المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

«الوحدة» تستعد أمنياً للاحتفال بذكرى «ثورة 17 فبراير»

المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
TT
20

المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)

أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أنه «جرى القضاء على الإرهاب في ليبيا بالكامل منذ عام 2017». وعَدَّ أن «الجماعات الإرهابية التي كانت تهدد أمن ليبيا والمنطقة لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض»، بينما تستعد وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، لتأمين الاحتفالات الرسمية بحلول الذكرى الـ14 لـ«ثورة 17 فبراير (شباط)»، التي أطاحت بنظام الراحل معمر القذافي.

ولفت المنفي، في كلمته، الأحد، أمام الدورة (38) لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى مواصلة السلطات الليبية جهودها «في مكافحة التهريب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر». ودعا إلى معالجة هذه التحديات التي يواجهها عدد من الدول في المنطقة، عبر التعاون الإقليمي والدولي، «بدلاً من تقديم صورة غير دقيقة تُوحي بوجود تهديد إرهابي فعلي ومباشر من داخل ليبيا»، على حد تعبيره.

وطالب المنفي بضرورة دعم جهود المجلس الرئاسي في تعزيز الاستقرار، مع الإشادة باحترام إعلان وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من أربع سنوات. وأكد أهمية دعم اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

كما دعا «إلى تشجيع كل الأطراف المشارِكة في العملية السياسية إلى التوقف عن الخطوات الأحادية التي تُشكل خروجاً على الاتفاق السياسي»، مرحّباً بتوقيع «اتفاقية» استضافة مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة، وحضَّ المفوضية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل على مباشرة المكتب مهامَّه من طرابلس، قبل نهاية الربع الأول من هذا العام.

وقال: «إن ليبيا تشهد، الفترة الأخيرة، زخماً كبيراً لدعم الأولويات الوطنية، وفي مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار، كما تشهد ما وصفه بمرحلة غير مسبوقة من التنمية وإعادة الإعمار والمشاريع الاستراتيجية».

وأشاد بدعم الاتحاد الأفريقي في ملف المصالحة الوطنية، «بما يضمن إنهاء الانقسامات، وتهيئة بيئة مستقرة لإنجاح الانتخابات العامة».

في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، إن وزيرها المكلف عماد الطرابلسي أمر مديريات الأمن بالمناطق بإعداد الخطط الأمنية المشتركة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والخدمية كافة، لتأمين احتفالات الذكرى الرابعة عشرة لـ«ثورة 17 فبراير»؛ بهدف الحفاظ على الأمن والنظام العام، وضمان سير الفعاليات في أجواء آمنة ومستقرة.

وأكدت الوزارة، فى بيان، مساء السبت، حرصها التام على سلامة المواطنين، وحماية المنشآت الحيوية، ودعت الجميع إلى التعاون مع رجال الأمن، والالتزام بالتعليمات والإرشادات؛ حفاظاً على أمن وسلامة الجميع.

كما أعلنت الوزارة مواصلة الأجهزة الأمنية تنفيذ خططها الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة طرابلس، من خلال تكثيف الدوريات، وتعزيز الوجود الأمني في المناطق الحيوية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في إطار ما وصفته بخطة موضوعة «لمكافحة الجريمة وضبط الخارجين عن القانون».

الدبيبة متفقداً مشروعات في العاصمة طرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة متفقداً مشروعات في العاصمة طرابلس (حكومة «الوحدة»)

بدوره، شدد رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، مساء السبت، خلال تفقُّده الاستعدادات النهائية لافتتاح القطاع الأول من مشروع الطريق الدائري الثالث في طرابلس، على ضرورة الالتزام بالمعايير الفنية والهندسية لضمان جودة واستدامة المشروع، قبل تشغيله رسمياً.

في شأن مختلف، نعى مصباح دومة، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ضحايا الجيش والأجهزة الأمنية، الذين «استُشهدوا خلال عمليات تطهير الجنوب الليبي، من المرتزقة والمهرّبين وتجار البشر وأوكار الفساد والجريمة».

