تكالة يلجأ للقضاء لحسم الخلاف على رئاسة «الدولة» الليبي

خوري تبحث في الجزائر سبل الدفع بالعملية السياسية

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT

تكالة يلجأ للقضاء لحسم الخلاف على رئاسة «الدولة» الليبي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

أنهى المجلس الأعلى للدولة الليبي جلسة صاخبة عقدها، الثلاثاء، في العاصمة طرابلس لانتخاب رئيسه الجديد، من دون إعلان رسمي عن فوز أي أحد من المرشحين الثلاثة، الذين تنافسوا على المنصب، وهم: خالد المشري، ومحمد تكالة، وعادل كرموس، وقرّر إحالة الخلاف، الذي اندلع خلال عملية اقتراع علنية، على المحكمة العليا لبتّه.

وأعلن خالد المشري، الرئيس السابق للمجلس، فوزه، ودعا الأعضاء لاستكمال الجلسة، وانتخاب نائبَيه الأول والثاني، وقال إنه «الرئيس الشرعي» للمجلس، ولن يتنازل عن حقه، واشترط للموافقة على اللجوء إلى القضاء تنازُل الرئيس الحالي محمد تكالة عن منصبه.

خالد المشري الرئيس السابق للمجلس (المكتب الإعلامي للمجلس)

وشهدت الجلسة جدلاً وفوضى إثر اعتراض المشري على عدم إعلانه رئيساً للمجلس، بعد حصوله على 69 صوتاً، مقابل 68 صوتاً لتكالة، بفارق صوت واحد، بينما طالب بعض الأعضاء بإعادة الجولة بسبب «الاشتباه في ورقة تصويت باطلة».

وطالب تكالة، الذي أمر بقطع البث التلفزيوني عن الجلسة، بإعادة التصويت، والشروع في جولة ثالثة، وسط جدل حادّ حول ورقة تصويت، كتب صاحبها اسم مرشحه على ظهر الورقة، وليس في المكان المخصص. واستؤنفت الجلسة بعد توقفها، فيما تمسّك المشري بفوزه استناداً إلى لائحة المجلس الداخلية، رافضاً طلب تكالة إعادة التصويت.

تكالة أمر بإعادة التصويت والشروع في جولة ثالثة (إ.ب.أ)

وكانت الجولة الأولى لعملية الاقتراع قد أسفرت عن انحسار المنافسة بين تكالة، الذي حصل على 67 صوتاً، والمشري الذى حصل على 54 صوتاً، بينما حصل المرشح الثالث عادل كرموس، الذى يترشّح للمرة الأولى، على 17 صوتاً فقط.

والتزمت حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال تقارير تحدثت عن إصدار الدبيبة تعليمات لمجموعة مسلحة تابعة لوزارة دفاعه بمحاصرة مقر مجلس الدولة في طرابلس، ومنع المشري من تسلّم رئاسة المجلس، بعد خسارة تكالة. وأظهرت صور بثّتها وسائل إعلام محلية تأمين «جهاز قوة الردع» التابع للحكومة لجلسة المجلس، التي عُقدت في أحد فنادق طرابلس.

السايح مستقبِلاً نورلاند في مقر المفوضية (المفوضية)

وفي شأن مختلف أدرج عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، لقاءه، الثلاثاء، بطرابلس، مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، في إطار دعم الانتخابات، لافتاً إلى مناقشة مواقف الأطراف السياسية من العملية الانتخابية، وانتخابات المجالس البلدية، وتأثيرها على إمكانية تنفيذها، وفرص نجاحها.

ونقل السايح عن نورلاند إشادته بجهود المفوضية لتوفير ظروف مثالية لإجراء انتخابات حرة وذات مصداقية، تعبّر عن إرادة الليبيين، وتطلعاتهم إلى دولة ديمقراطية مستقرة.

في غضون ذلك، قالت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال البعثة الأممية، إنها ناقشت، مساء الاثنين، في الجزائر مع وزير خارجيتها أحمد عطاف، الوضع في ليبيا، وتأثيراته المحتملة على المنطقة، مشيرة إلى أنهما تبادلا وجهات النظر حول سبل الدفع بعملية سياسية، يقودها ويملك زمامها الليبيون، وتيسّرها الأمم المتحدة بدعم دولي منسّق لوضع البلاد على طريق الانتخابات.

