تفاعل «سوشيالي» حول الدور المصري في «حرب غزة»

إثر نفي القاهرة انتقال شحنة متفجرات لإسرائيل عبر الإسكندرية

مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
TT

تفاعل «سوشيالي» حول الدور المصري في «حرب غزة»

مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)

تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي حول الدور المصري في «حرب غزة» ما بين توضيح لجهود القاهرة في الوساطة والإغاثة ودعم المصالحة ورفض تهجير الفلسطينيين، و«اتهامات» يرددها البعض بشأن استقبال سفينة تحمل شحنة حربية «متجهة لإسرائيل»، ردّت عليها القاهرة واصفة إياها بأنها «أكاذيب وتشويه لدورها التاريخي والراسخ في دعم القضية والشعب الفلسطيني»، وبتأكيد أنه «لا يوجد تعاون مع إسرائيل».

تلك الرواية التي تعد الأحدث، والتي نفتها القاهرة بشكل قاطع عبر بيانين صحافيين للجيش ووزارة النقل، كان صداها لافتاً بمنصات «التواصل» مع تناول الدور المصري بشأن التطورات في غزة. وعدّ خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» العودة لذلك المسار من «المزاعم» بمثابة محاولة للنيل من دور مصر التاريخي، و«مزايدة سوف تفشل كما فشلت المحاولات السابقة»، لافتين إلى أن أدوار مصر «إيجابية ومشرّفة» في دعم الشعب الفلسطيني من قبل الحرب وبعدها.

ومنذ يومين، تضج منصات «التواصل» وتقارير أغلبها إعلامية من منابر خارج مصر بالحديث عن مسار سفينة غربية، قالوا إنها تحمل شحنة حربية «متجهة لإسرائيل»، وإنها ترسو بميناء الإسكندرية (شمال البلاد) دون الكشف عن دليل يحسم محطتها الأخيرة، ووجهوا اتهامات للدور المصري في فلسطين، وتقدم محامون في مصر ببلاغ قضائي بشأن تلك السفينة.

قبل أن يرد مصدر مصري «رفيع المستوى» في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، مساء الخميس، قائلاً إنه «لا صحة لما تردد في بعض وسائل الإعلام المغرضة بشأن استقبال ميناء الإسكندرية السفينة (كاثرين) الألمانية التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل». واعتبر المصدر أن «تلك الأكاذيب تأتي في محاولة من العناصر والأبواق المناهضة للدولة المصرية لتشويه الدور المصري التاريخي والراسخ في دعم القضية والشعب الفلسطيني».

فلسطيني يحمل جريحاً في أعقاب غارة إسرائيلية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (رويترز)

كما نفت القوات المسلحة المصرية بـ«شكل قاطع» ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي و«الحسابات المشبوهة» وما يتم ترويجه من «مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية» جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أنه «لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل»، وفق بيان صحافي للجيش المصري، مساء الخميس. وأهاب البيان العسكري المصري بـ«تحري الدقة فيما يتم تداوله من معلومات»، مؤكداً أن «القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والزود عن شعبه العظيم».

أيضاً نفت وزارة النقل المصرية في بيان صحافي «ما تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الحكومة المصرية سمحت لإحدى السفن الألمانية بالرسو بميناء الإسكندرية»، وأكدت أن «هذا الخبر غير صحيح وعارٍ تماماً عن الصحة». ولفت البيان إلى أنه «تم السماح للسفينة (KATHRIN) برتغالية الجنسية وترفع العلم الألماني بالرسو بميناء الإسكندرية لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي (المصرية)، وإن السفينة تقدمت بطلب رسمي للسماح لها بمغادرة الميناء في اتجاه ميناء حيدر باشا بدولة تركيا لاستكمال خط سيرها».

ورغم تلك التوضيحات، خرجت حسابات بمنصات «التواصل» تهاجم الدور المصري، زاعمة أن القاهرة «شريك مع الاحتلال في ما يحدث للفلسطينيين»، وهو ما رد عليه الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري، بأن «بيان المتحدث العسكري المصري دحض أكذوبة السفينة الألمانية (كاثرين)، وعدم صحة ما نُشر حولها، وهو أبلغ رد رسمي على هذه الشائعة البغيضة التي أطلقتها الجماعات المعادية».

وشدد بكري عبر حسابه على «إكس» مساء الخميس، على أن «مصر مواقفها شريفة وواضحة»، مشيراً إلى أن «مواقف مصر في دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان على غزة، لا أحد يستطيع المزايدة عليها».

كما فند الروايات التي لاحقت الدور المصري، نشطاء بمنصات «التواصل»؛ إذ وصف لؤي الخطيب تلك الأحاديث بأنها «كلام فارغ واتهام تافه ورواية إخوانية»، خاصة بعد توضيح البيانات المصرية الرسمية، واتهم نور الإخوان وأجهزة معادية بأنها «وراء تلك الشائعة».

في حين نبّه الناشط محمد نور إلى أن «إسرائيل اتهمت مصر بأنها تهرب أسلحة لفلسطين (بالتزامن مع شائعة السفينة)»، متسائلاً بسخرية: «هل نهرب أسلحة لفلسطين أو لإسرائيل؟»، في إشارة لحديث إسرائيلي رسمي عن «إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر».

كما سلط الكاتب المصري أحمد مبارك، أيضاً الضوء على اتهامات إسرائيل لمصر بنقل سلاح لغزة عبر سيناء، معبراً عن اندهاشه من ترويج واقعة السفينة التي «ثبت عدم صحة تفاصيلها».

وتعليقاً على ذلك، اعتبر الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، أن «تلك الاتهامات الجديدة محاولات لضرب دور مصر التي قدمت مواقف عظيمة ومشرفة في دعم الفلسطينيين من قبل حرب غزة وبعدها»، مؤكداً أن «المزايدة والشائعات ستفشل كما فشلت محاولات سابقة لا تختلف عن محاولات إسرائيلية للنيل من الموقف المصري».

وشدد فرج على أن «مصر دورها واضح ونزيه ومنحاز للموقف الفلسطيني، خاصة في ملف الوساطة، وكذلك تقديم المساعدات، سواء عبر معبر رفح قبل احتلال جانبه الفلسطيني في مايو (أيار) الماضي، أو بالمشاركة في الإسقاطات الجوية مع الدول العربية لدعم غزة، بجانب استقبال المصابين الفلسطينيين وإقامة معسكرين لإيواء النازحين، وغيرها من المساعدات، فضلاً عن رفض التهجير بشكل قاطع للفلسطينيين، ولعب دور إيجابي للغاية لإتمام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية».

ويتوقع اللواء فرج أن «تلك المحاولات التي تقف وراءها جماعات ومنابر معادية لمصر منها (الإخوان) عبر منصات (التواصل)، تعد بمثابة حرب نفسية لتشويه وتعطيل وإضعاف الدور المصري أمام الضغوط الإسرائيلية»، لافتاً إلى أهمية أن ينتبه كل مصري ويستمع للحقائق ولا يستجيب لشائعات تستهدف المساس بالدور والموقف المصري.

فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

ومنذ «حرب غزة»، قادت مصر مع قطر والولايات المتحدة الأميركية، جهود وساطة أسفرت عن هدنة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وساهمت عبر معبر رفح في إدخال أطنان من المساعدات، وكانت مدينة العريش مركز استقبال جميع الجهود الإغاثية من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن استقبال المصابين الفلسطينيين قبل غلق المعبر. إضافة إلى بيانات وأحاديث متكررة لرفض تهجير الفلسطينيين، ورفض احتلال إسرائيل للمعبر و«محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر، و«لا تزال علاقاتها متوترة بإسرائيل، لا سيما بعد اتهامات نتنياهو لمصر بتهريب أسلحة عبر الأنفاق، والتي شهدت في إثرها أول استعراض عسكري مصري غير مسبوق على الحدود مع غزة».

المواقف المصرية المتعددة، ترى العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، أنها «جزء من دور مصر التاريخي والمشرِّف في دعم القضية الفلسطينية»، مؤكدة أن «ما حدث بشأن السفينة، ليس هو المرة الأولى التي تتهم القاهرة بهذه الاتهامات، وكلها تضليل ومن منابر معادية تروج روايات كاذبة».

وبرأي عبد المجيد، فإن «مصر كما لم تستسلم للضغوط الإسرائيلية، وواصلت تقديم المساعدات الإغاثية ولعب دور كبير في الوساطة، وكذلك الدفاع عن المطالب الفلسطينية ورفض التهجير بشدة، فلن تنجح المحاولات الجديدة في إثناء القاهرة عن أدوارها التاريخية في دعم القضية الفلسطينية»، مؤكدة أهمية إعمال العقل وإظهار الحقائق في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة بالمنطقة، ومعرفة أن «هناك عدواً يريد أن يتربص بمصر لإضعاف موقفها التاريخي الداعم لفلسطين».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
TT

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

مع اقتراب دفع المحكمة الجنائية الدولية بـ«المرافعات» الختامية في قضية السوداني علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم بدارفور، وصف الدفاع المتهم كوشيب بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، وهم: الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا «الدفاع» وقتها عبد الرحيم محمد حسين، و«الداخلية» أحمد هارون.

