​«هدنة غزة»: «جمود» يدفع المفاوضات إلى «مصير غامض»

«حماس» ونتنياهو يتبادلان «اتهامات التعطيل»... والوسطاء يطالبون بـ«التعاون»

أشخاص يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على خيام تؤوي فلسطينيين نازحين من بيت لاهيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على خيام تؤوي فلسطينيين نازحين من بيت لاهيا (أ.ف.ب)
TT

​«هدنة غزة»: «جمود» يدفع المفاوضات إلى «مصير غامض»

أشخاص يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على خيام تؤوي فلسطينيين نازحين من بيت لاهيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على خيام تؤوي فلسطينيين نازحين من بيت لاهيا (أ.ف.ب)

مغادرة الوفد الإسرائيلي، الدوحة، للتشاور بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فتح تكهنات بشأن «مستقبل مسار الجمود الحالي»، في ظل طلب الوسطاء «التعاون» لإنجاز الصفقة، وعدم حسم موعد لها رغم اقتراب مهلة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنجازها قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

يأتي ذلك بالتزامن مع حديث لحركة «حماس» عن وضع إسرائيل «شروطاً» جديدة مما أدى لتأجيل الاتفاق الذي كان «متاحاً»، وهو ما يجعل المفاوضات تذهب إلى «مصير غامض»، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» محملين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو «مسألة التأخير في حسم الصفقة، دون استبعاد أن تتم خلال الشهر المقبل».

وعلى مدار نحو عام، يقود الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل و«حماس» لإطلاق سراح رهائن، يقدر عددهم حالياً بمائة رهينة ما زالوا محتجزين في غزة بعد تسليم عدد منهم بهدنة أولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ومقتل عدد آخر أغلبهم بقصف إسرائيلي.

طفلة تراقب الناس وهم يتفقدون موقع قصف إسرائيلي على خيام تؤوي الفلسطينيين النازحين من بيت لاهيا في مخيم بخان يونس (أ.ف.ب)

وتسير مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى «في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي»، وفق ما أشارت إليه «حماس»، في بيان، الأربعاء، غير أنها قالت إن «إسرائيل وضعت شروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحاً».

ورد نتنياهو، متبادلاً الاتهامات مع «حماس»، قائلاً في تصريحات، الأربعاء، إنها «تتراجع عن التفاهمات التي توصلنا إليها بالفعل» في محادثات الرهائن، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل جهودها رغم ذلك من دون كلل لإعادة الرهائن.

وكان مكتب نتنياهو، قد أشار، الثلاثاء، إلى أن فريق التفاوض الذي يضم مسؤولين من (جهاز الاستخبارات الخارجية) الموساد، وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش سيعود من قطر، بعد «أسبوع مهم من المفاوضات»، وذلك بهدف «إجراء مشاورات داخلية»، بشأن صفقة لتبادل الرهائن مع «حركة حماس»، وذلك غداة اتهام زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه «المسؤول عن تعطيل إنجاز صفقة الرهائن».

صورة تم التقاطها من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة تظهر الدخان يتصاعد (أ.ف.ب)

ويرى نائب رئيس «المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية»، مختار غباشي، أن المشهد العام بالمنطقة يلفه «غموض»، وليس المفاوضات ومصيرها فقط في ظل التطورات الحالية، معتقداً أن نتنياهو يعمل على «تسويف الوصول لاتفاق بشكل جدي لحين قرب مجيء ترمب لينتظر منحه مكاسب سياسية وشخصية لن ينالها من إدارة جو بايدن لو أتم الاتفاق هذه الأيام».

ويواجه نتنياهو على أرض الواقع «صموداً» في جباليا رغم التجويع والحرب الدائرة. وهذا يجعله في موقف حرج أمام الرأي العام الإسرائيلي، الذي يروج له أنه انتصر، وبالتالي تسويفه سيكون مستمراً لحين حسم الموقف مع ترمب، ومحاولة جني مكاسب أكبر على الأرض، وفق غباشي، الذي رجح أن أي خلافات بشأن الرهائن والأسرى «يمكن حلها مستقبلاً، لكن الاستمرار دون انسحاب هو العقبة الأكبر».

واستدعاء نتنياهو لفريقه، قد يكون لأسباب كثيرة، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، منها دخول موعد أحد الأعياد اليهودية، والتشاور في ظل الخلاف القائم بشأن أسماء الرهائن والأسرى وقوائم من سيطلق سراحهم، مضيفاً: «لكن هذا لا يعفي رئيس الوزراء من التسويف والتعطيل وقيادة المفاوضات لمصير غامض»، وهذا ما عبر عنه لابيد أخيراً.

