حريق أحد مباني المعامل المركزية لـ«الصحة» يثير انتقادات في مصر

جدّد الحديث عن إجراءات حماية المنشآت

آثار الحريق على واجهة بعض المكاتب (وزارة الصحة)
آثار الحريق على واجهة بعض المكاتب (وزارة الصحة)
TT
20

حريق أحد مباني المعامل المركزية لـ«الصحة» يثير انتقادات في مصر

آثار الحريق على واجهة بعض المكاتب (وزارة الصحة)
آثار الحريق على واجهة بعض المكاتب (وزارة الصحة)

جدّد حريق أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية بوسط القاهرة، الحديث حول إجراءات حماية المنشآت، كما أثار انتقادات خاصة مع استمرار الحريق لعدة ساعات وانتشاره بشكل سريع.

ولم يُسفر الحريق سوى عن إصابة واحدة، كما شاركت أكثر من 10 سيارات إطفاء في السيطرة عليه لعدة ساعات، فيما بدأت النيابة العامة مباشرة التحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الحريق.

وبحسب بيان لـ«الصحة المصرية»، الجمعة، فإن الحريق نشب بـ«أكشاك خشبية» غير تابعة للوزارة خلف مبنى المعامل المركزية، فيما أكد محافظ القاهرة، إبراهيم صابر، في بيان، الجمعة، أن الحريق نشب داخل مبنى المعامل المركزية نتيجة اشتعال النيران في «بئر المصعد»، من الطابق الأول إلى الطابق الأخير، وامتدادها إلى جزء من مبنى التراخيص الطبية المجاور.

ووفق تأكيدات «الصحة» فإن الأجهزة الطبية الخاصة بالمعامل المركزية لم تتعرض للضرر، مع التمكن من إخماد الحريق قبل امتداده للمباني المجاورة، فيما قررت محافظة القاهرة «تشكيل لجان هندسية لبيان مدى تأثر العقارات المجاورة بالحريق».

الحريق تسبب في تلفيات عدة (وزارة الصحة المصرية)
الحريق تسبب في تلفيات عدة (وزارة الصحة المصرية)

مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق للحماية المدنية، اللواء علاء عبد الظاهر، قال لـ«الشرق الأوسط» إن اشتعال النيران في (المصعد) قد يحدث عادة بسبب احتمالات حدوث شرارات كهربائية، وعدم صيانة دورية، مع تراكم الزيوت والشحوم، وربما بقايا الأوراق، مشيراً إلى أن «التحريات وحدها هي التي ستحدد مدى كفاءة أجهزة الإطفاء الموجودة في المعامل وكفاءة عملها من عدمها، مع مراجعة آخر توقيتات المرور والتفتيش والرقابة».

وأضاف عبد الظاهر أن إدارة الحماية المدنية التي يتبع لها المبنى إدارياً تقوم بتفتيش دوري، وفي حال رصد مخالفات، تقوم بتحرير مذكرات وترفعها للجهات المختصة، مشيراً إلى أن «الحماية المدنية» ليست من سلطتها إغلاق المباني التي لا تلتزم باشتراطات الأمن والسلامة المقررة قانوناً.

سيارات الإطفاء توجهت للسيطرة على الحريق (محافظة القاهرة)
سيارات الإطفاء توجهت للسيطرة على الحريق (محافظة القاهرة)

فيما انتقدت عضو «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إيرين سعيد، غياب تطبيق إجراءات الحماية في المباني الحكومية القديمة، على الرغم من احتوائها على أجهزة ومستلزمات طبية تكلّف الدولة ملايين الجنيهات لاستجلابها، لافتة إلى أن الإطفاء الآلي كان يُفترض تفعيله عند اشتعال النيران في «المصعد».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن المباني الحكومية الجديدة التي يجري بناؤها تشهد التزاماً بأكواد الحماية المدنية وتفعيلاً لأنظمة الإطفاء الذاتي، لكن ما يفترض تسريع وتيرته هو «مراجعة وتطبيق الإجراءات نفسها في المباني الحكومية القديمة»، مؤكدة «ضرورة انتظار نتائج التحقيقات وعدم استباقها».