وشدد دومة على ضرورة «الضرب بيدٍ من حديد على كل مَن تُسوّل له نفسه المساس بالأمن»، وأشاد «بموقف أهل الجنوب الداعم لهذه العمليات، ورفع الغطاء الاجتماعي عن المفسدين والمجرمين وكل من يقف أو يتعاون معهم».

العثور على أسلحة مخبّأة في الجبال (مديرية أمن الجفرة)
العثور على أسلحة مخبّأة في الجبال (مديرية أمن الجفرة)

وأعلنت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني»، عثور اللجنة الأمنية المشتركة على مخازن مخفية تحت الأرض في منطقة القطرون، مشيرة إلى أنه جرى ضبط أكثر من 8 ملايين حبّة مخدِّرة، ضمن الحملة الأمنية المكثفة لفرض الأمن في المنطقة الجنوبية ومكافحة المهربين وتجار المخدرات والخمور.

كما أعلنت اللجنة ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عمليةٍ استهدفت إحدى الجماعات المسلّحة في المنطقة الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المُلازم أول أحمد المسلاتي أن العملية أسفرت عن ضبط مَدافع رشاشة، وقاذفات صواريخ، وكمية كبيرة من الذخائر، مما يُعد ضربة قوية للجماعات المسلَّحة والمهرّبين في المنطقة.

وأكد المسلاتي أن العملية «تأتي في إطار الجهود المستمرة لتأمين الجَنوب ومكافحة الأنشطة غير القانونية»، مشيراً إلى أن العمليات الأمنية «ستستمر لتفكيك الشبكات المسلَّحة وضمان استقرار المنطقة».

كما شدد على أهمية التعاون مع المواطنين «للإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تهدد الأمن»، مؤكداً أن مسؤولية الأمن «تقع على عاتق الجميع».


مقالات ذات صلة

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

يعكس تعليق أنشطة 10 منظمات غير حكومية أجنبية في ليبيا تشدد الموقف تجاه آلاف المهاجرين الأفارقة، لكنه يسمح للسلطات في غرب البلاد بصرف الانتباه عن مشاكلها.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا النائب العام الليبي الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

ليبيون يشتكون من «تعطل» الأحكام القضائية وتجاهل القانون

يشكو قانونيون وساسة ليبيون من «أزمة ثقة» تواجه المنظومة القضائية في عموم البلاد، تزداد وتيرتها بسبب عدم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال إدانات لسياسيين.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يتوسط نائبَيه عبد الله اللافي وموسى الكوني في وقت سابق (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» الليبي يحذر من تحرك مفاجئ لميليشيا مصراتة

تصاعد التوتر في غرب ليبيا على وقع تحركات مسلحة نفذتها إحدى ميليشيات مدينة مصراتة باتجاه العاصمة طرابلس، الجمعة، تبعتها اشتباكات بين تشكيلين مسلحين في صبراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا رجل إطفاء خلال عمليات احتواء حريق في الأصابعة الليبية (أرشيفية-هيئة السلامة الوطنية)

«الوحدة» الليبية تدافع عن قرار إغلاق مقرات منظمات دولية غير حكومية

عادت إلى الواجهة أزمة «الحرائق الغامضة» في مدينة الأصابعة الليبية، عقب اشتعال النيران بأربعة منازل، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا شكشك ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح خلال اجتماع في بنغازي (ديوان المحاسبة)

«تنازع الشرعيات» يطل مجدداً على أكبر جهاز رقابي في ليبيا

شهد أكبر جهاز رقابي في ليبيا جدلاً، الأسبوع الماضي، على وقع ما وصفه عطية الله السعيطي بأنه «إنذار أخير» إلى خالد شكشك لتسليم مهامه.

