​«الوحدة» الليبية تتجاهل اشتباكات ميليشياتها جنوب طرابلس

«الأعلى للدولة» يتهم البرلمان بمخالفة «الاتفاق السياسي»

رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)
رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)
TT
20

​«الوحدة» الليبية تتجاهل اشتباكات ميليشياتها جنوب طرابلس

رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)
رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)

التزمت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، الصمت حيال اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات مسلحة تابعة لها شمال غربي البلاد، بينما اتهم المجلس الأعلى للدولة، مجلس النواب مجدداً، بمحاولة الانفراد بالقرار، ومخالفة الاتفاق السياسي والإطار الدستوري.

صورة أرشيفية لمجلس الدولة برئاسة تكالة (مجلس الدولة)
صورة أرشيفية لمجلس الدولة برئاسة تكالة (مجلس الدولة)

وانتقدت لجنة متابعة الأجهزة الرقابية بالمجلس الأعلى للدولة، اجتماع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، مع خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة، وأكدت في بيان الأحد «رفضها القاطع» لمحاولات تعيين وكيل لديوان المحاسبة خارج إطار التوافق السياسي والقوانين النافذة، مشددة على أن الديوان مؤسسة سيادية موحدة لا يجوز تقسيمها أو العبث بتوازنها الإداري.

كما انتقدت اللجنة ما وصفته بتدخلات رئاسة مجلس النواب في شؤون الديوان، عادّةً أن هذه الخطوات تعكس مناكفات سياسية تعرقل عمل المؤسسات الرقابية بدلاً من دعمها في أداء دورها في مكافحة الفساد وحماية المال العام، ودعت في المقابل إلى تجنيب الأجهزة الرقابية أي استقطابات سياسية، وحذرت من أن استمرار الصراعات حول التعيينات سيؤدي إلى إضعاف مؤسسات الدولة، وتقويض جهود الإصلاح والشفافية.

وكان رئيس مجلس النواب، قد أعلن أنه بحث مساء السبت مع رئيس ديوان المحاسبة، آليات عمله والتحديات التي تواجهه وسبل تذليلها، بما يسهم في الارتقاء بالأداء الرقابي وكفاءة إدارة المال العام، لافتاً إلى مناقشة أهمية التقارير الرسمية الصادرة عن الديوان ودورها في تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة، إلى جانب بحث سبل تطوير العمل الرقابي بما يتماشى مع أعلى المعايير المهنية، وبما يخدم الصالح العام، ويضمن تعزيز النزاهة المالية في موارد الدولة.

في غضون ذلك، رصدت وسائل إعلام محلية، وجود ما وصفته بحالة من التوتر الأمني في مدينة غريان، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس، على خلفية اشتباكات وقعت في ساعة متأخرة من مساء السبت بين عناصر من اللواء «555» واللواء «444» التابعين لحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مشيرة إلى جهود وساطة للتهدئة.

ولم تعلق حكومة «الوحدة الوطنية» أو وزارة داخليتها على هذه التطورات التي تعكس استمرار الخلافات غير المعلنة بين أجهزتها الأمنية.

من جانبه، أعلن مكتب النائب العام في ساعة مبكرة من صباح الأحد، توقيف متهم بارتكاب 17 جريمة قتل خلال فترة سيطرة إحدى الجماعات المسلحة على مدينة ترهونة قبل عام 2020.

ووفقاً لبيان أصدره المكتب، فقد قرر وكيل النيابة، المكلّف من لجنة تحقيق انتهاكات ترهونة، بعد مواجهة المتهم بالاتهامات المنسوبة إليه، التي تشمل جرائم قتل والاحتجاز غير القانوني لسكان المدينة، إيداعه الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق.

وفي شأن آخر، أعلنت مصادر ليبية وتونسية، إطلاق سراح المجموعة الأولى، من معتقلين تونسيين لدى السلطات الليبية، في إطار إزالة التوتر العالق بين البلدين في معبر «رأس جدير» البري على الحدود المشتركة.

وأكدت مصادر تونسية وفقاً لوسائل إعلام ليبية، الإفراج عن 17 تونسياً كانوا موقوفين في ليبيا، بعد وقفة احتجاجية نظمها أهالي ولاية بنقردان التونسية، للمطالبة بالإفراج عن 32 تونسياً معتقلاً من الولاية لدى السلطات الليبية.

