ليبيا: الأمم المتحدة لجمع أطراف أزمة «المركزي»

وسط تصاعد الخلافات بين الرئاسي و«النواب»

القائمة برئاسة البعثة الأممية في ليبيا خلال اجتماع مع القيادة العامة (الجيش الوطني الليبي)
القائمة برئاسة البعثة الأممية في ليبيا خلال اجتماع مع القيادة العامة (الجيش الوطني الليبي)
TT

ليبيا: الأمم المتحدة لجمع أطراف أزمة «المركزي»

القائمة برئاسة البعثة الأممية في ليبيا خلال اجتماع مع القيادة العامة (الجيش الوطني الليبي)
القائمة برئاسة البعثة الأممية في ليبيا خلال اجتماع مع القيادة العامة (الجيش الوطني الليبي)

بينما يتواصل التجاذب السياسي في ليبيا بين مجلسي النواب و«الرئاسي»، حول أزمة المصرف المركزي للبلاد، تخطط بعثة الأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ، لم تحدد موعده بعد، للأطراف المعنية بالأزمة بهدف التوصل إلى توافق، على الرغم من انضمام القائد العام لـ«الجيش الوطني» المُشير خليفة حفتر، إلى قائمة رافضي الإطاحة بالصديق الكبير من منصبه بصفته محافظ المصرف.

المنفي أكد أن قراراته بشأن تعيين محافظ ومجلس إدارة «نافذة» (رويترز)

وعدّ محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، أن قراراته بشأن تعيين محافظ ومجلس إدارة «نافذة»، ودعا مجلس النواب للعودة إلى الاتفاق السياسي الذي جمده بقرار «أحادي»، وقال في بيان، الثلاثاء، إنه «إذا رغب مجلس النواب في الالتزام بدوره الذي تقاعس عنه لسنوات، فيجب عليه السعي لعقد جلسة قانونية صحيحة، يتشاور فيها مع مجلس الدولة بناء على مخرجاتها».

ودافع المنفي عما وصفه بـ«ممارسة مهامه وفقاً للاتفاق السياسي في تعيين كبار الموظفين»، لافتاً إلى أن قرار تغيير الكبير اتخذ بالإجماع بتنفيذ خيار ممثلي الشعب لمحافظ يتمتع بالنزاهة والكفاءة.

وبرر القرار «بتخلي إدارة المصرف عن مسؤولياتها»، قائلاً: «تمكنا من اتخاذ تدابير أمنية واقتصادية حافظت على استقرار العاصمة والمصرف»، عادّاً أن زمن سيطرة الفرد الواحد على المؤسسة المالية، وما أدى إليه من عقاب جماعي ولَّى.

في المقابل، هدد مجلس النواب، على لسان النائب الثاني لرئيسه، مصباح دومة، أن «الخيارات كافة مفتوحة للحفاظ على ما تبقى من السيادة الوطنية والدفاع عنها»، لافتاً إلى ما وصفه بالظروف الحرجة، التي تمر بها البلاد من اغتصاب للاختصاصات الدستورية والقانونية، وفتح الطريق أمام العابثين الدوليين والمحليين».

هدد مجلس النواب أن «الخيارات كافة مفتوحة للحفاظ على ما تبقى من السيادة الوطنية» (النواب)

ومن جهته، وجه رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تحذيرات شديدة اللهجة، جاء فيها أنه سيستمر منع تدفق النفط والغاز إلى حين رجوع محافظ مصرف ليبيا المركزي لممارسة مهامه القانونية، حفاظاً على ثروة الشعب الليبي من العبث والسرقة، وصوناً لمقدرات الوطن. داعياً «كل من تجاوز صلاحياته ونسي مهامه، للعودة للحق وتجنب التورط في إصدار قرارات، واتخاذ إجراءات من شأنها زعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي».

كما ذكر صالح بأن قرار مجلس النواب رقم (7) لسنة 2024، بشأن تسمية محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه، ومجلس إدارته، صدر بموجب القانون ووفق شروطه، ويستلزم استمرار المحافظ الصديق الكبير ونائبه مرعي البرعصي في أداء العمل الذي كُلفا به بإدارة وتسيير المصرف المركزي بموجب القانون، مؤكداً أنه «سيتم التصديق على مجلس إدارة المصرف المركزي خلال الأيام القليلة المقبلة».