وقالت المحكمة الجنائية، في «ورشة عمل» عقدتها للصحافيين السودانيين في العاصمة الكينية كمبالا، الجمعة، إن المحكمة قررت تقديم المرافعات الختامية في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

ويواجه عبد الرحمن 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم بدارفور السودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003، وأبريل (نيسان) 2004، بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

مطالب بتسليم البشير وهارون

وقال المستشار بمكتب المدعي العام داهيرو سان آنا، عبر تقنية مؤتمر فيديو من لاهاي، إن مكتبه يحقق في أحداث دارفور الناجمة عن الحرب الحالية، وإنه كلف فريقاً يقوم بجمع المعلومات في دارفور يتعلق بالقضايا الجديدة، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتحدث الناس أنها تحدث في الإقليم المضطرب، وبنهاية التحقيقات سيجري تقديم طلبات لقضاة المحكمة لتوجيه اتهامات.

عمر البشير خلال محاكمته بالفساد يونيو 2019 (رويترز)

وأوضح أن المتهمين الرئيسيين؛ الرئيس السابق عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير داخليته أحمد محمد هارون، لا يزالون دخل السودان. وأضاف: «وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يجب تسليمهم للمحكمة، وهو التزام لا يزال قائماً». وتابع أن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قاده الجيش صعب الأوضاع المتعلقة بتسليم المتهمين.

وقال داهيرو إن تسليم المتهمين يقع على حكومة السودان التي تَعلم مكان المتهمين. وتابع: «سألناهم، العام الماضي، ولم يعطونا معلومات، وقالوا إنهم يحققون في مكان وجود أحمد هارون». واستطرد: «التحقيقات مع كوشيب أشارت إلى ضلوع هارون في كل الجرائم المرتكبة بواسطة كوشيب، وطالبنا بتسليمه ليحاكَم الرجلان معاً، لكن هذا لم يحدث».

وعادت قضية تسليم أحمد محمد هارون إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الصراعات داخل حزب البشير «المؤتمر الوطني»، وانتخاب الرجل رئيساً للحزب، رغم التهم الموجهة له من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والاتهامات التي يواجهها في القضاء المحلي.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وبإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، يواجه الرجال الثلاثة المحاكمة باتهامات تتعلق بتدبير انقلاب 1989، تصل عقوبتها للإعدام. وعقب اندلاع الحرب، في 15 أبريل، خرج هارون ومتهمون آخرون من السجن، ولا يعلم مكان وجودهم، بينما لا تزال السلطات تقول إن البشير وحسين لا يزالان قيد الحبس، دون أن تكشف عن مكان حبسهما.

اتهامات لحكومة السودان

بدوره، قال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة لا تستطيع توسيع نطاق اختصاصها إزاء الجرائم التي يزعم أن قوات «الدعم السريع» ترتكبها في مناطق جديدة من السودان؛ لأن السودان ليس عضواً في ميثاق روما المكون للمحكمة الجنائية الدولية، وأن اختصاصها يقتصر على قرار مجلس الأمن 1593 الصادر في 2005، الذي أحال الوضع في دافور للمحكمة.

واتهم محامي المتهم سيريل لاوشي، في إفادته، للصحافيين، «حكومة السودان» بأنها قدمت كوشيب «كبش فداء» للتستر على المتهمين الرئيسيين. وقال: «جاء ممثل السودان، وقال: خذوه وحاكموه، فهذا هو الشخص الذي يجب أن تجري محاكمته، على الرغم من وجود المتهمين الرئيسيين؛ عمر البشير ومساعديْه وزيري الدفاع والداخلية».

وأرجع محامي كوشيب تأخير إجراءات المحاكمة إلى عدم مثول المتهمين الآخرين، وأضاف: «كان يمكن أن تسير الإجراءات بشكل يحقق العدالة، بحضور المتهمين». وأقر المحامي لاوشي بوقوع الجرائم موضوع المحاكمة، وطالب بجبر ضرر الضحايا، بقوله: «للمجني عليهم الحق في جبر الضرر، بغض النظر عن إدانة كوشيب أو تبرئته، وحق الضحايا لن يتأثر بكونه مجرماً أو غير مجرم».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفقاً للمتحدثين باسم محكمة لاهاي، فإن مكتب المدعي العام والممثلين القانونيين للضحايا، وهيئة الدفاع سيدلون بمرافعاتهم الختامية، في الوقت المحدد، أمام الدائرة الابتدائية الأولى المكونة من القاضية جوانا كورنر «قاضية رئيسة»، والقاضيتين راين ألابيني غانسو وألتيا فيوليت أليكسيس.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليمه نفسه للمحكمة في يونيو (حزيران) 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وقفلت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023، وينتظر أن تستمع المحكمة إلى مرافعتَي الاتهام والدفاع الختاميتين، قبل اتخاذ قرار بشأن الرجل المحبوس لدى المحكمة في لاهاي.