وأكد مصطفى عبد الكبير رئيس «المرصد التونسي لحقوق الإنسان»، أن عملية الإفراج عن الموقوفين ستنتهي بداية هذا الأسبوع، مع رفع الحجز على سياراتهم.

دوريات أمنية ليبية على الحدود مع تونس (إدارة إنفاذ القانون التابعة لحكومة الوحدة)
دوريات أمنية ليبية على الحدود مع تونس (إدارة إنفاذ القانون التابعة لحكومة الوحدة)

في المقابل، أعلنت إدارة إنفاذ القانون التابعة لحكومة «الوحدة»، والمكلفة بتأمين المنفذ الحدودي، تعزيز الدوريات المكثفة، مشيرة إلى عملها على مدار الساعة لضبط المخالفات ومكافحة أنشطة التهريب.

وتفقد مدير المنفذ عبد السلام البركي، النقاط الأمنية المكلفة بمهام التفتيش والمراقبة، حيث اطلع على سير العمل ومدى جاهزية العناصر الأمنية، مؤكداً على أهمية تكثيف الجهود لضمان الأمن والاستقرار ومكافحة أشكال التهريب والتجاوزات الأمنية كافة.

وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، تمركز دوريات أمنية على طريق الجبل بمنطقة الجويبية التي تُعدّ من المناطق الحدودية القريبة من تونس، في إطار جهود المجاهرة بالأمن وتأمين الطريق العام.

من جانبها، نفت قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية، فرار مهاجرين غير شرعيين في مدينة صرمان، وأكدت استمرار عملياتها في حصر العمالة الوافدة التي دخلت البلاد دون وثائق رسمية، مشيرة إلى أن البعض يفر عند خروج الدوريات الأمنية لضبطه.

وأوضحت «القوة» أن الأوضاع تسير وفق خطة أمنية واضحة، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن أماكن وجود المهاجرين للمساعدة في ضبطهم.​


مقالات ذات صلة

ليبيا: قتلى وجرحى في غريان... وهجوم مسلح بالعجيلات

شمال افريقيا دوريات الجيش الوطني في المنطقة الجنوبية (شعبة إعلام الجيش الوطني)

ليبيا: قتلى وجرحى في غريان... وهجوم مسلح بالعجيلات

أعلنت وسائل إعلام محلية «مقتل شخص، وإصابة 5 آخرين، بينهم 4 أطفال»، جراء إطلاق نار من مسلح، عقب صلاة عيد الفطر بمدينة غريان.

خالد محمود (القاهرة)
خاص صلاة عيد الفطر في مدينة بنغازي (رويترز)

خاص «ليبيون نازحون في ليبيا»... شعور مرير بالفقد يداهمهم خلال احتفالات العيد

لا تتوفر أرقام رسمية محلية لأعداد النازحين في عموم ليبيا نظراً للانقسام السياسي في البلاد، الذي ألقى بظلاله على معاناتهم.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا الاجتماع الأمني الموسع لنجل صدام في سبها (الجيش الوطني الليبي)

البعثة الأممية تدعو قادة ليبيا إلى تعزيز «قيم المصالحة والتسامح»

وسط دعوات أممية لتعزيز الاستقرار في ليبيا شهد الجنوب تحركاً عسكرياً مفاجئاً لصدام حفتر نجل قائد «الجيش الوطني» خليفة حفتر عقب محاولة اغتيال مسؤول أمني بارز.

خالد محمود (القاهرة )
خاص مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)

خاص بوشناف: نجاح المبادرة الأممية في ليبيا مرهون بالدعم الدولي

قال مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف إن «المجتمع الدولي الذي تدخل لدعم إسقاط النظام السابق يتوجب عليه بذل جهود لإنهاء الصراع السياسي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يدخل على خط المطالبات الدولية بوقف «الاعتقالات التعسفية»

قال رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إن «العدل هو أساس الحكم، والكرامة الإنسانية لا تتجزأ ولا تؤجل ولا تخضع لأي حسابات أو مساومات».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تعوّل على القطاع الخاص للتوسع في مشروعات النقل النهري

النقل النهري يهتم بالبواخر السياحية (وزارة النقل)
النقل النهري يهتم بالبواخر السياحية (وزارة النقل)
TT
20

مصر تعوّل على القطاع الخاص للتوسع في مشروعات النقل النهري

النقل النهري يهتم بالبواخر السياحية (وزارة النقل)
النقل النهري يهتم بالبواخر السياحية (وزارة النقل)

بالتزامن مع تطوير منظومة النقل النهري في مصر، أعلنت وزارة النقل المصرية خطة للتوسع في مشروعات النقل النهري، مع التعويل على دور القطاع الخاص في هذا الصدد.

