبل بهدنة مؤقتة للهروب منها وتهدئة الرأي العام، موضحاً: «لكن هذا يتوقف على ضغط أميركي، خاصة أن طريقة استضافة ترمب لنتنياهو تعبر عن جفاء، وبالتالي قد نرى ضغطاً منه نحو اتفاق قريب للتهدئة بغزة».

ورغم تلك المؤشرات التي تتصاعد، فإنه لا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل ميدانياً التصعيد في غزة. وأعلن، الأربعاء، أنه يواصل العملية البرية في قطاع غزة، وقالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت «قيادياً بارزاً في حركة حماس» من دون ذكر اسمه.

نساء وأطفال نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم من جنوب القطاع إلى الجزء الشمالي في وقت سابق (أ.ف.ب)
نساء وأطفال نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم من جنوب القطاع إلى الجزء الشمالي في وقت سابق (أ.ف.ب)

وتصعّد تل أبيب من هجماتها منذ استئناف الحرب على غزة، في 18 مارس الماضي، وأسفرت الغارات منذ ذلك الوقت عن مقتل 1482 شخصاً وإصابة 3688 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

ووسط ذلك التصعيد العسكري الإسرائيلي، بحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع ستيف ويتكوف، الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان بدء المرحلة الثانية، وتحقيق الهدوء وخفض التصعيد، مشيراً إلى «أهمية تضافر الجهود في سبيل خفض التصعيد في المنطقة، وتجنب توسيع رقعة الصراع بالنظر للعواقب الوخيمة على شعوب المنطقة»، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية»، الأربعاء.

ويرجح أنور أن تكون زيادة وتيرة التصعيد في غزة من جانب إسرائيل بداية للذهاب لمفاوضات واتفاق كعادتها في كل مرة منذ الحرب، تصعد بطريقة كبيرة للغاية، قبل كل تفاوض أو تهدئة، مشيراً إلى أن الدور المصري مهم للغاية، سواء بتحركاته أو اتصالاته أو مقترحاته، وسيكون أحد أسباب إبرام اتفاق قريب حال ضغطت واشنطن بقوة على نتنياهو لوقف سياسة حافة الهاوية التي يتبعها بالحرب.

ولا يستبعد الفرا أن يكون هناك حلّ قريب، تتوصل فيه أطراف الحرب مع الوسطاء لتهدئة مؤقتة، في ظل مشكلات نتنياهو الداخلية وضغوط واشنطن والحراك المصري المتصاعد الساعي بقوة للعودة لاتفاق الهدنة.