ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب

من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)
من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)
TT

ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب

من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)
من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)

أنهت قرابة ألف أسرة فقط بناء مساكنها التي دمَّرها زلزال عنيف تحل، الأحد، ذكراه السنوية الأولى في المغرب، وسط انتقادات لبطء عمليات الإعمار رغم الترخيص بإعادة بناء أكثر من 55 ألف بيت.

تسبب الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في نواحي مراكش بوسط البلاد ليل 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، في مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، وألحق أضراراً بنحو 60 ألف بناية، وبلغت شدته 7 درجات، مما يجعله الأقوى في تاريخ المملكة.

سيدة تمر في مخيم مؤقت لإيواء المتضررين في منطقة الهوز (أ.ف.ب)

غداة الكارثة التي خلَّفت صدمة وتضامناً واسعين في المغرب وخارجه، أُعلن عن برنامج طموح لإعادة الإعمار تناهز قيمته 120 مليار درهم (نحو 11.7 مليار دولار) على 5 أعوام، من بينها 8 مليارات درهم (740 مليون دولار تقريباً) لدعم الأسر المنكوبة على إعادة بناء البيوت المهدمة كلياً أو جزئياً، على أن تُصرف الأموال على دفعات.

وحسب آخر حصيلة لعمليات إعادة الإعمار «تمت الإشادة بنجاح قرابة ألف أسرة في إنهاء أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها»، وفق بيان لرئاسة الوزراء قبل أيام. وأتى ذلك رغم «إصدار 55142 ترخيصاً لإعادة البناء، وكذا تقدم ورش بناء وتأهيل المنازل المتضررة في 49632 مسكناً».

يرتبط التقدم في إعادة البناء بتلقي الدعم الذي يُصرف على أربع دفعات، ويتراوح بين 80 ألفاً و140 ألف درهم حسب درجة تضرر البناية (بين 8 آلاف و14 ألف دولار)، لكن أيضاً بالحصول على التراخيص اللازمة للبناء والتصاميم الهندسية... ولم تحصل سوى 939 أسرة على الشطر الأخير من هذا الدعم، في مقابل نحو 58 ألفاً حصلوا على الشطر الأول منه، وفق الأرقام الرسمية.

بلدة متضررة بالزلزال في الهوز (أ.ف.ب)

وأكدت الحكومة «ضرورة حض باقي الأسر المتضررة على تسريع أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، حتى يتسنى لها الاستفادة من باقي دفعات الدعم». إلا أن نشطاء انتقدوا الحكومة لـ«فشلها الذريع» في تدبير إعادة الإعمار، على ما أفاد محمد بلحسن، منسق «تنسيقية منكوبي الزلزال» في بلدة أمزميز في إقليم الحوز الأكثر تضرراً بالزلزال في ضواحي مراكش.

وأوضح لوكالة الوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك تأخر كبير في عمليات إعادة الإعمار حسب الأرقام الحكومية نفسها. لا يزال عدد كبير من الناجين تحت الخيام بعد عام». وأضاف: «كان أولى تكليف الشركات العقارية العمومية بإعادة البناء، وإعفاء المتضررين من بيروقراطية تزيدهم هماً على همٍّ».

قرويون أمام بنك متنقل في تلة نايعقوب بمنطقة الهوز (أ.ف.ب)

وفي إقليم تارودانت، على الجانب الغربي لجبال الأطلس الكبير، «لم يتغير الشيء الكثير، إعادة الإعمار تسير ببطء شديد»، وفق الناشطة سهام أزروال التي أسست مبادرة «موروكان دوار» لدعم المنكوبين. وتابعت قائلةً: «يجد السكان أنفسهم تائهين ومنهكين وسط دوامة» من الإجراءات الإدارية الضرورية قبل الشروع في إعادة البناء.

في نهاية أغسطس (آب)، تظاهر سكان قرية تلات نيعقوب القريبة من بؤرة الزلزال للمطالبة خصوصاً «بتسريع صرف الدعم لإعادة البناء وتوفير بدائل للأراضي المصنفة (مناطق حمراء) لم تعد صالحة للبناء»، وفق مصدر محلي.

بالموازاة، صُرف دعم شهري بنحو 230 دولاراً للأسرة على مدى عام استفادت منه أكثر من 63800 أسرة، فضلاً عن مساعدات مالية لمزارعين وحرفيين ولدور إيواء سياحية، وتأهيل 42 مركزاً صحياً و111 مدرسة، وفق السلطات.


مقالات ذات صلة

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

علوم الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في حدوث الزلازل (أرشيفية-رويترز)

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

كشفت دراسة جديدة أن الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في إحداث الزلازل على الأرض، وهو الاكتشاف الذي يمكن استخدامه لتحسين التنبؤات بالزلازل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أوروبا مشهد من مدينة نابولي الإيطالية (أرشيفية - رويترز)

سلسلة من الزلازل تهز نابولي الإيطالية بالقرب من بركان هائل

تعرضت مدينة نابولي الإيطالية لسلسلة من الزلازل كان أشدها بدرجة 3.9 درجة على مقياس ريختر.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
آسيا صورة عامة للعاصمة نيودلهي (أرشيفية-رويترز)

زلزال بقوة 4 درجات يضرب نيودلهي

ضرب زلزال بقوة 4 درجات صباح الاثنين نيودلهي وحُدد مركزه على مشارف العاصمة الهندية الضخمة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أفريقيا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (أرشيفية - د.ب.أ)

زلزال بقوة 6 درجات يهز إثيوبيا

ذكرت مراكز متخصصة في رصد الزلازل أن زلزالاً بلغت شدته ست درجات هز وسط إثيوبيا أمس (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
أوروبا رجال الإطفاء يسيرون في قرية فيرا التي تم إخلاؤها تقريبًا في سانتوريني باليونان (إ.ب.أ)

بسبب استمرار الزلازل في سانتوريني... إعلان حالة الطوارئ بجزيرة يونانية ثانية

أعلنت السلطات حالة الطوارئ في جزيرة يونانية ثانية، اليوم (الأربعاء)، فيما تواصل سلسلة من الزلازل هز المنطقة الواقعة جنوب شرقي البلاد في بحر إيجة.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

الهادي إدريس لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT

الهادي إدريس لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان، لتثير مزيداً من القلق والمخاوف والرفض، داخلياً وإقليمياً ودولياً، على مستقبل البلاد وتمزقه، لكن داعمي هذه الخطوة يرون أنها فرصة كبرى لإنقاذ البلاد من شبح التشرذم والفوضى.

أحد الداعمين هو الدكتور الهادي إدريس، القيادي البارز في تحالف «تأسيس» الذي برز أخيراً للوجود ويقف وراء هذه الخطوة، اتهم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قادة الجيش بانهم هم من اتخذ إجراءات تعرّض البلاد للتقسيم، مؤكداً أن حكومته جاءت لتأمين وحدة السودان. وقال: «حكومتنا ليست لدارفور وحدها أو (الدعم السريع)، هي لكل السودان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب}.

وتابع {لقد أعددنا دستوراً يضمن حقوق الجميع، ووقع عليه أشخاص وكيانات مختلفة من جميع مناطق السودان». وقال إدريس، وهو العضو السابق في «مجلس السيادة» السوداني، إنهم يعملون الآن على طمأنة دول الجوار بالتأكيد على أنهم «دعاة وحدة»، وليسوا مع تقسيم السودان.