وأعلنت وزارة النقل، في بيان، الثلاثاء، خطة شاملة لتطوير قطاع النقل النهري، للاستفادة من أطول شريان نهري في أفريقيا يمر بمصر، وهو نهر النيل بطول يصل إلى 3126 كيلومتراً بفروعه المختلفة داخل مصر. كما أعلنت الوزارة اتخاذ عدد من الإجراءات والآليات التي تكفل تحقيق انطلاقة قوية لتعظيم نقل الركاب والبضائع عبر نهر النيل.

خطة مصرية للتوسع في استثمارات النقل النهري (وزارة النقل)
خطة مصرية للتوسع في استثمارات النقل النهري (وزارة النقل)

وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق تنفيذ عدد من المحاور التنموية على النيل، من خلال شبكة طرق وليس مجرد كوبري على النيل، وتقليل المسافات بين المحاور إلى 25 كيلومتراً لخدمة المشروعات التنموية والمجتمعات العمرانية الجديدة.

وتقوم خطة وزارة النقل لتشجيع الاستثمارات الجديدة الخاصة بالنقل النهري على إنشاء شبكة من المواني النهرية؛ لاستقبال البضائع والحاويات وشحنها بالوحدات النهرية، وخدمة حركة نقل الركاب والبضائع عبر نهر النيل إلى محافظات مصر، مع تخصيص عدد من هذه المواني في أنواع محددة من البضائع، ويمكن استخدام تلك المواني التخصصية في استقبال البضائع العامة وشحنها عن طريق التعاقد وبمعاونة الهيئة العامة للنقل النهري.

وتقوم الوزارة بتطهير وتكريك وصيانة المجرى الملاحي، بهدف الوصول إلى مسار ملاحي آمن لنهر النيل، لتيسير حركة الملاحة أمام الرحلات النيلية للمراكب والبواخر السياحية، وحركة التجارة باستخدام الوحدات النهرية.

كما تتعاون الهيئة العامة للنقل النهري مع شركة متخصصة من دولة النمسا، بوصفها إحدى الدول المتقدمة في النقل النهري، لتنفيذ منظومة البنية المعلوماتية لنهر النيل، المعروفة عالمياً بـ«خدمات معلومات النهر».

التوسع في مجال النقل النهري بمصر (وزارة النقل المصرية)
التوسع في مجال النقل النهري بمصر (وزارة النقل المصرية)

وبحسب بيان لوزارة النقل فقد تمّ تنفيذ 38 كوبرياً على النيل قبل عام 2014، والتخطيط لإنشاء 35 محوراً جديداً منذ 2014 وحتى 2030، تم تنفيذ 18 محوراً منها، وجارٍ تنفيذ 17 محوراً أخرى، ليصل إجمالي ما تم تنفيذه إلى 56 محوراً، في حين المستهدف الوصول إلى 73 محوراً وكوبرياً حتى 2030.

ودعا البيان شركات القطاع الخاص العاملة في هذا المجال كافّة إلى الاستثمار في هذا القطاع، للاستفادة من مزايا النقل النهري الاقتصادية والبيئية، ومن بينها تخفيف نسبة ما تنفقه الدولة من الميزانية العامة على صيانة الطرق، بالإضافة إلى قلة التكلفة في النقل، حيث تحل الوحدة النهرية مكان ما يقارب 40 شاحنة نقل بري، فضلاً عن المحافظة على البيئة من التلوّث البصري والسمعي والهوائي الذي يسبّبه النقل البري، بخلاف تقليل نسبة الحوادث الناتجة عن النقل البري.

مع تأكيد التكامل بين النقلَيْن النهري والبري من خلال منظومة النقل متعدد الوسائط لإيصال البضائع من الباب إلى الباب، وهو من المتطلّبات الأساسية لمجتمع رجال الأعمال.

وأشارت وزارة النقل إلى المجالات التي يمكن للقطاع الخاص الاستثمار فيها، وهي إنشاء وحدات نهرية جديدة متخصصة لتطوير قدرات وأنماط النقل النهري، مثل وحدات لنقل المواد البترولية تطابق المعايير العلمية، وكذلك بناء وحدات نهرية حديثة تُسهم في نقل الحاويات والسيارات، بالإضافة إلى إنشاء موانٍ وأرصفة نهرية.