عضو بـ«الرئاسي» الليبي يطرح «مبادرة جديدة» لحلحلة الأزمة السياسية

تقترح تقسيم البلاد إلى 13 محافظة وتقليص هيكلة الحكومة المركزية

من اجتماع سابق للافي مع المنفي والدبيبة (الوحدة)
من اجتماع سابق للافي مع المنفي والدبيبة (الوحدة)
TT

عضو بـ«الرئاسي» الليبي يطرح «مبادرة جديدة» لحلحلة الأزمة السياسية

من اجتماع سابق للافي مع المنفي والدبيبة (الوحدة)
من اجتماع سابق للافي مع المنفي والدبيبة (الوحدة)

بينما تصاعد الجدل في ليبيا بين حكومتي «الوحدة» المؤقتة، و«الاستقرار»، حول ملف «أوضاع المهاجرين»، اقترح عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، مبادرةً جديدةً للحل السياسي في البلاد، عبر انتخاب مجلس رئاسي جديد مباشرة من الشعب.

وفي ثاني مبادرة من نوعها يطرحها عضو بالمجلس الرئاسي، تقدم اللافي، رفقة من وصفهم ببعض الشركاء السياسيين، بمبادرة إلى مختلف الأطراف، تحت مسمى «مبادرة الحل السياسي: الحوافز والضمانات».

وأوضح اللافي، في بيان عبر منصة «إكس»، مساء الجمعة، أن المبادرة التي تجاهلت مقترح زميله في المجلس، موسى الكوني، بتقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم، ركزت على طرح آلية لانتخاب مجلس رئاسي من قبل الشعب مباشرة، بهدف تجاوز أزمة الثقة بين الأطراف السياسية، وتبديد المخاوف من استئثار أي طرف بالسلطة، باعتبارها العقبة الأساسية، التي تحول دون نجاح الانتخابات.

ولم يوضح اللافي موعداً محدداً لتنفيذ المبادرة، أو كيفية إجراء الانتخابات في ظل الوضع العسكري والأمني والانقسام الحكومي الراهن، لكنه لفت إلى أنها تقوم على انتخاب المجلس الرئاسي ضمن القاعدة الدستورية، التي تنظم الانتخابات، بحيث يتنافس المرشحون ضمن قوائم رئاسية، مع تحديد واضح للصلاحيات المشتركة بين أعضاء المجلس، والصلاحيات الممنوحة للرئيس. وعدَّ أنه بهذه الآلية «تتحقق الشرعية الدستورية والمشروعية الشعبية، مما يعزز قدرة مؤسسة الرئاسة على استعادة سيادة الدولة الليبية».

كما اقترحت المبادرة تقسيم البلاد إلى 13 محافظة، وفق الدوائر الانتخابية، أو حسب ما يتم الاتفاق عليه لاحقاً، على أن يتم توزيع الميزانية بالتساوي بين هذه المحافظات، التي ستتم إدارتها وفق نظام لا مركزي يمنحها صلاحيات كاملة، بالإضافة إلى تقليص هيكلة الحكومة المركزية، مع تحديد صلاحياتها وتمويلها بشكل محدود، لضمان التحرر من قبضة المركزية وأعبائها، والسماح للمحافظات بإدارة شؤونها بكفاءة واستقلالية أكبر.

عدد من المهاجرين السريين تم ضبطهم بأحياء طرابلس العاصمة في إطار الحملات الأمنية المخصصة لمحاربة الهجرة السرية (الوحدة)

في غضون ذلك، وتزامناً مع احتجاجات شعبية وسط العاصمة طرابلس، مساء الجمعة، رفضاً لتوطين المهاجرين غير النظاميين، والمطالبة بحلول عاجلة لترحيلهم، توعد رئيس حكومة الاستقرار، أسامة حماد، بمواجهة أي محاولة من حكومة «الوحدة» لتحريك وحدات مسلحة نحو الجنوب بحجة تأمينه، «بردع وحزم»، وعدّها «خطوة تصعيدية»، لافتاً إلى أن قوات الجيش والأجهزة الأمنية لن تسمح بأي تحركات تهدد أمن واستقرار البلاد.

