«الجامعة العربية» لإصدار قرار أممي بشأن حظر إسرائيل لـ«الأونروا»

أبو الغيط يتحدث عن تنسيق الجهود في نيويورك لرفض إجراءات تل أبيب

أبو الغيط وأبو هولي خلال لقائهما بالقاهرة لبحث وضع اللاجئين الفلسطينيين (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط وأبو هولي خلال لقائهما بالقاهرة لبحث وضع اللاجئين الفلسطينيين (جامعة الدول العربية)
TT

«الجامعة العربية» لإصدار قرار أممي بشأن حظر إسرائيل لـ«الأونروا»

أبو الغيط وأبو هولي خلال لقائهما بالقاهرة لبحث وضع اللاجئين الفلسطينيين (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط وأبو هولي خلال لقائهما بالقاهرة لبحث وضع اللاجئين الفلسطينيين (جامعة الدول العربية)

تبذل جامعة الدول العربية جهوداً لإصدار «قرار أممي» بشأن حظر إسرائيل لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في إفادة رسمية، الأحد، إنه «يجري التنسيق مع الجانب الفلسطيني والمجموعة العربية في نيويورك من أجل إصدار قرار أممي يتضمن رفضاً قاطعاً لإجراءات إسرائيل الأحادية في هذا الصدد».

وأوضح أبو الغيط، خلال لقائه، الأحد، في القاهرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، أن «هذه الجهود تأتي عقب جلسة مجلس الأمن التي تناولت الوضع الإنساني الكارثي في شمال قطاع غزة، وقرارات الكنيست الباطلة بشأن (الأونروا) الأسبوع الماضي»، مشيراً إلى تحذير مجلس الأمن من «محاولات تفكيك (الأونروا) أو تقليلها».

وتوافق أبو الغيط وأبو هولي على أنه «لا بديل عن (الأونروا) في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للاجئين في مناطق عملياتها»، وعَدّوها «حجر الزاوية» في العمل الإنساني في غزة التي «تواجه ظروفاً تقترب من المجاعة، خاصة في شمال القطاع»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، جمال رشدي.

وأقرّ الكنيست الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، قانوناً يحظر على «الأونروا» العمل في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، بأغلبية 92 صوتاً مقابل 10 أصوات معارضة، وجاء القرار بعد سنوات من الانتقادات الإسرائيلية الحادة للوكالة الأممية، التي زادت مع بدء الحرب على غزة، المستمرة منذ أكثر من عام، حيث اتهمت تل أبيب «الأونروا» بـ«المشاركة في الهجوم الذي نفذته حركة (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

وقوبل القرار بإدانات عربية ودولية واسعة، وحذر مجلس الأمن من «أي محاولات لتفكيك أو تقليص» عمل الوكالة الأممية. وأكد أعضاء المجلس الـ15 في بيان بالإجماع أن «(الأونروا) تظل العمود الفقري لكل الاستجابات الإنسانية في غزة».

فتى فلسطيني يسحب العناصر التي تم إنقاذها في دير البلح وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (رويترز)

وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أبو الغيط ركز خلال لقائه وأبو هولي على «التبعات الخطيرة لقراري الكنيست الأخيرين بحظر وكالة الأونروا وأنشطتها وتجريدها من امتيازاتها بواقع كونها وكالة دولية».

وشهد اللقاء عرضاً مفصلاً للتبعات المتوقعة لهذا القرار على حياة نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني، وأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وصاروا معتمدين بالكامل على «الأونروا» في توفير الغذاء والمساعدات، فضلاً عن نحو 300 ألف طفل يعتمدون على الوكالة الأممية في الحصول على التعليم في القطاع، بحسب الإفادة الرسمية.

وقال أبو الغيط إن «قرار الكنيست يتجاوز حتى الإجرام الإسرائيلي المعهود، لأنه يمس بمستقبل الملايين من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها». وأضاف أن «القرار يستهدف تدمير نسيج المجتمع الفلسطيني كُلياً، وإفراغ قضية اللاجئين من مضمونها، وتسريع سيناريوهات التهجير والتطهير العرقي الجارية في قطاع غزة والضفة الغربية».

وطالب أبو الغيط الأمم المتحدة بـ«الالتفات لخطورة هذه القرارات الإسرائيلية التي تُشكل سابقة على صعيد عمل المنظمات والوكالات الأممية»، مؤكداً أنه «يتعين على الأمم المتحدة حماية هذه المنظمات». وقال إن «عضوية الدول في الأمم المتحدة تفرض عليها التزامات ومسؤوليات تُريد إسرائيل التحلل منها، والتهرب من تبعاتها»، مشدداً على أنه «لا ينبغي أبداً أن تُفلت إسرائيل بهذه القرارات».

ويعود تاريخ إنشاء «الأونروا» إلى عام 1949، حيث تم تأسيسها لمساعدة الفلسطينيين الذين خسروا منازلهم عام 1948، وتقدّم الوكالة خدماتها لنحو 5.9 مليون لاجئ مسجّل في الأراضي الفلسطينية ودول أخرى في الجوار.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكد أن القرار «قد تكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو أمر غير مقبول».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق... آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم زمزم للنازحين (أ.ف.ب)

ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً... أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».

وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة... لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».

الوضع في دارفور

وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور (غرب البلاد)، «وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية».

امرأة وطفلها في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

وقال إن «نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها».

وأضاف كريستو: «في أغسطس (آب) الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد».

وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير (شباط) الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور «أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد».

وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.

وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».

وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.