ومبنى المعامل المركزية في القاهرة يعد من البنايات التابعة لوزارة الصحة، ولا يزال يقدم خدماته بشكل طبيعي للمواطنين حتى الآن، رغم انتقال الوزارة إلى المقر الجديد في العاصمة الإدارية (شرق القاهرة) منذ العام الماضي.

وزير الصحة المصري خلال تفقد عمليات الإطفاء (وزارة الصحة)
وزير الصحة المصري خلال تفقد عمليات الإطفاء (وزارة الصحة)

ووجه نائب رئيس الوزراء المصري وزير الصحة والسكان، خالد عبد الغفار، خلال تفقد آثار الحريق، بنقل جميع خدمات المباني المتضررة من الحريق لتكون في مقر ديوان وزارة الصحة القديم، على أن يتم استقبال المواطنين فيه ابتداء من الأحد ولحين إصلاح المباني المتضررة، بحسب بيان رسمي، الجمعة.

وارتفع عدد الحرائق في عام 2024 بمصر، مسجلًا 46.925 حادثة، في مقابل 45.435 حادثة في 2023، بنسبة ارتفاع بلغت 3.2 في المائة، بحسب بيانات «المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» الصادرة في يناير (كانون ثاني) الماضي.

وطالبت عضو «لجنة الصحة» في «النواب» بضرورة «تشديد الرقابة على عمليات الصيانة بالمباني الحكومية، بسبب عدم وجود عقود صيانة منتظمة، وغياب بعض العمالة من المهندسين والفنيين للتعامل مع عمليات الإصلاح الدوري التي يُفترض القيام بها»، لافتة إلى «ضرورة وجود ضوابط لمنع تكرار حدوث مثل هذه الحوادث مستقبلاً».


مقالات ذات صلة

مصر تؤكد دعمها الحلول السلمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية

شمال افريقيا مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر تؤكد دعمها الحلول السلمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية

حسب «الخارجية المصرية»، شاركت القاهرة في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة أصدقاء السلام، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة تهدف لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بنايات على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

مصر تتراجع 16 مركزاً في مؤشر «الإرهاب العالمي»

أكد مجلس الوزراء المصري، الجمعة، أنه «كلما تراجع ترتيب الدولة في مؤشر (الإرهاب العالمي)، انخفضت معدلات الإرهاب فيها».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مصر تعتمد بشكل رئيسي على مياه النيل في تلبية احتياجاتها (أرشيفية - مجلس الوزراء المصري)

مصر تراجع مشروعاتها المائية لمواجهة التحديات

تُكثف مصر جهود مواجهة التحديات المائية عبر مراجعة مشروعات قطاع المياه. في حين حذرت وزارة الري مجدداً من «أي تعديات على نهر النيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تُعمّق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع كينيا

ضمن مساعٍ مصرية لتعميق الحضور في القارة الأفريقية، تعزز مصر تعاونها مع كينيا عبر مشروعات في الطاقة والزراعة والصحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا ركاب مصريون يعبرون خط السكة الحديد في منطقة شعبية بالقاهرة (أ.ب)

مصر: مقتل 8 وإصابة 12 في حادث قطار بالإسماعيلية

لقي 8 مصريين حتفهم، وأصيب 12 آخرون، بعد تصادم قطار وسيارة «ميني باص»، الخميس، على طريق جلبانة القنطرة شرق، في محافظة الإسماعيلية، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تؤكد دعمها الحلول السلمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT
20

مصر تؤكد دعمها الحلول السلمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

أكدت مصر «دعمها الحلول السلمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية».

وقالت القاهرة في إفادة لوزارة الخارجية، السبت، إنها «تابعتْ باهتمام المشاورات التي جرتْ في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية».

وأضاف بيان «الخارجية»: «لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيماناً منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام».

وحسب «الخارجية»، شاركت مصر في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة «أصدقاء السلام»، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على «ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية»، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

وأكدت مصر أن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأميركية الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، بالأخص في الشرق الأوسط من شأنها أن «تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالاً بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط».

ووفق بيان «الخارجية المصرية»، السبت، «لقد عانت الإنسانية طويلاً من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية».