تساؤلات وغموض يلفان مصير «الحكومة الليبية الموحدة» المرتقبة

بعد تسلم مجلس النواب قائمة بأسماء 7 شخصيات لتولي رئاستها

عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع خوري (البعثة الأممية)
عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع خوري (البعثة الأممية)
TT

تساؤلات وغموض يلفان مصير «الحكومة الليبية الموحدة» المرتقبة

عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع خوري (البعثة الأممية)
عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع خوري (البعثة الأممية)

تزداد حالة الغموض والترقّب في ليبيا بشأن مصير تشكيل «الحكومة الموحدة» المرتقبة، بعدما تسلم مجلس النواب، مطلع الشهر الحالي، قائمة بأسماء 7 شخصيات تقدمت بأوراق ترشحها لتولي رئاستها، وتطرح تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان «النواب» سيمضي منفرداً، أو عبر شراكات محلية محدودة، في تشكيل هذه «الحكومة الموحدة»؟ أم أن تحركاته ستتلاقى مع جهود «البعثة الأممية» في ليبيا؟

مجلس النواب تسلم قائمة بأسماء 7 شخصيات تقدمت بأوراق ترشحها لتولي رئاسة الحكومة المرتقبة (المجلس)

بداية يرى عضو مجلس النواب، صلاح أبو شلبي، أن تمسك مجلسه بتجاوز حالة الانقسام الراهنة عبر تدشين حكومة موحدة «أمر أساسي لإجراء الانتخابات، وإنهاء المرحلة الانتقالية المتواصلة منذ 14 عاماً».

وذكّر أبو شلبي «باشتراط القوانين الانتخابية، التي أقرها البرلمان قبل أكثر من عام بتشكيل حكومة موحدة لإجراء الاستحقاق»، معتبراً أن إعلان مجلسه تسلم ملفات مرشحين لرئاسة هذه الحكومة المرتقبة «تحرك طبيعي في إطار صلاحياته، فضلاً عن وجود شركاء محليين يدعمونه».

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى هي «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وتحظى بدعم قائد «الجيش الوطني» خليفة حفتر.

سيناريوهات حل الأزمة

حول مدى توافق البرلمان، وما يتوقع أن تطلقه البعثة الأممية من مبادرة لكسر الجمود السياسي، من المتوقع أن تتضمن أيضاً تشكيل «حكومة موحدة»، قال أبو شلبي لـ«الشرق الأوسط» إن البعثة «ربما تملك أكثر من سيناريو؛ لكن لم تستقر بعد على أي منها؛ من بينها تشكيل ملتقى حوار سياسي، يتولى مهمة انتخاب هذه الحكومة... وربما تنسق البعثة الأممية مع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حول تشكيل الحكومة الموحدة المرتقبة، وهو السيناريو الذي سيحظى بدعم غالبية أعضاء المجلسين».

وانتهى أبو شلبي إلى أن الخلاف بين البرلمان والبعثة الأممية «ليس كبيراً في ظل وجود هدف مشترك، هو توحيد السلطة التنفيذية»، مستبعداً اتخاذ أي خطوة بهذا المسار، قبل الإحاطة المرتقبة للمبعوثة الأممية لليبيا بالإنابة، ستيفاني خوري، الاثنين المقبل.

محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة (الوحدة)

من جهته، أوضح عضو المجلس الأعلى للدولة، سعيد محمد ونيس، أنه «لا تتوفر ملامح، أو حتى موعد تقريبي لظهور الحكومة الموحدة المرتقبة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الخيار الرئيسي «ينحصر في اتفاق البرلمان والمجلس الأعلى للدولة على تشكيل تلك الحكومة، وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات السياسية الحاكمة للبلاد، لكن حتى الآن لم يتحقق هذا التوافق».

