أعادت «قوات الدعم السريع» في السودان، الثلاثاء، توجيه نداء إلى جميع المسلحين من عناصر الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانبه، بـ«إخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة».
وعاد الهدوء الحذر يخيم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد يوم من هجوم كبير شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة من كل المحاور، تصدى له الجيش السوداني، وسط توقعات بعمليات عسكرية وشيكة قد تندلع في أي وقت.
وقالت «الدعم السريع» في بيان نُشر على منصة «تلغرام»، إن «قواتنا ملتزمة بتأمين ممرات الخروج، وضمان سلامة كل من يستجيب بخيار إلقاء السلاح». وأضافت: «نكرر دعوتنا للخروج الآمن، ونتعهد بحسن معاملة كل من يضع السلاح، ويلتزم بخيار السلام، وفاءً للمبادئ الإنسانية والوطنية».
كما أكدت التزامها بـ«مواصلة تأمين خروج المدنيين طوعاً من مدينة الفاشر عبر المسارات الأمنة» التي فُتحت سابقاً، وتم عبرها إجلاء الآلاف من المدنيين إلى مناطق آمنة، وتوفير الحماية اللازمة لهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال قائد «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش السوداني، اللواء محمد أحمد الخضر، إن «قواتنا تصدت، الاثنين، لهجوم غادر شنته (ميليشيا آل دقلو الإرهابية) على الفاشر من 4 محاور، كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وأضاف: «تم القضاء على قائد الهجوم، إلى جانب أعداد كبيرة من عناصر الميليشيا».
7 ساعات
وأشار اللواء محمد أحمد الخضر إلى أن «المعركة استمرت 7 ساعات، استخدمت فيها الميليشيا الأسلحة الثقيلة والمدفعيات المختلفة، فضلاً عن السيارات المصفحة والطائرات المسيَّرة الاستراتيجية». وأكد أن «القوات في الفاشر على أتم الجاهزية لإدارة معركتها بكل صبر وحنكة».
ووفقاً لما قالته «الفرقة السادسة مشاة» للصحافة عن معارك الاثنين، تمكنت القوات المسلحة والقوات المساندة لها من صدّ هجوم شرس حشدت له (الدعم السريع) قوات كبيرة مدججة بالأسلحة المتطورة.
وأشارت إلى أن عدد القتلى والجرحى تجاوز 600 وسط «قوات الدعم السريع»، كما تم تدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية قتالية تابعة لها.
وذكر البيان أن 41 على الأقل قُتلوا، وأصيب العشرات من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف المدفعي العشوائي الذي استهدف عدداً من الأحياء السكنية في الفاشر.
حاكم دارفور
قال حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي في تدوينة على موقع «فيسبوك» إن الهجوم على الفاشر كان بقيادة، قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم حمدان دقلو، «وإنه نجا بأعجوبة من قبضة القوات النظامية».
وأضاف أن الهجوم استُخدمت فيه الآلة الحربية الكبيرة نفسها التي استُخدمت من قبل في مخيم زمزم للنازحين.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر، وتصاعد العنف والنزوح، دعت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني جميع الأطراف المنخرطة في النزاع السوداني إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
نزوح الآلاف
ووفق أحدث تقرير للمنظمة الأممية، الاثنين، أدى العنف الشديد في الفاشر ومخيم زمزم إلى مقتل المئات، ونزوح الآلاف، بينما تعاني المجتمعات المضيفة من الاكتظاظ، إذ إن هناك حاجة ماسة للمساعدات المنقذة للحياة.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، إن الوضع الإنساني في مواقع النزوح بمنطقة طويلة شمال دارفور، «حرج للغاية».
وأضاف أن حالة الطوارئ القصوى تتطلب تضافر الجهود المحلية والأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، لزيادة الدعم المالي لتوفير أدنى مقومات الحياة، من الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء.