القضاء التونسي يقضي بعودة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي

بعد النظر في جميع الطعون البالغ عددها 6

هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)
TT

القضاء التونسي يقضي بعودة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي

هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)

قضت المحكمة الإدارية في تونس، الجمعة، في ختام جلسات التقاضي بكامل مراحلها، بإعادة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي، ورفض قرار هيئة الانتخابات باستبعاد ملفاتهم، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية». وأنهت المحكمة، الجمعة، النظر في جميع الطعون وعددها 6، وقضت بإعادة المرشحين المنذر الزنايدي، وعبد اللطيف المكي، وعماد الدايمي، وهم من بين 14 مرشحاً كانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد رفضت ملفاتهم بدعوى تضمُّنها لخروقات قانونية. وتعد قرارات المحكمة نهائية وملزمة وغير قابلة للطعن.

عبد اللطيف المكي (غيتي)

وسيكون بذلك عدد مرشحي الانتخابات الرئاسية، التي تجري في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل 6 مرشحين، بمن في ذلك الرئيس الحالي قيس سعيد، الساعي إلى ولاية ثانية، وزهير المغزاوي، والعياشي الزمال. ويتعين الآن على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الإعلان عن القائمة النهائية رسمياً يوم الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر، إن الهيئة هي الجهة الدستورية الأولى المختصة بالإعلان عن المرشحين، موضحاً أنها ستنظر في قرارات المحكمة، وما إذا كانت هناك أحكام جزائية صادرة عن القضاء بحق المرشحين. وفي حال رفض الهيئة قرارات المحكمة، فقد يفتح هذا الباب أمام نزاع في الاختصاص.

منذر الزنايدي (الشرق الأوسط)

والخميس، قبلت المحكمة الإدارية في تونس، طلب الاستئناف الذي تقدم به الوزير السابق والناشط السياسي البارز، المنذر الزنايدي، بعد استبعاده من هيئة الانتخابات، لتقضي تبعاً لذلك بعودته إلى سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما وافقت المحكمة نفسها، الثلاثاء الماضي، على طلب الاستئناف، الذي تقدم به القيادي السابق في حزب «النهضة» الإسلامي، عبد اللطيف المكي، ضد رفض ترشحه في الانتخابات الرئاسية. وقال الدكتور أحمد النفاتي، رئيس حملة المكي، لوكالة «رويترز» إن القرار «عادل ويظهر صورة المحكمة الإدارية المعروفة بنزاهتها حتى في أحلك الفترات في تاريخ تونس». وكانت محكمة تونسية قد قضت، الشهر الماضي، بحرمان المكي من الترشح مدى الحياة للانتخابات، لكن مدير حملته قال إن القرار «غير باتّ، ولا يغير شيئاً، ولن يمنعه من المنافسة في انتخابات أكتوبر».

الرئيس قيس سعيد المترشح لولاية ثانية (أ.ف.ب)

وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت عن قبول ملفات 3 مترشحين، من بينهم الرئيس الحالي قيس سعيد، بينما رفضت ملفات 14 مترشحاً، لعدم استكمال الوثائق الرسمية، من بينها أساسا العدد المطلوب من التزكيات الشعبية، والضمان المالي المقدر بنحو 3 آلاف دولار.

وفي 13 من الشهر الحالي، أعلنت المحكمة الإدارية في تونس العاصمة تلقيها 6 طعون مرتبطة بنزاعات الترشح في الانتخابات الرئاسية. وقالت في بيان لها إنها ستنظر في الطعون عبر جلسات مرافعة، ومفاوضة بحسب الآجال المحددة في القانون الانتخابي.


مقالات ذات صلة

مباحثات لتعزيز التعاون بين بغداد وتونس

العالم العربي سعيّد والسوداني أجريا مباحثات لتعزيز التعاون بين العراق وتونس (إعلام حكومي)

مباحثات لتعزيز التعاون بين بغداد وتونس

بحث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس التونسي قيس سعيد التطورات السياسية والميدانية في المنطقة، وشددا على أهمية وقف الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شمال افريقيا الرئيس التونسي مع رئيس الوزراء الجديد (مواقع التواصل)

الرئيس التونسي: التعديل الوزاري من أجل «الأمن القومي» للبلاد

«تحول الوضع إلى صراع بين نظام دستوري جديد، ومنظومة فاسدة ما زال عناصرها يمنّون أنفسهم بالعودة إلى الوراء».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات التونسية يقدم آخر المستجدات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)

هيئة الانتخابات التونسية تتلقى 171 اعتراضاً حول التزكيات

تقديم 171 اعتراضاً في مختلف مقرات الهيئة، تتعلق بتزكيات شعبية مقدمة إلى مختلف المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا اجتماع جديد بين الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الداخلية وكاتب الدولة للأمن أسفر عن توجيه اتهامات خطيرة لبعض المشاركين في الانتخابات الرئاسية (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إحالة مسؤولين سابقين بتهم التآمر على أمن الدولة

اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد خلال اجتماع أمني سياسي جديد مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق بعض الشخصيات بالتورط في جرائم خطيرة.