من جانبه، أعرب عطاف عن الأسف «كون الأزمة الليبية تخطت مؤخراً عامها الـ13، بزيادة تعقيداتها، وانحسار آفاق الحل السياسي.

وبعدما أرجع طول أمد الأزمة في ليبيا، إلى تزايُد وتعاظُم وتعقّد التدخلات الخارجية في شؤونها، عَدّ أن مفتاح حل هذه الأزمة يكمن أساساً في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات، ودعا مجدّداً جميع الأطراف الأجنبية إلى رفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي، مُبرِزاً أن إنهاء هذه التدخلات سيمكّن الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة، وإيجاد أرضية توافقية ستُفضي إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن البدء في التخفيض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة النفطي (الشرق الأوسط)

وفي شأن آخر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن البدء في التخفيض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة النفطي؛ أكبر حقل نفطي في البلاد، بسبب ظروف القوة القاهرة الناجمة عن اعتصامات تجمّع حراك فزان.

وناشدت المؤسسة في بيان لها، الثلاثاء، الأطراف المعنية ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية، ودعم جهود المؤسسة الرامية إلى استقرار الإنتاج وزيادته.

وتم إغلاق الحقل، الذي يقع على مسافة نحو 900 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، ويُنتج أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام يومياً، من قِبل محتجّين قبل بضعة أيام.


مقالات ذات صلة

​«رحلات اللجوء» تعمّق جراح السودانيين الفارين إلى ليبيا

شمال افريقيا جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي ينقل القتلى والمصابين السودانيين جنوب الكفرة (الجهاز)

​«رحلات اللجوء» تعمّق جراح السودانيين الفارين إلى ليبيا

في الصحراء الشاسعة بين ليبيا والسودان لقي كثير من الفارين من الحرب في الدولة المجاورة مصيراً غامضاً بينما مات آخرون في حوادث متفرقة أو في طريقهم للهجرة.

جمال جوهر (القاهرة)
الاقتصاد حقل الشرارة النفطي الليبي (رويترز)

ليبيا تعلن تخفيض الإنتاج في حقل الشرارة بسبب اعتصامات

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الثلاثاء عن بدء التخفيض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة النفطي.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا لقاء رئيس البعثة الأوروبية للمساعدة الحدودية مع رئيس أركان «حرس الحدود» بغرب ليبيا (البعثة الأوروبية للحدود)

​حقل «الشرارة» الليبي توقف تماماً... وتجديد اتهام نجل حفتر بذلك

ناقشت بعثة أوروبية لدى ليبيا معنية بالحدود مع سلطات العاصمة تعميق التعاون بشكل أكبر خاصة في دعم عمل حرس الحدود بغرب البلاد وتقديم المشورة حول تحسين الأداء.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا مدينة مصراتة (مواقع التواصل)

سكان في مصراتة الليبية يشتكون «طردهم من ديارهم»

يشتكي سكان بمدينة مصراتة (غرب ليبيا) تعرّضهم للطرد من منازلهم على يد الأجهزة الأمنية، بداعي بناء مول تجاري، وسط انتقادات حقوقية للسلطة التنفيذية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المجلس الرئاسي الليبي بطرابلس مع رئاسة أركان القوات الموالية لـ«الوحدة»

«الوطني الليبي» يلتزم الصمت حيال اتهامات لنجل حفتر بإغلاق «الشرارة»

تصاعدت أزمة إغلاق «حقل الشرارة» النفطي في ليبيا، إذ عدّته حكومة «الوحدة» المؤقتة «ابتزازاً سياسياً»، فيما التزم «الجيش الوطني» الصمت.

خالد محمود (القاهرة)

الأمطار والسيول تجتاح مدناً سودانية وتدمر آلاف المنازل

شارع غمرته المياه في مدينة بورتسودان بعد هطول أمطار غزيرة في الأول من أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
شارع غمرته المياه في مدينة بورتسودان بعد هطول أمطار غزيرة في الأول من أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
TT

الأمطار والسيول تجتاح مدناً سودانية وتدمر آلاف المنازل

شارع غمرته المياه في مدينة بورتسودان بعد هطول أمطار غزيرة في الأول من أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
شارع غمرته المياه في مدينة بورتسودان بعد هطول أمطار غزيرة في الأول من أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

تسببت أمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة في تدمير آلاف المنازل والمنشآت بعدد من المدن السودانية في الشمال والشرق والغرب، نجم عنها سقوط وفيات وإصابات وسط السكان جراء الانهيارات الكلية والجزئية لمساكنهم.

