لقي عشرات الأشخاص مصرعهم، في قصف جوي جديد شنه طيران الجيش السوداني على مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب كردفان التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، وذلك للمرة الثانية خلال 3 أيام، بينما قصفت «قوات الدعم السريع» للمرة الثانية مستشفى «النو» بأم درمان، ما أدى لمقتل عدد من الأشخاص بينهم ناشط شهير، وأثناء ذلك توعَّد قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بمواصلة القتال ضد «الدعم السريع»، حتى «طردهم» من البلاد.
وتتضارب الأرقام المتداولة لأعداد القتلى والجرحى، ولا توجد إحصائيات دقيقة، فبينما قال شهود عيان إن نحو 86 مدنياً قتلوا خلال الساعات الـ72 الأخيرة، 52 منهم بقصف مدفعي من «قوات الدعم السريع» على مدينة أم درمان، و34 شخصاً قتلهم طيران الجيش السوداني في مدينة نيالا، ذكرت مصادر صحافية أن نحو 40 شخصاً قُتلوا في مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، بقصف مدفعي نتج عن قتال بين «الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، والجيش السوداني.
قصف كادوقلي
واشتبكت قوات الحلو التي تسيطر على منطقة كاودا بولاية جنوب كردفان منذ عدة سنوات، مع قوات الجيش التي قصفت العاصمة كادوقلي بالمدفعية، وهو تطور جديد في «الحروب» السودانية.
وقالت «قوات الدعم السريع» في بيان، إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفَّذ غارة جديدة على مدينة نيالا اليوم الثلاثاء، قتل خلالها أكثر من 38 مواطناً، معظمهم نساء وأطفال، وذلك ضمن سلسلة غارات مكثفة شنها الطيران الحربي على المدينة، زاعمة أن 238 مواطناً قتلوا نتيجة للقصف الجوي الأسبوع الماضي، فضلاً عن إصابة المئات، وتدمير منازل المدنيين والبنى التحتية.
وفي أم درمان، قصفت «قوات الدعم السريع» بالمدفعية الثقيلة مستشفى «النو» بمحلية كرري بمدينة أم درمان، ما أدى لمقتل نحو 6 أشخاص، بينهم ناشط شهير، فضلاً عن إصابة آخرين بعضهم جراحه خطرة، وذلك بعد عدة ساعات من قصف سابق استهدف سوق «صابرين»، وأدى لمقتل قرابة 60 شخصاً، وفقاً لإحصائيات غير رسمية.
ميدانياً أيضاً، صدت «قوات الدعم السريع» الثلاثاء، هجوماً واسعاً شنته قوات الجيش والفصائل المتحالفة معه، جنوب العاصمة الخرطوم، وذلك في محاولة لاختراق دفاعاتها المتقدمة بالقرب من جسر سوبا، بينما فرض الجيش سيطرته الكاملة على مدينة الكاملين (جنوب الخرطوم)، بعد عمليات كر وفر استمرت 3 أيام، انسحبت خلالها «قوات الدعم السريع» إلى القرى المجاورة. ونقل شهود أن الجيش واصل تقدمه واستعاد بلدة التكينة القريبة من الكاملين، وبلدات وقرى صغيرة في ولاية الجزيرة.
واستهدفت مدفعية «الدعم السريع» ضاحية الكدرو شمال الخرطوم بحري، وحاولت طائرات مُسيَّرة استهداف مطار كنانة العسكري بولاية النيل الأبيض، تصدت لها الدفاعات الأرضية التابعة للجيش.
وفي شمال دارفور، قال إعلام قيادة الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني، إن الطيران الحربي نفَّذ فجراً، سلسلة من الضربات الجوية، استهدفت تجمعات «ميليشيا الدعم السريع» في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضاف: «قواتنا دمرت 6 مُسيَّرات، وأسقطت واحدة خلال الساعات الماضية».
البرهان يتوعد
وفي السياق، توعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، بمواصلة القتال ضد «قوات الدعم السريع» وطردها من كافة أنحاء البلاد، وذلك إثر جولة يقوم بها لعدد من المناطق التي استردها الجيش من «قوات الدعم السريع»، لا سيما في ولايتَي الجزيرة والخرطوم.
وقال البرهان في حديث مقتضب، وهو محاط بجنوده في بلدة ود أبو صالح، التي تقع على محور متقدم من خط القتال باتجاه الخرطوم: «سنقاتل هؤلاء الناس إلى أن نطردهم من كل البلاد».
وأضاف أن «قواتنا الآن بالقرب من جسر سوبا»، وهو الجسر الذي يربط بين منطقة شرق النيل والعاصمة الخرطوم، منوهاً إلى أن قوات الجيش أيضاً وصلت بلدة المسيد التي تقع بعد عشرات الكيلومترات جنوب الخرطوم، وتابع: «أهالي هذه المنطقة لم يهادنوا المتمردين ولم يتفقوا معهم، قاتلوهم وطرودهم».
وتوجه البرهان بعد زيارته ود أبو صالح إلى القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش في منطقة وادي سيدنا، شمال أم درمان، وكان في استقباله عضوا مجلس السيادة: نائبه في الجيش شمس الدين كباشي، ومساعده ياسر العطا.
وقال إعلام «السيادي» على موقع «فيسبوك»، إن البرهان تلقى شرحاً حول سير العمليات العسكرية على ضوء الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في جبهات القتال. وحيا القائد العام للجيش السوداني تضحيات ضباط وضباط صف وجنود منطقة وادي سيدنا العسكرية، على استبسالهم للذود عن حياض الوطن، من خلال انخراطهم بكل ثبات وشجاعة في حرب الكرامة.