وأكد حماد خلال اجتماع أمني موسع ترأسه، مساء الجمعة في مدينة بنغازي (شرق)، رفض أي محاولات لتوطين المهاجرين غير الشرعيين تحت أي مبرر أو ذريعة، أو بحجة تنظيم بقاء الموجودين حالياً بشكل غير شرعي داخل البلاد كأمر واقع، ودعا للبدء في تنفيذ برامج العودة المنظمة إلى بلدانهم.

اجتماع حماد الموسع مع مسؤولين من حكومته (حكومة الاستقرار)

ووصف حماد الادعاءات التي تروّج لها حكومة «الوحدة»، التي عدّها منتهية الولاية، حول ضرورة تنظيم وجود المهاجرين غير الشرعيين، عبر إنشاء مناطق سكنية خاصة بهم خارج المدن، بأنها «الخطوة الأولى نحو عملية التوطين الفعلي». وأكد أن ليبيا لن تسمح بأي إجراء قد يؤدي إلى تغيير ديموغرافي يهدد سيادتها واستقرارها، مشيراً إلى صدور تعليمات بعدم استخدام القوة ضد المهاجرين غير النظاميين، وقال إن أي دعوات لممارسة العنف ضدهم «هي دعوات غير مسؤولة ومرفوضة»، مشيراً إلى إعادة حكومته بالتنسيق مع قيادة الجيش، أعداداً كبيرة من المهاجرين إلى بلدانهم، بطرق تحترم إنسانيتهم وتضمن عدم تعرضهم لأي انتهاكات.

وكان رئيس حكومة «الوحدة»، عبد الحميد الدبيبة، قد حذر من الوقوع فيما وصفه بـ«فخ» ارتكاب أي انتهاكات ضد المهاجرين، مؤكداً أن هذه المسألة جاءت من خارج حدود ليبيا، ولا علاقة لها بالداخل الليبي.

وخاطب الدبيبة حشداً في مسقط رأسه بمدنية مصراتة (غرب)، الجمعة، قائلاً: «يا ليبيين ويا أبناء مصراتة، لا تقعوا في الفخ، هذا فخ لا بد أن نفطن له... ونحن ملزمون بالتعامل مع المهاجرين بما يتناسب مع ظروفنا، لكن فكرة الاستيطان في ليبيا هي كذبة».

وتابع الدبيبة مؤكداً أنه «لن يستطيع أحدٌ توطينهم في ليبيا»، داعياً للتعامل بحذر مع الوضع ومساعدة المهاجرين «لكن ليس على حساب المستقبل، أو السيادة». وشدد على ضرورة التعاون مع الدول الأوروبية لتحسين أوضاع هؤلاء المهاجرين في أماكنهم الأصلية، ومعالجة القضية بشكل جاد، بما يضمن إعادتهم إلى بلادهم مع دعمهم في مناطقهم.

انتشار عناصر أمنية وعسكرية في سبها في إطار ضبط الأمن (الجيش الوطني)

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الجيش الوطني، على الجدل بين حكومتي «الوحدة» و«الاستقرار»، لكن شعبته للإعلام الحربي بثت لقطات لانتشار دوريات الشرطة العسكرية واللجنة الأمنية المشتركة في شوارع مدينة سبها (جنوب)، في إطار الحملات الأمنية الهادفة إلى تأمين المدينة ومكافحة الظواهر السلبية.

إلى ذلك، تحدث نائب رئيس لجنة التخطيط والموازنة بمجلس النواب، المهدي الأعور، عن اعتزام اللجنة الاجتماع قريباً مع المفوضية العليا للانتخابات، ومصرف ليبيا المركزي، لبحث مشكلة نقص تمويل الانتخابات البلدية، مؤكداً أهمية الدعم المالي للمرحلة الثانية من هذه الانتخابات.


