التزمت السلطة التنفيذية في العاصمة الليبية الصمت حيال اشتباكات اندلعت بشكل مفاجئ بين مجموعتين مسلحتين بمدينة العجيلات، غرب العاصمة طرابلس، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأوقعت قتلى وجرحى.
وأعلن مكتب «مركز طب الطوارئ والدعم» بمدينة الزاوية، مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين في الاشتباكات التي هدأت الأحد، فيما لم يصدر عن حكومة «الوحدة» المؤقتة، أو منطقة الساحل الغربي العسكرية التابعة لها، أي بيان رسمي بشأنها.
لكن مصادر أمنية وعسكرية، أكدت دخول عناصر «اللواء 52 مشاة» - التابع للمنطقة بوصفه قوة محايدة بين الطرفين المتحاربين - إلى العجيلات وانتشارها في داخل المدينة وخارجها، ووصفت الوضع بأنه «مستقر مؤقتاً».
وتحدثت وسائل إعلام محلية، عن حالة من «الهدوء الحذر» تسود المدينة، بعد توقف الاشتباكات المسلحة بين عناصر تتبع «الكتيبة 103 مُشاة»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، بإمرة عُثمان اللهب، ومجموعة تتبع حاتم الفهري ببلدية الجديدة التابعة للعجيلات، بعد دخول قوة تابعة للمنطقة، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً غرب طرابلس.
وكانت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان»، طالبت مساء السبت طرفي الاشتباكات بفتح «ممرات إنسانية آمنة»، وتمكين فرق الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر، من إجلاء العالقين بمناطق النزاع وإسعاف الجرحى والمصابين.
وتحدثت المؤسسة عن تسجيل إصابات «غير محددة» في صفوف الطرفين المتنازعين، مشيرة إلى أن مجموعات كبيرة من الأُسر والعوائل، كانت عالقة وسط الاشتباكات المسلحة في المنطقة السكنية ببلدية الجديدة.
وقبل أن تهدأ الاشتباكات، أعلنت كلية التربية في بلدية الجديدة، تأجيل الامتحانات إلى الأربعاء المقبل؛ نظراً للظروف الأمنية، كما أعلن مراقب التربية والتعليم، تعليق الدراسة داخل حدودها الإدارية؛ حفاظاً على سلامة التلاميذ والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
ونفت «وكالة الأنباء الليبية»، اتساع رقعة الاشتباكات المسلحة في مدينة العجيلات إلى وسطها، وقالت إن الأوضاع داخلها «مستقرة وطبيعية»، مشيرة إلى أن الاشتباكات «تركزت على الطريق الرابط بين صبراتة ومليتة، أو ما يعرف ببوابة بن يوسف الواقعة في نطاق بلدية الجديدة بالعجيلات».
وكانت الوكالة نقلت عن سكان في المناطق التي شهدت الاشتباكات، مناشدتهم الجهات المختصة بالتدخل لوقف القتال أو إيجاد ممر آمن لهم للخروج.
كما ناشدت «جمعية الهلال الأحمر» في العجيلات، أهالي المدينة، بـ«الابتعاد عن المواقع القريبة من الاشتباكات المسلحة... وقدر الإمكان عن النوافذ والأبواب؛ نظراً لتصاعد حدة الاشتباكات»، داعية إلى التنسيق مع متطوعيها.
من جهته، أكد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة» الفريق أول محمد الحداد، أهمية التعاون العسكري مع تركيا في مجالات التدريب، لافتاً إلى أنه شكر الملحق العسكري السابق بالسفارة التركية، «على التعاون الإيجابي طيلة عمله، ورحب بخلفه الجديد المعين حديثاً».
في شأن مختلف، قال عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي لمجلس النواب، إن رئيسه عقيلة صالح تسلم، الأحد، التقرير السنوي عن «الهجرة غير النظامية في ليبيا من منظور حقوق الإنسان»، من نائبة رئيس «المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان» المكلفة نعيمة العريبي، مشيراً إلى أنه تناول الوضع الحقوقي للهجرة غير النظامية بين الإطار القانوني الوطني بتجريم الهجرة غير النظامية، وما صادقت عليه الدولة الليبية وفقاً للاتفاقيات الأساسية لحقوق الإنسان، باعتبارها طرفاً فيها.