عائلة فلسطينية نازحة داخلياً هربت من شمال قطاع غزة تقيم مخيماً غرب خان يونس (إ.ب.أ)

وفي ضوء تلك الأجواء: «لا يمكن لأحد التنبؤ بوقت زمني محدد للوصول إلى اتفاق هناك»، وفق أحدث تقديرات مستشار رئيس الوزراء القطري، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، مؤكداً أن «المفاوضات ما زالت جارية، حيث هناك مفاوضات جارية على المستويين الفني والتقني في الدوحة، وتجري مسارات وسياقات أخرى في القاهرة، والتنسيق مستمر مع الأشقاء في مصر في هذا الإطار»، داعياً للتعاون مع الوساطة.

وبرأي غباشي، فإن النداء القطري والدور المصري سيستمران لتقريب وجهات النظر وطرح آليات لسد الفجوات، و«سيراوغ نتنياهو في الاستجابة خاصة أن آليات الضغط لا تزال غائبة من واشنطن، سواء من إدارة جو بايدن أو من فريق ترمب، ولا يحمل الأفق أي تأثير لمهلته على المشهد حتى الآن».

ويتفق الرقب في أن نتنياهو سيراوغ مع الوسطاء، مضيفاً: «لكن المفاوضات لم تنته، ولا تزال هناك فرصة، وقد يتبدل المصير الغامض حالياً إلى اتفاق قبل تنصيب ترمب، التزاماً من نتنياهو بمهلة حليفه».


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين في غزة أثناء نهب قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي

المشرق العربي فلسطينيون ينهبون شاحنة مساعدات إنسانية أثناء عبورها إلى قطاع غزة في رفح (أ.ب)

مقتل شخصين في غزة أثناء نهب قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي

قُتل شخصان، الأحد، في قطاع غزة حيث الوضع الإنساني الحرج بعد أكثر من عام من الحرب، خلال عملية نهب مسلح لقافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.

«الشرق الأوسط»
المشرق العربي فلسطيني متأثر قرب جثة طفل قتل بقصف إسرائيلي قبل دفنه بغزة (أ.ف.ب)

خبراء أمميون: إسرائيل يجب أن تواجه عواقب حملتها في غزة

قال خبراء حقوقيون بالأمم المتحدة الاثنين إن إسرائيل يجب أن تواجه عواقب «إلحاق أقصى قدر من المعاناة» بالمدنيين الفلسطينيين في غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

إسرائيل توجّه «التحذير الأخير» إلى الحوثيين

وجّه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، الاثنين، ما سمّاه التحذير الأخير إلى مسلحي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، لوقف هجماتهم الصاروخية على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون معتقلون في قاعدة «سدي تيمان» العسكرية بجنوب إسرائيل (أ.ب)

وفاة 5 أسرى من غزة في سجون إسرائيل خلال 24 ساعة

أعلنت هيئتان فلسطينيتان، الاثنين، وفاة 4 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في سجون إسرائيل، ليرتفع عدد الوفيات المعلن عنها خلال آخر 24 ساعة إلى خمس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطيني نازح يصلح خيمته في يوم عاصف غرب دير البلح وسط قطاع غزة الاثنين (إ.ب.أ)

لحق بتوأمه… وفاة سادس رضيع بسبب البرد القارس في خيام غزة

توفي الرضيع علي البطران، الاثنين، وهو توأم الطفل الذي مات، الأحد؛ بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تبون للفرنسيين: اعترفوا بجرائمكم في الجزائر إن كنتم صادقين

الرئيس الجزائري (وكالة الأنباء الجزائرية)
الرئيس الجزائري (وكالة الأنباء الجزائرية)
TT

تبون للفرنسيين: اعترفوا بجرائمكم في الجزائر إن كنتم صادقين

الرئيس الجزائري (وكالة الأنباء الجزائرية)
الرئيس الجزائري (وكالة الأنباء الجزائرية)

شنّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هجوماً شديد اللهجة على فرنسا وتاريخها الاستعماري في بلاده، وخاطب قادتها قائلاً: «اعترفوا بجرائمكم إن كنتم صادقين».

كما هاجم تبون بعنف الكاتبَ الفرنسي الجزائري المسجون، بوعلام صنصال، الذي تطالب باريس بالإفراج عنه، عادَّا أنَّه «لصٌّ مجهول الهوية والنسب، يجرؤ على القول إنَّ جزءاً من الجزائر كان ملكاً لدولة أخرى».

وكان تبون يتحدث، أمام غرفتي البرلمان بمناسبة خطابه السنوي حول الأوضاع في البلاد، أمس الأحد، وقال: «لقد ارتكبوا مذابح ومجازر خلال الاحتلال (...) عمليات الخنق بالدخان (...) ارتُكبت إبادة جماعية». وتساءل: «كيف يمكن تفسير أن ضباطهم كانوا يقطعون رؤوس شهدائنا ويرسلونها إلى فرنسا؟ (...): اعترفوا بجرائمكم إن كنتم صادقين».