ويرى ونيس أن الأمر «قيد المناقشة بين أعضاء المجلسين، رغم حدوث بعض التباطؤ على خلفية انقسام المجلس الأعلى للدولة قبل 4 أشهر بسبب المنافسة على رئاسته»، موضحاً أن الآلية المقترحة من قبل البرلمان بحصول المرشحين لرئاسة الحكومة المرتقبة على عدد معين من التزكيات من أعضاء المجلسين بشكل فردي، «مرفوضة من طرف غالبية أعضاء المجلس الأعلى للدولة»، لافتاً إلى أن «الخلافات قد تجد طريقها بين الأفرقاء، فيتجدد الانقسام الذي يعد البيئة الخصبة للفساد الإداري والمالي، ليتواصل بذلك تدهور أوضاع الليبيين المعيشية من حكومة لأخرى».

وشهدت ليبيا منذ عام 2011 جولات من الصراع المسلح، فضلاً عن توترات وخلافات سياسية، ما أسفر عن تعاقب 9 حكومات على إدارة شؤون البلاد، لم يعترف المجتمع الدولي بعدد منها.

صيغة للتوافق

يقول المحلل السياسي الليبي، صلاح البكوش، إن الهدف من اللقاءات المكوكية، التي عقدتها خوري خلال الأيام العشرة الأخيرة مع مختلف أطراف الأزمة الليبية، هو «إيجاد صيغة للتوافق بينها حول المبادرة السياسية، التي من المتوقع أن تعلنها المبعوثة الأممية خلال إحاطتها المرتقبة»، معقداً أن خوري «تدرك جيداً أن خليفة حفتر وعقيلة صالح يريدان تدشين حكومة موحدة، ومن دون إرضائهما فإنهما قد يحاولان عرقلة إجراء الانتخابات حال عقدها بمناطق نفوذهما بالشرق الليبي».

عضو مجلس النواب أبو شلبي أكد أن تدشين حكومة موحدة «أمر أساسي لإجراء الانتخابات» (أ.ب)

وأضاف البكوش لـ«الشرق الأوسط» موضحاً: «في المقابل فإن حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي وأطرافاً سياسية عديدة لن يرضوا بالمثل عن تشكيل أي حكومة جديدة، من دون موعد محدد وخطة تضمن الوصول للانتخابات»، مشيراً إلى أن الدول الغربية الداعمة لخوري «تستهدف الوصول لخطة سياسية، تنتهي بالانتخابات لضمان تجديد شرعية جميع المؤسسات الموجودة بالساحة منذ أكثر عقد؛ فهذا هو جوهر الأزمة الليبية من وجهة نظرهم».

من جلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة (المجلس)

البكوش اعتبر أيضاً أن حديث البرلمان عن قائمة الشخصيات المرشحة لرئاسة «الحكومة الموحدة»، التي يسعى لتشكيلها «ليس إلا مناورة ومحاولة ضغط على خوري بالتهديد بإمكانية اتجاهه لتشكيله حكومة بشكل منفرد»، متوقعاً فشل ما سمّاه «المناورة»، خاصة مع «عدم اعتراف المجتمع الدولي بأي من الحكومات التي شكلها البرلمان، بمعزل عن التوافق مع بقية الأطراف السياسية؛ وآخرها حكومته الراهنة برئاسة حماد».


مقالات ذات صلة

اعتقال مدير سجن ليبي في إيطاليا يفتح ملف المطلوبين «للجنائية الدولية»

شمال افريقيا أسامة نجيم رئيس مؤسسة الإصلاح والتأهيل بطرابلس (حسابات موثوقة على وسائل التواصل)

اعتقال مدير سجن ليبي في إيطاليا يفتح ملف المطلوبين «للجنائية الدولية»

عدّت منظمة حقوقية اعتقال مسؤول أمني ليبي بإيطاليا وفق مذكرة من «الجنائية الدولية» على ما يبدو، «تطوراً مهماً في مسار محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا احتجاج سابق لمرضى ضمور العضلات أمام مقر الحكومة بطرابلس (رابطة مرضى ضمور العضلات في ليبيا)