وأظهرت تسجيلات مصورة المياه تحاصر بالكامل مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، التي تعد من أهم مراكز التعدين عن الذهب في البلاد. وأفاد مقيمون هناك بأن الأمطار استمرت بغزارة لأكثر من 10 ساعات متواصلة دون توقف منذ الليل وإلى الصباح الباكر من الثلاثاء. وقال المواطن الطاهر حمزة إن عدداً من الأسر اضطرت للخروج بأطفالها من المنازل أثناء هطول الأمطار خوفاً من انهيارها. وأضاف: «إن الوضع كارثي والمياه غمرت المنازل والشوارع بكامل المدينة».

ووفق السكان، فإن النازحين الذين يتخذون من مقار المدارس المتهالكة مراكز للإيواء تضرروا بشدة من الأمطار الغزيرة.

ونوّهت مصلحة الأرصاد الجوية، الاثنين، بهطول أمطار غزيرة إلى متوسطة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية في معظم ولايات البلاد، إضافة إلى فيضانات، خاصة في نهر القاش، لهطول أمطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية والمرتفعات الإريترية. وحذّرت وحدة الإنذار المبكر من أن هذه الأمطار ستؤدي لجريان سيول جارفة، على مناطق وسط وشمال ولاية البحر الأحمر (شرق) وولايتي نهر النيل والشمالية.

تحذيرات من الأسوأ

ودعت الوحدة السلطات المحلية لاتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب، محذرة مواطني تلك المناطق بالولايات الثلاث للابتعاد عن المناطق المنخفضة ومجاري «الأودية والخيران». كما توقعت في نشرة حديثة، الثلاثاء، استمرار هطول أمطار بكميات ونسب متفاوتة مصحوبة بعواصف رعدية وسيول جارفة ورياح قوية في معظم ولايات البلاد.

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، تظهر مياه الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت مدينة أبو حمد، ما دفع آلاف الأسر إلى الاحتماء بالعراء وسط الأراضي المغمورة بالمياه. وعبّر مواطنو أبو حمد عن مخاوفهم من كارثة صحية جراء جرف مياه السيول المواد الخطرة التي تستخدم في تعدين الذهب إلى الأحياء السكنية، ما قد يؤدي إلى انتشار محتمل لبعض الأمراض.

وجرفت الأمطار الغزيرة الطريق البرية الرابطة بين مدينتي أبو حمد وعطبرة بولاية نهر النيل، وأغرقت عدداً من القرى، كما ألحقت خسائر فادحة بالمشاريع الزراعية.

الجنينة منطقة كوارث

من جهة ثانية، أعلن حاكم ولاية غرب دارفور، الطاهر آدم كرشوم، الذي يتبع «الدعم السريع»، رسمياً العاصمة الجنينة منطقة كوارث طبيعية بسبب السيول والفيضانات. وقال إن أكثر من 7 آلاف منزل تضررت كلياً وجزئياً، مناشداً «الأمم المتحدة» والمنظمات الأجنبية والوطنية التدخل العاجل لإغاثة أعداد كبيرة من المواطنين يعيشون في الطرق، في حاجة ماسة إلى الغذاء ومواد الإيواء. بدورها، قالت «لجان مقاومة الجنينة»، وهي «كيان أهلي»، الثلاثاء، إن المياه غمرت بالكامل أحياء الزهور والثورة وأردمتا. وناشدت بالتدخل العاجل لاحتواء السيول والفيضانات التي قطعت الطريق الرابطة بين الجنينة ووحدة مورني التي تغذي المنطقة بالبضائع والمواد الغذائية.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر السوداني أن الأمطار والسيول أحدثت دماراً كبيراً بمحافظة وادي حلفا بالولاية الشمالية، وشرّدت أكثر من 174 أسرة، اضطروا إلى الاحتماء بالمدارس والمساجد. وحذّرت «الأمم المتحدة»، الأسبوع الماضي، من معاناة محتملة يواجهها السودانيون مع دخول موسم الأمطار، بعد نحو 15 شهراً على اندلاع الحرب التي ألحقت خسائر جسيمة بالبنى التحتية، وأجبرت ملايين النازحين على اللجوء إلى مناطق معرضة للفيضانات.