​وزير داخلية «الوحدة» يدعو لضوابط بشأن تدفقات «المهاجرين» إلى ليبيا

الدبيبة يطالب مؤسسة النفط بالإفصاح عن ميزانيتها الاستثنائية

اجتماع الدبيبة مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط (حكومة الوحدة)
TT

​وزير داخلية «الوحدة» يدعو لضوابط بشأن تدفقات «المهاجرين» إلى ليبيا

اجتماع الدبيبة مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط (حكومة الوحدة)

دعا وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، مصطفى الطرابلسي، إلى «وضع ضوابط بشأن تدفقات المهاجرين إلى البلاد»، واتهم بعض القبائل والمدن الليبية بالتورط في عمليات تهريب البشر، و«الهجرة غير المشروعة»، عاداً أن «هذه القضية ليست فقط أمنية، بل أيضاً اجتماعية واقتصادية». في حين طالب رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، مؤسسة النفط بـ«الإفصاح عن ميزانيتها الاستثنائية».

وقال الطرابلسي في كلمة متلفزة، مساء الاثنين، إن بعض القبائل والمدن الليبية، التي لم يحددها، يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين، لافتاً إلى أن هذه العمليات تتم بمساعدة مجموعات منظمة تعمل داخل ليبيا، وتستفيد من الظروف الأمنية والسياسية الصعبة.

كما أكد الطرابلسي أن هناك عصابات محلية تعمل في تهريب البشر، وتستفيد من الفوضى الأمنية وغياب السيطرة الكاملة على الحدود، موضحاً أن هذه العصابات تعتمد على شبكات داخلية في المدن والقبائل، مما يجعل من الصعب القضاء عليها دون تعاون الجميع. ودعا إلى شن عمليات أمنية صارمة ضد هذه العصابات، عادّاً أن هذه العمليات يجب أن تكون وطنية وشاملة، وتتطلب تعاوناً بين جميع أفراد الشعب الليبي، بما في ذلك القبائل والمدن المتورطة.

وعدّ الطرابلسي أن بعض الأفراد والمجموعات يشاركون في عمليات التهريب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يجعل من الصعب القضاء على هذه الظاهرة دون معالجة الأسباب الجذرية، ودعا إلى توفير بدائل اقتصادية لأولئك، الذين يعتمدون على هذه الأنشطة غير الشرعية.

وكان الطرابلسي قد عدّ في اجتماعه الموسع ببعض السفراء والقائمين بالأعمال بسفارات الاتحادين الأوروبي والأفريقي، وممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن ليبيا لن تتحمل وحدها أعباء «الهجرة غير المشروعة»، ولن تكون بأي حال من الأحوال «منطقة توطين»، مشدداً على أن السيادة الليبية ومصلحة الأمن القومي «فوق أي اعتبارات أخرى».

وأوضح الطرابلسي، مساء الاثنين، أن الأزمات التي تمر بها البلاد زادت من تعقيد هذا الملف، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 4 ملايين مهاجر داخل الأراضي الليبية، مما يمثل تحدياً أمنياً واقتصادياً بالغ الخطورة، محذراً من أن استمرار تدفق المهاجرين دون ضوابط سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية، ليس فقط في ليبيا، بل في المنطقة بأسرها، مبرزاً أن الحل الجذري لأزمة «الهجرة غير المشروعة» يبدأ من تأمين الحدود الجنوبية، وليس فقط من خلال مراقبة السواحل، كما يركز عليه الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن ليبيا لن تقبل بأن تكون درعاً واقية لغيرها دون حصولها على الدعم اللازم.

جانب من عملية ترحيل نيجيريين إلى بلدهم من مطار معيتيقة (إ.ب.أ)

وفي هذا السياق دعا مجدداً دول الاتحاد الأوروبي والدول المتضررة من هذه الظاهرة إلى تحمل مسؤولياتها، وتقديم دعم فعلي لليبيا من خلال تعزيز أمن الحدود الجنوبية، عبر توفير المعدات والتقنيات الحديثة لمراقبة التحركات غير الشرعية، والإسراع في عمليات الترحيل الطوعي للمهاجرين غير الشرعيين بالتنسيق مع المنظمات الدولية، ومكافحة شبكات التهريب والاتجار بالبشر، من خلال إجراءات صارمة واستهداف أوكار الجريمة المنظمة.

