الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

«قوات الدعم السريع» شنت هجوماً بمسيّرة وقالت إن المعركة لم تنتهِ بعد

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT
20

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)

أعلن الجيش السوداني، أمس أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، بعد عامين من غيابه عنه، بسبب سيطرة «قوات الدعم السريع» عليه في الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023.

وتعد استعادة القصر أحد المكاسب الكبيرة للجيش، في الصراع الذي يهدد بتقسيم البلاد. ونشر الجيش مقاطع مصورة تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص.

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» إنها لا تزال موجودة في محيط القصر، وإنها شنت هجوماً بمسيّرة أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش داخل القصر. ومن المتوقع اندلاع قتال دامٍ في ظل سعي الجيش إلى محاصرة «قوات الدعم السريع»، التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي جنوب القصر.

وكانت «الدعم السريع» قد سيطرت سريعاً على القصر، إلى جانب الجزء الأكبر من العاصمة، بعد اندلاع الحرب، بسبب خلافات حول اندماج «قوات الدعم السريع» بالجيش.

ومُني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة، لكنه حقق مكاسب مؤخراً، واستعاد أراضي في وسط البلاد، في حين عززت «قوات الدعم السريع» سيطرتها في الغرب.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

شمال افريقيا لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

عاد الهدوء الحذر يخيم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد يوم من هجوم كبير شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة من كل المحاور، وصده الجيش.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

أكثر من 20 قتيلاً في قصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين غرب السودان

قُتل أكثر من 20 مدنياً وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا 
حرب المسيرات في السودان دمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)

السودان: «الدعم السريع» تصعّد حرب المسيّرات

تجددت هجمات المسيّرات التابعة لـ«قوات الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي، مستهدفةً عدة مواقع عسكرية وبنية تحتية في السودان، من بينها مصفاة الجيلي للبترول.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مع جنوده أثناء زيارة سابقة إلى الخرطوم (صفحة الجيش السوداني)

تصاعد استخدام المسيّرات في الحرب السودانية

تجددت هجمات الطائرات المُسيرة التابعة لـ«قوات الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي، مستهدفة عدة مواقع عسكرية وبنية تحتية في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا البرهان (وسط) لدى حضوره افتتاح مبادرة لدعم أسر الضحايا الذين قتلوا وجرحوا في الحرب في بورتسودان 26 أبريل 2025. (أ.ف.ب)

البرهان: واثقون بالنصر... وسنوقف هجمات المسيّرات

طمأن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الشعب السوداني، بشأن المسيّرات التي تطلقها «قوات الدعم السريع» على محطات الكهرباء، وقال: «لن تسمعوا بها قريباً»

وجدان طلحة (بورتسودان)

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء
لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء
TT
20

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء
لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء

أعادت «قوات الدعم السريع» في السودان، الثلاثاء، توجيه نداء إلى جميع المسلحين من عناصر الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانبه، بـ«إخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة».

وعاد الهدوء الحذر يخيم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد يوم من هجوم كبير شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة من كل المحاور، تصدى له الجيش السوداني، وسط توقعات بعمليات عسكرية وشيكة قد تندلع في أي وقت.

لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء
لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء

وقالت «الدعم السريع» في بيان نُشر على منصة «تلغرام»، إن «قواتنا ملتزمة بتأمين ممرات الخروج، وضمان سلامة كل من يستجيب بخيار إلقاء السلاح». وأضافت: «نكرر دعوتنا للخروج الآمن، ونتعهد بحسن معاملة كل من يضع السلاح، ويلتزم بخيار السلام، وفاءً للمبادئ الإنسانية والوطنية».

كما أكدت التزامها بـ«مواصلة تأمين خروج المدنيين طوعاً من مدينة الفاشر عبر المسارات الأمنة» التي فُتحت سابقاً، وتم عبرها إجلاء الآلاف من المدنيين إلى مناطق آمنة، وتوفير الحماية اللازمة لهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وقال قائد «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش السوداني، اللواء محمد أحمد الخضر، إن «قواتنا تصدت، الاثنين، لهجوم غادر شنته (ميليشيا آل دقلو الإرهابية) على الفاشر من 4 محاور، كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وأضاف: «تم القضاء على قائد الهجوم، إلى جانب أعداد كبيرة من عناصر الميليشيا».

7 ساعات

وأشار اللواء محمد أحمد الخضر إلى أن «المعركة استمرت 7 ساعات، استخدمت فيها الميليشيا الأسلحة الثقيلة والمدفعيات المختلفة، فضلاً عن السيارات المصفحة والطائرات المسيَّرة الاستراتيجية». وأكد أن «القوات في الفاشر على أتم الجاهزية لإدارة معركتها بكل صبر وحنكة».

ووفقاً لما قالته «الفرقة السادسة مشاة» للصحافة عن معارك الاثنين، تمكنت القوات المسلحة والقوات المساندة لها من صدّ هجوم شرس حشدت له (الدعم السريع) قوات كبيرة مدججة بالأسلحة المتطورة.

وأشارت إلى أن عدد القتلى والجرحى تجاوز 600 وسط «قوات الدعم السريع»، كما تم تدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية قتالية تابعة لها.

وذكر البيان أن 41 على الأقل قُتلوا، وأصيب العشرات من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف المدفعي العشوائي الذي استهدف عدداً من الأحياء السكنية في الفاشر.

حاكم دارفور

قال حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي في تدوينة على موقع «فيسبوك» إن الهجوم على الفاشر كان بقيادة، قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم حمدان دقلو، «وإنه نجا بأعجوبة من قبضة القوات النظامية».

وأضاف أن الهجوم استُخدمت فيه الآلة الحربية الكبيرة نفسها التي استُخدمت من قبل في مخيم زمزم للنازحين.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر، وتصاعد العنف والنزوح، دعت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني جميع الأطراف المنخرطة في النزاع السوداني إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

نزوح الآلاف

ووفق أحدث تقرير للمنظمة الأممية، الاثنين، أدى العنف الشديد في الفاشر ومخيم زمزم إلى مقتل المئات، ونزوح الآلاف، بينما تعاني المجتمعات المضيفة من الاكتظاظ، إذ إن هناك حاجة ماسة للمساعدات المنقذة للحياة.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، إن الوضع الإنساني في مواقع النزوح بمنطقة طويلة شمال دارفور، «حرج للغاية».

وأضاف أن حالة الطوارئ القصوى تتطلب تضافر الجهود المحلية والأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، لزيادة الدعم المالي لتوفير أدنى مقومات الحياة، من الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء.