الجزائر تسرّع تحويل الأملاك المصادرة وتعزيز جهود مكافحة الفساد

تبون: نجحنا في استرجاع نحو 22 مليار دولار من الأموال المنهوبة داخل البلاد

رجال أعمال في السجن بتهمة غسل أموال (الشرق الأوسط)
رجال أعمال في السجن بتهمة غسل أموال (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر تسرّع تحويل الأملاك المصادرة وتعزيز جهود مكافحة الفساد

رجال أعمال في السجن بتهمة غسل أموال (الشرق الأوسط)
رجال أعمال في السجن بتهمة غسل أموال (الشرق الأوسط)

بحث رئيس الوزراء الجزائري نذير عرباوي مع مسؤولي الجهاز الحكومي المكلف بتسيير أصول الشركات العامة، تسريع تنفيذ «خطة نقل الأملاك المصادرة نتيجة عائدات الفساد» إلى الشركات والهيئات الحكومية للاستفادة منها.

وأكدت رئاسة الوزراء عبر حساباتها في الإعلام الاجتماعي، أن عرباوي ترأس اجتماعاً في قصر الحكومة لمجلس «مساهمات الدولة»، تم تخصيصه «لمواصلة تحويل الأملاك العقارية والمنقولة المصادرة بموجب أحكام قضائية نهائية في إطار قضايا مكافحة الفساد إلى مؤسسات وهيئات عمومية». وأوضحت أن الاجتماع شهد التأكيد على ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الاستغلال الأمثل لوحدات الإنتاج المحولة لصالح المجموعة الوطنية، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية.

الرئيس تبون مع رئيس وزرائه (الرئاسة)

ووفقاً لمصادر حكومية، فإن القضية تشمل نحو 10 رجال أعمال من كبار الأثرياء خلال فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019)، ومسؤولين بارزين بعضهم يقضي عقوبات بالسجن، وغيرهم ممن يقيمون بالخارج مع صدور أوامر توقيف دولية بحقهم.

وفي أغسطس (آب) الماضي، كشف المدير العام لـ«الأملاك الوطنية» عن نقل 108 أصول وممتلكات صادرها القضاء في إطار محاكمة مسؤولين بارزين في المرحلة السابقة لصالح الشركات العامة في مختلف القطاعات، مثل الصناعة، وإنتاج الدواء، والسياحة، والطاقة، والمناجم، والأشغال العامة. كما أشار إلى تحويل 51 مصنعاً لصالح المؤسسات الاقتصادية العمومية في المرحلة الأولى، مع التأكيد على «الحفاظ على مناصب الشغل» التي وفرتها هذه المصانع.

ووفق تقارير صحافية، استفاد قطاع الصناعة وحده من نقل 8 أصول في عام 2022 و34 أصلاً في عام 2024 في مجالات متنوعة، تشمل صناعة مواد البناء، والصناعات الغذائية، والميكانيكا، والصناعات المعدنية والصلب.

اجتماع برلمانيين جزائريين مع مسؤولين بوزارة الخزانة الأميركية (2023) في إطار مساعي استرداد الأموال المنهوبة (البرلمان الجزائري)

ومن بين أهم وحدات الإنتاج المصادرة بين 2022 و2024، كان مصنع الإسمنت في أدرار، وآخر للطوب، وتم نقل الملكية إلى «مجموعة الصناعات الإسمنتية الجزائرية»، ووحدات لصناعة المنتجات الغذائية تم نقل ملكيتها إلى «مجموعة الصناعات الزراعية العامة»، بالإضافة إلى شركات في قطاع الميكانيكا تم نقل ملكيتها إلى «مجموعة الصناعات المعدنية والصلب».

كما تجدر الإشارة إلى أن تهم «الفساد»، و«الثراء غير المشروع»، و«استغلال النفوذ للتربح»، تسببت في سجن 3 رؤساء حكومات منذ تنحي بوتفليقة تحت ضغط الشارع في 2019، وهم: أحمد أويحيى (12 سنة)، وعبد المالك سلال (10 سنوات)، ونور الدين بدوي (5 سنوات)، بالإضافة إلى 10 وزراء، وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين.

في عام 2023 منع القضاء السويسري وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب من التصرف في رصيد مالي بقيمة 1.7 مليون يورو أودعه في بنك بجنيف، بناءً على طلب من القضاء الجزائري، تمهيداً لإعادته إلى الجزائر.

الوزير سابقاً عبد السلام بوشوارب تطالب الجزائر بتسلمه من فرنسا (الشرق الأوسط)

وفي نهاية عام 2022 صرّح الرئيس عبد المجيد تبون، بأن الجزائر «نجحت في استرجاع نحو 22 مليار دولار من الأموال المنهوبة داخل البلاد بفضل مصادرة أرصدة وأملاك رجال الأعمال والمسؤولين الذين تولوا مناصب كبيرة خلال العشرين سنة الماضية». كما أشار إلى أن الجزائر «دخلت في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لاسترجاع الأموال المهربة إلى الخارج، وأن إسبانيا وافقت على تسليم الجزائر ثلاثة فنادق فاخرة من فئة خمس نجوم، كانت مملوكة لأحد رجال الأعمال المسجونين»، دون ذكر اسمه، والمقصود هو الملياردير علي حداد، الذي أدين في عدة قضايا فساد. وحتى اليوم، لا يزال حجم الأموال المهربة إلى الخارج غير معروف.


مقالات ذات صلة

الانفراجة بين الجزائر وفرنسا تضع «قانون تجريم الاستعمار» على المحك

شمال افريقيا رئيس البرلمان يلقي كلمة بمناسبة تأسيس لجنة قانون تجريم الاستعمار (البرلمان)

الانفراجة بين الجزائر وفرنسا تضع «قانون تجريم الاستعمار» على المحك

المبادرة أخذت شكل «مقترح قانون» وليس «مشروع قانون». الأول يأتي من برلمانيين، والثاني تصدره الحكومة التي تحاشت أن تبادر به هي، تفادياً لمزيد من التصعيد مع فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عالمية النجم الجزائري أمين غويري لاعب مارسيليا (أ.ف.ب)

غويري: سنبذل أقصى الجهد لتصل الجزائر للمونديال

شدد النجم الجزائري أمين غويري على أنه وزملاءه سوف يبذلون قصارى جهدهم من أجل قيادة منتخب بلاده للصعود لنهائيات كأس العالم عام 2026.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عربية لاعب كرة القدم الجزائري الدولي السابق جمال مناد (وسائل إعلام جزائرية)

وفاة جمال مناد نجم الجزائر السابق عن عمر 64 عاماً

توفي المدرب ولاعب كرة القدم الجزائري الدولي السابق جمال مناد، السبت، عن عمر ناهز 64 عاماً، بعد صراع مع المرض.

مهند علي (الرياض)
رياضة عربية منتخب الجزائر هزم بوتسوانا وابتعد بصدارة مجموعته (الاتحاد الجزائري)

«تصفيات المونديال»: الجزائر تهزم بوتسوانا وتستعيد صدارة مجموعتها

حقّقت الجزائر فوزاً سهلاً 3 - 1 على مضيفتها بوتسوانا، الجمعة، لتستعيد صدارة المجموعة السابعة في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (غابورون )
شمال افريقيا وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)

الجزائر تتهم فرنسا بـ«المماطلة والتعطيل» في تسليمها متهمين بالفساد

احتجت الجزائر بشدة على «مماطلات وتسويفات غير مبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي»، تخص طلبات تسليم وجهاء في النظام خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة.

وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية.

ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.

وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها.

وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم.

وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع.

وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم».

وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا».

وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا».

ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة».

ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.