قائد الجيش المصري يوصي «بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي»

وسط مخاوف إسرائيلية متكررة من «قدرات القاهرة التسليحية»

مشاركة وزير الدفاع المصري عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الإفطار (المتحدث العسكري المصري)
مشاركة وزير الدفاع المصري عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الإفطار (المتحدث العسكري المصري)
TT
20

قائد الجيش المصري يوصي «بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي»

مشاركة وزير الدفاع المصري عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الإفطار (المتحدث العسكري المصري)
مشاركة وزير الدفاع المصري عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الإفطار (المتحدث العسكري المصري)

أكَّد القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عبد المجيد صقر، «حرص القوات المسلحة على تطوير إمكاناتها القتالية والفنية في كل التخصصات بما يمكّنها من مجابهة المخاطر والتهديدات كافة، على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة».

كما أوصى قائد الجيش المصري، الأربعاء، بـ«ضرورة الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية حدود الدولة المصرية ومقدرات شعبها، في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة».

جاء ذلك خلال مشاركة القائد العام للقوات المسلحة عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية، في تناول الإفطار، وذلك بقيادة القوات البحرية، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، غريب عبد الحافظ، الأربعاء، «نقل وزير الدفاع تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحضور، كما هنأهم بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان ويوم الشهيد والمحارب القديم»، مؤكداً أن «رجال القوات المسلحة سيواصلون التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل الدفاع عن أمن مصر واستقرارها». وأشاد «بالجهود المتواصلة التي يبذلها رجال القوات المسلحة للحفاظ على مقدرات الوطن مهما كلفهم ذلك من تضحيات».

وشهدت الآونة الأخيرة تصريحات إسرائيلية، تضمنت مخاوف بشأن «تسليح» مصر وانتهاكات لمعاهدة السلام، التي أُبرمت بين البلدين في 1979، وسط توتر متصاعد منذ احتلال الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية قبل نحو عام، وإصراره على عدم تنفيذ رغبة القاهرة في الانسحاب من محور «فيلادلفيا» الحدودي.

وبموجب ملحق معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، فإن محور «فيلادلفيا» - وهو منطقة عازلة - كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل، قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005، فيما عُرف بخطة «فك الارتباط»، قبل أن تعيد احتلاله خلال حرب غزة.

منظر عام لمحور «فيلادلفيا» على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)
منظر عام لمحور «فيلادلفيا» على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)

وتزامناً مع جولة وزير الدفاع في المنطقة الشمالية العسكرية، أكَّد المتحدث العسكري المصري، أن «القوات المسلحة جاهزة للتصدي لكل التحديات التي تحيط بالدولة المصرية، كونها لا تأخذ في اعتبارها؛ إلا سياسة الحفاظ على الأمن القومي المصري»، مشدداً على أن «موقف القوات المسلحة ثابت من منطلق حرصها على الأمن القومي للدولة».

وقال المتحدث العسكري في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، الأربعاء، إن هناك نشاطاً مكثفاً لكل أفراد القوات المسلحة للاطمئنان على جاهزية القوات، مشدداً على «أن الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية خلال المرحلة الراهنة يعد هو الضمان الحقيقي لتجاوز كل التحديات التي تواجه الدولة المصرية»، مشيراً إلى أهمية «سلاح الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري فعلياً خلال الفترة الحالية في تعاطيه مع التحديات الراهنة».

كما شدد على أن «موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية واضح وثابت ولم يتغير منذ عام 1948، وهو التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لضمان أمن واستقرار المنطقة».

وأضاف غريب عبد الحافظ، أن «الدولة المصرية كانت متيقظة تماماً لهذا الوضع الذي وصلنا إليه، لذلك حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها ونظمها التسليحية على مدار السنوات العشر الماضية»، موضحاً: «واجهنا انتقاداً كبيراً بسبب صفقات التسليح وإنشاء القواعد العسكرية خلال الفترات السابقة، لكننا كنا نرى ما يلوح في الأفق من مخططات، بخاصة في فترة ما بعد 2011، وهو ما أثبتته التطورات الراهنة التي أكَّدت أن المعركة الحالية هي معركة وجود».

جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في وقت سابق (د.ب.أ)
جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في وقت سابق (د.ب.أ)

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ذكر في كلمة خلال ذكرى وفاة رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيغن، الشهر الحالي، أن معاهدة السلام «أخرجت مصر من دائرة الحرب، في قرار قيادي غيّر وجه التاريخ ووضع دولة إسرائيل - ولا تزال كذلك حتى اليوم، لكننا لن نسمح لهم (المصريين) بانتهاك معاهدة السلام، لكن الاتفاق قائم»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتحدثت الصحيفة، عن أن تصريحات كاتس جاءت على خلفية شائعات رددها عناصر من اليمين المتطرف على شبكة الإنترنت عن استعدادات عسكرية مصرية لمهاجمة إسرائيل بشكل غير متوقع، لافتة إلى أن هذه الشائعات أثارت القلق بين العديد من الإسرائيليين.

وسبق أن رد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، على نظيره الإسرائيلي، في تصريحات فبراير (شباط) الماضي، قائلاً: «الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع».

وبحسب وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، فإن التصريحات الإسرائيلية «تعكس ازدياد حالة التوتر بين مصر وإسرائيل، التي صنعتها الأخيرة منذ دخول رفح، وهي تحاول أن تنقل انطباعات غير صحيحة للعالم الخارجي بأن لديها قلقاً من جيرانها للبحث عن دعم».

ووفق الخبير الاستراتيجي المصري، سمير فرج، فإن التصريحات الإسرائيلية «محاولة لخلق أزمات مع مصر»، مؤكداً أن «مصر بالتأكيد حافظت على تنوع تسليحها، لأنها دولة قوية وتحتاج ذلك؛ لكنها لم تنتهك ولم تخرق المعاهدة، بل إن الجانب الإسرائيلي هو من يفعل ذلك ولا يريد الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق هدنة غزة».

المتحدث العسكري المصري، تحدث الأربعاء عن أن «القوات المسلحة تعمل وفق استراتيجية قائمة على ثلاثة أسس وهي: تطوير الفرد المقاتل والتسليح والتدريب».

وأوضح، أن مصر «استطاعت أن تتخطى تحديات وأزمات سابقة وتخرج منها بشكل أقوى، لكن ما نواجهه (اليوم) هو شيء لم نعهده من قبل، لذلك حرصت القيادة السياسية على تطوير قدرات القوات المسلحة استناداً إلى نهج استراتيجي يقوم على أساس فكرة تنويع مصادر السلاح، بحيث لا تعتمد القوات المسلحة على دولة بعينها في التسليح، والدليل على ذلك أن منظومة الدفاع الجوي المصرية تعد واحدة من أعقد المنظومات عالمياً بسبب تنوع مصادر تسليحها».


مقالات ذات صلة

السيسي يعوّل على «تماسك» المصريين أمام «تحديات استثنائية» تواجه المنطقة

تحليل إخباري الرئيس المصري يلقي كلمته في احتفالية ليلة القدر (الرئاسة المصرية)

السيسي يعوّل على «تماسك» المصريين أمام «تحديات استثنائية» تواجه المنطقة

يُعول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «تماسك وصلابة» المصريين، في مواجهة «تحديات استثنائية» تمر بها المنطقة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التجارة والصناعة المغربي خلال لقاء السفير المصري بالرباط (الخارجية المصرية)

مصر والمغرب لتعزيز الشراكة عقب أزمة «التدابير التجارية»

خطوات متواصلة تتخذها القاهرة والرباط لتفادي أزمة «التدابير التجارية» التي اندلعت قبل شهر، عبر تعزيز اللقاءات ومسارات الشراكة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عربية الأولمبية قالت إن الأهلي لم يطلب رسميا استقدام طاقم حكام أجنبي ( الأولمبية المصرية)

اللجنة الأولمبية المصرية ترفض شكوى الأهلي بشأن مباراة القمة

رفضت اللجنة الأولمبية المصرية اليوم الأربعاء شكوى الأهلي بشأن الإجراءات التي اتخذتها رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم فيما يتعلق بمباراة القمة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية حسام حسن (أ.ب)

مدرب مصر: إمام عاشور يجب أن يعتذر!