مقالات ذات صلة

أفواج المهاجرين تتدفق على ليبيا وسط تصاعد دعوات ترحيلهم

شمال افريقيا تحضيرات لنقل 58 مهاجراً إلى مركز إيواء بغرب ليبيا (الإدارة العامة للعمليات الأمنية بغرب ليبيا)

أفواج المهاجرين تتدفق على ليبيا وسط تصاعد دعوات ترحيلهم

جدد حزب «صوت الشعب» الليبي «رفضه القاطع» لما أسماه بـ«مشاريع توطين» المهاجرين غير النظاميين، في وقت أعلنت السلطات الأمنية ترحيل العشرات منهم اليوم إلى دولهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الوفد الأميركي يلتقي السلطات العسكرية في طرابلس (وزارة الدفاع بحكومة الوحدة)

وفد عسكري أميركي يجري محادثات أمنية في طرابلس وبنغازي

قالت السفارة الأميركية إن وفدها العسكري الموجود بليبيا سيناقش سبل التعاون الأمني بين البلدين، وتعزيز الأمن الإقليمي، والتأكيد على دعم وحدة البلاد.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع سابق لتيتيه مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا (أرشيفية - المفوضية)

ليبيا: المبعوثة الأممية تدعو إلى «توافق سياسي يتجاوز خلافات الأفرقاء»

دعت رئيسة البعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، هانا تيتيه، الشركاء الدوليين إلى دعم العملية السياسية في ليبيا.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع سابق لمصرف ليبيا المركزي في بنغازي (المصرف)

مخاوف الليبيين تتصاعد من مقترح «رفع الدعم عن الوقود»

تسيطر على الليبيين راهناً حالة من الجدل والمخاوف بشأن مقترح لرفع الدعم عن الوقود، مدعوماً بتوجه للحكومتين المتنازعتين على السلطة، وسط مخاوف من احتمال غلاء السلع

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا عنصران تابعان لـ«قوة التدخل والسيطرة» خلال تمركز أمني في زليتن غرب ليبيا (الصفحة الرسمية للقوة)

اتهامات لميليشيات في غرب ليبيا بـ«احتكار بيع الأسمنت»

يقر عميد بلدية زليتن الليبية، مفتاح حمادي، «باحتكار تشكيلات مسلحة من خارج المدينة لعمليات بيع الأسمنت إلى جانب عدد من التجار».

علاء حموده (القاهرة)

بدء محاكمة «حميدتي» وشقيقه غيابياً في السودان

قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (الشرق الأوسط)
قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (الشرق الأوسط)
TT

بدء محاكمة «حميدتي» وشقيقه غيابياً في السودان

قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (الشرق الأوسط)
قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (الشرق الأوسط)

بدأت محكمة سودانية، أمس، أولى جلسات محاكمة غيابية لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» وشقيقه عبد الرحيم، بالإضافة إلى 14 من قادة «الدعم السريع»، بتهمة قتل والي ولاية غرب دارفور، خميس أبكر، في يونيو (حزيران) 2023.

واستمعت المحكمة، التي عُقدت في مباني الهيئة القضائية بمدينة بورتسودان الساحلية، برئاسة القاضي مأمون الخواض، لإفادة هيئة الاتهام التي تلاها النائب العام، الفاتح محمد طيفور، واصفاً قضيته بأنها «متماسكة ومهمة، وتؤكد الالتزام بعدم الإفلات من العقاب وسيادة حكم القانون».

وقُتل والي غرب دارفور في 14 يونيو 2023 بعد خطفه من قِبل «قوات الدعم السريع»، وأظهرت مقاطع فيديو جرى بثها على مواقع التواصل الاجتماعي حينذاك أن جثته جرى التمثيل بها، قبل تركها في العراء. وتصل العقوبة حال الإدانة إلى السجن المؤبد أو الإعدام.