علاء حموده (القاهرة )

مصر تجدد رفضها لـ«التهجير» ومحاولات تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية

TT
20

مصر تجدد رفضها لـ«التهجير» ومحاولات تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية

أكدت مصر «التأكيد على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم»، وحذرت من عواقب استمرار الصمت الدولي المخزي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن «أوهام القوة لن تساعد إسرائيل في تحقيق الأمن لها كما تتصور، بل ستؤدى الفظائع التي ترتكبها إلى تكريس شعور الكراهية والانتقام ضدها في المنطقة، ووضع المزيد من الحواجز أمام سبل التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، بما ينعكس بصورة شديدة السلبية على أمنها واستقرارها وفرص تحقيق السلام المستدام بالمنطقة».

جاءت التأكيدات المصرية خلال لقاء عبد العاطي وفداً من حركة «فتح» الفلسطينية في القاهرة، السبت، برئاسة أمين سر اللجنة المركزية للحركة، الفريق جبريل الرجوب، وعضوية: رئيس المجلس الوطني، روحي فتوح، وعضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق، الدكتور محمد أشتية.

وبحسب إفادة للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، فإن اللقاء شهد تبادل الرؤى والتقديرات حول التطورات الراهنة في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من تصعيد إسرائيلي خطير، حيث استعرض الوزير عبد العاطي مستجدات الجهود المصرية الهادفة لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف نفاذ المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن، مشدداً على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية، مؤكداً رفض المحاولات الإسرائيلية لتقويض وحدة الأراضي الفلسطينية، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

بدر عبد العاطي تناول خلال لقاء وفد «فتح» في القاهرة «الخطة العربية الإسلامية» (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي تناول خلال لقاء وفد «فتح» في القاهرة «الخطة العربية الإسلامية» (الخارجية المصرية)

وشدد عبد العاطي، خلال اللقاء، على رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية، والسياسة العدوانية الإسرائيلية في الإقليم واستخدامها القوة العسكرية الغاشمة دون أدنى اعتبار لمحددات القانون الدولي الإنساني، واستمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ضد المدنيين، والتعامل باعتبارها دولة فوق القانون.

وتناول عبد العاطي خلال اللقاء كذلك، «الخطة العربية الإسلامية» لإعادة إعمار قطاع غزة، مشدداً على أهمية تعزيز وحدة الصف الفلسطيني ودور السلطة الوطنية، بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، والتوصل لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

نازحون من غزة تجمعوا بمنطقة النصيرات في وقت سابق للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة تجمعوا بمنطقة النصيرات في وقت سابق للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية المصري خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي، هـاكـان فيـدان، مساء السبت، الجهود الرامية إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة، رغم التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة والضفة الغربية، وإصرار إسرائيل على استخدام القوة العسكرية الغاشمة ضد المدنيين، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ويُذكر أن المرحلة الأولى من الاتفاق المؤلّف من 3 مراحل، والتي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، شهدت إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، من بينهم 8 جثث، مقابل نحو ألفَي أسير فلسطيني.

وأشار البيان الختامي لـ«قمة فلسطين» العربية الطارئة، في القاهرة، الشهر الماضي، إلى «التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية؛ من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره».

ووفق «الخارجية المصرية»، شهد اتصال عبد العاطي وفيدان تبادلاً للرؤى بالنسبة للتطورات في السودان والجهود الهادفة لدعم السودان، حيث شدد الوزير عبد العاطي على دعم مصر للمؤسسات الوطنية السودانية وجهودها لاستعادة الاستقرار والسلم، معرباً عن «موقف مصر الداعي لاحترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان». وتناول الجانبان خلال الاتصال الهاتفي المستجدات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.

وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة دعم بلاده للجهود الصومالية في مكافحة الإرهاب، وتعزيز قدرات الجيش الوطني الصومالي في هذا المجال، مجدداً رفض بلاده مشاركة أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر في ترتيباته الأمنية وحوكمته.