أشاد حسام حسن مدرب منتخب مصر لكرة القدم بجهود لاعبيه مؤكدا رضاه التام عن الأداء في الفوز 1-صفر على سيراليون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عربية هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها.

محمد عجم (القاهرة )

ليبيون يسخرون من تقرير أممي عدّهم «أسعد» شعوب المغرب العربي

جل الليبيين باتوا يشتكون من غلاء الأسعار وعدم قدرتهم على تأمين الضروريات (أ.ف.ب)
جل الليبيين باتوا يشتكون من غلاء الأسعار وعدم قدرتهم على تأمين الضروريات (أ.ف.ب)
TT
20

ليبيون يسخرون من تقرير أممي عدّهم «أسعد» شعوب المغرب العربي

جل الليبيين باتوا يشتكون من غلاء الأسعار وعدم قدرتهم على تأمين الضروريات (أ.ف.ب)
جل الليبيين باتوا يشتكون من غلاء الأسعار وعدم قدرتهم على تأمين الضروريات (أ.ف.ب)

«أين هي تلك السعادة التي يتحدثون عنها؟»... بهذا التساؤل الذي امتزج بنبرة ساخرة، علقت الليبية أروى محمد على خبر طريف، مفاده أن ليبيا تحتل المرتبة الأولى مغاربياً، والسادسة عربياً والـ79 عالمياً في مؤشر السعادة العالمي لعام 2025، الذي يصدر تحت إشراف الأمم المتحدة.

وتساءلت أروى التي فقدت زوجها في السيول المدمرة، التي اجتاحت مدينة درنة بالشرق الليبي قبل عام ونصف العام، عن المعايير التي اعتمد عليها هذا التقرير، في ظل معاناتها المستمرة كغيرها من العاملين بالدولة «من تأخر صرف راتبها كل شهر واضطرارها للاستدانة».

تشكيك في معايير الاختيار

أصوات ليبية عديدة شاركت الطرح السابق في الجدل والتشكيك في المعايير والتقييمات، التي اعتمدت في النسخة الـ13 من مؤشر السعادة العالمي، الذي يستند إلى بيانات استطلاع «غالوب» العالمي من أشخاص في أكثر من 140 دولة، مؤكدين أنه «يتناقض بدرجة كبيرة» مع التحديات التي تواجه بلادهم، ومن بينها الانقسام السياسي والحكومي، وتداعياته من ارتفاع مستوى الفساد.

وانتقدت عضو «ملتقى الحوار السياسي» الليبي آمال بوقعيقيص قياس مستوى السعادة لمجرد توافر دخل ثابت للمواطنين يكفي لشرائهم الطعام، أو امتلاك قطاع كبير منهم لسيارات، دون الإشارة للمشاكل والأزمات المتعددة التي يعاني منها المجتمع الليبي.

وقالت بوقعيقيص لـ«الشرق الأوسط» إن هذا المقياس «يتغافل أن دخل المواطن لا يتلاءم على الإطلاق مع ثروة البلاد؛ وأن التوسع بشراء السيارات يعود لافتقاد شبكات وسائل النقل العام». ورأت أن التقرير يتحدث عن «معيار متوسط العمر المتوقع؛ لكنهم لم يرصدوا ضعف القطاع الصحي بالبلاد، واضطرار كثير من الليبيين، وتحديداً مرضى الأورام، للسفر إلى الخارج للعلاج»، موضحة أنه «تم استطلاع رأي سكان مدن صغيرة ومناطق حدودية تعاني من أبسط الخدمات كتوافر المياه».

واعتبرت بوقعيقيص أن مؤشر السعادة «يبدو متناقضاً مع مؤشر الفساد الصادر عن جهة أممية أيضاً؛ وهي منظمة الشفافية الدولية، الذي يضع ليبيا ضمن أكثر 10 دول فساداً، وكيف يهدد ذلك بتبديد ثروات البلاد».