في سياق ذلك، لفت الطرابلسي إلى ضرورة إطلاق مشاريع تنموية في دول المصدر للحد من دوافع «الهجرة غير المشروعة» من جذورها، مشيراً إلى تكبد ليبيا خسائر ضخمة نتيجة تداعياتها، وأنها لم تعد قادرة على تحمل مزيد من الأعباء، دون وجود دعم دولي واضح وفعال، وأكد أن الفوضى الناجمة عن عدم تسجيل هويات المهاجرين، وارتفاع معدلات الجريمة، واستغلال الجماعات المسلحة، التي تمتهن الاتجار بالبشر لهذه الظاهرة، تشكل تهديداً مباشراً للأمن الليبي والإقليمي.

لقاء أبو زريبة مع قيادات الأمن بالجنوب (داخلية حكومة الاستقرار)

إلى ذلك، طالب الدبيبة المؤسسة الوطنية للنفط بضرورة الإفصاح التفصيلي عن المخصصات المالية للميزانية الاستثنائية، التي مُنحت للقطاع خلال السنوات الماضية، والتأكد من توظيفها بما يخدم تطوير البنية التحتية النفطية ويعزز الإنتاج. وأكد خلال اجتماعه مع رئيس المؤسسة المكلف، مسعود سليمان، أهمية استمرار تطوير القطاع، وتحسين مستوى الشفافية المالية والإدارية، وتعزيز الحوكمة في المؤسسة لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد النفطية الليبية لصالح الاقتصاد الوطني.

وأوضح الدبيبة أنهما ناقشا نتائج جولة العطاء العام، التي عقدت بمدينة هيوستن الأميركية، وعقد جولات عطاء جديدة في كل من إسطنبول والصين خلال الأشهر المقبلة، بهدف توسيع قاعدة الشراكات الدولية، وجذب التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الإنتاج، بالإضافة لميزانية تطوير وتشغيل للمؤسسة للعام الحالي، والاحتياجات التمويلية اللازمة لرفع كفاءة الإنتاج، وتحقيق الاستدامة في عمليات التشغيل.

الطرابلسي أكد أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 4 ملايين مهاجر داخل الأراضي الليبية (أ.ف.ب)

بدورها، أعلنت لجنة الأمن القومي بمجلس الدولة، مساء الاثنين، رفضها التام لأي نيه لتوطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، وأوضحت أنها خصصت اجتماعها في العاصمة طرابلس لبحث ملف «الهجرة غير المشروعة»، وكيفية التعامل مع هذه الأحداث المتسارعة والخطيرة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والتركيبة الديمغرافية للبلاد.

في شأن آخر، قال وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار»، عصام أبو زريبة، إنه أشرف على توزيع أكثر من 100 مركبة آلية حديثة على مكونات الوزارة في الجنوب، بدعم من قيادة الجيش الوطني، بهدف تعزيز القدرات الأمنية، وتحسين الجاهزية التشغيلية لقوات الأمن.

وكان أبو زريبة، قد ناقش، مساء الاثنين، مع رئيس ديوان الوزارة بالمنطقة الجنوبية، عبد السلام الشريف، وبعض القيادات الأمنية بالمنطقة، آليات العمل اللازمة لفرض السيطرة الأمنية في الجنوب، وجهود مكونات الوزارة في المنطقة، بعد توليها مهام البوابات والتمركزات الأمنية داخل مدن الجنوب.


مقالات ذات صلة

معارك في العاصمة الليبية وأرتال مسلحة من مصراتة تتجه إليها

شمال افريقيا عنصران من عناصر الشرطة الليبية وسط العاصمة طرابلس (إ.ب.أ)

معارك في العاصمة الليبية وأرتال مسلحة من مصراتة تتجه إليها

دعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الليبية اليوم الاثنين جميع المواطنين في طرابلس للبقاء في منازلهم وعدم الخروج «حفاظاً على سلامتهم».