مصر: تعهدات حكومية جديدة بحل أزمة «نواقص الأدوية»

إحدى الصيدليات داخل مستشفى حكومي في مصر (الصحة المصرية)
إحدى الصيدليات داخل مستشفى حكومي في مصر (الصحة المصرية)
TT

مصر: تعهدات حكومية جديدة بحل أزمة «نواقص الأدوية»

إحدى الصيدليات داخل مستشفى حكومي في مصر (الصحة المصرية)
إحدى الصيدليات داخل مستشفى حكومي في مصر (الصحة المصرية)

جدّدت الحكومة المصرية تعهدها بحل أزمة «نواقص الأدوية» في البلاد. وأكد رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، «تخصيص 10 مليارات جنيه حتى الآن في إطار حل أزمة الدواء». (الدولار الأميركي يساوي 48.6 في البنوك المصرية).

وبرزت على مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى من نقص عدة أدوية مهمة لأصحاب الأمراض المزمنة، من بينها شكاوى مرتبطة بـ«نقص الأنسولين ومحدودية توفّره ليكون متاحاً في عدد من الصيدليات الحكومية فقط خلال الأيام الماضية».

وناقش وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، ووزير الصناعة والنقل، كامل الوزير، الجمعة، فرص زيادة الاستثمارات في مجال توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية. وتم التأكيد خلال الاجتماع على «تذليل أي تحديات تواجه الصناعة المحلية، بما ينعكس على توفير الدواء بجودة عالية، وأسعار عادلة تلبي احتياجات المواطنين»، وفق بيان لوزارة الصحة المصرية.

من جانبها، انتقدت عضو لجنة «الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة إيرين سعيد، تأخر الحكومة في ملف توطين صناعة الدواء، عادّة أن «استمرار الإنفاق من أجل توفير النواقص لن يحقق حلولاً جذرية للأزمة على المدى الطويل».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة الاستثمار في قطاع الأدوية لا تتخطى 10 في المائة من استثمارات قطاع الأعمال العام، على الرغم من كونه استثماراً استراتيجياً للدولة، يفترض أن تكون حاضرة فيه بقوة من أجل ضمان توفير احتياجات المواطنين من الأدوية، لافتة إلى أن «بعض الشركات اضطرت للتوقف عن الإنتاج تخوفاً من خسائرها، بعد تحريك سعر صرف الجنيه، وزيادة أعباء الإنتاج، في ظل التسعيرة الجبرية على الأدوية».

بعض الأصناف الدوائية اختفت من الصيدليات المصرية (رويترز)

وقرر البنك المركزي المصري في مارس (آذار) الماضي تحرير سعر الصرف. ويعد الدواء إحدى السلع المُسعرة جبرياً من الحكومة المصرية، كالمواد البترولية والخبز، وتضم السوق المصرية «أكثر من 17 ألف دواء مسجل»، وفق تقديرات نقابة «صيادلة القاهرة».

في حين ربط مدير «المركز المصري للحق في الدواء»، محمود فؤاد، بين سعر الصرف وأزمة نقص الأدوية، مؤكداً أن تأخر الحكومة في التعامل مع الملف أدى إلى «توقف خطوط إنتاج بعدة مصانع من أصل 190 مصنعاً للدواء تقوم بتغطية احتياجات السوق المصرية بأكثر من 80 في المائة عند العمل بكامل طاقتها».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات التي استغرقت وقتاً طويلاً بين ممثلي الحكومة وشركات الأدوية بشأن إعادة النظر في أسعار الدواء، وتأخر الشركات في استيراد المواد الخام، أمور زادت من تفاقم الأزمة الموجودة منذ عام ونصف العام تقريباً، مع بداية أزمة نقص العملة، لافتاً إلى أن «كل مدخلات صناعة الدواء للمصانع في مصر تعتمد على المادة الخام المستوردة من الخارج، ووصولها للمصانع ثم تصنيعها ووصولها للمستهلكين يستغرق نحو 3 أشهر في المتوسط».

وتعهد رئيس الوزراء المصري، الشهر الماضي بأن يكون «تحريك أسعار الأدوية عبر حسابات دقيقة، وبشكل تدريجي حتى نهاية العام، لضمان عدم وجود أي نقص في الأدوية»، بعدما توافقت الحكومة مع المصنعين على زيادات تدريجية في أسعار مئات الأصناف.

لكن فؤاد يُشكك في مراعاة البُعد الاجتماعي في الأسعار الجديدة، قائلاً: «عادت بعض الأدوية المهمة التي نقصت لشهور إلى الصيدليات؛ لكن بنسب زيادة كبيرة لم تراعِ الوضع الاقتصادي للمصريين»، مشيراً إلى أن «أحد الأصناف الدوائية المهمة زاد سعره من 120 جنيهاً إلى 210 جنيهات».

وأضاف أن النقص الحالي للدواء أدى إلى ظهور «سوق سوداء» للحصول على بعض الأدوية، الأمر الذي ساهمت فيه عدة أمور من بينها «نقص الكميات المتوفرة، إضافة إلى أمور تسويقية خاصة بشركات الأدوية التي تحاول فرض كميات من أدوية أخرى على الصيدليات لشرائها، مقابل الحصول على حصة من الأدوية الناقصة».

كما تحدثت عضو «لجنة الصحة» بالبرلمان عن «النقص الكبير في الأدوية الحيوية، رغم التصريحات السابقة للحكومة بوجود كميات من الأدوية تكفي للاستخدام لعدة أشهر»، مؤكدة اعتزامها تقديم سؤال برلماني حول أسباب تصاعد المشكلة «بصورة مزمنة».