اجتماع المشري مع سفير بريطانيا (المجلس الأعلى للدولة)

بدوره، أعلن رئيس مجلس الدولة، خالد المشري، اتفاقه مع السفير البريطاني مارتن لونغدين، الذي التقاه بطرابلس، الثلاثاء، على ضرورة أن «يكون التغيير بالطرق القانونية، واستنكار القرارات الأحادية الجانب، التي لا تتسبب إلا في زعزعة استقرار البلاد»، مؤكداً دعم بلاده للحل بالطرق القانونية، وعدم تعريض الوضع المالي لليبيا دولياً للخطر.

في غضون ذلك، نفت السفارة البريطانية في ليبيا، صحة ما وصفته ببيان «زائف» منسوب إليها، تعرب فيه عن قلقها العميق جراء التحركات العسكرية في طرابلس، وأكدت التزام المملكة المتحدة بدعم البعثة الأممية في جميع الجهود المبذولة لتهدئة التوترات، وتعزيز مستقبل سياسي مستدام لليبيا.


مقالات ذات صلة

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

شمال افريقيا الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على تقرير ديوان المحاسبة: «ما نتوقعه من فساد وهدر للمال العام أكبر مما ورد بتقرير ديوان المحاسبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الوفد البرلماني الليبي برئاسة صالح في إيطاليا (مكتب صالح)

رئيس «النواب» يُشدد من روما على «حاجة ليبيا لحكومة موحدة»

دافع عقيلة صالح عن مجلسه خلال زيارته إلى روما، وقال إن «الجمود في العملية السياسية ليس بسبب البرلمان؛ بل نتيجة القوة القاهرة التي ذكرتها مفوضية الانتخابات».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا مسؤولون ليبيون خلال عملية إنقاذ عدد من المهاجرين بعد تعطل مركبهم أثناء محاولتهم الهجرة السرية نحو أوروبا (الشرق الأوسط)

شبح «توطين المهاجرين» في ليبيا يستحضر نظام «الكفيل الخاص»

إلى جانب المخاطر الدستورية المحتملة، يخشى مراقبون من تهديدات «التوطين» للأمن القومي في ليبيا؛ إذ قد ينذر «باختراقات أمنية خطيرة وارتفاع معدلات الجريمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع الوفد الأممي مع القيادات المحلية في سبها جنوب ليبيا (البعثة الأممية)

خوري: حان الوقت ليمسك الليبيون بزمام أمورهم

ناقش وفد أممي بقيادة خوري، خلال زيارته مدينة سبها بجنوب ليبيا مع كبار المسؤولين العسكريين، تحسن الوضع الأمني في الجنوب وتحديات أمن الحدود.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية

تصريحات منسوبة لسيف القذافي تعيده للساحة السياسية الليبية

يُبقي أنصار سيف الإسلام القذافي عليه حاضراً في المشهد السياسي الراهن بتصريحات غير موثقة للتأكيد على قربه من الحياة العامة رغم أنه لم يظهر في مكان عام منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السيسي: القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا

السيسي مستقبلاً عباس في القاهرة 8 يناير (كانون الثاني) 2024 (إ.ب.أ)
السيسي مستقبلاً عباس في القاهرة 8 يناير (كانون الثاني) 2024 (إ.ب.أ)
TT

السيسي: القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا

السيسي مستقبلاً عباس في القاهرة 8 يناير (كانون الثاني) 2024 (إ.ب.أ)
السيسي مستقبلاً عباس في القاهرة 8 يناير (كانون الثاني) 2024 (إ.ب.أ)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، إن «القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا»، معرباً عن «تضامن مصر الثابت مع الفلسطينيين في ظل الأزمات المتلاحقة».

وأضاف، في رسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: «المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي تُظهر عجز المجتمع الدولي عن وقف إراقة الدماء الفلسطينية».

ونقل محمد الشناوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، عن السيسي، دعوته «إلى معالجة جذور الصراع من خلال إحياء مسار حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، مع التأكيد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأشار بيان رئاسة الجمهورية إلى تأكيد السيسي على «التزام مصر بدعم صمود الشعب الفلسطيني»، رافضاً تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، وداعياً إلى ضرورة ترسيخ ثقافة السلام والتعاون لتحقيق استقرار المنطقة.