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع تيتيه (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي لاستطلاع آراء الليبيين حول مخرجات «الاستشارية» بشأن الانتخابات

لم يوضح محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي موعد إجراء هذا الاستطلاع، الذي سيعد الأول من نوعه، لكنه أعرب عن دعم كل المبادرات الأممية ذات الملكية الوطنية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا شرطي يقوم على تنظيم الحركة المرورية في أحد شوارع طرابلس (مديرية أمن طرابلس)

تحذيرات محلية وأممية من اندلاع معارك في طرابلس بعد تحركات عسكرية

قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إنها تتابع من كثب التقارير الواردة بشأن التحركات العسكرية وتصاعد حدّة التوترات في طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب الليبي المخطوف إبراهيم الدرسي (صفحته على فيسبوك)

النيابة الليبية تبدأ من بنغازي التحقيق في خطف الدرسّي

استهل النائب العام الليبي، التحقيق - من مدينة بنغازي - في قضية خطف البرلماني إبراهيم الدرسي، بعد قرابة عام على اقتياده من منزله في شرق البلاد.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة يتوسط عدد من المسؤولين في طرابلس (حكومة الوحدة)

ليبيا: مناخ سياسي واجتماعي محتقن يولِّد مزيداً من الضغائن

بات يلاحَظ أن الانقسام الذي تعيشه ليبيا منذ عام 2014 بين شرق ليبيا وغربها، تجذّر في المجتمع، وباتت تذكيه حالة من «الكراهية» بين المساندين لهذا أو ذاك.

جمال جوهر (القاهرة)

قوات حكومة الوحدة الليبية تسيطر على مقرات «دعم الاستقرار» في طرابلس

الميليشيات المسلحة في ليبيا
الميليشيات المسلحة في ليبيا
TT

قوات حكومة الوحدة الليبية تسيطر على مقرات «دعم الاستقرار» في طرابلس

الميليشيات المسلحة في ليبيا
الميليشيات المسلحة في ليبيا

أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس السيطرة على كامل منطقة أبوسليم، وطمأنت وزارة الداخلية المواطنين في مناطق جنوب وغرب العاصمة الليبية بأنها «تتابع عن كثب الأوضاع الجارية»، وأكدت أنها «تتجه نحو السيطرة»، وأن الأجهزة الأمنية «تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف».

وأعلنت الوزارة في وقت لاحق من صباح اليوم الثلاثاء أن العملية العسكرية انتهت بنجاح وأعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار.

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية. وفي بيان بوقت متأخر من ليلة الاثنين دعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، وذكرت بضرورة الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب، ومؤكدة دعمها جهود الأعيان والقيادات المجتمعية لتهدئة الوضع.

ولا تزال تسمع أصوات الاشتباكات في أحياء متفرقة من طرابلس، وسط تواتر أنباء وانتشار مقاطع تظهر سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية على أغلب مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة وأيضا مقر جهاز الأمن الداخلي المساند له.

وفي مساء الاثنين قتل آمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، المعروف بـ«غنيوة» في ظروف غامضة داخل مقر اللواء 444 بمعسكر «التكبالي» في الضاحية الجنوبية لطرابلس، وذلك أثناء ما قيل إنها «مفاوضات كانت تتم بين بعض قادة الأجهزة الأمنية، انتهت بتبادل إطلاق نار».

وأعقب انتشار خبر مقتل غنيوة هجوم سريع من الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة لحكومة طرابلس على مقرات جهاز دعم الاستقرار المنتشرة بأحياء متفرقة من المدينة وضواحيها، في عملية سريعة كما يظهر قد تتلوها وفق المتوقع محاولة السيطرة على مقر الجهاز بمدينة غريان (80 كيلومترا إلى الجنوب).

وفي حين لم ترد أي أنباء رسمية عن عدد الإصابات؛ طلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات والمراكز الطبية برفع درجة الإستعداد وضمان الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة. وجراء الاشتباكات، أعلنت بعض مراقبات التعليم ببلديات طرابلس الكبرى وكذلك جامعة طرابلس عن تعليق الدراسة والامتحانات لحين هدوء الأوضاع.