​ليبيا: تأييد «حذر» لسقوط الأسد وفق «الهوى السياسي»

السلطة الرسمية تنأى بنفسها وتتريث الرد

«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
TT

​ليبيا: تأييد «حذر» لسقوط الأسد وفق «الهوى السياسي»

«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)

انشغل الليبيون إلى حد كبير بما يجري في سوريا، وجاءت الردود متنوعة ومحكومة بـ«الهوى السياسي»، فيما نأت السلطة الرسمية عن التعليق حول التغيرات السريعة الحاصلة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وما بين الفرح والخوف والتحذير، انقسمت صور التأييد وجاءت متضاربة أحياناً داخل الفصيل الواحد، في البلد الأفريقي الذي يعاني توسعاً في نفوذ الميليشيات المسلحة، وسط شبه إجماع على أن ما يحدث في سوريا شهده بلدهم قبل قرابة 14 عاماً.

وفيما رأى الشيخ علي مصباح أبو سبيحة، رئيس «المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان» الليبية، أن سوريا «ستكون أسوأ حالاً من ليبيا»، بارك الساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي «عودة سوريا إلى أهلها».

وانفتحت السلطات في شرق ليبيا وغربها خلال العامين الماضيين على علاقات متنوعة مع تركيا التي تقود عمليات التغيير في سوريا؛ لذا جاءت ردود الفعل في أغلبها «محسوبة» من الأطراف قريبة الصلة من أنقرة والمقيمة بها، بينما تحاشت أطراف موالية لشرق ليبيا التعليق.

وأبدى موالون لنظام القذافي في عمومه أسفاً على سقوط بشار الأسد، من وجهة نظر «عُروبية»، وأرجع أبو سبيحة، مخاوفه «نتيجة الاختلافات العرقية والمذهبية، بالإضافة إلى مجاورة سوريا لعدوين لدودين هما تركيا وإسرائيل».

وذهب الأكاديمي الليبي مصطفى الفيتوري، إلى أن سوريا الآن «في مهب الريح»، وقال: «البدائل بين بشار الذي سقط، ومن أسقطه، كانت على مدى قرابة 14 عاماً، مثل المستجير من الرمضاء بالنار».

ولم يكن الساعدي القذافي الذي «بارك للشعب السوري وللمسلمين» سقوط بشار، عبر حساب منسوب له على منصة «إكس»، وحده، فقد تضامن معه نوري أبو سهمين رئيس «المؤتمر الوطني» المنتهية ولايته.

وقال أبو سهمين الذي يترأس تيار «يا بلادي» في ليبيا: «اليوم تسطّر سوريا الحرة أولى صفحات المستقبل المشرق، حيث سقطت رموز الظلم والطغيان»، وأضاف: «من ليبيا الحرة إلى سوريا الحرة، نبارك لكم هذا الانتصار التاريخي. الطريق شاق، لكن الحرية تستحق كل تضحية».

وهلل الليبي علي الصلابي، لسقوط نظام الأسد، وقال: «أحرار سوريا يدخلون دمشق ويعلنون النصر».

وقال الصلابي عبر حسابه على «إكس» إن «شمس الحرية تشرق في سوريا، ونسأل الله أن يحقق لها الأمن والاستقرار والعدل والسلام. سقط الأسد وانتصر الشعب السوري».

ونأت السلطات الرسمية في ليبيا عن التعليق على أحداث سوريا، لكن السفارة الليبية هناك دعت المواطنين الليبيين كافة إلى توخي الحيطة والحذر في ظل الظروف الأمنية الراهنة التي قد تؤثر على سلامتهم.

وقالت السفارة: «نحضّ الجميع على الالتزام بتعليمات السلطات السورية المختصة، والابتعاد عن المناطق التي تشهد اضطرابات أو أعمال عنف»، ودعت أفراد الجالية الليبية للتواصل معها لتسجيل بياناتهم حتى تتمكن من مراجعة ومتابعة أوضاعهم بشكل مستمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وذهب محمد المبشر، رئيس «مجلس أعيان ليبيا للمصالحة» إلى أن «سوريا هي درس لمن يملك السلاح والسلطة في ليبيا. تذكّر أن الحليف الحقيقي ليس السلاح ولا النفوذ، بل شعبك وأمتك».

ويرى المحلل السياسي الليبي محمد قشوط، أن «الذي يقول إن ما يحدث في سـوريا والمنطقة ككل ليس له علاقة بليبيا، عليه إما أن يعيد قراءاته وحساباته أو يبتعد عن تخدير نفسه والناس».

ومضى قشوط يقول إنه «في 2011 كانت موجة الثورات كما سمّيت، وفي 2024 بدأت موجة الصفقات، والدولة التي تستبيحها قوات دول أخرى، وتحتل أجزاء من أراضيها، وتتحكم في قرارها السياسي، لن تكون في منأى عن تلك الصفقات متى ما تقرر ذلك». وانتهى قشوط: «قلتها بخصوص سوريا منذ أسبوع، وأعيدها مرة أخرى بين قوسين استعدوا».

وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا بتعليقات على تطورات الأحداث في سوريا، وبث رواد وناشطون تسجيلاً مصوراً لاحتفال الجالية السورية في العاصمة الليبية طرابلس بسيطرة «المعارضة السورية المسلحة على دمشق».


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

باريس: لا مصلحة لفرنسا والجزائر في تكريس «توتر دائم» بينهما

وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده «ليس لديها أي مصلحة في تكريس توتر دائم» مع الجزائر (الرئاسة الجزائرية)
وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده «ليس لديها أي مصلحة في تكريس توتر دائم» مع الجزائر (الرئاسة الجزائرية)
TT

باريس: لا مصلحة لفرنسا والجزائر في تكريس «توتر دائم» بينهما

وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده «ليس لديها أي مصلحة في تكريس توتر دائم» مع الجزائر (الرئاسة الجزائرية)
وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده «ليس لديها أي مصلحة في تكريس توتر دائم» مع الجزائر (الرئاسة الجزائرية)

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الأربعاء، أن فرنسا والجزائر «ليس لديهما أي مصلحة في تكريس توتر دائم» بينهما، رغم تراكم الأزمات في الأسابيع الأخيرة.

ورداً على سؤال بهذا الصدد في الجمعية الوطنية، أكد بارو، بحسب تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الفرنسية»، أنه «مستعد للذهاب إلى الجزائر لبحث كل القضايا، وليست فقط تلك التي وردت في الأخبار خلال الأسابيع الأخيرة». مجدداً القول إن «فرنسا والجزائر ليس لديهما أي مصلحة في تكريس توتر دائم» بينهما.

وتشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، أزمات جديدة مع توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا، بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري - فرنسي في العاصمة الجزائرية.

وفي سياق التعاون الأمني المتوقف بين البلدين منذ الصيف الماضي، توجه نيكولا ليرنر، مدير جهاز الأمن الخارجي، إلى العاصمة الجزائرية، الاثنين، وفق ما أكدت صحيفة «لو فيغارو» الأربعاء.

ورأت الصحيفة في هذه الزيارة «إشارة إيجابية، ورغبة في وقف دوامة التوتر بين باريس والجزائر، وإبقاء بعض القنوات مفتوحة».