قال متحدث باسم حكومة جنوب السودان، الأربعاء، إن الرئيس سلفا كير أعلن أن بلاده لن تعود إلى الحرب، بعد أن اعتقلت قوات الأمن وزير النفط ومسؤولين كباراً في الجيش متحالفين مع منافسه وأول من تولى منصب نائبه ريك مشار.
كان متحدث باسم مشار قد قال الأربعاء، إن الاعتقالات «تهدد اتفاق السلام الذي أُبرم في 2018 وأنهى حرباً أهلية».
جاءت الاعتقالات بعد قتال نشب في الأسابيع القليلة الماضية في مدينة الناصر الاستراتيجية في الشمال، بين القوات الأمنية وميليشيا «الجيش الأبيض» المؤلَّف بالأساس من منتمين إلى قبيلة النوير، وهي قبيلة مشار.
وقاتلت عناصر من «الجيش الأبيض» مع قوات مشار في الحرب الأهلية بين عامي 2013 و2018 في مواجهة قوات موالية للرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا.
وقال المتحدث باسم مشار، الذي يقود أيضاً «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، إن وزير النفط بوت كانغ شول، ونائب قائد الجيش غابرييل دوب لام، اعتُقلا، بينما يقبع مسؤولون عسكريون كبار متحالفون مع مشار، رهن الإقامة الجبرية.
وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة «رويترز»: «حتى الآن لم يقدَّم لنا أي سبب لاعتقال هؤلاء المسؤولين». وتابع قائلاً إن قوات أمن انتشرت حول مقر إقامة مشار، لكنَّ نائب الرئيس تمكن من التوجه إلى مكتبه، صباح الأربعاء.
ولم يستجب وزير الإعلام مايكل مكوي لطلبات للحصول على تعليق. وقال في بيان، إنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق.
وحصدت الحرب الأهلية، التي اندلعت في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بعد إقالة كير لمشار، أرواح ما يقدَّر بنحو 400 ألف، وأجبرت أكثر من 2.5 مليون على الفرار من منازلهم، وجعلت نصف السكان تقريباً البالغ عددهم 11 مليون نسمة، يكافحون من أجل العثور على ما يكفي من الغذاء. وانخفض أيضاً إنتاج النفط، وهو مصدر دخل حيوي للدولة الفقيرة.
وحلَّ السلام في جنوب السودان رسمياً منذ أن أنهى اتفاق 2018، النزاع الذي استمر 5 سنوات، لكنَّ العنف بين القبائل المتنافسة يندلع بشكل متكرر.
وخلال الأسبوع الماضي، دعا الاتحاد الأفريقي، وبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، إلى خفض حدة التصعيد في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل، وحذَّرا من مغبَّة «انتشار العنف على نطاق واسع».
وربط تير مانيانغ، رئيس مركز السلام والدعوة ومقره جوبا، الاعتقالات بالقتال في الناصر، وقال إنه «يخشى على المستقبل». وأوضح: «من المرجح أن تنزلق البلاد إلى الحرب ما لم تحسن القيادة العليا للبلاد إدارة الوضع».