البرلمان المصري يقرّ تشكيل مجلس التنسيق الأعلى مع السعودية

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT
20

البرلمان المصري يقرّ تشكيل مجلس التنسيق الأعلى مع السعودية

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، الاثنين، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري، الذي يستهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق استراتيجية غير مسبوقة.

وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد السعودي.

ونهاية العام الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل المجلس، الذي يهدف إلى «تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين السعودية ومصر في مختلف المجالات التي تهم الجانبين»، وفق الإعلان الرسمي.

وجاءت موافقة مجلس النواب المصري، الاثنين، بعد استعراض النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشؤون العربية ومكتبي لجنتي الشؤون الاقتصادية، والدفاع والأمن القومي، على قرار رئيس الجمهورية رقم (55) لسنة 2025 والخاص بمحضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري.

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة (أرشيفية - الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة (أرشيفية - الخارجية المصرية)

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المشتركة».

ويعد أمينا الجانبين محضراً مشتركاً يتضمن حوكمة لأعمال المجلس ولجانه ومهماتها وآليات التنسيق والتواصل بما يكفل تحقيق الغايات المنشودة من تشكيل المجلس، وتعتمد الحوكمة بموافقة رئيسي الجانبين.

وقال النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن المجلس الجديد يستهدف تحقيق أهداف استراتيجية عدة، من بينها تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف: «يعمل كذلك على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتذليل العقبات أمام تدفق الاستثمارات السعودية إلى مصر، وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على إقامة مشاريع مشتركة»، كما يستهدف تبادل الخبرات والمعلومات في المجالات الأمنية والعسكرية، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وأكد أباظة أن المجلس يعمل على تطوير التعاون في مجالات التعليم والصحة والزراعة والبيئة والثقافة والصناعة والتقنية والاتصالات والنقل والتعاون الرقمي والبنى التحتية والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية.


مقالات ذات صلة

مصر إلى تمييز مبانيها بـ«رقم قومي»

شمال افريقيا مباني مصر القديمة والحديثة ستخضع لرقم قومي موحد (الشرق الأوسط)

مصر إلى تمييز مبانيها بـ«رقم قومي»

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان) الثلاثاء الماضي قانوناً جديداً ينص على إصدار «رقم قومي موحد» للعقارات.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا الاجتماع الأسبوعي لرئيس مجلس الوزراء المصري يوم الثلاثاء (مجلس الوزراء)

حوار مجتمعي في مصر حول «الإيجار القديم»

بدأت الحكومة المصرية تحريك ملف «الإيجار القديم»، والذي يهم ملايين المصريين، وذلك بتقديم مشروعي قانونين لمجلس النواب في محاولة لحسم الجدل القانوني بشأن القضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قياديو الحركة المدنية الديمقراطية يبحثون المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة داخل مقر حزب «المحافظين» (الحركة المدنية الديمقراطية)

​«المعارضة المصرية» تجدد رفضها لنظام الانتخابات البرلمانية قبل أشهر من الاستحقاق

جدّدت قوى «المعارضة المصرية» الرئيسة رفضها لنظام الانتخابات البرلمانية الحالي قبل أشهر من بدء الاستحقاق الانتخابي

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي مقر مجلس النواب المصري الجديد بالعاصمة الإدارية (وزارة الشؤون النيابية والقانونية)

مصر: ترجيحات بعدم تعديل نظام الانتخابات البرلمانية خشية «مخالفة الدستور»

مع اقتراب انتخابات البرلمان المصري، بغرفتيه «الشيوخ والنواب»، تزداد ترجيحات استمرار النظام الانتخابي الحالي، الذي يجمع بين النظامين «الفردي» و«القائمة المغلقة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والقانونية)

مصر: مطالبات تعديل نظام الانتخابات البرلمانية تصطدم بـ«ضيق الوقت»

رغم توافق عدد من القوى السياسية المصرية على ضرورة إدخال تعديلات على قوانين الانتخابات البرلمانية، وصيغة النظام الانتخابي، فإن تلك المطالب «تصطدم بضيق الوقت».

أحمد إمبابي (القاهرة)

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)
صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)
TT
20

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)
صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

يتنافس 8 صحافيين مصريين على منصب نقيب الصحافة، الجمعة، في انتخابات التجديد النصفي لبعض مقاعد مجلس النقابة، ومقعد النقيب، وسط منافسة محتدمة بين المرشحين، ووعود بإصلاحات مالية واجتماعية للصحافيين.

ودعت اللجنة المشرفة على الانتخابات أعضاء النقابة إلى التصويت، الجمعة، بعد تأجيل الانتخابات 4 مرات، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، وذلك بحضور 25 في المائة على الأقل من إجمالي مَن يحق لهم التصويت، وعددهم 10 آلاف و224 صحافياً، بينهم 187 صحافياً بفرع النقابة في محافظة الإسكندرية (شمال مصر).

وبدأت النقابة دعوة أعضائها للتصويت في الانتخابات، بدايةً من 7 مارس (آذار) الماضي، في حين كان الإرجاء الأخير للاقتراع يوم 18 أبريل (نيسان) الماضي.

وينافس في الانتخابات 51 مرشحاً، بينهم 8 على مقعد النقيب؛ حيث تتركز المنافسة بين النقيب الحالي خالد البلشي، والنقيب الأسبق عبد المحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، في حين ينافس 43 مرشحاً على عضوية المجلس، ينتمون إلى مؤسسات صحافية مختلفة، ما بين قومية وحزبية ومستقلة. وتُجرى انتخابات «نقابة الصحفيين» المصرية، كل عامين، لاختيار اسم النقيب، و6 من أعضاء المجلس، يشغلون مقاعدهم لمدة 4 سنوات، وفق قانون النقابة.

وسيُجرى التصويت والفرز بإشراف قضائي كامل، داخل 23 لجنة انتخابية، وفق اللجنة المشرفة على الانتخابات. وتحتدم المنافسة على مقعد النقيب بين عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» الحكومية الأسبق، وخالد البلشي، المحسوب على تيار اليسار المعارض، لا سيما مع تقديم كلا المرشحين وعوداً بتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحافيين.

مرشحون بانتخابات الصحافيين المصرية أثناء انعقاد الجمعية العمومية 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)
مرشحون بانتخابات الصحافيين المصرية أثناء انعقاد الجمعية العمومية 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

وتعهّد سلامة، الذي سبق أن تم انتخابه نقيباً للصحافيين في مارس (آذار) 2017 لمدة عامين، برفع قيمة «بدل الصحافيين»، الذي تمنحه الحكومة بـ«نسب غير مسبوقة»، كما أعلن عن توفير وحدات سكنية في عدد من المدن الجديدة، وتخصيص نحو 20 ألف فدان أراضي زراعية، يمكن لأعضاء النقابة استثمارها والاستفادة منها بتسهيلات.

والتقى سلامة، وزير المالية المصري، أحمد كجوك، الأربعاء، وقال إنه بحث معه «سُبل تنمية موارد (نقابة الصحفيين)، بشكل مستدام، والعمل على رفع مستوى معيشة أعضائها، من خلال توفير حزمة اقتصادية متكاملة».

في المقابل، دعا البلشي إلى «فصل زيادة قيمة (بدل الصحافيين) عن انتخابات النقابة، منعاً لاستغلاله لصالح مرشح بعينه»، وتعهّد في مؤتمر صحافي للإعلان عن برنامجه الأسبوع الماضي، بـ«التفرغ للعمل النقابي»، وأشار إلى «بدء العمل في إقامة مشروع مدينة سكنية للصحافيين».

جانب من التسجيل في الجمعية العمومية للنقابة يوم 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)
جانب من التسجيل في الجمعية العمومية للنقابة يوم 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

وقال نقيب الصحافيين المصريين الأسبق، يحيى قلاش لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتخابات الحالية تشهد حالة استقطاب، وحِدّة في الخطاب المُستخدم، الذي يبعد عن ملفات النقابة الرئيسية، وأهمها قضايا الحريات».

ودعا قلاش إلى «ضرورة الحفاظ على وحدة الجمعية العمومية للنقابة، وعدم تقسيمها أو تصنيفها، حسب اتجاهات سياسية أو نقابية». وحذّر من «ربط الخدمات المعلنة من المرشحين بالانتخابات»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن فصل (نقابة الصحفيين) عن الشأن العام؛ حيث هناك قضايا يجب أن تنخرط بها، مثل الدفاع عن القضية الفلسطينية».

في المقابل، أكّد رئيس تحرير «مجلة السياسة الدولية» الصادرة عن مؤسسة «الأهرام» الحكومية، أحمد ناجي قمحة، لـ«الشرق الأوسط» أن «انتخابات النقابة تأتي عند مفترق طرق لأعضائها، ما يفرض اختيار مرشحين يمتلكون القدرة على مواجهة تحديات مهنة الصحافة، وتطوير مهارات العمل الصحافي، بعيداً عن تسييس العمل النقابي».

ووفق رئيس تحرير صحيفة «الشروق» المصرية الخاصة، عماد الدين حسين، تركز برامج المرشحين في انتخابات الصحافيين على «توفير خدمات متنوعة لأعضاء النقابة بسبب الأعباء الاقتصادية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الظواهر اللافتة في الانتخابات تطور المنافسة بين المرشحين إلى استهداف شخصي، وليس خلافاً على أفكار وبرامج». وانتقد عدم تركيز برامج المرشحين على «جوانب إنقاذ مهنة الصحافة من التحديات التي تواجهها».