ويعتمد المؤشر في تصنيفه لسعادة الشعوب على متوسط تقييمات الأفراد لحياتهم خلال 3 أعوام ماضية، ويأخذ في الاعتبار 6 متغيّرات رئيسية، تسهم في تفسير هذه التقييمات، يتقدمها «نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، ومتوسّط العمر المتوقّع الصحي، والحرية، والكرم، ومدى إدراك الفساد».

بدورها، أبدت رئيسة مفوضية المجتمع المدني، مبروكة بالتمر، استغرابها مما ذهب إليه المؤشر الأممي، خاصة في ظل استمرار الانقسام السياسي والحكومي. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحمد الله لتوقف الصراع المسلح منذ أكثر من 4 سنوات؛ لكن مع الأسف لم تتحقق المصالحة الوطنية بعد، ولا يزال الانقسام ينعكس سلباً على قطاعات مهمة، منها تنظيم العمل المدني».

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تتخذ من طرابلس بالغرب الليبي مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب برئاسة أسامة حماد.

تصنيف بعيد عن الواقع

على منصات التواصل الاجتماعي، قلّل كثير من الليبيين من التقرير، وتحدثوا في المقابل عن معاناتهم من تغول نفوذ المجموعات المسلحة خاصة بالغرب الليبي، وانتشار السلاح، فضلاً عن عدم ضبط الحدود، واستمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين لأراضيهم.

ووصف عميد بلدية طرابلس المركز سابقاً، عبد الرؤوف بيت المال، التقرير بأنه «بعيد عن واقع أغلبية الليبيين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الناحية الاقتصادية بات لدينا أغلبية تتمتع بدخل متوسط أو أقل، أو دخل محدود، ونخبة تمتلك الملايين»، مشيراً إلى أن «العملية السياسية تراوح مكانها من الجمود والانسداد؛ رغم ما يطرح من مبادرات أممية وإقليمية لحلحلتها، تمهيداً لإجراء الانتخابات المؤجلة. فكيف نكون سعداء؟».

من جهته، تطرق رئيس مؤسسة «الرقيب لحماية المستهلك»، وائل سليمان الصغير، لعدد من العوامل التي تنتقص من سعادة الليبيين حتى في ظل الأعياد، من بينها «تراجع القدرة الشرائية واستمرار ارتفاع الأسعار، وتراجع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، واستمرار أزمة السيولة، وإن كانت بمعدل أقل عن العام الماضي».

ورغم إقراره باستقرار شبكة الكهرباء خلال العامين الأخيرين، فقد انتقد الصغير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، استمرار معاناة الليبيين من «تدهور شبكات البنية التحتية خاصة الصرف والمياه»، لافتاً إلى أن «سقوط الأمطار مؤخراً أدى إلى غرق شوارع وميادين رئيسية، وتعطل الحركة المرورية بها؛ ومن قبلها تجمع المياه الجوفية بمنازل العديد من أهالي مدينة زليتن، واضطرار هؤلاء للنزوح».

بالمقابل، اعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، أيوب محمد الفارسي، أن الوضع الاقتصادي الذي يشكو منه كثير من الليبيين، ورغم ما يعانيه حالياً من تحديات، «هو بالفعل أفضل من الوضع بكثير من دول الجوار الأفريقي».

وقال الفارسي لـ«الشرق الأوسط»: «جزء من سخرية الليبيين من التقرير يعود لتطلعهم إلى العيش في مستوى السعادة والرفاهية الذي تتمتع به دول نفطية بالمنطقة العربية، احتلت بالفعل مواقع متقدمة بهذا المؤشر الأممي»، مضيفاً: «هذا تطلع مشروع؛ لكنه مع الأسف غير متحقق نظراً لكثير من الظروف والأوضاع السياسية التي مرت بالبلاد بعد ثورة فبراير (شباط)».

ويرى الفارسي أن ما يضاعف نسب الفقر في المجتمع هو «التمسك بثقافة الدولة الريعية، المتمثل في الحصول على وظيفة وراتب من الدولة كحق مكتسب، دون الانخراط في سوق العمل بقوة»، مشيراً إلى أن معايير فرعية عدة قد يكون قد اعتمد عليها في ترتيب مؤشر السعادة، ومنها التعليم المجاني، والسياحة إلى دول الجوار، والحصول على الوقود بسعر رخيص.