3 حوادث طعن خلال 24 ساعة تفجع مصريين

أحدثها قتل رجل زوجته أثناء سيرهما في الشارع

وزارة الداخلية المصرية (فيسبوك)
وزارة الداخلية المصرية (فيسبوك)
TT

3 حوادث طعن خلال 24 ساعة تفجع مصريين

وزارة الداخلية المصرية (فيسبوك)
وزارة الداخلية المصرية (فيسبوك)

شهدت مصر خلال الـ24 ساعة الأخيرة 3 حوادث طعن مفجعة، بينها قيام زوج بقتل زوجته طعناً أثناء سيرهما في الشارع، مساء الجمعة، بمحافظة الجيزة، كما تحولت مشادة كلامية بين عاملين إلى جريمة قتل حيث انهال أحدهما على الآخر بـ20 طعنة نافذة حتى الموت، بينما طعن طالب يعمل ميكانيكياً والده بسكين في الصدر أمام المارة في المقطم (شرق القاهرة) إثر مشاجرة بينهما.

الحوادث الـ3 تشير إلى عوامل مادية وراءها، حسب التحريات المبدئية لجهات التحقيق، فقد تبين وجود خلافات بين الرجل الذي يسكن حي بولاق الدكرور وزوجته بسبب أمور مادية، كما كان طعن الطالب والده لطلب الأخير الحصول على أموال من عمل الطالب في ورشة ميكانيكا، فيما تطور مزاح ومشاجرة بسيطة لجريمة قتل العامل لزميله.

ارتفاع وتيرة هذه الحوادث في الفترة الأخيرة بالشارع المصري يرجعها أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، إلى «غياب القيم والتربية والقدوة والأخلاق»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شيوع هذه الحوادث يعود لعدم البناء السليم للأسرة بداية من الاختيار الخاطئ للزواج والزوجة، وحين يحدث خلل نتيجة تأثيرات (السوشيال ميديا) أو الأفلام أو الدراما أو حتى كلمات الأغاني التي يسمونها مهرجانات، والتي تؤدي إلى سطحية العقل وغياب الوعي وقلة الأخلاق التي تعتبر عماد المجتمع».

ولفت إلى أن «الوعي المجتمعي غائب»، محملاً «الأسرة والتربية والتعليم والمؤسسات الدينية والمؤسسات الإعلامية» مسؤولية هذه الحوادث، واستبعد قناوي أن تكون الضغوط الاقتصادية والمادية سبباً في هذه الجرائم، مشيراً إلى «وجود الكثير من الأسر الفقيرة التي ما زالت تتسم بالقيم السليمة ولا تقع في هذه الجرائم».

وعلى خلفية هذه الوقائع صدر، السبت، حكم بالسجن المشدد 15 سنة ضد طالب، وعامل لاتهامه بقتل شاب طعناً في الرقبة أثناء سيره بالطريق العام بمدينة الإسكندرية (شمال مصر)، وورد في أوراق القضية أنها تعود لمشادة بين المتهم والمجني عليه تطورت إلى مشاجرة، قام خلالها أحدهما بطعن المجني عليه بمطواة.

ويرى أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد المهدي أن «هناك عدة عوامل تؤدي لزيادة معدلات جرائم القتل من هذا النوع، من بينها أن نسبة كبيرة من الشباب والمراهقين يتعاطون المخدرات، وهناك أنواع جديدة من المخدرات تؤدي لعدم القدرة على التحكم في دفعات الغضب، وتضع الإنسان على حافة العنف لأتفه الأسباب».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كما يساهم في ذلك اضطرابات النوم مع استحواذ (السوشيال ميديا) والتكنولوجيا الحديثة على الكثيرين، ونقص مراحل النوم العميق، مما يؤدي لاضطرابات نفسية كثيرة لا ينتبه لها الكثيرون مثل القلق وسرعة الاستثارة، كما أن الضغوط الاقتصادية والبطالة والأحوال المادية الصعبة تكون أحياناً سبباً في هذه الجرائم المفجعة».

وأشار المهدي إلى «غياب الدور التربوي للأسرة والمدرسة، فأصبح الشباب فريسة سهلة لـ(السوشيال ميديا) لتشكّل القيم الخاصة بهم، وهناك أطفال ومراهقون يظلون لساعات طويلة يمارسون القتل في الواقع الافتراضي، ومن ثم تقل حساسيته تجاه ممارسة القتل في الواقع الحياتي».

كما لفت أستاذ الطب النفسي إلى «اضطرابات يعاني منها الكثيرون ولا يعالجون لوجود وصمة اجتماعية في هذا الأمر، وهؤلاء من الممكن أن تؤدي اضطراباتهم إلى جرائم قتل».

وكان وزير الداخلية المصري قد أعلن خلال احتفالات عيد الشرطة، في يناير (كانون الثاني) 2024، عن تراجع معدلات الجريمة بنسبة 13.9 في المائة عن العام الماضي.


مقالات ذات صلة

سيارة تصدم عدداً كبيراً من الأطفال أمام مدرسة بوسط الصين (فيديو)

آسيا تقديم المساعدة لضحية بعد اصطدام سيارة خارج مدرسة ابتدائية في مقاطعة هونان بالصين (رويترز) play-circle 00:35

سيارة تصدم عدداً كبيراً من الأطفال أمام مدرسة بوسط الصين (فيديو)

ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلاثاء) أن عدداً كبيراً من الأطفال أصيبوا عندما صدمتهم مركبة عند بوابة مدرسة في وسط الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين )
يوميات الشرق إدغار باريينتوس كوينتانا (وسائل إعلام محلية)

سُجن 16 عاماً... تبرئة أميركي من جريمة قتل لم يرتكبها

أعلن المدعي العام المحلي، الثلاثاء، أن رجلاً من مينيسوتا أُطلق سراحه من السجن بعد أن أمضى 16 عاماً في السجن بتهمة ارتكاب جريمة قتل لم يرتكبها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا سيارة إسعاف في باكستان (أرشيفية - إ.ب.أ)

باكستان: 14 قتيلاً في حادث حافلة عائدة من حفلة زفاف... والعروس الناجية الوحيدة

قُتل 14 باكستانياً، خلال عودتهم من حفلة زفاف، مساء الثلاثاء، بعد سقوط الحافلة التي كانت تقلّهم في نهر بمنطقة جبلية بباكستان

«الشرق الأوسط» (غيلغيت )
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق عززت مبادرات ومشاريع «رؤية السعودية 2030» جهود رفع وعي المجتمع وقائدي المركبات تجاه السلامة المرورية (الشرق الأوسط)

السعودية تسجل انخفاضاً بنسبة 50 % في وفيات الطرق

سجّلت السعودية إنجازاً مهماً بانخفاض وفيات حوادث الطرق في المملكة بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الثماني الماضية، وذلك بعد أن تراجعت أعداد وفيات حوادث الطرق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مناورة بحرية تسلّط الضوء على ملف «توحيد الجيش الليبي»

جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)
جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)
TT

مناورة بحرية تسلّط الضوء على ملف «توحيد الجيش الليبي»

جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)
جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)

أعادت مناورة بحرية إقليمية، أجريت في تونس، تسليط الضوء على ملف توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، المجمد منذ أعوام، بعد مشاركة قوتين تابعتين لـ«الجيش الوطني»، وحكومة «الوحدة» المؤقتة.

التمرين البحري «فينيكس إكسبرس» الذي انتهى منتصف الشهر الحالي، جاء بمشاركة القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا «أفريكوم» و12 دولة، هي الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتركيا وإيطاليا ومالطا وبلجيكا وجورجيا، إضافة إلى تونس.

وفي خطوة رآها متابعون لا تخلو من دلالات، شاركت إحدى تشكيلات البحرية التابعة للقيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، مع نظيرتها في طرابلس في التمرين البحري، حسبما أعلنت قوات القيادة الجيش في شرق البلاد.

سفينة مشاركة في التدريب (متداولة)

وتعطلت اجتماعات توحيد الجيش الليبي، إثر أزمات سياسية، برغم أنها كانت قد قطعت شوطاً في سبيل إنهاء انقسام المؤسسة العسكرية بين شرق ليبيا وغربها.

وعدّ وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، العسكريين في بلده «كياناً واحداً»، معتقداً أن توحيد المؤسسة العسكرية «ربما يكون قريباً». من دون أن يقدم مبرراً لذلك.

وإذ يلفت البرغثي إلى أن هذه «المناورة هي الأولى بين العسكريين الليبيين من الجانبين»، فإنه يُذكّر «باتفاق سابق منذ أقل من عامين على تشكيل قوة مشتركة بمستوى لواء كحرس للحدود الجنوبية، لكنها لم تتشكل بعد».

ومنذ أقل من عامين، اتفق رئيسا أركان الجيش في شرق ليبيا وغربها: الفريق أول عبد الرازق الناظوري، والفريق أول محمد الحداد، على تشكيل هذه القوة المشتركة «كخطوة أولى لحماية الحدود»، بحضور قائد «أفريكوم» مايكل لانجلي خلال مؤتمر رؤساء الأركان الأفارقة في روما في مارس (آذار) 2023.

جانب من الوحدات التي شاركت في التدريب (رئاسة أركان غرب ليبيا)

ويتحدث المدير السابق لشؤون شمال أفريقيا في «مجلس الأمن القومي» الأميركي، بين فيشمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن رهان أميركي «على نجاح توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بما يؤدي إلى تقليص الوجود الروسي في ليبيا».

وتزايدت التكهنات بشأن مسارات الاستراتيجية الأميركية نحو توحيد الجيش الليبي، علماً بأن التدريبات التي يرعاها «أفريكوم» شهدت زيارة أجراها السفير الأميركي بتونس والمنسق العام للتمرين البحري من «أفريكوم» للباخرة «الكرامة».

ويعول البرغثي، لـ«الشرق الأوسط»، على إجراء انتخابات رئاسية تفضي إلى رئيس منتخب يكون بمثابة القائد الأعلى للجيش الليبي في ظل دستور دائم للبلاد.

في هذه الأثناء، كان مثيراً لانتباه المراقبين، ظهور لافتات تحمل صور حفتر على متن السفينة «الكرامة» التابعة للقيادة العامة، التي شاركت في تدريبات تونس، علماً بأن قوات غرب ليبيا شاركت على متن باخرة أخرى تحمل «ابن عوف».

وحسب محللين، فإن العامل الضاغط على واشنطن في تحركاتها هو وجود مئات من المرتزقة التابعين لمجموعة «فاغنر» العسكرية في ليبيا، بحسب تقرير سري للأمم المتحدة عام 2020.

وسبق أن جدّدت واشنطن في يونيو (حزيران) الماضي دعمها الكامل للحلول التي يقودها الليبيون لتوحيد جيشهم، وفق بيان لسفارتها في ليبيا، وذلك إثر لقاء رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز براون، مع الحداد والناظوري، في مؤتمر رؤساء الدفاع الأفارقة عام 2024، في عاصمة بوتسوانا غابورون.

تنسيق عملياتي خلال التدريب (رئاسة أركان غرب ليبيا)

ويعيد البرغثي التذكير بوعود عسكرية أميركية سابقة لليبيين بدعم تدريبي وعسكري، ويقول إنها «تبخرت بعد مقتل السفير كريستوفر ستيفنز في ليبيا عام 2013»، معرباً عن قناعته بأن الغرض الرئيسي من مناورات تونس هو «احتواء نفوذ موسكو المتزايد بعد إنشاء الفيلق الأفريقي الروسي في المنطقة».

وتزامن هذا التطور مع لفتة رمزية، احتفت بها صفحات رسمية تابعة للقيادة العامة، تمثلت بإهداء آمر القوات الخاصة البحرية في طرابلس «درعاً تذكارية» إلى نظيره من بنغازي في ختام التدريبات.