تعهد عربي - أميركي بالحفاظ على «وحدة ليبيا وسيادتها»

نجل حفتر يدعو من واشنطن إلى ضرورة إعادة الإعمار في جميع مدن البلاد

اجتماع نورلاند مع حسام زكي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (السفارة الأميركية بالقاهرة)
اجتماع نورلاند مع حسام زكي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (السفارة الأميركية بالقاهرة)
TT

تعهد عربي - أميركي بالحفاظ على «وحدة ليبيا وسيادتها»

اجتماع نورلاند مع حسام زكي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (السفارة الأميركية بالقاهرة)
اجتماع نورلاند مع حسام زكي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (السفارة الأميركية بالقاهرة)

تزامناً مع التعهد الأميركي - العربي بالحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها، بدأ بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني»، المتركز في شرق ليبيا، ومسؤول «صندوق التنمية وإعادة الإعمار»، أول زيارة رسمية له إلى العاصمة الأميركية واشنطن.

وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إنه بحث بمقر الجامعة في القاهرة، مساء الاثنين، مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، تطورات الأوضاع في ليبيا وتشاورا حول سبل حل الأزمة الحالية.

كما أوضح زكي في بيان، اليوم الثلاثاء، أنهما تبادلا وجهات النظر فيما يخص الوضع السائد في ليبيا عموماً، مشيراً إلى استعراضه موقف الجامعة العربية وثوابتها، وفي مقدمتها أهمية الحفاظ على وحدة الدولة وسلامة أراضيها، والتأكيد على ملكية الليبيين للعملية السياسية، كما شرح جهود واتصالات الجامعة العربية مع الأطراف في الأشهر الأخيرة، وذلك في إطار اضطلاعها بمهمة التقريب بين الجهتين، بهدف الوصول إلى توحيد المؤسسات من خلال تنفيذ إرادة الليبيين عبر صناديق الانتخاب.

في سياق ذلك، أكد زكي مجدداً أن الجامعة العربية على استعداد دائم لمرافقة الليبيين نحو إيجاد حلول مناسبة لهم، لافتاً إلى أن نولارند، الذي استعرض جهوده لمحاولة إيجاد مخرج للوضع المتأزم في ليبيا، أكد حرصه على التشاور والتنسيق مع الجامعة العربية، والاستماع إلى تقييم الجامعة فيما يخص مساعي تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة هناك.

وكان نورلاند قد أعلن في بيان عقب الاجتماع عن «تشارك الجانبين الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها في هذا الوقت الحرج». وفق وصفه.

في غضون ذلك، بدأ المهندس بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، ومدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، زيارة هي الأولى له بشكل رسمي إلى الولايات المتحدة، تلبية لدعوة قال إنه تلقاها من وزارة الخارجية الأميركية.

بلقاسم حفتر أكد أنه سيجري مشاورات مع عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية بهدف تنسيق جهود إعادة إعمار ليبيا (أ.ف.ب)

وأوضح بلقاسم أنه سيجري مشاورات مع عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية، بهدف تنسيق جهود إعادة الإعمار، لافتاً في تصريحات لقناة «الحرة» الأميركية، مساء الاثنين، إلى ما وصفه بتوافق كبير بين الشرق والغرب الليبي حول ضرورة إعادة الإعمار في جميع مدن ليبيا، وأوضح أن الشارع الليبي شهد تغييرات إيجابية منذ بداية هذا العام، شملت قطاعات كانت مهملة لأكثر من عشر سنوات.

ودعا نجل حفتر الشركات الكبرى العالمية، ذات الخبرة والقدرات العالية، إلى المشاركة في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا، مشيراً إلى أن ليبيا «مفتوحة أمام العالم، وتحتاج إلى دعم دولي لتحقيق التنمية».

صورة أرشيفية لنجل حفتر مع رئيس مجلس النواب (صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا)

وبعدما أكد وجود رقابة على عقود صندوق إعادة الإعمار، نفى بلقاسم «وجود صفقات مع روسيا أو الصين بهذا الشأن»، عادّاً تخصيص 10 مليارات دينار من مجلس النواب لإعادة إعمار ليبيا «غير كافٍ نظراً لوجود إهمال طوال السنوات الماضية».

كما أشار بلقاسم إلى أهمية المؤتمر الأول لإعادة إعمار الجنوب، الذي يحمل أبعاداً كبيرة، أبرزها مواجهة الإهمال، الذي عانت منه المنطقة لعقود، لاسيما في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، مشيراً إلى أن العمل على إعادة إعمار الجنوب «بدأ بالفعل، بعد تدهور هذه القطاعات لفترة طويلة».

صورة تبين حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة درنة بفعل الإعصار المدمر السنة الماضية (أ.ف.ب)

وتقول الولايات المتحدة في المقابل إنها تواصل جهودها لإعادة إعمار ليبيا عبر التواصل مع السلطات، بهدف توظيف مقدرات البلاد، حيث أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، أنها قدمت مساعدات إلى الأطراف الليبية بنحو 900 مليون دولار أميركي.

من جهة أخرى، أوضح السفير الروسي في ليبيا، أيدار أغانين، أنه بحث مساء الاثنين، مع ممثلي التجمع الوطني للأحزاب الليبية، العلاقات الثنائية والحوار الوطني والتعاون بين الأحزاب الروسية والليبية.

فيما دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، مساء الاثنين، إلى «تعيين مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيا في أسرع وقت ممكن»، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في العاصمة الروسية موسكو.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي لدعم الانتخابات البلدية في ليبيا

شمال افريقيا السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)

الاتحاد الأوروبي لدعم الانتخابات البلدية في ليبيا

في إطار إجراء الاستحقاق البلدي قريباً، أطلع رئيس مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح، سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو، على الاستعدادات الجارية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد يؤدي اليمين أمام مجلس النواب (مجلس النواب)

ليبيا: مشاورات موسّعة تستبق إعلان مجلس إدارة «المركزي»

يرى سياسيون ليبيون أنه من الصعب إتمام أي اتفاق في البلاد بعيداً عن المحاصصة، يأتي ذلك بينما تُجرى مشاورات موسّعة بشأن اختيار أعضاء إدارة المصرف المركزي الجديدة.

جاكلين زاهر (القاهرة)
رياضة عالمية لاعبو منتخب نيجيريا خلال التأهب للعودة لبلادهم بعد بقائهم ساعات في مطار الأبرق (إكس)

منتخب نيجيريا يعود إلى أبوجا منسحباً... والاتحاد الليبي: نأسف للإزعاج

عاد المنتخب النيجيري لكرة القدم الاثنين إلى بلاده بعد قراره عدم خوض مباراته مع مضيفه الليبي في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع لجنة متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين (المجلس الرئاسي)

ليبيا: تجدد أزمة رئاسة «الأعلى للدولة» بعد تحرك قضائي

تجددت أزمة رئاسة المجلس الأعلى للدولة الليبي، بعدما أودعت محكمة استئناف جنوب طرابلس أسباب الحكم المستعجل، القاضي بوقف ما ترتب عن جلسة انتخاب مكتبه السياسي.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

«حقوق الإنسان» في ليبيا... ملف شائك يستتبع انتقادات دولية

ترصد منظمات وجمعيات حقوقية ليبية ارتكاب أفراد أمن وعناصر تشكيلات مسلحة «انتهاكات واسعة» بحق مواطنين ومهاجرين غير نظاميين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاتحاد الأوروبي لدعم الانتخابات البلدية في ليبيا

السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)
السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)
TT

الاتحاد الأوروبي لدعم الانتخابات البلدية في ليبيا

السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)
السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)

بحث رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، عماد السايح، في العاصمة طرابلس مع سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، ما يمكن تقديمه من الدعم والخبرات المساندة في مجال إدارة وتنفيذ الانتخابات.

ونقل السايح عن أورلاندو خلال اللقاء، الذي عُقد بمقر المفوضية، الثلاثاء، إشادته بجهود المفوضية استعداداً لعملية الاقتراع لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الأولى) 2024، و(المجموعة الثانية)، المزمع البدء في تنفيذها مطلع العام المقبل، مجدداً استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم الفني والاستشاري للمفوضية، ما يعزز جاهزيتها، ويهيئ مناخاً ملائماً لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة.

رئيس مجلس مفوضية الانتخابات مستقبِلاً السفير الهولندي لدى ليبيا (المفوضية)

كما استعرض السايح مع سفير هولندا، يوست كلارنبيك، خطط الدعم المستقبلي للمفوضية والتحديات التي يمكن أن تواجه العملية الانتخابية، ومستوى جاهزيتها لتنفيذ عملية الاقتراع المرتقبة لانتخابات المجالس البلدية 2024 (المجموعة الأولى).

ومن جهته جدد كلارنبيك دعم حكومة بلاده جهود استكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، مشيداً بمستوى جاهزية المفوضية، ومثمناً جهودها في مراحل العملية الانتخابية التي تم إنجازها، وحرصها على إجراء الانتخابات وفق أعلى المعايير الدولية.

وكانت المفوضية قد أعلنت فتح باب الانسحاب للمترشحين لانتخاب المجالس البلدية، الواردة أسماؤهم في القوائم الأولية، حتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الخميس المقبل.

بدورها، أوضحت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال البعثة الأممية، أنها ناقشت في العاصمة الإماراتية أبوظبي مع وزير الدولة، خليفة بن شاهين المر، التطورات السياسية والأمنية ​​والاقتصادية في ليبيا، وقالت بهذا الخصوص: «ناقشنا أيضاً الحاجة الملحة إلى تهيئة الظروف المواتية لتنشيط العملية السياسية، وكسر الجمود الحالي»، معربة عن امتنانها لدعم الإمارات المستمر لجهود البعثة الأممية.

ستيفاني خوري ناقشت في الإمارات التطورات السياسية والأمنية ​​والاقتصادية في ليبيا (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه ناقش، مساء الاثنين بطرابلس، مع الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية، فيليب بارتون، وسفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن، الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتأكيد على ارتباطها الوثيق ببعضها وتكاملها، مشيراً إلى بحث سُبل تعزيز الشفافية والرقابة على مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، ودورهما التقني المستقل، الذي يتطلب إيجاد آلية موحدة لإعداد ترتيبات مالية موحدة، قصد ضمان تحقيق ميزانية موحدة تعيد للمؤسسات الاقتصادية دورها الفني، بعيداً عن السياسة.

وكان الطاهر الباعور، المكلف بوزارة الخارجية في حكومة «الوحدة»، قد بحث مع الوفد البريطاني أهمية مساعدة ليبيا في إنجاح العملية الانتخابية، وصولاً إلى الاستقرار الدائم، كما ناقشوا ملف الهجرة غير المشروعة، وسُبل حشد الدعم الدولي لمعالجة هذه الظاهرة، التي أصبحت تتنامى بشكل كبير داخل المنطقة.

في سياق مختلف، وفي إطار المماحكات السياسية المستمرة، مع حكومة «الوحدة» المؤقتة، طالب مجلس النواب بإلغاء قرار الحكومة بشأن تشكيل مجلس إدارة لجمعية الدعوة الإسلامية.

وخاطب مدير إدارة الشؤون القانونية بمجلس النواب رئيس فرع إدارة القضايا بالعاصمة طرابلس، في رسالة رسمية، نشرتها وسائل إعلام محلية، بخصوص قرار حكومة «الوحدة»، بوصفه «معيباً» وصدر «من غير ذي صفة».

لقاء الدبيبة مع رئيس ديوان المحاسبة ومسؤولي النفط والاستثمارات (حكومة الوحدة)

وكان رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قد عقد اجتماعاً، الاثنين، مع رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، ورئيسي المؤسسة الوطنية للنفط، والليبية للاستثمار، ومسؤولي الطاقة والشركات العامة، والاستثمارات والمصارف، وبحث معهم بعض المشاريع الاستثمارية لتطوير قطاع الطاقة، وزيادة الإنتاج في مجالي النفط والغاز. وقال بيان لحكومة الوحدة إن الاجتماع ناقش آلية سداد المحروقات للعام المقبل، ووضع ضوابط للكميات، وآليات التوريد، ومعالجة هذا الملف.

في شأن آخر، أعلنت مديرية أمن منفذ رأس جدير، على الحدود البرية المشتركة مع تونس، انطلاق مراسم افتتاح المعبر التجاري رسمياً، السبت المقبل، بعد التوقف 8 أشهر، تنفيذاً لتعليمات عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلَّف من حكومة «الوحدة».