«الوحدة» الليبية توجّه بعلاج مرضى ضمور العضلات بالخارج

وجّه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بضرورة استكمال إجراءات علاج مرضى ضمور العضلات خارج البلاد، وسط شكاوى كثيرة من هذه الفئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزّعتها خوري لاجتماعها مع نائب رئيس مجلس النواب الليبي

خوري وصالح يؤكدان أهمية «عملية سياسية شاملة» تمهّد للانتخابات الليبية

قالت المبعوثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني خوري، إنها اتفقت مع فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، على الأهمية الملحّة لتوحيد المؤسسات السيادية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)

توقيف مسؤول أمني ليبي في إيطاليا

التزمت السلطة التنفيذية في ليبيا الصمت إزاء خبر اعتقال أنجيم، آمر جهاز السلطة القضائية، من قبل السلطات الإيطالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها مجلس النواب للقاء بعض أعضائه مع خوري في بنغازي

خوري تناقش في بنغازي «مبادرة» البعثة لكسر الجمود السياسي بليبيا

ناقشت خوري خلال زيارة مفاجئة للمرة الأولى إلى مقر مجلس النواب في بنغازي، مع بعض أعضائه، العملية السياسية التي تعتزم البعثة الأممية تيسيرها.

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر تعلن تسلَم سائح إسباني احتجزته جماعة مسلحة بمالي

الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
TT

الجزائر تعلن تسلَم سائح إسباني احتجزته جماعة مسلحة بمالي

الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، أن جهاز الأمن العسكري تسلم المواطن الإسباني نافارو كانادا خواكيم، الذي اختطفته جماعة مسلحة مجهولة، يوم 14 من الشهر الحالي، في تنمراست بأقصى جنوب الجزائر واقتادته إلى شمال مالي، وفق ما ذكرته وكالات أنباء عالمية.

وأكدت وزارة الدفاع، أن الرهينة السابق «بصحة جيدة»، مشيرة إلى أنه كان في رحلة سياحية عندما تم اختطافه من طرف «عصابة مسلحة متكونة من خمسة أفراد»، من دون تقديم أي تفاصيل عن هوية الخاطفين ولا إن كانوا اشترطوا فدية أو أي شيء آخر، مقابل إخلاء سبيله.

للمواطن الإسباني المحرر رفقة مسؤول بارز بوزارة الدفاع الجزائرية (وزارة الدفاع)

وأضافت وزارة الدفاع بأن نافارو خواكيم «تم نقله على متن طائرة خاصة، من مطار تين زواتين (بالحدود مع مالي) بالناحية العسكرية السادسة، نحو القاعدة الجوية ببوفاريك (وسط) بالناحية العسكرية الأولى، حيث سيتم تسليمه لاحقاً إلى السلطات الإسبانية". ولفتت إلى أن «هذه العملية تؤكد مرة أخرى، الاحترافية الفعالة للمصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي، في

مكافحة شتى أشكال الجريمة المنظمة عبر كامل التراب الوطني». في إشارة إلى دور الجزائر في تحرير الرهينة الستيني.

وبعد يومين من تداول أخبار عن اختطافه، أفادت وسائل إعلام إسبانية بأن مسلحين تابعين لتنظيمات الطوارق المعارضين لنظام الحكم في مالي، تواصلوا مع الخاطفين بغرض تسلمه. ولا يعرف لحد الساعة أي تفاصيل عما جرى بين عناصر المعارضة المالية والخاطفين.

وعلى إثر وصوله إلى الجزائر، كتب الرئيس عبد المجيد تبون، بحسابه على منصة «كس»: «أشكر مصالحنا الأمنية وأطر وزارة الدفاع الوطني، على تحلَيهم بالفعالية والسرَية، خلال عملية تحرير المواطن الإسباني».