تصاعدتْ الاحتجاجات في غرب ليبيا ضد حكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بسبب لقاء جمع وزيرة الخارجية السابقة بحكومة «الوحدة»، نجلاء المنقوش، العام قبل الماضي، مع وزير الخارجية الإسرائيلي حينها، إيلي كوهين، في العاصمة الإيطالية روما.
ورداً على هذه الاحتجاجات، اتهم الدبيبة، مساء الجمعة، دولاً أجنبيةً بـ«التورط في مؤامرات لتقسيم البلاد»، كما اتهم أطرافاً محلية بـ«دعم الاحتجاجات الشعبية، التي شهدتها عدة مدن في المنطقة الغربية ضد حكومته».
ولم يحدد الدبيبة، في كلمة ألقاها مساء الجمعة، خلال ختام فعاليات «ملتقى رواد الأعمال والملتقى العام لمنتسبي حركة بيوت الشباب» بمدينة مصراتة (غرب)، هوية هذه الأطراف المحلية، لكنه اتهمها بـ«استغلال الشباب لخلق الفتنة، وإعادة ليبيا إلى الوراء»، مؤكداً أن هذه الأطراف «لا تريد إلا الحروب والدمار والفساد».
ورغم أن الدبيبة تجنب التعليق مباشرة على المظاهرات التي شهدتها أخيراً عدة مدن ليبية، خصوصاً في المنطقة الغربية، ضد محاولات حكومته تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه قال في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية ضده: «الكلام الذي سمعتوه وشاهدتموه مبرمجاً، هو من يريدون حكمكم بالسلاح أو منظمات وأحزاب ترفع شعار الدين، وهناك من يريد عودة الحكم العسكري».
وبعدما تحدث الدبيبة عن وجود «مؤامرات حقيقية لتقسيم ليبيا»، تعهد بأنها «لن تكون إلا دولة واحدة»، مخاطباً الشباب بقوله: «أنتم المستقبل، ونريدكم التقدم للدفاع عن بلادكم، ولن نرضى بمنطق القوة بعد ثورة 17 فبراير، ولن نقبل به».
من جانبه، تجاهل قائد الجيش الوطني في شرق البلاد، المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تصريحات الدبيبة، لكن الأخير عدَّ في المقابل أن «الحل للخروج من حالة الجمود السياسي يتمثل في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، مع التزام الجميع بقبول نتائجها»، مشيراً إلى إصدار مجلس النواب قوانين انتخابية لتحقيق هذا الهدف، وداعياً إلى تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو الاستقرار.
وأوضح صالح في تصريحات بثها مركزه الإعلامي، مساء الجمعة، أنه «لم يتخذ أي موقف يهدف إلى إقصاء أو تهميش أي طرف»، مشدداً على «أهمية المصالحة الوطنية لتحقيق الأمن والسلام»، ونافياً اصطفاف مجلس النواب مع أي طرف خارجي أو قوة دولية، ودعا لدعم قانون المصالحة الوطنية، كخطوة أساسية لطي صفحة النزاعات، مؤكداً «أهمية التداول السلمي للسلطة».
كانت مظاهرات قد اندلعت، مساء الجمعة، في مدينة مصراتة، مسقط رأس الدبيبة، بالتزامن مع وجوده فيها، احتجاجاً على «لقاء كوهين». وأعلن بعض أهالي مصراتة رفضهم مساعي الدبيبة «التطبيع مع إسرائيل»، وطالبوه بالتنحي عن منصبه، وعدّوا في بيان لهم أن «اللقاءات التي جرت بين حكومته ومسؤولين إسرائيليين بمثابة جريمة عظمى».
ورصدت وسائل إعلام محلية قيام متظاهرين بإشعال النار في الإطارات، وإغلاق الطريق الساحلي في تاجوراء، الواقعة شرق العاصمة طرابلس لعدة ساعات، قبل أن تتدخل عناصر أمنية تابعة لـ«حكومة الوحدة» لفتح الطريق وتأمينه.
فى شأن آخر، أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، خلال اتصال هاتفي، مساء الجمعة، مع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، على التضامن الكامل لليبيا مع حكومة وشعب تشاد، وإدانته للعمل الإرهابي الذي شهدته العاصمة إنجامينا، أخيراً، مؤكداً دعم ليبيا لجهود الحكومة التشادية في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالبلاد.
ونقل المنفي، عن ديبي، تأكيده عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين في مختلف المجالات، لافتاً إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.